السيدة القادمة من الكاريبي (للكبار فقط)
الزيارة التي قام بها كل من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق جيمس كلاهان عام 1978 لنيودلهي لتسليط الضوء أكثر على الضغوط التي كانت الدول النووية تمارسها على الهند لإثنائها عن موقفها المتشدد والرافض للتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لم تنجح.. ورفضت الهند قيام أي فريق دولي بالتفتيش على مرافقها النووية.. وفي هذه الأثناء وفيما الضغوط تتزايد على حكومة مورارجي ديساي أوشكت المحطة النووية في بلدة ترابور الهندية على التوقف بسبب نفاد وقودها من اليورانيوم المخصب الذي تستورده الهند من الغرب ..انتشر هذا الخبر بسرعة فاستقبلته الدول النووية بارتياح واضح وظلت تنتظر اللحظة التي يأتيهم فيها عجوز الهند كسير الخاطر.. لكن قالت لهم الهند هذا لا يكون حتى يكون الأبلق عقوقاً...فازداد الموقف تأزماً.. وصارت نيودلهي قبلة يؤمها رجال الصحافة من كل حدب وصوب. والهند تشدد من موقفها الرافض للتوقيع على المعاهدة ما لم تبد الدول النووية التزاماً مماثلاً بعدم العمل على انتشار السلاح النووي وبخاصة بكين التي كانت قد فجرت قنبلتها النووية عام 1964.. ومع تفاقم الأزمة توافد الصحافيون إلى العاصمة الهندية زرافات ووحدانا والكل يمني النفس بلقاء مع ديساي علّه يحقق لهم سبقاً صحافياً..ولما وجدت الهيئة الإعلامية الملحقة بمجلس الوزراء نفسها غير قادرة على مواكبة هذا المد الصحافي رتبت أمورها لعقد مؤتمر صحافي لمورارجي ديساي تدعو له رجال الصحافة الأجنبية والمحلية.. شاركت في ذلك المؤتمر الصحافي في نيودلهي.ممثلاً لوكالة السودان للأنباء (سونا).. كانت القاعة مكتظة بالإعلاميين من رجال ونساء..وما أن اعتلى رئيس الوزراء الهندي مقعده حتى انهال عليه سيل من الأسئلة الكفيلة بإحراج مَن كان رحب الصدر ناهيك من عجوز يفترض أن يكون صدره إزداد ضيقاً مع سنوات عمره البالغة حينذاك 82 سنة..وخلافاً للتوقعات لم تكن الابتسامة تفارق العجوز وهو يحاور سائليه بذكاء شرقي التواضع متوقد الألمعية ألجم عُنجهية بعض المراسلين الذين بدوا وكأنهم لا يريدون إجابة سوى تلك التي تروق لهم وتخدم "نواياهم"..الكاميرات تشرئب بأعناقها وكأنها تتحين مفاجأة والمراسلون يرشفون الرجل بأسئلتهم دون هوادة وكادوا "أن ينالوا منه-أو هكذا خيِّل إليهم"- حين صمت الرجل هنيهة. فاتخذت الأسئلة نمط (أجب بلا أو نعم) ليترجم سكوته شيئاً في نفس يعقوب..وفات عليهم أنه سكت ليتيح الفرصة لسيدة كانت تحاول أن تسأل وما تمكنت.. كانت السائلة هي السيدة القادمة من الكاريبي ممثلة لإذاعة بنما. أتيحت الفرصة للسيدة. فبدلاً من أن توجّه سؤالها وهي في مكانها تعمدت أن تتوجه هي بنفسها إلى حيث يجلس الرئيس وكأننا بها تريد التأكد من أن الحضور سمعوا ما تقوله..فكان لها ما أرادت حين أمسكت الميكرفون ووجهت بهدوء شديد وبصوت إذاعي متميز سؤالاً ما كان يتوقعه أحد وما كان يخطر ببال بشر لكونه لا يمت بصلة- من قريب ولا من بعيد-إلى الموضوع الذي من أجله عقد المؤتمر فذهل الحضور ما عدا ديساي الذي استغرق في الضحك قبل أن يثني على السائلة التي أخرجته من ورطة الأسئلة "الجافة":

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]