|
|
 دعوة لنقل العاصمة من الخرطوم إلى جودة و الكويك في النيل الأبيض ..!
|
مقال رقم 1
ü قبيل توقيع نيفاشا كنا ندير «معركة العاصمة القومية» بيد وكنا ندير بالأخرى معركة فكرية لنقل العاصمة من الخرطوم.. إلى كوستي في رواية وإلى ملكال في رواية أخرى.. وملكال تعني «بيتنا» برطانة الشلك.. ولكن اصدقائنا المخلصون قالوا لنا لا تجعلوا في الجنوب عاصمتين.. ملكال وجوبا!
ü المنطق الذي كنا ننادي به أن «الملعب» السياسي السوداني قد كشف كل القوى السياسية خفاياه وأسراره فالترابي هو الذي صنع الفيدرالية وعلي الحاج هو الذي قسم الولايات وأدار التوجيه السياسي للجهويات منذ الديمقراطية الثالثة!
ü والمعارضون.. حالفوا الإنقاذ وخرجوا عنها.. مشار ولام اكول ومكي بلايل ومبارك الفاضل وهؤلاء حكموا الملعب السياسي من القمة ورأوا تفاصيله! جواسيس العالم عرفوا الخرطوم في أيامها «الهشة» و«القوية» وبين ذلك! وجود قيادة الأمم المتحدة وعمالتها الأجنبية البيضاء في الخرطوم يمنح المشهد قرابة ورحم بالعراق وفلسطين ويؤجج المشاعر الإرهابية! وهناك أسباب كثيرة كانت تؤكد أن اعتقال شياطين نيفاشا كان في «خطوة واحدة» وهي نقل العاصمة السياسية من الخرطوم.. ثم اتباع ذلك بقرارات إقتصادية تشجع نقل إستثمارات ضخمة إلى الولايات ومنح إغراءات وتسهيلات ضريبية وقرارات تنفيذية أخرى بخصوص رواتب المعلمين والكوادر الطبية ومجندي الخدمة الإلزامية وآخرين خارج الخرطوم!
ü لقد كان هناك فرقاً كبيراً لو أدرنا أزمات ما بعد السلام بحسابات «الفعل السياسي» الذي يجنبنا اللجوء إلى حسابات «الإنفعال السياسي»!
ü والحكومة كان مطلوباً منها إحداث «فعل سياسي» يعيد رسم الملعب من جديد بحيث لا يعلم أحد عن الخارطة شيئاً سوى صناع الملعب الجديد.. ثم تقول لكل اللعيبة.. مرحباً. تفضلوا!
ü كان لابد من تفادي الوضع الذي يجعل قيادة الأمم المتحدة في بري وقيادة حركة مناوي في الموردة والجيش الشعبي لتحرير السودان في سوبا.. وفصائل الجنوبيين في الكلاكلة.. و«48» فصيلاً في الخرطوم مثل الجبنة المشتتة في طبق الفول.. تجعل طعم الخرطوم له مذاق آخر.. يعني بقت «خرطوم بالسلاح» على وزن فول بالجبنة!
ü كان لابد من وضع خطة لتفريغ الخرطوم ولإزدهار مدينة في الشمال ومدينة في الشرق ومدينة في الغرب ومدينة في الوسط ومدينة في الجنوب.. مجرد التعويضات التي صرفت على فظاعات الاثنين الأسود كانت كفيلة بمدينتين!
ü.. مجرد توفير مصل الملاريا مجاناً في الدمازين يعني تأمين إجتماعي له معنى عند المقيمين فيها!
ü هناك قرارات يمكن أن تتجشم عناء الصرف عليها لمدة ستة أشهر فقط لتوريط كثرين في العودة إلى مكان ما.. ثم بعد ذلك تتخذ قرارات بلا صرف.. على شاكلة المثل السوداني «من دقنو وافتلو»! ومجرد موجة غلاء خرطومية بعد خطة الستة أشهر كانت ستغرق مراكب العودة على شاطيء البحر!
ü الحديث عن معالجة أزمة أمنية بإلغاء التظليل ورفع الغرامات إلى «مليون جنيه»... سيكون مثل الوقاة من العنقاء بمنشة الذباب.. وسيكون تجاهلاً لأن إيقاف حرب الخمسين عاماً بالجنوب مهمة أصعب من نزع الألغام من المستنقعات! وسيكون تجاهلاً لأن الإستهداف ضد العالم الإسلامي والعربي.. وضد السوداني الجسر الناقل للحضارة والثقافة لا يمكن أن ينتهي بإغلاق شارع علي عبداللطيف حتى لا يفزع الأمريكان من حملقة المارة في الشارع!
ü سيدي الرئيس نطالبكم مجدداً بنقل العاصمة السياسية من الخرطوم.. وتقسيم العاصمة الإقتصادية إلى خمس مدن.. واحدة زراعية وواحدة للثروة الحيوانية وواحدة للصناعات الغذائية..! الأفكار لها أهلها.. ولكن هاهنا سؤال بسيط قبل الوداع.. هل كان الأوفق منح الوليد بن طلال اتفاقية «حصرية» أم منحه فرصة لبناء مهبط طائرات تجاري لتصدير اللحوم في شمال كردفان!
مقال رقم 2
ناديت مجدداً بنقل العاصمة من (الخرطوم) فكانت ردود الأفعال في إتجاهي.. الأول هو (إلى أين) والثاني هو (ما مصير الخرطوم ومنشآتها) وكأن أي مكان في السودان من المستغرب أن يكون عاصمة وكأن الخرطوم لا تصلح لشىء سوى أن تكون عاصمة ؟!
ü العاصمة الجديدة ستكون في موقع يحدد بقرار سياسي إقتصادي عسكري والمطلوب أولاً أن نكون في موقع يسمح بالوصول إليها من مختلف أنحاء السودان... وبالرغم من إكتساح كوستي لكل الإحتمالات والإقتراحات وذلك لوسطية موقعها إلا أنني ارى خروج العاصمة من ربقة النيل الشمالي.. فهي إما أن تكون في أعالي النيل وفي (ملكال) بالتحديد او في شمال كردفان.. وذلك للعصف بأي هواجس إستعلائية وفي النهاية مسألة العاصمة السياسية لا تعني إفراغ المدن الأُخرى من كونها عواصم إقتصادية او وطنية أو ثقافية.. او حتى عاصمة للتعليم العالي.. او عاصمة سياحية أو علاجية !
ü العائق الذهني الذي يشحذ ذهننا بتصور ضرورة وجود بنايات شاهقة تتكلف الحكومة في بنائها ميزانية ثلاث سنوات يجب أن يذهب تماماً.. لأن دنيا الإقتصاد هذه الأيام مفتوحة لصيغ متعددة التمويل والمشاركة وعلى قدر الإنفتاح ودقة الحسابات وسعة الأُفق وإيجابية القوانين والأوامر المحلية يمكن أن تقدم مدينة من الأحلام في فترة وجيزة وذلك لأن أغلى (مكون) في العملية التمويلية هو الأرض والحق في الإستثمار والأولوية في الأرباح تملكه الحكومة وحدها وتستطيع أن تضارب به وترفع من حقها وتستفيد !
ü هل قامت (دبي) كعاصمة إقتصادية تجارية للخليج العربي والرُبع الآسيوي الغربي بتمويل من حكومة الإمارة ؟.. أم قامت وفق دراسة جدوى بدأها المليونير المصري محمد الفايد عندما أدخل نظام (البوت) وشيّد المرفأ ليستغل نصف عوائده على مدى عشرين عاماً إلتزمت بها الإمارة ثم ذهب وتركهم بعد أن علموا أن الإستثمار مجرد ضربة على التراب تحيله ذهباً وحديداً وبنياناً عالياً ؟.. ولا يعوز الحاكم سوى (الشطارة) و(الأمانة) في الوفاء بالعقود !
ü أنقلوا العاصمة إلى أي موقع وأنا ضامن أنه التنافس (الألماني ـ الإيطالي) في المقاولات كفيل ببناء ثلاث وزارات !
ü العاصمة يا سادتي ليست أرصدة نقدية في بنوك معرضة للنهب، العاصمة رأس مالها (إجماع وطني) و(هيبة حكومية) ولو فقدتم هذا لن تجدوا ولا مستثمر أردني في صناعة البلاستيك ناهيك عن فكرة (جاذبة) و(مهيبة) و(نامية) وغير ذلك من المفردات التي لا تهب الشجاعة لرأس المال الجبان!
ü العاصمة يا سادتي عندما تحتكر كل (الصحف) وكل (الإستثمارات) وكل (الخدمات) وكل الجامعات.. وكل الفنادق وكل المؤتمرات تحتكر مع ذلك كل القتلة والعملاء والمجرمين.. لأنك لم تترك لهم ما يسرقونه في المدن الأُخرى !
ü ما الذي يفرض على كل الثروة الحيوانية في كردفان أن تهاجر لمسلخ أُم درمان المركزي ليتم ختم كل بقرة مذبوحة هناك بتأشيرة الخروج وليتم ترحيلها للخليج بطائرة في مطار الخرطوم كأنها مغترب له عقد وإقامة ؟!...
ü ولماذا نبيع المسلخ لرجل أعمال سوداني بدلاً من منحه مسلخ في النهود ؟.. وما هو المسلخ من الأساس ـ هل هو الحديد الطويل الذي تعلق عليه الحيوانات ؟.. أم أنه الخبرة والثلاجات والمعامل التي يمكن ترحيلها للنهود في حمولة طائرة تجارية واحدة ؟!...
ü يا سادتي .. انقلوا العاصمة السياسية من الخرطوم وانقلوا الإستثمارات إلى الولايات.. فالأمر لا يكلف ولا قرشاً واحداً... بل مجرد دراسات عمل متحررة من كهنوت الخدمة المدنية ولاهوت الخوف من التغيير!
ü سيدي الرئىس أنت تعلم هذا جيداً.. لأنك عندما أعلنت ثورة التعليم العالي ودشَّنت (27) جامعة في السودان لم يكن عندك في خزانة المالية من تركة الديمقراطية سوى 000،100 دولار!
مقال رقم 3
نقل العاصمة من الخرطوم في الاحلام الجميلة هذه المرة!
* دعوني استمر في مناشدتي للسيد رئيس الجمهورية بنقل العاصمة من الخرطوم وبتفكيك الاستثمارات إلى الولايات.. وقد قدمت هذا المقترح منذ العام 2004 بذات الحجج والمبررات الموضوعية.. وهذه المرة اقدمه مرفقاً بالاحلام والاماني.. لأن الحجة والبرهان يحتاجان إلى محدقات ومنكهات وروائح فوَّاحة... بل احياناً تكون طريقة عرض السلعة هو السبب الاول في ترويجها!
* (مدينة السلام).. هي اللؤلؤة السودانية على شاطي النيل الابيض قامت في مناطق تابعة لمدينتي (جودة) و(الكريك) على شرق النهر وغربه.
إنها مدينة نصفها في الجنوب ونصفها في الشمال، الجزء الغربي منها يخرج منه الطريق السريع إلى شبكة الطرق الغربية.. والجزء الشرقي منها متصل بالشمال والجزيرة والجنوب..! والخط النهري في حركة آمنة ومطمئنة من امدرمان إلى نمولي لأن نقل السلع به رخيص جداً!..
* لقد منحت حكومة الوحدة الوطنية تعويضات سخية وفورية لاصحاب المزارع... مع قطع سكنية في امتداد المدينة ولذلك تم تسوية الارض ومسحها في شهرين استعداداً لوضع خطتها واختيار المواقع السيادية والعسكرية والمطار.. وقد تم هذا في ستة اشهر..!
* المواقع الاقتصادية تم توزيعها على الشركات الضخمة... وتم منحها ضمان اعفاء ضريبي على الخدمات والرسوم ومقدار محدد من مدخلات الانتاج وضريبة دخل العمال مقابل أن تبني كل مجموعة من الشركات وزارة سيادية.. فتكفلت شركات النفط ببناء مقر (الطاقة) و(الخارجية).. وتكفلت التقانة وكمبيوتر مان والاكاديمية بناء (التعليم العالي).. وتكفلت مدارس القبس والمجلس الافريقي والاعدادية بالشروع فوراً في مقر وزارة (التعليم).. وانحازت كل الشركات إلى قطاعها.. ودخلت السكة حديد في شراكة مع اليابان... ودخلت هيئة الطيران المدني في شراكة مع الوليد بن طلال... وظهرت بلدية دبي وجدة وظهر عمدة لندن وامستردام.. وكان الجميع يحكمهم القانون ولجنة اقتصادية من حكومة الوحدة الوطنية!
* مجمع (عفراء 2) نما بسرعة لأن الشركة التركية قررت استخدام (البناء الجاهز)... ووزارة الكهرباء قررت لاول مرة في حياتها فك احتكار الكهرباء واعلنت عن عطاء تنافست فيه الشركات الالمانية والايطالية في انشاء محطة حرارية لتقديم الكهرباء واستلام دفوعات المصالح والمواطنين والشركات عبر شركة تحصيل على مدى عشر سنوات!
* كل الامور مضت هادئة ومطمئنة... وسريعة ولكن بخطوات واثقة.. وبعد عام هبطت طائرة الرئيس عمر البشير ونائبه الاول لافتتاح (مدينة السلام) عاصمة السودان.. التي لا تظهر فيها الحدود بين ولايتي النيل الابيض واعالي النيل إلا في ملاعب خضراء ونقطة تفتيش يغطي عليها استاد ضخم.. وكوبري طائر!
* مدينة السنط تعلن فجأة أنها تدرس انتقال الخطة الى مدينة السلام وذلك لاغراء حكومي ضخم.. وفي المؤتمر الصحفي يظهر موفد الشركة البريطانية وموفد شركة (دال) ود.عبدالحليم المتعافي.. في ابتساماته الطويلة الجميلة ولم يكن حينها والياً للخرطوم لأن الشريكين قررا انشاء وزارة اسمها (وزارة البنيات التحتية) وتم اسنادها للمتعافي بالاجماع!
* الامم المتحدة وافقت أن يكون دورها في (مدينة السلام) هو بناء استديو فضائي واذاعي.. تنتج فيه الشركات السودانية المختلفة موادها وتبثها بالعربي والانجليزي والرُطانات المختلفة وعلى كل احد تجويد انتاجه والبقاء للاصلح!
* في الوقت الذي نمت فيه (مدينة السلام) كعاصمة سياسية وطنية.. تم تشكيل لجنة مراجعة للاستثمار والخدمة العامة بولاية الخرطوم والولايات الاخرى.. وبعد ذلك رُفعت التوصيات للحكومة الاتحادية التي اوكلت جزءاً منها لهيئة المستشارين بمجلس الوزراء.. وجزءاً آخر للمجلس الوطني وهكذا.. تم صدرت القرارات..!
* لقد كانت حزمة من النظريات المتوازنة عن الرواتب والمعلمين والكوادر الطبية والضرائب والجمارك والخدمة الالزامية.. ثم بدأ التبشير بالقرارات ثم بدأ التطبيق!
* بدأت الخرطوم تنكمش.. وبدأت خمس مدن سودانية في الاتجاهات المختلفة تتمدد.. وبعد فترة انحصر دور الخرطوم في الآتي:
1ـ رئاسات البنوك والبورصات وامتيازات التحويل المصرفي.
2ـ العلاج المتخصص بالذرة والاشعة والعمليات المعقدة.
3ـ المنتجعات السياحية وحركة الطيران الدولي.
4ـ صناعات الاجهزة الكهربائية والالكترونية
5ـ معامل البحث العلمي وتحسين البذور ودراسة الآفات والمبيدات.
* وفي النهاية صارت الخرطوم عاصمة اقتصادية علمية سياحية. وصارت مدينة السلام عاصمة القرار اوطني وصارت مدن الولايات كلها عواصم صناعية وزراعية..!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
مكي المغربي
Mohamed Doudi
السر عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست