|
|
 رئيس حزب الامة يخاطب حفل تخليد ذكرى الراحل صلاح الدين عبد السلام
|
أم درمان : أحمد سر الختم
وسط حشد جماهيرى مهيب خاطبه السيد الصادق المهدى امام الانصار ورئىس حزب الامة القومي اقامت اللجنة القومية لتخليد ذكرى الراحل صلاح الدين عبد السلام خليفة المهدى ليلة وفاء مساء أمس بجامعة الاحفاد للبنات بأم درمان . وتخلل البرنامج الذي حضره قيادات القوى السياسية والكيانات الدينية والفعاليات ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميون ورجالات السلك الدبلوماسي وقطاعات الشعب وقيادات حزب الامة القومي وهيئة شئون الانصار تخلله فقرات من كورال الاحفاد والإلقاء الشعرى وعدد المتحدثون ماثر الفقيد : وفيما يلي كلمة السيد الصادق المهدى أمام الانصار ورئيس حزب الامة القومي
اللجنة القومية لتخليد ذكرى الراحل صلاح الدين عبد السلام خليفة المهدى
ليلة الوفاء : جامعة الاحفاد للبنات 28/10/2006م
كلمة الامام الصادق المهدي : شاهد علي قبر صلاح الدين اوتمثال معنوى لصاحب الذكرى
اخواني واخواتي ، أبنائي وبناتي : ذكرى الاحباب احياء او امواتا تقربهم علي نحو قول الاديب :
اذكرونا مثل ذكرانا لكم
رب ذكرى قربت من نزح
النفس الانسانية لوح منقوش فيه ضمن معاني اخرى ثلاثة معاني هي : الاول : ان لهذا الكون خالقا ًاذ يستحيل ان يكون صانع نفسه الثاني : ان للانسان في هذا الوجود معني اذ يستحيل ان يكون وجوده عبثا فإن صح ان لوجود الانسان معني فلا بد ان يلتزم بقيم اخلاقية واذواق جمالية الثالث : ان للنفس الانسانية خلوداً يتجاوز وجودها في الحياة الدنيا خلودها في الاخرة من الغيبيات التي كشف عنها الوحي لكن خلودها في الدنيا يقوم علي امرين : أولهما : حسي هو التناسل عبر الاجيال من الاجداد الي الاباء والامهات والحفدة ثانيهما : معنوي يتعلق بسيرة صاحب الذكرى معنوياً وما فيها من اعمال واقوال تنحت تمثالاً معنويا ًله فيما يلي ادون معالم هذا التمثال لصلاح الدين واسخر من مقولات العدميين الذين قال قائلهم :
تحطمنا الايام حتي كاننا
زجاج ولكن لايعاد له سبك
ومقولات المتشائمين الذين صدح ابوالعلاء بلسانهم :
إن صرخة في ساعة الموت
أضعاف سرور ساعة الميلاد .
اقول :
اولاً : ذو القسطاس : الناس يقيسون التدين بدقة اداء الشعائر صياماً وصلاة وهي مقاييس امرها عند ربها لانها قد لاتكون صادقة علي نحو ماجاء :
ما الخير صوم يذوب الصائمون له
ولا الصلاة ولاصوف علي الجسد
انما هو ترك الشر مطرحاً
ونفضك الصدر من غل ومن حسد
نعم للعبادات ولكن مدى اخلاصها يعلمه ربها . ومقياسها لدي الناس هو مدى انعكاسها في ثلاثة مجالات :
المجال الاول هو تحلي صاحبها بمكارم الاخلاق فمكارم الاخلاق كما قالت السيدة عائشة في حديث روته عن النبي صلي الله عليه وسلم هي اثقل ما يرجح في ميزان العبد يوم القيامة ، والمجال الثاني هو الرحمة ومدي مايرحم صاحبها الاضعف منه في السلم الاجتماعي ، بل ان مقياس حضارات الانسان كلها هو مدى مايرحم المجتمع مستضعفيه ، فالمجتمع الاكثر تقدما ًهو الاكثر رحمة وهي الصفة الغالبة لرب العالمين الرحمن الرحيم وبها تبدأ وجوبا كل الاعمال والاقوال وسور القرآن الكريم والمجال الثالث هو العدل الذي هو غاية النظام الاجتماعي الراشد وجوهر وصايا الوحي « يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنان قوم علي الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعلمون » «سورة المائدة الاية « 8 » الصفة الاهم التي اتسم بها صاحب الذكرى هو انه انسان حقاني يحاول جاهداً ان يزن اقواله وافعاله بالقسطاس المستقيم .
ثانياً : الشجاع : ربما التزم اناس بنهج حقاني وافتقدوا الشجاعة الادبية للتعبير عن مواقفهم ولكن فقيدنا كان مقداماً لايتردد فيما ينبغي قوله اوفعله هذه الصفة جعلت حضوره المجالس مفيدا وكاوياً لمقولات اصحاب الهوى ، صفة مدح بها قديماً كليب :
نبئت ان النار بعدك اوقدت
واستب بعدك يا كليب المجلس
وتداولوا في كل امر فادح
لوكنت حاضر امرهم لم ينسبوا
ثالثاً : الصمود : النظام السياسي الذي غرسه الامام المهدي في السودان كان ثورياً لدرجة فاقت ماعهده السودانيون فالسودانيون منذ القدم كانوا يعتبرون الخلافة لصاحب الشأن الديني لذوي رحمه باعتبار البركة ويعتبرون الخلافة لصاحب الشأن القبلي لذوى رحمه باعتبار العصبية ، ولكن الامام المهدى ربط المكانة في الهرم القيادى وبالتالي الخلافة بالكفاءة والبلاء والقبول ، هذه المعاني المتقدمة لم يفهمها كثيرون لذلك انقسم كثير من الناس علي حزبين حزبي البركة والعصبية هذا الانقسام اضر بالدولة وبعد هزيمتها علي يد الغزو الثنائى حاول الغزاة احياء ذلك الخلاف وواجهوا به الامام عبد الرحمن باعث الدعوة في ثوبها الجديد البريطانيون حاولوا بعثها في شكل تأييد للحزب الجمهورى الاشتراكي والمصريون حاولوا بعثها في شكل حزب التحرير . لكن الامام عبد الرحمن وكيان الانصار وحزب الامة استطاعوا هزيمة الفتنة وكان فقيدنا الراحل من الشباب الذين انتصروا للحق وصمدوا لمحاولات الاختراق .
رابعاً : العسكرى الشرعي : العسكرية مهنة نبيلة وانا لا ابرح اذكر محاسنها بصورة جعلت عدداً من ابنائي يختارونها مهنة لهم وانا اعتقد ان كل مواطن ينبغي ان يؤهل بتربية عسكرية كما اعتقد ان قسطا من التربية العسكرية ضرورى لكل مسلم ومسلمة وتقديراً للمهنة العسكرية كنت ولازلت من اكثر الناس رفضاً للنزعات الانقلابية واقحام العسكرية في دورب السلطة السياسية عن طريق الانقلاب وكنت ولا زلت موقنا ان الجندى الذي يتطلع للدور الانقلابي يخون مهنته قبل ان يخون الشرعية الدستورية العسكريون الذين يمثلون شرف المهنة يجدون مني التجلة والتقدير امثال المرحومين احمد عبد الوهاب ومحمد نور سعد الذي لم يفكر في عمل سياسي إلا لانقاذ المؤسسة العسكرية من مزالق السياسة كذلك احترام العسكريين الذين تشربوا بالتربية العسكرية وبعد نهاية عهدهم المهني عملوا بالسياسة فقد كان من هؤلاء عطاء معطاء كان فقيدنا من فرسانه المعدودين الذي قدموا اداء مرموقاً للحركة الوطنية والتنمية السياسية في بلادنا العسكرية التي تدخل السياسة بابواب الشرعية تثرى السياسة بل تثرى العسكرية بما تجلبه من احترام لاهلها اما العسكرية التي تدخل السياسة من باب اللاشرعية فإنها تفسد السياسة افساداً كما تضر بالمهنة العسكرية نفسها بما تدخله فيها من عدم الانضباط وقلة التدريب والانشغال بمشاغل اخري
خامساً : - التوفيق بين النقائض :-
الفضيلة وسط بين رذيلتين فالشجاعة وسط بين الجبن والتهور وكذلك الكرم وسط بين البخل والاسراف ولذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم خير الامور اواسطها وهو المعني الذي قاله سقراط عن الوسط الذهبي والإسلام دين الوسط في كافة امره فالاديان والنحل تتطرف بين ناسوتيه مفرطة ولاهوتية مفرطة وكذلك بين روحانية ومادية . وكذلك بين فردانية وجماعية الاسلام يمثل دين الوسط في كل هذه المجالات وكل سلوك فاضل ينطوى علي توفيق لطيف بين نقيضين صاحب الذكرى كان جريئا برأيه في كل المجالات ولكن بعد اتخاذ القرار الجماعي كان يلتزم بصورة عمياء كذلك كان عاطفياً في حنانه موفقا ين عاطفة الحنان والحزم المطلوب :
قسي ليزد جروا ومن يك حازما
فليقس احياناً علي من يرحم
صفات فروسية تغني بها الادب السوداني : كاتال في الخلا .. عقبا كريم في البيت والادب العربي
ومخرق عنه القميص تخاله
بين البيوت من الحياء سقيما
حتي اذا رفع اللواء رأيته
تحت اللواء علي الخميس زعيما
سادساً : السمتة في كتابي الاخير بعنوان « الفكاهة ليست عبثا» فصل عن صورة ذاتية للانسان السوداني صورة رسمت فيها ماخذ علي الشخصية السودانية ومحامد في الشخصية السودانية لا أريد ان أكررها ذكرته هناك ولكن هناك محامد سماها السودانيون السمتة وهي تعني اخلاق المروءة في نظر أهل السودان وتعني الكرم ، والنجدة ، والتضحية وغيرها من أخلاق يقوم بها ضو البيت ، وأخو الاخوان ، ودخري الحوبة وعشي البايتات : ابراهيم صاحبي المتمم كيفي ، مطمورة عشاى مونة خريفي وصيفي زادى في اهلي ونساى وضيفي ، أو ذلك الفارس الذي رفض ان يحضر شمة شاهداً لوجوده في مكان ما ليحكم له بالبراءة في تهمة قتل :
اولاد السودا المابعرفوا السمتة
حلف بي رب العباد وقسمته
ما جاب شمه في حللي ان بقي انقسمته .. كان صلاح الدين معطونا في أخلاق السمتة السودانية .
سابعاً : العزيمة مع المرض : كان في أخريات ايامه كمن يمشي بارادة فولاذية وعزيمة شبابية وجسم اقعده المرض وظهر لنا جليا فتوة العزيمة وفتور الصحة وتطلع صاحبهما الي معني البيت الذي كان الامام عبد الرحمن يكثر إنشاده في أيامه الاخيرة :
ولي كبد مقروحة من يعيرني
غيرها كبدا ليست بذات قروح
اباها علي الناس لايشترونها
ومن يشترى ذا علة بصحيح ؟
إلا رحم الله صلاح الدين في الخالدين واجزل الشكر للجنة القومية التي احتلفت بذاكره والشكر لجامعة الاحفاد الواحة الباقية من الاصالة السودانية وأحسن الله عزاء اسرته الخاصة السيدة ام كلثوم واخوانه واخواته وابنائه وبناته واسرته العامة هذا الكيان الذي أخلص في خدمته والذي استهدفه الطغاة فحماه الله وعزيمة اهله .
لنور الله برهان عظيم تضئ به القلوب المطمئنة يريد الحاسدون ليطفئوه ويابي الله إلا ان يتمه .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
وكان قد خاطب الحفل ميرغني النصري رئيس اللجنة القومية للتأبين والفريق جوزيف لاقو نائب رئيس الجمهورية الأسبق وممثل الدائرة 51 .
|
|
 
|
|
|
|
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست