يـــوم المـــــرأة..........و........طهــــارة الســــُنة

عزيزي سجيمان
أولا أهنئ القراء والقارئات بيوم المرأة العالمي الذي مر علينا قبل يومين..
هل هناك ما يسمى ختان أو خفاض السنة؟؟ والجواب المباشر هو لا ، فالإسلام عندما جاء في القرن السابع لم يسن الخفاض للنساء.. وإنما كانت ممارسة الخفاض سابقة لمجيء الإسلام بأمد بعيد.. ويقال أن النبي عليه السلام عندما هاجر إلى المدينة كانت هناك امرأة اسمها أم عطية تمارس ختان بنات الأنصار، وأنها سألت النبي عن ذلك فقال لها: ( اخفضي ولا تنهكي).. وبهذا المستوى فهو أقرار والإقرار ليس سنة وإنما هو لاحق بالشريعة، ومعلوم أن الشريعة مفتوحة للتطور نحو السنة التي هي عمل النبي وقوله الدال على حاله.. وأنا أعرف أن الفقهاء يقولون أن السنة هي عمل النبي وقوله وإقراره ولكن هذا ليس دقيقا.. بل إن عمل النبي نفسه ينقسم إلى سنة عبادة وسنة عادة..*** ولكن هذا ليس موضوعنا، أنظر النجمات أسفله.. وقد أخرج الجمهوريون في أكتوبر عام 1981 كتابا اسمه "الخفاض الفرعوني" جاء فيه:

وفي حديث أحمد، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء" ، وهذا حديث واضح في التدليل علي ان الخفاض ليس سنة، فالنبي الكريم لم يسمه سنة، وانما سماه مكرمة، في حين سمي الختان بالنسبة للرجال سنة .
والمكرمة في الختان أنما تجئ من حكم الوقت، الذي جعل الوصاية علي المرأة وما يتفرع عليها من تشاريع هي الوسيلة للصون والعفة .. فالختان حتي في المستوي المهذب منه هو تشريع مرحلي، وليس اصلاً في الاسلام، وإنما الاصل هو العفة التي تقوم في الصدور، صدور الرجال والنساء، وهذه ليس سبيلها الكبت وإنما سبيلها هو التربية" انتهى النقل من صفحة ( 46) من الكتاب.
يمكن لمن يريد استزادة في مسألة الخفاض وحادثة فتاة رفاعة أن يرجع إلى مقال الأستاذ خالد الحاج في الرد على الدكتور خالد المبارك في هذه الواصلة
http://www.alfikra.org/articles/article_099.htm
وأنا أعرف أن هناك من فقهاء المسلمين من يضعفون الأحاديث الواردة في مسألة الخفاض ومنهم شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي وقد تابعت في الصحف والمجلات المصرية خلافه مع مفتي مصر وقتها المرحوم جاد الحق علي جاد الحق الذي لا يرى أن أحاديث الخفاض ضعيفة ولذا فهو يرى أن الخفاض سنة.. وهو مثله في ذلك مثل من يرى أن إطالة الذقن سنة لورود الحديث المذكور بشأنها..


*** وسنة العادة ليست بالضرورة ملزمة بالاتباع.. فمثلا عادة إطالة اللحية وقص الشارب ليس سنة دينية وإنما هي سنة عادة يمكن لمن يريد تركها أن يتركها وليس عليه من بأس.. وعليه فإن الحديث النبوي "حفوا الشوارب وأعفوا اللحى" يلحق بأحاديث الشريعة المرحلية.. ***

عزيزي السنجك
سلامي وأشواقي
لقد تأثرت بعد قراءة قصة صاحبك التي ذكرتها.. وقد عنّ لي أن أكتب في مسألة الزواج وهل يسأل الشاب إن كانت الفتاة التي يريدها مختونة أم لا.. ليس في يدي أن أنصح صاحبك أن يتزوج بالشابة التي تعرف عليها أو لا يفعل فإن ذلك يرجع له وحده.. ولكني أستطيع كطبيب أن أقول له ولغيره أن الزواج الناجح لا يشترط فيه أن تكون المرأة غير مختونة.. هذا لا يعني أن الختان أمر مقبول، ولكن قد يعني أن وجود الختان لا يجب أن يكون حائلا دون الزواج.. وإن كان لصاحبك من عزم في تغيير المجتمع إلى الأحسن عليه أن يلتزم بعدم ختان بناته مستقبلا لا أن يرفض الاقتران بفتاة إلا إذا كانت غير مختونة..
فيما أرى أن السودانيين الشباب، رجالا ونساء، ما زالوا ينظرون إلى الزواج نظرة دون المستوى الإنساني المطلوب.. فمثلا لا يزالون متمسكين بمسألة المهر المادي إن لم يكن المغالاة فيه، وهذه تجعل الزواج لا يختلف عن الصفقات التجارية التي تقوم على الثمن وجودة البضاعة.. وهذا أمر محزن..
سأقتبس بعض الفقرات من كتاب خطوة نحو الزواج في الإسلام، للأستاذ محمود محمد طه الصادر منذ عام 1971، .. فقد آن الأوان للمسلمين أن يتطوروا في فهم دينهم فيقبلون على الزواج بالمستوى الذي يليق بتكريم الله له في جوهر الدين..