الغــــــابة ... قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-30-2006, 10:57 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الغــــــابة ... قصة قصيرة

    أسطورة الغـــابة

    كانت الغيمة بين فعلها وافتعالها تتهاتف مطرا ناعما ... والحقل يرتب رموشه واحدا واحدا ... ويغسل عينيه بوردة تخرج عن صمتها الجميل بضجة أجمل وتدير أجفانها الناعسة صوب عود الطلح المستيقظ دوما رغم أن الغابه كانت تنام علی اتساقها البهي وتصحو أكثر اتساقا ... ولكن شجرة صبار بري خبرت معنی الرواء بعد أن وأد العطش قبيلتها الصلدة في مضارب الريح البعيدة كانت تقرأ في عيون الوردة الريانة كلاما آخر لا تفضحه الحروف المتناومة ... وكانت الصبارة تحكي لشجرة الزونيا المشغولة بحمرة ثمارها وهي تطعن بشوكها في كبد النسيم ... تقول لها عن أساطير قديمة .. قديمة جدا ... عن استحالة زواج الوردة الحمراء الناعسة من عود الطلح المنشغل عن فعل السوس في سيقانه الغليظة بحبه الخارق منذ فجر الأبد ... الجنادب في الغابة كانت تغمز الوردة بقوادم ذات شوك سام وتمضي وهي تردد
    - هاكي الحب دا‌
    وكان الجراد يستلذ وهو يقضم جزءا من ذاكرة صبي الطلح باهت اللون مشقق الأرجل بشكل يستحيل معه الحديث عن حياة ... ويقول له
    - قت لي شنو ؟ الوردة ؟ والله ما ساهل
    ويهمهم بكلمات فادحة قبل أن يغرق في ضكحاته اليابسة ... يترك الأرض خلفه تلهث في العدم ... كان للجراد أوراكا بالغة الامتلاء والنعومة طالما حسده عليها الدجاج ولكنه آثر هذا الضعف واليباس في أطرافه هروبا من قبيلة الإنسان التي طاردت طعمه الشهي ... هو الآن فقد أوراكه ولم يفقد مطاردة الإنسان لساقيه النحيليتين حيث ابتدع طريقة جديدة في الشواء تنتهي بالقرمشة اللذيذة ... أبو الدردوق يرقد علی قفاه يخدش وجه الخليقة بأقدامه الستة التي لا تصمت عن الحركة – كانت ثمانية أخذ الحب اثنتين - ويطالع قبة السماء وهو يموت من الضحك في دخيلته ويغني كل أغنيات الهجر والحرمان ويشفق من داخله علی عود الطلح الذي ترك (الوراهو والقدامو) ومال نحو حقل الوردة ... يبدو للناظر قرب أوان كسره... كان يشفق عليه – وهو المجرّب السهر مع حبيب ظل يستعصم ببعده حتی عن النظر في كثير من الأحيان لدرجة أن أبو الدردوق كان يغرق حتی أذنيه في نغم الحب من طرف واحد رغم عن عدم وجود الطرف الثاني أصلا في أرضه الفارغة إلا من قبائل الزواحف التي تدمن النظر تحتها ... قبيلة لا يمكن أن تنظر لحبيبها إلا بالإنكفاء علی ظهرها ... يا للتكافؤ المضر ... ترقد علی ظهر وجودها كله فقط لتنظر إليه ... إذن علی أي ظهر سترقد لو تجاوب الحبيب ؟
    يا لهذا الحب الذي لم يترك له فرصة ان (يستعدل) ليمــارس حياته بعيدا عن حبـيبته )القمرة) خيالية البعد ... كانت الصبارة البرية تحكي وشجرة الزونيا غارقة في انشغالها بثمارها حتی لتطبع الثمرة خدود الأرض بفائض لونها الأحمر حين سقوطها ... ثمار الزونيا تشكو الاسراف في الحمرة ولكن الأرض لم تحتج يوما عليها لعلها كانت تندس بين شهوتها وشهيتها فترقد علی سرير أحلامها الأنيق وتتمنی سقوط الثمر علی صدرها لتستيقظ ذكريات مضت كان الصدر بيت قصيدها ... ومضت الوردة تخرج عن صمتها بكلام تعيد تأويله الصبارة المجربة ولكنه لا يفوت علی سوس العود المتطلع فيما كان يحكي للنخلة (كان العود يسرّ النخلة بعشقه الحميم للوردة الحمراء وكانت النخلة الوحيدة التي تقارب طوله المفرط) ولكنها فقط تدفن دهشتها في ابتسامة مخاتلة وتبحث عن (قفاز) لطلعها النافذ وهي تضع يدها علی جبينها وتنظر صوب (درب العربات) ... وقطعا لم يكن انشغال النخلة عن قصص العود الهائم يرضيه ولكنها الحوجة للفضفضة
    - حكت لي شجرة ليمون عتيقة قلمت السنين أشواكها وأحالتها لنعومة مزقت تواريخ صعوبة صعودها وأصبحت مرتعا لصغار الصبية والقطط والطيور ... ولكنها لم تفقد حموضة ثمارها بعد ... قالت لي أنه مرة سب الدين للنخلة حينما اكتشف وهو في عميق شكواه من الهجر أن النخلة منشغلة بحقتها وبعماريها المخصوص عنه - العماري الذي كان يبرها به سنجاب صغير تسميه قبائل القطط (أبوعفنة) يصنعه من روث الطيور وبعض الأعشاب العطرية وبعض الشجيرات التي تحوي قدرا كبيرا من السموم والمخدرات لذا فإن النخلة كانت تبدو مدروخة وهي تستنشقه - وأنها لم ترد علی إساءته لها بداعي التعقل ولكنها كانت تخافه فقد سمعت كثيرا عن قبضته الحديدية التي كان يخيف بها قبائل الصقور ... العصافير اصلا ما كانت تحوم علی أغصانه ... وحكی لها كثيرا بعد ذلك وأصبح يتقاضی عن انشغالها وهو يردد ... هي ذاتا المسكينة دايرا التحكيلو ... كانت النخلة في الزمن الماضي ... فيما حكت لي الليمونة... قبل ظهور القفازين ... كانت تربي شعرها... تعني جريدها ... ولا تسمح بقطعه وتدس في طياته أعشاش القماري الحنينة وكانت القماري حينها ذات لون يشبه الفرح كثيرا تبني أعشاشها بالغناء والمودة المتنامية جدا مع النخل لأنها كانت تمشط جريده بزيت الونس الحميم وكان النخل (يتقريف) - هذه بالضبط المفردة التي اختارتها الليمونة – لهذه الونسة وكانت صغار القماري وهي تحبو بأجنحتها النابتة تكلكل النخلة بلطف فتغرق في ابتساماتها المستديمة التي تتحول لقهقهة ناعمة حين تمر نسمة باردة علی وجهها قبل أن تضع سفتها الكبيرة ... كان الجريد يحتفظ بخضرته رغم ابتعاده عن قلب النخلة في الأعلی ولكنه كان قريبا من قلوب القماري التي تعشق الغناء ... ولكن وفي ذات يوم عاصف أخذت الريح تعبث بهدوء الجميع وتختار أعشاش القماري مسرحا لمعاركها غير المتكافئة واختلط الهواء بروائح البيض الجديد وتثني الأجنحة النابتة ودموع الأمهات الحاضنة ... فوقف أحد رجالات القماري – يقال عمدتها – ضرب بعصاه في وجه الريح وقال لها ... إننا قبائل هشة لا نملك غير الغناء وليست بك حاجة لوأد الأشجان التي نرددها ونحن نتعانق في عش صغير فإن اردتي الغنائم من حرب كهذه فدونك النخل يخبيء خلف جريده الثمر والظل والحول والطول فخذي ما شئتي منه واتركي لنا بقايا اجنحتنا ونشيجنا ... يقولون أن قائد الريح صمت للحظة وغيّر سياسات حربه كلها واتجه صوب غنائم النخل ... لسنين طويلة احتفظ القمري بأعشاشه بين جريد النخل المتهاوي تحت ضربات الريح ولكن يقولون أن ثمة من سرّب الوثيقة السرية بين القماري والريح لعمدة النخل فقرر من حينه تهجير القماري من بين أعشاشه المشيدة في ظل دولته العتيدة وأمر بقطع الجريد نهائيا فقط احتفظ بذلك الذي يحوي عش قمرية القلب لأن قلب النخل كان ينبض بغناء القماري الوليفة ومن يومها والقماري ربطت حول اعناقها خيطا أسودا كحزن مستديم علی أيام رفاهها الماضية وضربت تنتحب فوق سقوف المنازل ... تقول الليمونة – وهي شاهد علی أحداث تلك الأيام – أن أصابع الاتهام تشير لطير أسود اللون يسمي (البيقدرم) حيث كان يتمتع بلون ذهبي جميل وصوت بالغ العذوبة ومنذ تهجير القماري وهو يختر في مشيته ويبكي لون جناحيه الراحل حيث حل لون أسود قاتم عليها وما عاد يستطيع الغناء ... والبيقدرم كان مشهورا بحسده الواضح للقماري وهي تسرق منه انتباه النسيم بغنائها رغما عن أنه كان الفنان الأول للنهر في جريانه ولكن ما كان النهر يسمعه مرتين ... ربما لو أنه لا يتجدد لانصرف للقماري .
    أيقظت الصباره ذات صباح أشواكها بهزة بالغة وهي ترتل سورا غريبة (كانت أشواك الصبارة قد غرقت في عسل الخضرة ورفاه المياه‌ الجارية بعد أن قدمت من عالم الصنانة والحر فاصبحت من أبناء المغتربين المرطبين ... وللقول أيضا ما يخفيه من حقد طبقي تعيشه شجيرات الفأس التي ورغم وجودها الدائم في مجری النهر إلا إنها لا تستطيع الوقوف علی رجليها فقط تنام علی أرجل كسيحة انهكها طول (الزحيح) فما عادت تعرف شيئا غير الغيرة القاتلة من قبائل الواقفين) ذات مرة وبعد أن سرت مياه الجدول في عروقي – كنت انبت عند مدخل الماء للحوض وطبعا لن افصح عن شخصيتي حتی لا يرميني البعض بالتحيز أو الغيرة أو الحقد ولكني أشهد قبائل الزرع والضرع والأجنحة كلها علی صدقي درجة القسم بحلف الطبيعة – قربت بين حواجبي وأنا أطالع مذكرات شجيرة الفأس حول الصبار البرّي ... تقول ...
    - أقسم النهر ذات مرور فاتر أن شجرة الصبار هذه أفسدت عليه كل المعاني التي عرفها للرجولة وهي تفسد سطوة الشوك بذريتها (المدلعة) هذه وأنه سيصدر أمرا لكل الجداول المتحالفة معه لقطع المياه عن عروق كل أصناف الصبار البرّي حتی يعود للداحته وشوكه اللزج القاسي وأن تفرض حصارا اجتماعيا واسعا علی ابنائه الصغار حتی يلتفتوا لشوكهم قليلا – كانت هناك جداول تخص الآبار الجوفية تعارض سياسات النهر ولم يكن الصبّار يعوّل عليها كثيرا لأسباب تتمثل في مقدرتها علی تنفيذ دعايتها الانتخابية لأن المياه الجوفية كانت شحيحة جدا في نطاقهم هذا وكان النهر يعرف ذلك جيدا لذا ما كان يعيرها اهتماما وكان يعتمد قانون الطوارئ بعض الأحيان فيفيض ويغرقها بدعوی أن الفيضان نوع من رغبته في تغيير جلده التنظيمي ومحاولة لخلق الفرصه لكادر الشباب – وجری الحديث أسفل المدينة عن محاولات جرت لتغيير اسم شوكها لأي اسم آخر لأن الراحة سلبت معانيه ... وأنه – أي النهر - لن يستطيع أن يمرر مثل هذه الأجندة المتواطئة والتي تهدف لتدمير الوطن .
    وتستمر شجيرة الفأس في السرد بشكل يفضح غرضها ويبيّن غيرتها من أقدام الصبّار القوية ... وهكذا ... كانت الحياة تجري بعيدا عن مدارها ولكنها تغمزه بأشواقها من حين لآخر ... كانت الوردة الحمراء حينها اكملت صحوها الناعس وهي تميل ميلا واضحا صوب عود الطلح الذي بدأ في التعاطي مع رياضة رفع الأثقال بعد أن لاحظ اهتمام الوردة بعضلاته المفتولة ... غير الميل القلبي الذي لا نستطيع قياس أبعاده ... واصبح العود ينفض يده عن حب خيالي للوردة الحمراء ويميل ناحيتها بدرجة انحراف أوسع ... وبدأ يفر أصابعه أكثر فأكثر فاستفاد مرتين ... مرة وهو يلاحظ القرب الناتج عن هذا الانفراج صوب الورده حتی ليكاد يقبلها أن ساعده النسيم لكنه ماكان يحب الرياح لأنها كانت تشده بعنف فيصفع الوردة مضطرا ... ومرة حين نجح في تمرير الدعاية في أوساط صبية الإنسان المتسلط عليه أن أصابعه بدرجة انحرافها هذه ما عادت تصلح أعمدة للنبل ... والصبارة في هزتها تصهين عن نقنقة الأرض تحتها وتحكي عن استحالة زواج الوردة الناعسة من العود اليابس رغم خضرة الساق الباهتة ... ولكن خيطا من الحب قرأ أفكار الكون ترغبئذ فعلق بجبين الأبنوسة هلالا ذهبيا طبعته ثمار الزونيا بفائض لونها الشهي وغرقت الوردة في حيائها اللا نهائي وهي تسمع النخلة تشد علی أوراقها زائدة الخضرة بعد أن استشنقت حقة القفاز حد الكيف ووهطت سفتها وهي تنفض يدها بالأخری وتضحك بعينيها وتردد (ألف مبروك) انشالله بيت ضراعات خدر ورحيق لا ينقطع (علی النحل أن يبحث عن وظيفة أخری ... نحل تلك الأيام كان متفهما بعض الشئ ألا أنه قرر مقاطعة (العقد) .
    حدثتني الصبارة نفسها وهي تباعد عني شوكها المتماوت ... إنها ما اندهشت يوما بعد ذلك لاحتفالات الغابة المستمرة تحت شدو المطر لأن الأسطورة نامت في مخيلتها ولكنها ظلت تحلم بطعم جديد للفرحة وهي تزاول العادة ... والغيمة في حلمها واحتلامها تغسل أيادي الحقول بماء عينيها فتبتهج الخضرة في أصابعها وتمضي لتنام علی ذراع يوم صحو ... خبرتني الغابة كلها عن عادية الكون وعن لا عاديته ... وحدثني الكون بكل لغاته (انتبهت لإجادتي كل لغات الكون فكنت أضاحك حتی الأميبا والديناصورات ... الأميبا تكتفي بالابتسام ولا تغامر بالضحك حتی لا تصير قبيلة كاملة في زمان البطاقات التموينية هذا ... كان الضحك يمزقها لأبناء كثر ... وكانت الديناصورات تحدث خشخشة صعبة جدا بداعي الضحك وكانت قشورها تلين درجة الذوبان فتماثل الحديد ... هذه ديناصورات الغابة التي كانت ديناصورات الصحراء ترميها بالخيابة) ... وحين مر الكون بي ذات عشق ماض جرح ركنا بين عيني ببريقه فسال منه سائل غريب ... ليس دمعا وليس دما وحتما ليس ماء ... ووضع تحت السائل إبريقا أغرب فامتلأ ... كان يبدو جادا علی غير احساسي المتوزع بين اللهو والخوف حينها ... صب السائل من منتصف رأسي ... صب الإبريق كله ولم تنزل قطرة واحدة أبعد من الركن الذي جرحه (السائل يسكن هذا الركن ولكنه يتسلل حتی ينهك القلب بطعناته الرفيقة) وكان حين دخوله لرأسي انفتق عن حركة مستحيلة مثل خمر تعتقت لآلاف السنين ومضت تزرع دبيبها الجميل في حقول قلبي ... حتی أن أذني لا زالت تشتهي تلك الرعشة التي داعبتها ... وغفوت بين يدي الكون ... مرت الوردة الحمراء ومر عود الطلح يحمل برما ناصع الصفرة في كامل زهوه المتناسق ... مرت النخلة في سفتها العظيمة وهي تضحك رائحة طلعها النافذة ... مرت شجرة الزونيا رافلة في اللزوجة الحبيبة ... وكانت كل الوان الطيور قد مرت إلا عصفور صغير تسميه الغابة (ود ابرق) وهو أكمل الطير عشقا يتقافز علی احلامه من قلب لقلب وينقر جذع النيمة العتيقة حتی تموت من الضحك ... وينمو ظلها أضعاف برودته ... يقال أنه أفضل من يكلكل ... مر ود ابرق متأخرا قليلا – كان منشغلا بوحم عشوشته الجميلة – أن عشوشة كانت من عائلة النعام وكان ود أبرق من أنواع ديكة النعام التي تحمل عرفا جميلا وضخما وكان يسابق الريح إن جری ... تقول الأسطورة أن عشوشه‌( كان اسمها حينها عاشة علی سن ورمح ) توحمت علی حلاوة مصاصة وكانت كلما جاءها الديك سابقا البرق (هكذا كانت تسميه قبائل الرياح لسرعته الخارقة‌) بحلاوة مصاصة تبلعها بعودها ولا تتذوق طعمها الحادق الذي تشتعل عليه ... وتظل تمارس دلعا غريبا علی البرق المسكين فكان ينتظر الهجيع الأخير ويدعو لها بأن تصغر قليلا حتی تتمكن من تذوق المصاصة الصغيرة ... في إحدی دعواته التي صادفها ملك الأماني ) كادت تكلفه سعادته لاحقا ) أصبحت في حجمها الحالي ويقال أنها تمتعت بطعم المصاصة جدا حتی سالت دموعها من الحداقة ... وفي نشوة وحمها الجميل بلعت العود ولأن حجمها صار صغيرا جدا أصبحت لا تستطيع المشي لأن العود يشكها في مؤخرتها فأصبحت تتقافز في مشيتها إلا حين الوحم تمشي (عديييييل)فيفعل العود فعلته وتنام علی نشوة مستحيلة ... ولكن صغر حجمها كاد يفرق بينهما لرفعها دعوی في محكمة الغابة لعدم التكافؤ في الزواج لأنها كانت تظل لليالي طويلة عقب نومهما علی فراش زوجيتهما تشكو الفلايت ووجع الظهر وكل أنواع الحمی وقالت إنها كانت تری الفرع خمستاشر فرع وأيها تختاره لتحط عليه يرحل من تحتها فتدق الدلجة ( وهذا تعبيرها ) ... وسهر البرق يدعو إلی أن صادفه ذات الملك فاستقبل الصباح وهو ود أبرق زي العجب ...
    مر الكون في غفوتي هذه وحين صحوت وجدت الإبريق مملوءا بذات السائل الغريب ... ديباجته الخضراء فضحته ... إنه العشق ... فنمت ثانية ولم اصحو إلا علی وقوقات طائر غريب يهبهب بأجنحته علی سماء الأوراق رؤوس مواضيع حالمة ... صعبة ... ممكنة ... ومستحيلة .
    النص محتاج للنقاش

    أسامة معاوية الطيب طهران 14/9/2004م

    (عدل بواسطة أسامة معاوية الطيب on 11-02-2006, 05:09 AM)

                  

11-02-2006, 05:13 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغــــــابة ... قصة قصيرة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أرجو ان يمر النقاد من هنا
                  

11-22-2006, 02:17 AM

احمد العربي
<aاحمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغــــــابة ... قصة قصيرة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    Quote: والصبارة في هزتها تصهين عن نقنقة الأرض تحتها وتحكي عن استحالة زواج الوردة الناعسة من العود اليابس رغم خضرة الساق الباهتة

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de