حاجة فيك تنسج خيوط فجر المبادئ ........!!
كنا أربعا نسرق زمنا من يومنا الدراسي بثانوية مرين الهلالية ، ونذهب بعيدا عن الفصول و حصصها و نجلس على تل رمل لم يكن يجلس عليه سوانا ، تل مخبوء بين جدار مسرح المدرسة و سورها الخارجي ، كان تلا رمليا نظيفا و الاجواء من حوله هادئة ، و كأن القدر جاء به الي هناك خصيصا لنا فقط ، حيث يدسنا عن أعين الآخرين و آذانهم ، لنمارس عليه نوعا من الجنون ..!! للتل الرملي الظليل كنا نأتي خلسة في استراحة ما بين الحصص أو ساعة الافطار ، وكثيرا بعد نهاية اليوم الدراسي ، و ننسى على التل أن ليومنا نهاية .. كل ياتي بحصاد ما جمعته ذاكرته في الليلة السابقة أو بثمار ما جنتها يده القصيرة ، ثم يعرض كل منا بضاعته عرضا و سيما يسر الناظرين و يشرح الفؤاد و يفتح نوافذ النفس الي اتجاهات الحياة النقية بنقاء هوائها ..!! هناك .. على ذاك التل ، عرفنا غيضا من فيض الحياة و اعدنا أكتشاف ذرة من نواة الدنيا ، و لكن منذ سنوات ذاك التل الوفي و الي يوم الوفاء هذا هذا ظل هاشم صديق يرهقنا كذاك الرهق الذي يستلذ به أول المارثون في السباقات الطويلة و الحاشدة ، وتأبى أدواته الفكرية و الشعرية و الثورية أن تجد لذاتها سقفا أو حدا في محيط عقولنا و فناء حياتنا ، وبتلك الأشعار و الافكار و الثورية كنا أربعا نرطب قمة تل الرمل و نعطر السفح ، وكان ذاك تمردا على وسواس القهر التنظيمي و رقباء الضمير أو كما يتوهمون ..!! مضت تلك السنوات بنقائها و أنقيائها وتمردها و متمرديها و أوفيائها و تلها الوفي كبرق ليلة ماطرة في عين ناعسة ، مضت و تباعدت خطى الاربع دون وداع ، ليبقى في ذاكرتنا هاشم صديق معتدا كنسل السيف بشعره و فكره وثوريته و طرائق تفكيره و تمرده على أباطيل الافعال و الاقوال ، عجزت كل رياح الترهيب عن كسر قواعد المبادئ في دواخله ، وخارت كل أعاصير الترغيب أمام زوايا قناعاته ، فاحاط تاريخه و حاضره بسياج من الفقراء وآلامهم و البسطاء و آمالهم ساخرا من موائد هارون الرشيد و خزائن الثراء المريب ، ما مال ظهره يوما خوفا عن تلقي نبال الغدر و ما وهن الصدر من صد النفاق .. و كلما تكاثفت السهام على السهام يمشي راسخا على أرض الكبرياء ، تتبعه بطاقة الانتماء الصادقة .. ( اسمي هاشم وامي آمنة ،، وابوي ميت وكان خضرجي ومرة صاحب قهوة في ركن الوزارة ,, و بيتنا طين واقع مشرم و لما حال الطين يحنن نشقى شان نلقى الزبالة ..) على تل ذاك الرمل الوفي ، أحببنا في شعره ميدان الفقراء و ساحة البسطاء و رئات الحيارى حين تتنفس شهيق الحال البائس و زفير الغد المشرق ، و أحببنا في فكره بحيرات التمرد التي ما جفت عاما و ما ضنت يوما ، ترسل سيولا من الثورية ناحية الارض اليباب - تلفازا كان أم صحيفة أو حنجرة مغني - كلما جلس على سطحها من تحدثه نفسه بهضم عرق الاشعار و سهر الافكار و تعب الاحبار و اليراع , فتأتي سيول ثورته وتجرف الزبد و تفتح للشعراء مسارات الحقوق و تمدهم بابجديات الملكية الفكرية ليتبخر من حياة الناس زمان الغابة و قوانينها و افتراسات أسودها لحوم الحمل الوديع بغير حق .. احببنا فيه عشق ( النزع ) و رفض ( الاستجداء ) على ذاك التل الوفي ..!! و .. اليك أخى هاشم .. اليك في زمان تهافت الاشعار الكذوبة و الحان الزيف على ارباب الفوائد .. اليك في زمان تساقط القيم و المبادئ في آبار الكيانات الجهوية .. اليك باسم ذاك الزمان الوفي و التل الوفي بطاقة وفاء .. واعتذار ان تاخرنا ..وعذرا لقارئنا على غرابة المقال ، فانه من ذاكرة الوفاء و قد لا يصلح لهذا الزمان .. !! (عدل بواسطة الطاهر ساتي on 11-08-2006, 04:46 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]