|
هنيه يقول أن السودان وعد بتقديم 10 ملايين دولار للفلسطينيين
|
الشعب الفلسطيني الشقيق في حاجة كبيرة للمساعدات لكن الشعب السوداني أشد حاجة. الشعب الفلسطيني يجور عليه الإسرائيليين وهم في حرب معهم منذ وعد بلفور المشئوم لكن الشعب السوداني يجور عليه ثلة من أبنائه والمحسوبين عليه منذ ذلك الإنقلاب المشئوم الذي جلب النظام الحالي للحكم. شئ محزن ومخزي ودعاية رخيصة مضحكة أن يتبرع الشعب السوداني – وهو لم يفعل أصلاً – بل النظام الحاكم الذي أصبح يتخبط ويترنح مع تفاقم الأوضاع ونقمة العالم أجمع على ما يحدث في دارفور. إن أوضاع المواطن الفسلطيني سيئة لكن أوضاع المواطن السوداني أشد سوء بسبب سياسات الناظم الحاكم الخرقاء المتهورة التي لم تكتفي بإدخالنا في ذلك الخرم في حلمة أذن الصرصار أو مؤخرة الوزرة بل ها هي تحاول جاهدة إدخال الوزرة وهذا أمر لا طاقة لنا به ، ويقول أهلنا الطيبون "الزاد كان ما كفي ناس البيت حرم على الجيران". عشرة ملايين دولار في مقابل أن يثمن هنيه موقف الشعب السوداني تجاه الفلسطينيين ، فعل هنيه أو لم يفعل لن يزيدنا شيئا ، فما معني أن أري أو يري العالم أجمع على شاشات التلفزة وفي شريط صغير متحرك هذا الخبر المهزلة والذي يمر مسرعا ويتواري خجلاً. عشرة ملايين دولار يمكن أن تعمر الكثير مما فعلته الحرب الجهادية في إنسان الجنوب ويمكن أن تعيد تأهيل الكثيرين من ضحايا الحرب في غرب البلاد ، أناس يفترشون الثري ويلتحفون السماء تشرد فقر قهر مرض جهل عدالة إجتماية غائبة ومغيبة عنوة وإقتداراً. والمحزن المبكي حتى أولئك الذين حملوا السلاح وحاربوا الحكومة بأجندة التهميش والعدالة الإجتماعية وعدالة توزيع الثروة إرتضوا بقسمة السلطة وتنكروا لشعاراتهم الثورية بعد أن تنسموا نسمات أجهزة التكييف في القصر الجمهوري والفلل الرئاسية وكأننا يا زيد لا رحنا ولا جئنا ، وما يزيد الأحزان مأساوية أن خبر آخر أكثر إسفافاً وتفاهة فحواه "أن نائب رئيس الجمهورية يطلع على الأوضاع الإقتصادية التي يمر بها الشعب الفلسطيني ، ماذا عن الشعب السوداني يا سيادة النائب مالكم كيف تحكمون. فهل إطلعت سيادتكم على أوضاع البجه وقبائل الشرق التي تعاني الجهل والمرض وشح المياه وأبسط مقومات الحياة الإنسانية ، هل إطلعت على أحوال اللاجئين والمشردين في الجنوب والغرب ، هل إطلع سيادتكم على مدن الصفيح التي تحيط بالعاصمة إحاطة السوار بالمعصم ، هل أطلع سيادتكم على أحوال الناس في الشمال الصابرين الكاظمين الغيظ. هل فكر سيادتكم أن يتنازل ويرفع نظره عن الجريدة الصباحية وينظر من خلال زجاج سيارته المظلل على نسوة تمترسن خلف أواني الشاي والقهوة لإكتساب الرزق بعد أن جار عليهم نظامكم الحاكم قبل أن يجور عليهم الزمن هل رأيت منظر الشماسة والمتسولين والمجذوبين والذين يملؤن الطرقات ينبشون براميل القمامة بحثاً عن ما يسد رمقهم وأنت في طريقك إلى القصر الرئاسي متخم بعد أن أبدلت ثلثي الشراب والتنفس بالطعام. إن بلادنا حباها الله وأنعم عليها بخيرات وفيرة أنهار رقراقة ومناخات متعددة وطبيعة ساحرة وأراض زراعية خصبة ومساحة شاسعة وموارد وثروات في باطن الأرض وفوقها وتمازج وتنوع عرقي وثقافي فسيفسائي متناسق متجانس ، وفي ذات الوقت إبتلانا الله بسلطة فاسدة وساسة مفسدون جهلة قتله تسلطوا على الشعب فأحيوا من أحيوا وأماتوا من أماتوا أغنوا من أرادوا وأفقروا من أفقروا شردوا وقتلوا ولم يتبقي لهم إلا أن يأتوا بالشمس من المغرب. وبعد كل هذا تريدون أن يتبرع الشعب السوداني للفلسطينيين عار عليكم أن تكذبوا وعار عليكم أن تتقولوا علينا إفكاً ما لم نفعله أو نقله وعار عليكم هذه الفريه وهذا البهتان. فليكن التبرع بإسم نظامكم الحاكم أو بإسم حزبكم الحاكم والرئيس الحاكم والنائب الحاكم وبقية الزبانية ، نحن لا نتبرع للفلسطينيين ليس بخلاً ولا عدم إيمان بقضيتهم لكن تظل لنا قضية أهم وحاجة أكثر أهمية في الداخل ، نحن لا نملك قوت يومنا فأني لنا أن نتبرع ، فالجود أيها الحمقي القابعين على كراسي السلطة ومقدرات الشعب وثرواته من الموجود وأنتم قبل غيركم أعلم بأنه لا يوجد لدي الشعب شئ بعد أن أخذتم من كل شئ كل شئ وتركتم له لا شئ.
اللهم عليكم بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم إنك العالم بالسرائر، والمحيط بمكنون الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك وقدرتك واطلاعك على أمور خلقك، هذي شراذم من أهل الظلم والطغيان، عبيد من عبيدك، ظلموا وتجبروا ، وألغوا العواقب وما ذكروها، أطغاهم حلمك، وتجبروا علينا بغياً، وأساؤوا إلينا عتواً. اللهم قل الناصر، واغتر الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصف الحاكم، بك يتعز عليهم، وإليك يهرب من أيديهم، تعززوا علينا بخلقك، ونحن نعتز بك يا رب العالمين. اللهم إنا حاكمناهم إليك، وتوكلنا في إنصافنا منهم عليك، ورفعنا ظلامتنا إلى بأسك وقدرتك، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، اللهم أظهر قدرتك فيهم، وأرنا فيهم ما نرتجيه، فقد أخذتهم العزة بالإثم، اللهم فاسلبهم عزهم، وملكنا بقدرتك نواصيهم، يا أرحم الراحمين. اللهم ارحم المستضعفين من هذا أبناء الشعب الصابر في كل مكان،
|
|
|
|
|
|
|
|
|