(BRAKING NEWS)(الطيران المدني يناقش سحب الAOC من سودانير)

Quote: لقد تساءل الأستاذ محجوب محمد صالح في عموده أصوات وأصداء بصحيفة الأيام بتاريخ الخميس 2/سبتمبر/2004م العدد رقم 7987 عن الأساس الذي استندت إليه الإدارة الجديدة بالخطوط الجوية السودانية لتتخذ قرارها بإنهاء خدمات العاملين وتساءل إن كان ذلك تصفية للمؤسسة أم خطوة في سبيل الخصخصة تقتضي الانتقال من وضع قديم إلى وضع جديد , فهو حقيقة سؤال مشروع وحتى نحن الذين كنا حتى تاريخ 31/8 ضمن العاملين في سودانير نحتاج لإجابة واضحة وتتسم بالشفافية , وأقول قولي هذا لأنني اعتبر نفسي قريب من الحدث إلى حد ما .. !! وطالما تحدثنا ونصحنا وانتقدنا ، وأنا شخصياً أرسلت خطاباً الشهر الماضي بتاريخ 19/ 8/2004م إلى مجلس الإدارة الجديد والمدير العام وتمنيت عليهم أن لا يفرطوا في الكفاءات الموجودة في سودانير ، فقط من أجل تنفيذ قرار خاطئ صدر من وزارة المالية محملاً سبب انهيار الشركة للعاملين والكفاءات الفنية النادرة والغالية التأهيل والتي دفع ثمن تأهيلها كل فرد من أفراد الشعب السوداني ، من دماء وعرق ومعاناة وضرائب لا تحصى ولا تعد وأتاواي ، وزكاة أموال وغيرها الله أعلم أين تذهب فوائضها بعد خصم بندي العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والذين يستحوزان على حصتيهما كاملة وبزيادة. والحق يقال فلقد رد علي مكتب المدير التنفيذي بخطاب شكر وتقدير ، رقيق الحاشية متمنياً لي من الله أن يشكر لي سعي ويجزيني منه فضلاً وخيراً ..ولكن ! ومن الواضح كان الأمر قد حسم وانتهي وتم تشريد الجميع ، وأقولها صراحةً وبأعلى صوتي أن الخاسر في النهاية ، هو السودان ، والناقل الوطني سودانير ، لأن الذي حدث ، وأقولها وبكل فخر ، أحسن الكفاءات المؤهلة تأهيلاً عالياً يشهد لها العالم أجمعه ، من طيارين ومهندسين جويين وأرضيين ومضيفين ومضيفات وموظفي وموظفات عمليات جوية وأرضية وضباط حركة وموظفي تجهيز وتخطيط رحلات ركاب وشحن جوي وحجز وتذاكر وعمال معدات أرضية وسائقين وضباط أمن وحتى السعاة والفراشين ، كل هؤلاء قد تم التفريط فيهم بكل سهولة وبطريقة مهينة للغاية و أقول ذلك لأن أحد المسئولين صرح بالأمس القريب بأن الذين تمت إعادة استيعابهم ومن سيتم إعادة استيعابه لاحقاً هم الذين يتصفون بالانتماء للمؤسسة بالانضباط والتفاني في العمل والكفاءة والقدرة والأمانة وهذه الأخيرة نسي ذلك المسئول بأن عدم توفرها في كل الإدارات المتعاقبة كانت هي السبب الرئيس في انهيار الخطوط الجوية السودانية ، وأنا هنا لا أتحدث من فراغ ، فلقد قالها السيد وزير الطيران السابق في لقائه مع العاملين حين قال ( إنني أعلم بأن مشكلة سودانير تكمن في إداراتها العليا ، ولكنني غير قادر من التخلص منهم بسبب المجاملات وهذا قريبي وهذا حسيبي .. وهلم جرا !! ) ، وأننا حقيقة إن كنا فعلا ننشد الشفافية أريد أن أقول أيضاً بأن إدارة البلاد السياسية العليا حولها بطانة استشارية غير مؤهلة ، لماذا ؟ لأنه وبحسبة بسيطة فإن الأموال التي ستدفعها وتكفلت بها وزارة المالية لتسديد ديون سودانير ودفع تعويضات ومعاشات لحوالي 2100 مطرود من الخدمة والتي قدرت ب.(13) مليون دولار كحقوق العاملين زائداً (65) مليون دولار مديونية سودانير ، كانت كفيلة بدعم الشركة ، بشرط تنقيتها من الإدارات الفاسدة والمفسدة ، ثم بعد ذلك تحديد إن كان هنالك فائض عمالة أم لا وبطريقة علمية ونزيهة.وأرجو أن أوضح هنا بأنني لا أقصد أن أقدح في كفاءة أو نزاهة أو انتماء الذين أعيد استيعابهم ، ولكنني أحتج على اعتبار الإدارة الحالية أو من تحدث باسمها ، أن جميع العاملين بسودانير الذين لن يعاد استيعابهم هم بالضرورة وهذا ما ألمحت إليه التصريحات ، ليسوا من الذين يتصفون بالإنتماء للمؤسسة بالانضباط والتفاني في العمل والكفاءة والقدرة والأمانة، وأيضاً أود أن أوضح أمراً هاماً آخراً ، وهو إنني لا أكتب هذا المقال بكاءاً على إلغاء وظيفتي أنا ورفقائي الآخرين ، فنحن وخاصة الطيارين كنا قد فقدنا وظائفنا مهنياً منذ سنوات عديدة ، عندما كنا نصرف رواتبنا الأساسية كما قلت سابقاً ، ولا نمارس مهنتنا الأساسية ليس لعيب فينا أو تقاعس ، ولكن لعدم وجود الطائرات بسبب الفساد الإداري ، والتهميش والقفز المتعمد فوق وحول آراء ونصائح أهل التخصصات الفنية لتمرير وعقد الاتفاقيات والقرارات المشبوهة، والتي كثيراً ما انتقدناها وحزرنا منها ، ولكن لم تكن هنالك حياةً لمن تنادي ، ولقد أخذت جميع المسئولين العزة بالإثم.ولذلك ، وأنا رجل مهموم بالشأن العام قبل أن أكون طياراً ، أبكي على وطني الحبيب ، وأتحسر على سودانير نفسها ، الناقل الوطني الذي ومنذ فترة طويلة يذبح وينحر أمام أعيننا نهاراً جهاراً وليس في مقدورنا غير الصدح بالحق ، أما الشكية وخاصة في بيئة البلاد الحالية فهي بغير شك مذلة..!! أما نحن ، وأسمح لنفسي بالتحدث نيابة عن جميع العاملين المفصولين تعسفياً وخاصة الطيارين ، فكلنا ثقة في أنفسنا وكفاءتنا وانتمائنا للوطن وللمؤسسة المغلوبة على أمرها وأمانتنا ، وثقتنا قبل كل ذلك في الله على مستقبلنا وأرزاقنا ، وكما كانت تقول جدتي ، حكيمة زمانها ، المرحومة بإذن الله ، بخيتة بنت إدريس بن فضل الله : ( الله ما شقالو حنكاً ضيعو ) وأيضاً كانت تقول دائماً سجعها المفضل: ( كضَّاب مَن يَدُورْ مَحنة الجَّافي ..... والهِدم إن قِدم ما بينفعو الرافي )