|
بحب عمر البشير وبعشق النميري!!!
|
رغم إنني لا أتذكر ماذا تناولت على الغداء أمس ولا أتذكر الأشياء السيئة التي قمت بها في الصيف الماضي , إلا إنني أتذكر طفولتي بصورة غريبة أتذكر حتى الأفكار والأخيلة التي كانت تراودين فعلي سبيل المثال أتذكر إنني كنت دائما أحسد الكبار على أمر واحد وهو انه إذا كنت كبيرا فسوف تتوفر نقود في جيبك بشكل دائم وعليه يمكنك شراء الحلوى وقتما تشاء وليس عليك أن تستعطف شخصا آخر وتستجدي كما هو حال الصغار. وأتذكر أيضا انه كان لدي خلط كبير بين النميري وبين الله.كنت أتخيل الله على هيئة النميري بصورته بالعمامة الكبيرة على ورقة (الطراده) وكان يكفي معززا لهذا الخيال انه كان إذا تيسير لي الحصول على هذه الورقة وقصدت (دكان الجبور) الذي كان أيضا يضع صورة كبيرة(للنميري) في صدر دكانه تكفي هذه الوريقة للحصول على كل ما أريده من الطحنية والحلوى,وأجازف بإيراد هذه الواقعة تحذيرا لكل من يعلق صورة (المشير) في بيته فقلد أثبتت لي تجربتي الطفوليه إن الطفل يبحث عن الله بصورة أبكر مما يعتقد أي شخص. أتذكر أيضا إن جدي (التوم) كان أيضا يعلق صور كبيرة في (مخزن المحاصيل) علمت لاحقا إنها للسيد علي الميرغني والسيد محمد عثمان وكان عظيم الاهتمام بهذه الصور ولا يسمح لأحد أن يمسها,وكانت جدتي رحمها الله لا يكل لسانها عن ذكر الشيخ الكباشي (يا الكباشي خصيم السم) تردد هذه العبارة في أيام الدهاريب وخروج العقارب, وأحيانا تنده الشيخ حسن ود حسونة وتناجيه (بطباب المجنونة) وأحيانا الشيخ (حسن أب جلابية) ولا اعلم إن كانا ذات الشخص أم شخصين مختلفين ولكن على أية حال فلم يكن لجدتي صورة تعلقها لأي منهما وإنما كانت هي نفسها معلقة بهما. وقتها كان لكل واحد من أهالي (ود العقيد) صنمه الخاص المعبود من بعد الله وأحيانا من قبله.حتى (حسب الله) الذي لم يكن يصلي إلا في العيد والمناسبات ويعاقر (المريسة) صباح مساء كان لا يفتأ يتغني بحجر الصاقعة المخوي ودابي السار الرسا وغيرهما من الأبطال والشجعان. وعندما جاء انقلاب البشير استقبلت مجالس البلدة خطبه ووعوده الحماسية وكلامه (الصالت زي الرصاص)- كما وصفوه وقتها- استقبلوا كل ذلك بحفاوة كبيرة جلست عشية الانقلاب في منتدى البلدة السياسي ( دكان الجبور) أتذكر جيدا مقوله (صديق ود بله) (والله العساكر ديل أخير لينا مية مرة من الصادق المهدي ..غير الكلام الكتير ما عندو شغله ..ينبغي وما ينبغي وكلام فاضي..) . دارت هذه الذكريات في راسي في خطبة صلاة الجمعة الماضية كان الإمام يدعو وهو يرغي ويزبد إن اللهم اهلك اليهود والصليبين الحاقدين وأمريكا وإسرائيل وأعداء الدين و...الخ ما هذا !؟ ما الفرق بين هذا الإمام الكسول وبين جدي التوم وجدتي رحمها الله وصديق ود البلة..كلهم سواء يريدون فقط أن يغمض الواحد عينيه ويفتحهما لجد ما يتمنى قد أصبح واقعا أمامه.ربما لو أتيح لهذا الإمام أن يجتمع بشخص يطلعه على خطة لإبادة اليهود والأمريكان لما صبر عليها صبره على هذا الدعاء الذي يكرره كل يوم. هنا أنزلت يدي وتوقفت عن مواصلة الدعاء ..فكرت.إذا أرد هذا الرجل أن يهلك اليهود والأمريكان فليبحث عن وسيلة لذلك, فغالبا لن يفعل الله تعالى ذلك, فالله جل وعلا لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. انتشلتني من هذه الأفكار السوداوية صيحة الإمام فينا أن قووووموا للصلاة !! استغفر الله وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...الله أكبر.... ولكن سؤال ملح تطفل علي وحاولت جاهدا طرده أثناء الصلاة..هل ما وسوس لي بهذه الأفكار هو الشيطان الرجيم أم انه عقلي الرجيم.
|
|
|
|
|
|