|
"العدالة الانتقالية" هى الخيار الأفضل للسودان فى الوقت الراهن/كمال الجزولى
|
كمال الجزولى أمام مؤتمر محاميى بريطانيا وويلز:
"العدالة الانتقالية" هى الخيار الأفضل للسودان فى الوقت الراهن لو توفرت الارادة السياسية لندن: خاص سودانايل:22/11/06
إستبعد الاستاذ كمال الجزولى المحامى والكاتب السودانى الناشط فى مجال حقوق الانسان أى إمكانية لتحقيق المصالحة الوطنية كأحد أهداف اتفاقية نيفاشا للسلام والدستور الانتقالى لسنة 2005م على نموذج المصالحة التى أبرمها النظام المايوى مع معارضيه عام 1977م بعد أن استن من التشريعات ما يضمن حماية منسوبيه من المساءلة القانونية ويوفر لهم فرص الافلات من العقاب ، الأمر الذى ثبت بالتجربة ـ على حد تعبيره ـ أنه لا يفضى إلا إلى أوضاع شكلية ما تلبث أن تعيد إنتاج الأزمة بصورة أخرى.
وفى ورقته التى قدمها بدعوة من جمعية محاميى بريطانيا وويلز أمام ورشة (المعالجات القانونية فى عقابيل النزاعات) ، والتى انعقدت بلندن ضمن أعمال المؤتمر العام للجمعية فى الرابع من نوفمبر الجارى ، صنف الجزولى الخيارات المتاحة لإنجاز المصالحة والوفاق فى السودان حسب نص المادة (21) من الدستور الانتقالى فى ثلاثة قال إنه لا رابع لها: فإما بإنفاذ آليات المقاضاة أمام المحاكم السودانية ، مما يستوجب إجراء الكثير من الاصلاحات القانونية والقضائية وإزالة العوائق التى اصطنعتها الحكومة للحيلولة دون مساءلة منسوبيها وبالأخص العاملين منهم فى أجهزتها الأمنية ، وإما باللجوء إلى آليات القضاء الجنائى الدولى بما فى ذلك المحكمة الجنائية الدولية ، وهو الخيار الذى تعكس خبرة المحامين السودانيين أنه ، رغم كونه متاحاً ، لا يمثل أولوية بالنسبة لأغلب الضحايا إلا إذا اضطروا إليه مكرهين ، وإما انتهاج طريق العدالة الانتقالية كآلية حديثة يمكن فى ما لو أخذت بحقها أن تفضى إلى تفريغ الاحتقان وإزالة الغبن ، وذلك بالكشف عن (حقيقة) الجرائم التى ارتكبت فى حق الضحايا ، ثم (اعتذار) الدولة ومنسوبيها عنها ، ثم (إنصاف) هؤلاء الضحايا بتعويضهم ومعالجة حالاتهم فردياً وجماعياً كى يمكن أن ينفسح بعد ذلك ـ وليس قبله أو بدونه ـ طريق (التعافى المتبادل) الذى من شأنه كشرط لا غنى عنه أن يمهد للمصالحة والوفاق الوطنيين.
وفى الختام خلصت الورقة التى أثارت نقاشاً مطولاً داخل المؤتمر ، وبعد أن عددت الجوانب الموجبة والسالبة فى كل من الخيارات الثلاثة ، إلى تغليب خيار العدالة الانتقالية لما ينطوى عليه من ميزات أثبتتها خبرة أكثر من أربعين بلداً حول العالم حتى الآن ، وأكثرها ملائمة لظروف السودان فى الوقت الراهن ، حسب الجزولى ، خبرة المغرب فى ما لو توفرت الارادة السياسية اللازمة لذلك.
|
|
|
|
|
|