[B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B]

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 03:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة كمال بشاشة(Bashasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2003, 11:25 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] (Re: kamalabas)

    العزيزان بشاشة وكمال،
    مثل بكري وبشاشة لا أرى اختلافاً جوهرياً بينكما. فكلاكما يريد لقيم حرية التعبير أن تسود. ولكني أرى بعض الشطط في اتجاه الأخ بشاشة. فإن الحرية غير المسؤولة ليست بحرية على الاطلاق، مهما ظن الفرد المتعاطي للحرية بنفسه الظنون.
    أتفق مع كمال بأن الأساءة للمعتقدات، مهما كانت متخلفة من وجهة نظر غيرالمؤمنين بها أمر لايليق بالأحرار. وقد أشار الأخ تهراقا إلى هذا ضمنياً في مساهمته. من يسئ لمعتقدات الآخرين فهو يهئ نفسه لكي يساء إليه وإلى معتقداته، وبالتالي إلى اتساع مساحة الشقاق غير المسؤول، وغير المفيد اصلاً.
    ولنعطي مثالاً حياً مما جرى حول الحجر الأسود، وغيره من شؤون تناولتها الأخت الكريمة روضة، بصورة أبسط ما يقال عنها أنها كانت مستفزة فيها حتى لمشاعر أكثرية المدافعين عن حقها في الحرية وحقها في الحياة من أعضاء هذا المنبر الحر. فإنني على الرغم من الصامدين، مثلكم هنا في التأيد على حقها الطبيعي باستمرار، إلا أنني شعرت بأنها تستفز مشاعري في العديد من المسائل. ولولا أنني مدرك، تمام الإدراك، لجوهر طرحها لكانت فقدتني كمدافع أصيل عن حقي وحقها في الحياة، وحقي وحقها في التعبير الحر عما تريد أن تعبر عنه. ولأن موضوع الحجر الأسود قد ورد كمثال في أكثر من مداخلة هامة فإني أنقل قولك يا بشاشة حين تقول:
    انا غايتو بفهم انو حرية التعبير تعني حرية التعبير واي قيد اوشرط يلغي هذا الحق تلقائيا وبذلك تنتفي دولة المواطنة ليحل محلها الدولة الدينية ذي ما حاصل الان .لانو لو اناما مسلم شي طبيعي انو الحجر الاسود مثلالا يعني اي شي بالنسبة لي وعليه لو عبرت عن سخريتي من تقديس المسلمين ليه ده حق اصيل من حقوقي المكفولة في بند حرية التعبير.ما المسلمين بسخروا من قيم الدين الافريقي باعتبارا "وثنية"!


    واقع الأمر هو أن القول بوثنية أديان الآخرين والتحقير من شأنها بسبب وثنيتها خطأ. وتحقير روضة لمعتقدات المسلمين خطأ كذلك. فإن للمسلمين شعائرهم ومعتقداتهم التي توارثوها منذ العهود الوثنية. الطواف حول الكعبة مثلاً، ووجود الكعبة نفسها، باعتبارها "بيتاً لله" من موروثات العهود الوثنية. ومعروف أن الكعبة كانت بها أوثان وأصنام، وأنها لايعقل أن تحوي أو تحيط بالله الحي القيوم، الذي وسع كرسه السموات والأرض. تستطيع روضة أن تقول هذا كما قلته هنا، وأنا مسلم أؤمن بما يؤمن به المسلمون، كما أنني أؤمن بالكثير مما يؤومن به غير المسلمين من أهل الديانات الأخرى من أمور مشابهة، باعتبار تلك الأمور تمثل مراحل هامة في تطورالعلم التجريبي الروحي في تجليات كافة الأديان.
    فالمسيحيون واليهود لديهم شعائر ومتعتقدات مادية ومعنوية تبدو لدى الوهلة الأولى غير منطقية، ولا يقبلها العقلن عند غير المسيحيين. مثلاً فإن مبدأ "الاعتراف" في المسيحية للقسيس مبدأ يخرق قيمة إنسانية سامية، وهي قيمة خصوصية العلاقة بين الفرد وربه. وكثير من الجرائم ارتكبت بحق أناس اعترفوا ببعض ذنوبهم، فتعرضوا لمشاكل كبيرة بسبب سوء أخلاق أخلاق بعض القساوسة. فقد يؤدي إلى فساد خلق القسيس إلى إفشاء مثل هذه الأسرار الشخصية الخصوصية، وبيعها في بعض الأحيان، بحيث تستغل في ابتزاز الشخص "المعترف."
    لإسلام لا يقر مبدأ الاعتراف لأي شخص. ولا حتي لنبينا الكريم على عظم شأنه. وذلك لأن القرآن يؤسس لمبدأ المسءولية الفردية بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريح الأديان. إقرأوا معي مثلاً الآيات الكريمات "لقد جئتمونا فرادى كما خلقانكم أول مرة" " لقد أحصاهم وعدهم عداً، وكل أتيه يوم القيامة فرداً" "لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجاً" "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"، وهكذا فإن القرآن مستفيض استفاضة واسعة في تقرير هذا المبدأ: مبدأ المسوؤلية الفردية،[/B/]
    التي لا يشارك فيها أي شخص، مهما سما، العلاقة فيها أي لأي شخص آخر بين العبد والرب. وهو يحيل "الاستتغفار" و أمرالمراقبة والمحاسبة للسلوك الفردي إلى علاقة مباشرة بين العبد وربه. فإنك تجد مثلاً الآية الكريمة "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" أو "وذا النون إذا ذهب مغاضباً، فنادى في الظلمات ألا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين*فساستجبنا له، ونجيناه من الغم، وكذلك ننج المؤمنين." ههنا ملاك الأمر. إذ أن علاقة الفرد بربه علاقة خاصة للغاية ويتهم فيها التضرع والتناجي بصورة خاصة للغاية، وبصورة غير مدركة للأفراد الآخرين بتفاصيلها.
    هذا مثال للحديث المسؤول عن متعقدات الآخرين، دون تجريحهم. فأنا هنا أقارن بين ديانتين، هما المسيحية والإسلام، في مسألة في غاية الأهمية فيهما. ولكني لا أستفز أحداً. ولوكانت روضة تتحدث عن مسالة الكعبة، أو الحج الأسود بنفس الصورة دون التجريح ودون الاستهزاء الظاهر بعقول المسلمين وبأنهم "متخلفون" وما شابه ذلك من العبارات، لما ترددت في أن أقبل حقها في طرح ما تريد، مع الاختفاظ بحقي في الرأي على ما تقول.
    مثلاُ، فإذا هي قالت لي بأن المسلمون "متخلفون" لأنهم يقدسون حجراً فإني قد أقول لها بأن كل الأديان، بما في ذلك اليهوية والمسيحية، فيهما، في العهدين، القديم والجديد، طقوس أشبه بالطقوس الوثنية، مثلما هو الحال في الإسلام. فلننظر إلى خائط المبكى كمثال من اليهودية مثلاً. إذن التفاضل هنا ليس في مسألة وثنية أو عدم وثنية دين ما، أو تخلف أهله، وإنما في ذهنية المتحاور في هذه الموضوعات وغرضه من الخوض في الحوار فيها. فإن الغرض من الحوار يبين في الأسطر أو الكلمات الأولي لدي المتحاور. وقد تبين لي بأن روضة لا تفصل في ذهنها بشكل دقيق بين الإسلام كدين وبين ممارسة مسلمي اليوم له البعيدة كل البعد عن روح الإسلام وعن أصوله. وهذا أيضاً ينطبق على الكثير من المسليمن حينما يتحاورون عن الأديان والمعتقدات الأخرى ويحطون من شأنها.
    فإذا قلت بأن المسيحيين "متخلفون" لأنهم "يعترفون" لإنسان خطاء مثلهم. وبأن هذا "تخلف" أكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء في الحرية المسؤولة في التعبير عن الرأي. فههنا الهدف من حديثي سيتضح منه أنني غير موضوعي وبأنني أسعى لتاكيد "التخلف" عند المسيحيين في الوفاء بشرط الخصوصية. وسيجر مثل هذا الحديث غير المسؤول من جانبي إلى استعداء غير مفيد، بل ضار جداً، بالحوار العميق المفيد والاحترام المتبادل بيني وبين محاوري من المسيحيين. ولكنني إذا طرحت رأيي المفصل آنفاً في المقارنة بين الإسلام والمسيحية في أمري "الاعتراف" -كوسيلة للصلة بالله، يدخل فيها عبد خطاء، وربما يكون مجرماً، كما وضح في حالات الكثير من القساوسة- و"الاستغفار" -كوسيلة مباشرة للصلة بين العبد وربه- فإنني لا أستفز ولا أجرح احداً، وإنما أقارن مقارنة مسؤولة وفي حرية تامة بين الأديان.
    جملة الأمر هنا هو أن هناك خط رفيع، كما أشار الأخ كمال عباس، بين ممارسة الحق في حرية التعبير، في أفضل تجلياتها، والفوضى الفكرية المستفزة. و والشعرة التي تفصل بين الفوضى والحرية هي مسألة المسؤولية الفردية، والاحترام المسؤول لمقدسات الآخرين، مهما كان رأينا فيها.
    الحق في التعبير الحر و غير المشروط بأي قيود حق أساسي. ولكن لابد أن يكون هنا ضوابط دستورية وقانونية تؤسس لمبدأ المسؤولية الفردية كصمام ِأمان ضد التعدي على حريات الآخرين ومعتقداتهم بغير وجه حق. ووجه الحق هو أن يكون التعبير في موضوع الحجر الأسود مثلاً خالياً من أي دوافع للتجريح والتشفي الشخصي أو الجماعي، ومليئاً بالدوافع الخيرة في تعميق الحوار بين الأديان. وهذا أيضاً أصل أصيل في الدساتير كلها على تفاوت بينها في التعبير عنه دستورياُ، وعلى تفاوت كبير جداً بين الأمم في التطبيق لمبدأ حرية التعبير ومبدأ المسؤولية والاحترام لكرامة الإنسان في القيام بذلك. المطلوب منا هو أن نعطة وزناً مقدراً لا طروحات المنظمات العالمية لحقوق الإنسان، وصون مشاعره. وهناك منظمات دولية كثيرة عاملة في شأن رعاية الحقوق الاساسية في العالم بأسره مثل الأمم المتحدة وتفريعاتها المتخصصة لترسيخ مبائ الحرية حنباً إلى جنب مع مبادئ المسؤولية والاحترام المتبادل بين الشعوب لديانات بعضها البعض.
    هذا أمر في غاية الأهمية. فإن روضة إذا استمرت في تجريح مشاعر المسلمين بالصورة التي فعلت، وإذا قدر لها القبض بأسباب السلطة، فإنها ستجد نفسها في نهاية المطاف تعيد انتاج الأزمة السودانية بصورة جديدة، مع اختلاف المواقع بين المستهزئ والمستهزأ منه، والقاهر والمقهور. وإني متأكد جداً بأنه لا روضة ولا نحن يجب أن نرضى لأنفسنا بهذا الأمر. وذلك لأننا نستطيع أن نقارن بين الأديان وأن نتحاور دون الحاجة إلى التجريح. فإن الإسراف في "الحنق" والتهور غير الموضوعيين، في استفزاز مشاعر الآخرين بالتقليل من شأنهم، وذلك بالاستهزاء من معتقداتهم، ينتج عنه تأزيم حقيقي للعلاقة بين المتحاورين! وهذا قد ينتج عنه تجديد للحروب وللاقتتال إلى مالا نهاية، بحيث قد تجد جماعة جديدة قابضة على السلطة نفسها في مواجهة مع جماعات لا تشاركها المعتقد. هذا ما تسعى لتجنبه كل قوى التنوير والتجديد في السودان. وروضة قطعاً ستكون جزءاً أصيلا من نسيج قوى التنوير، لذلك فإنه يتعين عليها أن تتفهم مشاعر الجمهور الذي تريد تنويره وأن تتفهم معتقداته الدينية، مهما كانت تختلف معها أو لا تؤمن بها.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 11-28-2003, 01:24 PM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 11-28-2003, 01:25 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
[B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Bashasha11-21-03, 08:11 AM
  دولة المواطنة يا كمال عباس! Bashasha11-21-03, 08:14 AM
    Re: دولة المواطنة يا كمال عباس! Bashasha11-21-03, 09:01 AM
      Re: دولة المواطنة يا كمال عباس! Bashasha11-24-03, 10:46 AM
  Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] kamalabas11-25-03, 03:16 AM
    Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Bashasha11-25-03, 09:19 AM
      Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] ترهاقا11-25-03, 02:01 PM
  Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] kamalabas11-25-03, 03:08 PM
    Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] kamalabas11-28-03, 05:23 AM
      Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Bashasha11-28-03, 06:59 AM
      Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Bakry Eljack11-28-03, 07:04 AM
        Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] kamalabas11-28-03, 07:57 AM
  Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] kamalabas11-28-03, 09:24 AM
    Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Bashasha11-28-03, 10:04 AM
    Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Haydar Badawi Sadig11-28-03, 11:25 AM
      Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] Roada11-28-03, 02:12 PM
  Re: [B]دولة المواطنة يا كمال عباس![/B] kamalabas11-29-03, 05:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de