دور المثقف المسلم في ظل التحديات الراهنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 02:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-07-2003, 06:36 AM

قسم الله إسماعيل ليبيا


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دور المثقف المسلم في ظل التحديات الراهنة

    أولاً من هو المثقف؟
    من بين المصطلحات التي كثر الحديث عنها وكثرت في ذات الوقت تعريفاتها التي ينطلق كل منها من أيديولوجية معينةحتي أصبحت أي محاولة لتعريف المثقف ستغوص بنا في غابة من التعريفات التي يصدر كل منها من موقف فكري معين فهناك من يعرف المثقف بأنه الحاصل علي الشهادة العليا الجامعية. وهناك من يقول إنه المهتم بشئون الثقافة والذي يتعامل مع الأفكار المجردة ويضعها فوق كل الاعتبارات الاجتماعية واليومية . وهناك من يقول إنه الشخص المهتم بقضايا عامه خارج إطار تخصصه وهذا ما ذهب أليه جون بول سار تر عندما قال " إن المثقف هو العالم الذي يخرج باهتمامه وعمله من حدود تخصصه إلي أفاق المصالح الإنسانية المشتركة " . إضافة إلي القول بأنه المتعلم ذو الطموح السياسي. ولعل أبسط تعريف هو ذاك الذي يحاول أن يفرق بين ما هو ذهني ويدوي وهذا تعريف غير دقيق لأن كل عمل يدوي مهما كانت بساطته لابد أنه ينطوي علي قدر من الجهد الذهني ولقد ذهب إلي ذالك غر امشي حيث قال إن كل إنسان مثقف حتى وإن لم تكن الثقافة مهنه له . وأن لكل إنسان رؤية معينة للعالم وخطاً للسلوك الأخلاقي والاجتماعي ومستوي معين من المعرفة والإنتاج الفكري وعليه إن كل إنسان مثقف مع اختلاف المستويات والدلالات الثقافية مما يعني أن مفهوم المثقف يمكن أن يكون شاملاً لمختلف القطاعات أطباء، معلمين، مهندسين، الخ. ومن هنا يطل علينا نوعين من المثقفين ، المثقف العام ، والمثقف المتخصص . ولعل من المفيد ونحن في رحاب الساحة الثقافية أن نميز بين الثقافة والأيديولوجيا. حيث إن الثقافة تعني المعرفة بالمعنى الشامل للكلمة إي الامتلاك النظري أو التقني أو الوجداني لحقائق الواقع الطبيعي والاجتماعي والإنساني عامة وما يتضمنه هذا الامتلاك من إنتاج وإبداع غير أن هذا الإمتلاك والإنتاج المعرفي يتعرض دائماً عند الممارسة الاجتماعية إلي توجيه وتوظيف مصلحي فئوي أو طبقي وهذا ما يحوله من مجال المعرفة إلي مجال الأيديولوجيا، والتي هي نسق من الأفكار والقيم والسلوك المعبرة عن مصالح طبقة من الطبقات الاجتماعية . نقول هذا ونحن نعي ذلك الاشتباك العميق بين المفهومين .

    ثانياً :- دور ومهام المثقف المسلم
    يجب أن ننتبه ونكون في غاية الحذر ونحن نقارب مناقشة مفهوم ودور المثقف في الفضاء الإسلامي أن نعود إلي ذلك الجدل والنقاش الذي دارا حول هذا الموضوع في فرنسا بلد نشؤ وتبلور هذا المصطلح والقيام بنقله إلي هذا الفضاء بشكل آلي وسريع لآن ذلك من شأنه أن يضلل القاري والبحث العلمي نظراً للاختلاف الواسع بين الفضائين وفي المقابل سوف يكون من المفيد جداً أن نبحث في التراث الإسلامي والعربي عن وجود إشارات تدلنا علي مفهوم مقارب لذلك وعندما يكون بحثنا بهذا الشكل فهذا يعني العودة إلي دراسة تطور مجريات تراث فكري ما وطريقة عمله وآلياته ضمن سياقات اجتماعية وتاريخية محددة تماماً وخاصة به دون غيره وعندئذ فقط يمكننا أن نرسم خريطة تصنيفية لأنواع المثقفين الذين يحتلون الساحة الفكرية والثقافية ومن ثم يمكن لنا أن نحدد الصورة النموذجية لما يمكن أن ندعوه بالمثقف المسلم ومن الناحية المنهجية يفيدنا استخدام مصطلح الساحة الذي بات يحظي باستخدام واسع ومصداقية كبيرة في مجال البحث العلمي بعد أن بلوره عالم الاجتماع بيير بوردو بشكل دقيق وشبة فيزيائي وجعله يتماشي مع الواقع حيث إن المجتمع ليس كله منسجم علي وتيرة واحدة بل هو ينقسم إلي ساحات مستقلة نسبياً مثل الساحة الاقتصادية والساحة الثقافية والساحة السياسية إضافة إلي الرياضية وهكذا ، ودراسة المجتمع من خلال تقسيمه إلي ساحات تسهل عملية فهمه بشك دقيق وتمكن الدارس أو الباحث من حصر نفسه في موضوع واحد وقتله بحثاً كما تخرجه من تلك الآراء والنظريات العمومية والإطلاقية التي فقدت مصداقيتها . وعملاً بهذا التقسيم نجد أن الاهتمام بالساحة الثقافية يأتي في مقدمة الأولويات ومرد ذلك إن المثقف يمتاز في حقيقة الأمر علي كافة الفاعلين الاجتماعيين في الساحات المختلفة باهتمامه بمسألة المعني وبتعبير أكثر وضوحاً إنه لا يكتفي بالعيش فقط بل يسأل عن معني العيش والوجود بل إنه يستطيع أن ينفصل عن ذاته وعن الوجود ولو للحظة من أجل أن يراقب ويري ويفهم . هذا علي عكس عموم الناس الذين يكتفون بالانخراط في العيش دون أن يسألوا عن معني كل لحظة تمر هذا بألاضافة إلي أن المثقف مختص من حيث المهنة بتفسير النصوص والآراء والظواهر. وفي إطار بحثنا عن إشارات تدلنا علي مفهوم لمصطلح مثقف نجد أن مختلف الفاعلين والنا شطين في الساحة الثقافية في الفضاء الإسلامي يدعون بالعلماء أو العالم بالمفرد ولكن هذا الاسم سرعان ما يتحدد بدقة طبقاً لنوع العلم الممارس من قبل كل عالم وينقسم العلماء بالمعني الكلاسيكي إلي عدة أنواع فمنهم الفقيه، المتكلم، والأديب، والمؤرخ، الخ . ولكن قلب استخدام علماء علي أولئك الذين تخصصوا بدراسة الساحة الدينية ونظراً لاهتمام العلماء من رجال الدين بتفسير معني الوحي وتحديد المعاني الدقيقة لأياتة ومن ثم استنباط الأحكام فأنهم يعتبرون مثقفين بامتياز .
    والواقع إن الساحة الثقافية التي أتيح لها إن تزدهر وتتوسع في الفضاء العربي والإسلامي هي ساحة الأدب وقد بلغت الساحة الثقافية العربيةوالإسلامية أوجها في القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي سواء من حيث العلوم والمعارف الممارسة فيها أو من حيث المشاكل التي طرحت للنقاش وتم تداولها بين المثقفين حيث كانوا يمارسون المعرفة النقدية بكل طيبة خاطر وانفتاح ومرونة دون أن يحسوا بالحرج العقائدي أو الخوف من النتائج والانعكاسات الأيديولوجية لعملهم . بل كانوا يتعمدون قصداً الخوض في النقاش حول الأفكار والصراعات اليومية بين العلوم العقلية والدينية بكل إكراهاتها. ومن أمثال هولا الجاحظ، وأبو حيان التوحيدي وأبن رشد ، والغزالي ، وغيرهم كل علي طريقته وحسب وجهة نظره . ولابد لنا من الإشارة والإشادة بالدور الحاسم الذي لعبة الفلاسفة في تدشين الموقف النموذجي الذي أدى في الغرب إلي ظهور ما ندعوه بالمثقف الذي يتحلي بروح مستقلة عاشقة للاكتشاف والتحري وذات نزعة نقدية واحتجاجية تعمل بأسم حقوق الروح والفكر فقط. كما تجب الإشارة إلي انعكاس عمل هولا الفلاسفة علي كافة مجالات العلوم والمعرفة التي كانت سائدة في تلك الفترة .
    مرحلة السياج الدغمائي المغلق
    تلك الساحة الثقافية الخصبة والمنفتحة علي كافة العلوم المتاحة في تلك الفترة والبعيدة عن كل المخاوف والإكراهات العقائدية التي تم توصيفها في الصفحات السابقة نجدها قد بدأت تضيق وتتقلص بداً من القرن الخامس الهجري – الحادي عشر الميلادي، عندما بدأت تتجلى نتائج المعركة التي كانت دائرة بين أهل الرأي وأهل الحديث والتي كانت تدور حول فهم أقوال الرسول صلي الله علية وسلم الخاصة بوجوب أتباع سنته وبأن المقصود منها أقواله وأفعاله الشارحه لما ورد مجملاً في تعاليم القران وما سوي ذلك من الأقوال والأفعال يجب أن يندرج في سياق الوجود الاجتماعي للشخص التاريخي بمعني إنها أقوال وأفعال غير ملزمة للمسلم في العصور التالية وهذه التفرقة بين سنة الوحي وسنة العادات مثلت بداية المعركة وكانت بين أهل الرأي وأهل الحديث ، حيث أصر أهل الرأي علي التفرقة بينهما بعكس أهل الحديث الذين أصروا علي الجمع بينهما ومن هنا يتضح أن المعركة كانت أساساً حول صياغة قوانين الذاكرة الجمعية للأمة وآليات إنتاج المعرفة بين أن تكون علي أساس النص كما يريد أصحاب الحديث أو أن تكون علي أساس العقل كما يريد أصحاب أهل الرأي دون إهدار لسلطة النص . إلا أن الغلبة كانت لأصحاب السنة أو الحديث وقد كان للأمام الشافعي ابو حنيفه دور بارز في هذا الانتصار من خلال توسيعهما لمفهوم الوحي ليشمل السنة وتوسيع السنة إلي الإجماع وبذا لم يبغي للعقل إلا القياس الذي قيد بشروط جعلته عبارة عن عملية توليد للنصوص التي تعتبر مسئولة عن جعل التراث الديني هو الإطار المرجعي الوحيد للعقل الإسلامي . ومن لحظة الانتصار هذه بدا تكوين ما أطلق علية الدكتور محمد اركون السياج الدغمائي المغلق من خلال فرض أرثوذكسية عملت علي إقصاء كل ما هو دنيوي من علوم ودحضت أي دور للعقل اللهم إلا توليد النصوص من نصوص سابقة . كما بات العمل الفلسفي مخفياً تماماً من الساحة وساد نمطان من العلماء نمط الفقيه الذي يحفظ علي ظهر قلب ويعيد إنتاج الكتب المدرسية للفقه دون أي ابتكار أو تجديد ، والنمط الأخر نمط الشيخ أو المرابط كما يطلق علية في المغرب العربي وهذا يكتفي بكونه الرجل الوحيد الذي يعرف يكتب ويقراء في القرية هو الوحيد الذي يكتب تعويذة أو حجاباً وكذلك يستطيع أن يجمع حوله عدد من المسلمين ويؤدي الصلاة الشعائريه .وهكذا دخلت الثقافة الآسلامية في مأزقها الذي قال عنه ادنيس أنه يتمثل في عمليتي الإبداع والإتباع أو الثابت والمتحول اللذين لم يلتقيا لقي حوار وأخذ وعطاء بل ألتقياء لقاء نفي وإقصاء وكانت الغلبة لدعات الإتباع اللذين راحوا يرمون أصحاب الإبداع بكل منكر وكفر وضلالة .
    وفي ظل عتمة هذا السياج ومنظومة آليات توليد النصوص لم يبغي للمثقف المسلم من وظيفة أو مهمة سواء التعرف علي الأشياء لا معرفتها والفرق كبير بين المفهومين حيث أن الأول يعني أن هنالك شيء موجود أصلاً أو منصوص عليه وما علينا إلا التعرف عليه من خلال الإطلاع علي النص أي إنه لا ينطوي علي أي إبداع ، وذلك عكس معرفة الشيء والتي تنطوي علي اكتشاف شيء لم تكن لدينا أي خلفية عنه أي أنه فعل إبداع.

    الطريق المسدود والمخرج الممكن :-

    إن السياج الدغمائي الذي جري الحديث عن كيفية تشكله والذي قام علي ركيزة الوحي أولاً ثم أضيفت السنة والإجماع إليه من قبل الفقهاء لابد لنا من أن نضيف أليه تلك المسيرة التاريخية الطويلة البالغة أربعة عشر قرناً لكل الشعوب التي انتشر فيها الإسلام وما طراء عليها من تطورات .
    وحتى نستوعب ونفهم سر بقاء هذا السياج علي تماسكه بل تصلبه في نواحي عديدة وتأثيراته علي مسيرة تطور هذه الشعوب يشير علينا الدكتور محمد اركون بالقيام بدراسة مقارنة بين هذا السياج الذي يلفنا ونظيره الذي كان سائداً في الغرب وكيف أنه بداء يتفتت وينهار بداءً من القرن السادس عشر في نواحيه الأساسية والحاسمة والتي ظلت مفروضة علي الغرب من قبل الكنيسة والدول المؤمنة بها لعدد من القرون وحسناً فعل الدكتور اركون لقيامه بتلك المقارنة التي تمثل أسلوب جيد أثبت أهميته في مجال دراسة الكثير من الظواهر وفي ما يلي أهم جوانب المقارنة ونتائجها .
    في الجانب الأوروبي نجد أن العلمنة التدريجية للمجتمع الأوروبي بفضل الصعود المتواصل للحداثة الثقافية والعقلية ( إصلاح، نهضة ، تنوير، حداثة) قد أدي إلي فصل الذري الدينية والسياسية والقانونية إضافة إلي استغلالية متزايدة لكل من البعد الاجتماعي ، والاقتصادي، والثقافي . هذا العمل المتعاظم كان للبرجوازية التجارية والرأسمالية القدح المعلي وكانت الكنيسة تمثل القطب الديالتيكي المضاد بسبب رفضها المتكرر للخروج من السياج الذي كان يؤمن لها السيطرة علي كل ذري الوجود البشري في الدنيا والآخرة .

    إما في الفضاء الإسلامي فنلاحظ :-
    أولاً : - غياب الطبقة الاجتماعية القادرة علي لعب دور مماثل لدور البرجوازية الغربية .
    وثانياً : - نجد أن طبيعة السياج التنظيمية والإدارية تختلف حيث لم يكن سياجنا يقوم علي التراتبية الهرمية التي تضبطه وتوجهه كما هو في السياج الأوروبي .
    وثالثاً : - استطاع السياج الأوروبي أن يضيف إلي سلطته البعدين الاقتصادي والسياسي علي عكس العلماء في سياجنا الذين لم يستطيعوا أن يحصلوا علي استغلالية سياسية ناهيك عن انفراد بها بل لم يستطيعوا حتى بلورة نظرية للربط بين السيادة العليا الروحية والسلطة السياسية التنفيذية . وفي مقابل ذلك قاموا بوضع مبدئين متناقضين.
    الأول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، والثاني إطاعة حاكم جائر خير من الفتنة داخل الأمة وهذا استناداً إلي المبداء الفقهي الذي يقول درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح.وهذا المبدأ ربما هو الذي يفسر لنا سكوت رجال الدين علي كل الدكتاتوريين الذين وصلوا إلي السلطة عبر الانقلابات العسكرية وهو في الأساس مبدأ يكرس الركوض والخمول الاجتماعي .
    رابعاً : - علي عكس ما حصل للسياج الأوروبي الذي راح ينفتح مضطراً علي الثقافة العقلية وقد توج كل هذا بانتصار الثورة الفرنسية التي قضت علي أخر رموز السياج وذلك بإعدام الملك لويس السادس عشر عام 1792 م ووضع حداً لتحكم الكنيسة علي رقاب الناس بأسم الحق الإلهي ، في مقابل ذلك نجد أن سياجنا وبدءاً من القرن الحادي عشر الميلادي ما أنفك يفتقر ثقافياً وعقلياً حتى يومنا هذا .


    المخرج الممكن :-

    إن التفكير بإمكانية الخروج من نطاق هذا السياج يشكل اليوم المرحلة الأولي من بحث علمي وعمل تاريخي علي المدة الطويلة. وذلك علي الرغم من كل المعوقات التي تعترض المثقفين رغم تكاثر عددهم والتي من بين أهمها الجمهور الذي لم يكن في مستوي الإعداد الذي يجعله مستعداً لاستقبال واستيعاب النظريات الفكرية والعلمية الجديدة ، إضافة إلي أن النخب الحاكمة تحاول دائماً التشبه بالمثقفين بل وتزدريهم ، وبسبب من هذين العاملين نجد أن المثقفين يواصلون التهرب من الاقتراب من جدار السياج المغلق أما بدافع التكتيك أو الخوف أو بسبب الجهل بتاريخ الإسلام والمجتمع ، مما يتيح فرصة اتساع رقعة ألا مفكر فيه في المجتمعات الإسلامية والتي يشكل الدين أكبر دائرة لا مفكر فيها علي الرغم من وضوح تأثيره علي كل أصعدت الوجود الفردي والجماعي ولفترة أربعة عشر قرناً هذا بالإضافة إلي الكثير من القضايا والأسئلة التي طمرت ودفنت بعد أن كانت مطروحة علي الساحة أبان فترة الازدهار والتي من بينها ، تاريخ النص القرآني وتشكله، تاريخ مجتمعات الحديث النبوي ، الشروط الثقافية والتاريخية لتشكل الشريعة ، ومسالة المسائل آلا وهي الانتقال من الرمزانية الدينية إلي سلطة الدولة والقانون القضائي ، وغيرها من القضايا التي لم تمس إلا مساً خفيفاً كحقوق الإنسان والمرأة والحريات العامة .
    وعلية لا سبيل للمثقفين لكي يقوموا بدور فاعل في إحداث التغير المنشود بغير الانخراط في النضال السياسي الفعال والواعي والأنغراس في رحم المجتمع والتعرف علي همومه ومشاكله والتعبير عنها مع الإشارة إلي أن هناك أكثر من سبيل إلي ذلك وليس الانتماء الحزبي هو الطريق الوحيد ، فتغذية روح النقد، وممارسة النقد الذاتي ،والمحاولات الجادة لتنمية الجوانب العقلانية في المجتمع. وتشجيع البحث العلمي والمعرفة العلمية خاصة ونحن في قلب عصر المعلومات وتكنلوجيتة المتعاظمة، إن تنمية أو تحقيق أي من ما ذكر سوف يساعد في إحداث التغيير.
    ولا يتأت ذلك إلا من خلال التفاعل بين فئات عقولنا علي اختلاف المذاهب والأعمار والدوافع. مع الأخذ في الاعتبار الواقع وقدرتنا علي الإفلات من مثلث بيروقراط ، تكنقراط، ثيوقراط، وحتى نتمكن من الإفلات علينا الاستناد علي المداميك التالية:-
    1- وجود متحد سياسي فيه إجماع كبير من قبل الشعب علي شرعية النظام السياسي الذي يكفل اشتراك المواطنين وقيادتهم في رؤية المصالح العامة للمجتمع والتقاليد والمبادئ والقيم التي يبني علي أساسها .
    2- اعترافنا بأن التحديات من الهول والضخامة بدرجة تفرض علينا تضحيات عديدة وتغيرات جذرية في المواقف والتوجهات .
    3- تجنب البداية من الصفر حيث أن المطلوب بعث الروح في المؤسسات القائمة وبناء ما لم يكن موجود منها وأول ضمانة للترميم والبناء وضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
    4- وضع الأجرات والآليات الكفيلة بتنظيم عملية التداول السلمي للسلطة لضبط الصراع السياسي واستيعاب الحراك الاجتماعي . وفي تقديري إن أي محاولة أو مساهمة للمثقف في تحقيق ما ذكر أعلاه هو إسهام جليل ومقدر مع التأكيد علي أن العمل السياسي سيظل دائماً هو الضمان والأساس لتحقيق هذه الجهود والقوة الدافعة نحو الطريق الصحيح. لذا علي المثقف أن يتقدم ويتحدي الصعاب وينخرط في التحليلات الجذرية مشخصاً أسباب الأوضاع الجارية والتي يأتني في مقدمتها القطيعة بين الدولة والمجتمع المدني والسلطات المضخمة للزعيم الواحد أو الحزب الواحد والمؤسسات الشكلية التي تستبعد المواطنين عن كل ما يتعلق بشئونهم . هذا علي الصعيد الداخلي أما علي الصعيد الخارجي فهناك تحديات الهيمنة الاقتصادية والتجارة الدولية تحت شعار العولمة التي تتوسل الثورة الأتصالاتية والمعلوماتية لتذويب حدود الزمان والمكان . في ختام هذه المحاولة المتواضعة حول البحث عن مفهوم ودور المثقف المسلم في ظل التحديات الراهنة التي تفرض علي المثقف بأن لا يكتفي بدور الباحث والمراقب من علي البعد أو الناظر بشفقة ورهبة للأحداث وما آلت أليه الأوضاع نود أن نضيف التنبيهات التالية:-

    1- إجهاض محاولات الثنائي ( الحكام ، ورجال الدين) لتحريم الحديث عن الأمور السياسية والدينية.
    2- إفشال أي محاولة للتقسيم والتشتيت والتصارع بين المثقفين.
    3- التخلص من الثنائيات الفكرية.
    4- العمل علي أحياء الفكر الفلسفي والبحث العلمي.
    5- اكتساب المهارات اللازمة للتحاور مع ثقافة الغير.
    6- نزع فتيل الخصومة التي يحاول افتعالها بين الدين والعلم.
    7- تنمية الوعي بأهمية التراث كمورد ثقافي مع التجديد وإعادة القراءة.
    8- التوعية بسلبيات العولمه مع الاستفادة من الإيجابيات.
    9- تجهيز العدة البحثية والمعرفية لكل مثقف.

    وشكراً
    قسم الله عوض إسماعيل
    ورقة مقدمة للبرنامج الرمضاني لشباب حزب الأمة بالجماهيرية 2001
























                  

العنوان الكاتب Date
دور المثقف المسلم في ظل التحديات الراهنة قسم الله إسماعيل ليبيا 12-07-03, 06:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de