|
السلم الجديد سيبدأ من الصف الاول وهذا يعني ان بدأ العمل في الصف التاسع سيبدأ بعد ثماني سنوات
|
وزير التعليم العام د. حامد محمد ابراهيم – نقلاً عن جريدة الأيام السودانية – العدد الثلاثاء 21/11/2006 السلم الجديد سيبدأ من الصف الاول وهذا يعني ان بدأ العمل في الصف التاسع سيبدأ بعد ثماني سنوات من بداية العمل بالسلم الجديد واعتقد ان هنالك وقت كاف للدولة وبمشاركة مجلس الاباء وغيرهم ليقوموا ببناء الفصل الجديد.اضافة سنة جديدة على مرحلة الاساس هي آخر قضية تعليمية شغلت المهتمين وهي اضافة سنة جديدة في السلم التعليمي؟والعملية بدأت منذ زمن ليس بالقصير استهلت بدراسة القصد منها ان تكون معمقة تجمع اكبر قدر من الاراء خاصة المختصين من التربويين وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة ارجاع هذه السنة فتم تكوين لجنة لاكمال المهمة ورأت هذه اللجنة ان تتم الاضافة في مرحلة الاساس علما بان الآراء كانت متباينة في اين تتم اضافة هذه السنة في مرحلة الاساس ام في المرحلة فان الامر استقر علي اضافة السنة في مرحلة الاساس لاعتبارات كثيرة، وبهذا تعود سنوات التعليم العام إلى (12) عاما كما كان في السابق وبعد الحديث الكثير الذي دار عن تدهور التعليم ناقشت الوزارة عبر لجان متخصصة بالاضافة إلى ادارات الوزارة نفسها عددا من القضايا التي كانت تشغل بال التربويين وتوصلت إلى خطط وبرامج للاصلاح وكان على رأس هذه القضايا قضية السنة المفقودة التي اثارت الكثير من الجدل الذي لم يهدأ منذ ان كانت قيد الدراسة إلى يوم الناس هذا.هل هذا يعني ان السلم المعمول به الان خطأ؟لا ليس خطاءا هو جهد مقدر من تربويين نظلمهم كثيرا ان قلنا ببساطة جهدهم خطأ كما ان الامر نفسه ليس بهذه البساطة لقد قدم هؤلاء الخبراء دراسة جديدة ووفروا عاما كاملا لابنائنا لكن ظروف السودان وقلة الامكانيات افسدت هذه الدراسة، وجعلت تطبيقها صعبا بعض الشئ والخلل ليس في الدراسة بل في التنفيذ والتطبيق.اذن ما هي هذه الصعوبات التي واجهت التنفيذ؟الدراسة حددت بأن عدد ايام الدراسة يجب ان تكون حوالي (210) يوما في العام الدراسي ويلاحظ بوضوح ان فترة (210) يوما اعلى من المعدل المعمول به في السلم التعليمي السابق وزيادة ايام الدراسة تهدف في الاساس إلى توزيع السنة المفقودة على ايام الدراسة وبمعنى اخر توزيعها على الفصول الثمانية.غير انه على الارض لم تكتمل هذه الايام والمسوحات التي اجريت لمعرفة التنفيذ كشفت عن ان المدارس لم تستطع الالتزام بها بل ان احسنها لم تتعد ايام الدراسة فيها الـ (170) يوما وهذا اقل من المعدل المقرر في السلم التعليمي المكون من 12 عام كما كشفت الدراسة عن ان بعض المدارس اقتصر ايام الدراسة فيها على (100) يوم فقط وهذا اقل بكثير من نصف الزمن الذي حددته الدراسة.اذن الصعوبة والمحك الاساسي كان في قدرتنا على رفع ايام الدراسة إلى (210) يوما في العام وهذا ما لم يتحق لماذا؟لعدة اسباب منها الامكانيات وظروف بعض الولايات، الا ترى معي ان العودة إلى اضافة السنة الجديدة هي عودة إلى السلم التعليمي الاسبق واذا كان ذلك كذلك لماذا لا تعيدون المرحلة المتوسطة؟لا يمكن ان نعود إلى السلم القديم الان لان ذلك يحتاج إلى امكانيات كبيرة والعودة اليه ليس فقط مجرد فصل للفصلين السابع والثامن واضافة العام المفقود اليها الامر اكبر من ذلك بكثير ويحتاج إلى الكثير من العمل والامكانيات بداية لاعادة تأهيل المدارس هذا اذا كانت المدارس القديمة لا زالت موجودة وبناء مدارس في المناطق التي تم فيها استغلال مدارس هذه المرحلة في اغراض اخرى وتغيير المناهج اذ لا يمكن ان نعمل بهذه المناهج التي نعمل بها اذا ما اعدنا السلم التعليمي القديم لان اعدادها (المناهج) يحتاج إلى ترابط في الاعمار والقدرات الجسمانية والعودة تحتاج ايضا إلى ادارات متكاملة لادارة العاملين لأن العملية عملية متكاملة الاترى ان التفاوت الكبير في اعمار التلاميذ امر ليس صحيح من ناحية تربوية؟النظريات الحديثة تقول ان وجود الطلاب باعمار متباينة في مدرسة واحدة ممكن بل النظريات الحديثة تمضي إلى اكثر من ذلك وتقول ان ذلك امر ايجابي ومفيد لانه يوفر الاحتكاك واكتساب الخبرات.ومع ذلك نحن في الوزارة لا نمانع في العودة إلى السلم القديم ولكن كما اسلفت فان هنالك صعوبات في طريق العودة.كما اننا اخذنا مخاوف الذين حذروا من تفاوت اعمار الطلاب في المدرسة وقررنا فصل الثلاث سنوات الاخيرة (سابعة، ثامنة، تاسعة) عن باقي الفصول على ان تكون نوع من الاستقلالية في الادارة حيث سيكون في المدرسة مدير واحد ووكيلين وكيل للفصول الثلاثة الاولى والاخر لبقية الفصول. بمعنى ان مرحلة الاساس ستقسم إلى حلقتين حلقة مكونة من (6) فصول هي من الاول وحتى السادس واخرى مكونة من الثلاثة فصول الاخيرة ومستقبلا سيتم تقسيم الحلقة الاولى إلى حلقتين لنصل في نهاية المطاف إلى ثلاث حلقات كل ثلاثة فصول في حلقة وسيتم فصل هذه الحلقات بحواجز لكن تطبيق هذا الامر في الواقع لا يمكن الان لضعف الامكانيات ايضا فقط سنحاول فصل الحلقة الاخيرةالادارات التربوية تقلص دورها اصبح ضعيفا مع ان المعلمين يرددون دائما جملة (التربية قبل التعليم) الشهيرة؟هذه ايضا تقع ضمن اطار مسؤوليات الولايات ومع ذلك فان ادارات التربية موجودة على عكس ما قلت. البعض يقول ان التوسع في التعليم بشكل عام كان على حساب الجودة؟ليس بالضبط فالتوسع في التعليم اتاح الفرصة لاكبر عدد ممكن في الاطفال في سن المدرسة الالتحاق بها والتوسع كان ضرورة ملحة طبيعية للزيادة في السكان وبالتالي الزيادة في عدد الاطفال وقد يكون السبب في تدني الجودة والتحليل المنطقي له هو ضعف الصرف على التعليم وهذا الضعف يقابله زيادة مهولة في اعداد المدارس والمعلمين في البلاد حيث بلغت جملة مدارس الاساس (13) الف و (174) مدرسة والمدارس الثانوية الفان و (114) مدرسة بجانب (8.617) مؤسسة للتعليم ما قبل المدرسي فضلا عن مدارس تحت التشييد وكم هائل من المدارس الخاصة واعتقد ان ادارة وتسيير هذه المدارس بصورة مثالية لتكون فاعلة في اداء رسالتها بالشكل المطلوب يتطلب اموالا ضخمة نفهم من هذا ان تغييرا قادم في المناهج؟نعم، لكنه في بداياته والتغيير سيكون باجراء الموازنة بين المواد بحكم التحولات التي ذكرتها واقول اننا سنعلمنها بمعنى انها ستكون مناهج علمية بعيدة عن السياسة، وسندعو حينه الجميع للمشاركة في اعدادها. أ/ أيوب خليل ميرغني : منقـول للفائدة - جريدة الأيام السودانية – العدد الثلاثاء 21/11/2006
|
|
|
|
|
|