تنظر المحكمة في السودان هذه الايام في قضية طبيبة تزوجت من اجنبي غير مسلم وانجبت منه طفلا وكانت الشرطة قد القت القبض علي المذكورة علي اثر شكوي تقدم بها احد افراد اسرتها بتهمة اعتناقها للديانة المسيحية وانجاب طفل غير شرعي، وتواجه المتهمة في حالة الإدانة تحت طائلة المواد 126 الردة،145 الزنا من القانون الجنائي السوداني عقوبة الاعدام علي تهمة الردة في حال ثبتت ولم ترجع عن اعتناقها ديانة غير الإسلام والحكم ببطلان الزواج والجلد مائة جلدة علي تهمة الزنا.
حسن الترابى عراب الإسلام السياسى بالسودان أفتى بمشروعية زواج المسلمة من أهل الكتاب من غير المسلمين
أما إعتناق المرأة المولودة فى مجتمع إسلامى، فهى لم تخير أى ديانة تعتنق، فهى ليست مثل المسلمين الأوائل الذين فى عهد الرسول (ص) أسلموا بإختيارهم ثم إرتدوا، وليست من زمرة بعض أهل هذا العصر الذين سمعوا وقرأوا عن الإسلام فأسلموا، ثم إرتدت. فهى كشخص راشد ماذا تعتنق إختارت المسيحية.
رغم أن الدين الإسلامى من أساسيات التعامل الإجتماعى والإخلاقيات والعادات والتقاليد فى السودان، وأساسى فى موضوع الزواج، غير أن السوايق الإجتماعية المتعلقة بالزواج فى حالات تبديل إمرأة لعقيدتها الإسلامية وإعتناق المسيحية (من أجل الزواج بمسيحى)، حسب علمى لم يقم أهاليهم أو مجتمعاتهم بمقاضاتهم بتهمة الردة، وإكتفوا بالمقاطعة. ونفس الشئ فى الحالات العكسية بإعتناق المسيحى للإسلام للزواج من مسلمة يقاطعهة أهله المسيحيين، ويرحب به المسلمين زوجاً لإبنتهم! ولعل من أشهر الحالات فى النصف الأول من القرن الماضى زواج الطبيب السودانى القبطى المسيحى بالممرضة السودانية المسلمة التى إعتنقت المسيحية (رحمهما الله) .
مراعاة لكل ما تقدم، إضافة لمدى تفاصيل تشريع حكم الردة ، والظروف التى تمت وطبق فيها إبان الدعوة خاصة فى عهد الخليفة الأول أبوبكر الصديق، ومدى إتساقه مع (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) ، كل ذلك يحتم ضرورة التفكر ومراجعة الأمر مراراً عندما تبرز مثل هذه القضايا (والتى تظل حالات محدودة). من ناحية أخرى إذا ذهبنا فى طريق تطبيق حكم الردة فالمعروف فى فتوى الردة أولاً الإستتابة، فهذا يعنى لو تابت المتهمة ورجعت مسلمة، فهذا يجب كل المسآلات عما ترتب فى فترة ردتها بزواجها بغير مسلم وإنجابها لطفل، أى تطلق من زوجها الغير مسلم. والله سبحانه وتعالى أعلم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة