|
لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين.
|
هذه محاولة لنقد العقل اللا نقدي في السودان، تجاه الولايات المتحدة الامريكية من موقع مصلحتنا كشعب سوداني.
باختصار شديد نجد الحزب الشيوعي تحديدا واليسار الاشتراكي بعامة، وبحكم ولاءه للمعسكر الشرقي، هو المسؤول الاول عن حضن بيض الكراهية لامريكا، كجزء من تبعات الحرب الباردة.
بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وبسبب مضاعفات الصراع العربي اليهودي، نجد الاسلام السياسي في السودان كوكيل للثقافة والمصالح العربية في السودان ينفخ في نار مجوس الكراهية لامريكا اللتي اشعلها اليسار.
في كلا الحالتين نجد ان مصالحنا كشعب سوداني تمت التضحية بها من اجل مصالح الاخرين!
في المرة الاولي عادينا الغرب وامريكا من اجل الشرق او روسيا، والان من اجل فلسطين والعراق!
ماهذا بالله عليكم؟
لكن وبما اننا نعاني من حالة غيبوة بسبب ازمة الهوية، نجد انفسنا باستمرار اداة في يد الغير ولخدمة مصالح الغير.
زمن الحرب الباردة، الصراع العربي اليهودي "وليس الاسرائلي" مثل فرصة تاريخية للسودان ليلعب دور قوة اقليمية لها وزنها، تماما كما هو الحال مع مصر اللتي تعيش من ريع موقعها كقوة اقليمية، اولا واخيرا!
اكثر من هذا لو لا استثمار لهذا الموقع "الناصية" لربما بحث المصري عن قوته في اجحار النمل كما فعلنا نحن.
هناك ما يدل ان الغرب كان علي استعداد، لتمكين السودان من القيام بدوره كزعيم ومركز قوة اساسي في القارة الافريقية، ولكن الحزب الشيوعي قبل القوميين العرب وقف بالمرصاد ضد اي تقارب مع الغرب وبالذات الولايات المتحدة، باعتباره مخلب قط لمصالح السوفييت!
الان اقدار التاريخ فرضت علي الغرب وقطبه الاوحد، تغيير جذري وب 360 درجة، للسياسة المرسومة للسودان في ام الكتاب!
لدرجة استدعت بذل كل نفيس وغال لايقاف حربنا الاهلية العبثية، سناريو واخراج الغرب نفسه، علي نحو يصادم الاستراتيجية الاصلية!
الان ونحن نقبل علي بداية صفحة جديدة، ستلعب فيه الولايات المتحدة دورا متعاظما، يدفعني الفضول للتسأؤل: ماهو انعكاس دوغماء الكراهية لامريكا، بلا مبرر اي كان، للدور الامريكي في السودان؟
في الختام ومن باب الامانة مع النفس والقارئ، لابد من توضيح مرتكزاتي الفكرية اللتي صاغت هذه الرؤية:
كقومي افريقي، انا اؤمن ان الصراع في العالم صراع ثقافات حول المصالح. وبما اننا نعيش في عصر رأسمالي، فصراع الثقافات يعبر عن نفسه في شكل صراع اجناس وبالتحديد وكمحصلة نهائية الصراع سينحصر ما بين البيضان والسودان، كما بدأ اول مرة في مصر السفلي، والذي انتهي بطردنا من مصرنا، ابنتنا الكبري بنهاية الاسرة 25 وبالذات بعد هزيمة ترهاقا.
بسقوط دنقلا، انتقلت السيادة علي مقادير العالم للمهد الشمالي للحضارة. استراتيجيا لا افرق بين العربي والغربي واليهودي، حيث يتبع ثلاثتهم لثقافة المهد الشمالي والجنس الاري او القوقازي.
تكتيكيا وفي الظرف الراهن كافارقة وكسودانيين مصالحنا تقتضي الحياد في الصراع العربي اليهودي، مما يستدعي الموازنة الدقيقة في علاقتنا بالعرب واليهود وعلي قدم المساواة، علي ان نميل متي مانميل، حيث مالت مصالحنا.
وحيث لا افرق كثيرا مابين امريكا واسرائيل علينا ان نوطد علاقاتنا بالاثنين علي نحو يخدم الخلل في التوازن القائم الان، والمائل كلية تجاه العرب بلا طائل او ادني مردود، بل ضار تماما لمصلحة السودان.
وفي كلمتين، لا للعداء لامريكا واسرائيل، من اجل عيون العرب.
اتمني من المتداخلين توضيح منطلقاتهم الفكرية علي نحو واضح وصريح، مع الالتزام بمصلحة السودان كمعيار، وليس الشعارات والمنطلقات الشخصية والعاطفية وشكرا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | Bashasha | 04-12-04, 01:11 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | خالد الحاج | 04-12-04, 01:34 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | kamalabas | 04-12-04, 01:48 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | kamalabas | 04-12-04, 02:26 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | مراويد | 04-12-04, 02:39 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | مراويد | 04-12-04, 02:43 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | maryoud ali | 04-12-04, 03:02 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | Bashasha | 04-12-04, 03:09 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | Mohamed Adam | 04-12-04, 05:30 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | Bashasha | 04-13-04, 08:44 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | ودقاسم | 04-13-04, 09:34 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | حمزاوي | 04-13-04, 10:13 AM |
Re: لا عقلانية العداء لامريكا بين السودانيين. | Bashasha | 04-16-04, 11:37 PM |
|
|
|