|
Re: حضارتهم و خلاصنا (Re: رأفت حسن عباس)
|
مرحبا بك، أخي رأفت، بينا. جدّ سعداء بإنضمامك لمنبر سودانيزاونلاين. أدرك أنّك إبن أستاذي و أستاذ الأجيال، المربّي الدكتور حسن عبّاس صبحي، لكنّك اّثرت أن تحذف الإسم الثالث الذي يميّز والدكم المرحوم د. حسن عباّس صبحي من الإسم الذي تسجّلت به علي موقع سودانيزاونلاين للنقاش عملا بمعني البيت الشعري الشهير: ليس الفتي من يقول كان أبي، إنّ الفتي من يقول هاأنذا.
و إمعانا في التواضع نراك تحذف صفتك الأكاديميّة: د. رأفت حسن عبّاس صبحي من أسم التسجيل بمنتدي سودانيز اونلاين للنقاش. حبابك عشرة و نأمل أن يطيب لك المقام بيننا.
الموضوع المطروح للنقاش في الخيط السايبيري الذي إفترعته أعلاه، عميق في أبعاده الفلسفيّة. و يمكن طرح السؤال المتضمّّن في الجزء المقتبس من كتاب المهاتما غاندي: " حضارتهم و خلاصنا " علي النحو التالي: هل الروح القوميّة التي تتميّز بها أمّة بعينها تكفي وحدها كأساس لتماسك أمّة ما و بقائهاحيّة لاّّماد طويلة في سجلّ التاريخ، أم أنّ عوامل أخري كالإختلافات العقديّة و العرقيّة داخل ذات الأمّة يتكون أشبةه بالقنبلة الموقوتة التي ستعمل عل تقويض تلك الأمّة في مقبل الايّام؟ في تقديري أنّنا نحتاج لتعريف المصطلح السياسي المستعمل في النص المقتبس، أعني: الروح القوميّّة. ماهي الروح القوميّة لشعب إنسانيّ ما؟ و هل عناصر المعتقد المشترك، اللغة اللمشتركة، التاريخ المشترك، الأيدلوجيّة السياسيّة المشتركة، و العرق المشترك فيه.؟ في تقديري أنّ كل تلك العوامل تدخل في تركيبة المصطلح السياسي المعروق بأسم: الروح القوميّة لأمّة إنسانيّة ما. في هذه الحالة يلزمنا أن نتسائل: هل كل تلك العناصر المكوّنة لمصطلح: الروح القوميّة قي مستوي واحد من القوّة لضمان بقاء و تماسك تلك الأمّة لاّماد تاريخيّة طويلة؟ في تقديري أنّ بعض تلك العناسر أكثر تأثيرا عن سواها في غعمق مساهمتهافي المحافظة علي وحدة أمّة ما لحقب زمنيّة طويلة. من الواضح أنّ عنصري اللغة و العرق يتساوقان. ففي الغالب الأعم تجد أنّ العرق الإنسانيّ الواحد يتحدّث لغة واحدة. لكنّك قد تجد عرق إنسانيّا بعينه ، و لنأخذ العنصر الهندي، علي سبيب المثال، تتعدّد المعتقدات الدينيّة التي يعتنقها أفراده. المهاتما غاندي رجل مثالي و متسامي روحيّا. ما ورد في كتاباته قد سيجد قبولا من نسية سكانيّّة ضئيلة داخل دولة الهند من ذوي المكوّن الروحي السامي. و الشاهد أنّ الإعتقاد الديني، و تحديدا: الإسلام يلعب دورا كبيرا في تشكيل الشخصيّة الأنسانيّة التي تعتنقه. لذا لم يكن مستغربا أن أدّي الإختلاف الإعتقادي بين أبناء الوطن الهندي الي خلق مشاحنات و مواجهات عنيفة بين أبناء الوطن الواحد. و أظنّه لا يخفي عليكم أالحروبات الأهليّة التي تمّت بين المسلمين و الهندوس الهنود. و لم تتوقّّّّّف تلك الحروبات إلا بعد أن إنفصل المسلمون الهنود عن الدولة الأم: الهند.و المهاتما غاندي نفسه راح ضحيّة للتطرّف الديني. و نحن نعلم أنّ قاتل المهاتما غاندي هو هندوسي متطرّف لم تعجبه ورج التعايش و المحبّة التي كان يوليها المهاتما غاندي لبني جلدته الهنود المسلمين. و يمكننا الإستدلال علي غلبة عناصر العرق و اللغة المشتركة علي الأيدولوجيّة السياسيّة المشتركة بمثال دولة الإتّحاد السوفيتي. الإتّحاد السوفيتي أنقسم الي دول عديدة يربط بينها عناصر اللغة، الرق، و المعتقد الروحي بعد الهزيمة الأيدولوجيّة التي حاقت بالإتّحاد السوفيتي القديم. و المثال الأخير. الذي يمكن الإستدلال علي غلبة عنصر العرق علي ما سواه من عناصر تدخل في تعريف مصطلح: الروح القوميّة المشار إليه أعلاه، هو الحرب الأهليّة الدائرة الاّن في جزء عزيز من وطننا بين حكومة جمهورية السودان و عناسر محاربة ذات أعراق أفريقيّة صرفةفي إقليم دارفور . ضد يسأل سائل: و ماذا عن النموذج الأمريكي؟ الإجالبة عل هذا السؤال ستكون بالغة التعقيد، ربّما أتمكّن من شرحها في مرّة قادمة.
أتركك في رعاية الله و حفظه.
طارق الفزاري ود زينب
|
|
|
|
|
|
|
|
|