|
خالدون فيها الى ما شاء الله .. بقلم صلاح عووضة
|
*ما الذي يجعل أستاذ الجامعة (عاجزاً!!!) بعد الستين عن القيام بواجباته التدريسية تجاه الطلاب، ويجعل الحاكمين (قادرين!!!) على القيام بواجباتهم تجاه الشعب والوطن ولو بلغوا من العمر سبعين عاماً وأكثر؟!!... *أيهما أخطر أثراً وأدعى إلى (جاهزية) العقل والجسم : تدريس فئة (محدودة) من الطلاب في مكان (محدود)، أم حكم بلد (بحالو).. وشعب (بحالو)؟!!... *التساؤلات هذه تفرض نفسها بكل مشروعية عقب القرار الـ(رئاسي) القاضي بتحديد سن المعاش بـ(60) عاماً -بدلاً من (65) كما كان مقترحاً- لـ(يغادر) على أثره أكثر من مائتين وخمسين أستاذاً قاعات الدرس بالجامعات (ويبقى!!!) الذين تجاوزوا الـ(سن!!!) تلك بسنوات متحكمين في مصائر البلاد والعباد!!!!... *دعونا (نخش) في الموضوع... الحكاية وما فيها أن الحكومة - (المؤتمر الوطني) - ضاقت ذرعاً بـ(نفر) من أساتذة الجامعات لأنشطة نقابية من تلقائهم رأت فيها خطراً سياسياً عليها... *ما العمل إذاً؟!!.. هل يتم فصل النفر هذا من جامعاتهم بقرار سياسي؟!.. القصة ح تكون مكشوفة والحكومة ما ناقصة مشاكل في ضوء الهجوم المتواصل عليها حول مسألة الفصل من العمل لأسباب سياسية... *تلفت مدمنو التآمر في الحكومة - من أهل المؤتمر الوطني - يمنة ويسرى فوقعت أعينهم على مقترح بتعديل سن المعاش من (60) إلى (65) عاماً فقالوا (هيا دي!!).. فالمغضوب عليهم أولئك من أساتذة المعاش تجاوزوا سن الـ(60) ولم يبلغوا سن الـ(65) بعد... فليباغتوهم إذاً بالـ(قانون) ويقولوا لهم : لا.. كفاية لحد كدا ما دمنا قد رفضنا - بقرار (رئاسي) - فكرة رفع سن المعاش إلى (65) عاماً... *والقانون هذا لو كان تكفل به الذين (يخضعون) هم أنفسهم لأحكام قوانين الخدمة المدنية من الديوانيين لما استرعى هذا الأمر انتباهنا، أما أن يتكفل به الذين لا يرون أنهم يخضعون حتى لـ(سنن الحياة) - دعك من سنن السلك الوظيفي - فهذه هي المفارقة الطريفة التي شكلت فكرة كلمتنا هذه... فهل عمركم سمعتم بحاكمين أتوا إلى السلطة بالـ(قوة!!) قالوا عقب فترة من زمان حكمهم : والله انحنا كفانا لحد هنا لأننا لم نعد قادرين (ذهنياً) و(جسدياً) على تحمل تبعات الحكم الـ(مرهقة!!)؟!!!... *يستحيل أن يحدث هذا ولو حكم الواحد منهم لأكثر من عشرين عاماً.. ويستحيل أن يحدث هذا ولو بلغ الواحد منهم من العمر (ثمانين!!!) عاماً.. ويستحيل أن يحدث هذا ولو تقوس ظهر الواحد منهم وصار العكاز هو ساقه الـ(ثالثة!!!)... *أليس لهذا الذي نقول نماذج من واقعنا الراهن في دول شمولية بعينها حتى أن اثنين من الرؤساء العرب كادت تبلغ سنوات حكمهما - ولا نقول أعمارهما - السن المحددة للتقاعد في بلديهما ولا يزالان (يتشبثان) بالسلطة عبر الفوز في انتخابات (مفصلة!!) على (مقاسيهما!!)؟!!... *كم من الذين يتداولون كراسي السلطة هنا في السودان في ما بينهم منذ (17) عاماً قد تجاوزوا سن الإحالة إلى التقاعد ولا يزالون يرون أنهم بصحة (ذهنية) و(جسدية) تؤهلهم ليحكموا إلى أن يبلغ أبناء الأساتذة المحالين إلى المعاش بقرار رئاسي... إلى أن يبلغ الأبناء هؤلاء هم أنفسهم سن المعاش...؟!!.
|
|
|
|
|
|