كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن.

Quote: ليس انا الذي يشتم الناس محمد المكي ابراهيم أجد نفسي محاصرا من جهة اليسار وجهة اليمين فهنالك أناس يتوهمون انني قد أصبت مجدا اوربحا من اشتغالي بالثقافة خلال هذه السنوات الطوال ويريد بعضهم ان أهاتره على صفحات الصحف لينزع مني بعض ذلك المجد المتوهم وهنالك على جهة اليمين آخرون سمعوا لتوهم انني لست صديقا لهذه الحكومة بنت خالهم التي تسر بالهم ويرميني اولئك بالاحمرار واللون القرمزي الذي هو بين الماركسية والاشتراكية وهم في حيرة من حقيقة أمري.وقد رأيت ان لا أمنح الطموحين فرصة للمبارزة جريا على قول الاستاذ سند في رفضه "منازلة المسف" أما المتشككين الحائرين في أمري وحقيقة مذهبي فلن تقر عيونهم ابدا بالاطلاع على سري وسيبقون في الحيرة والشك الى ما شاء الله. ولكن هنالك امورا اخرى تدعوني الى عدم الولوج في المهاترات منها انني اعف عن الهبوط الى مستوى المهاترة والتنابز بالالقاب ومنها معرفتي بقدر نفسي وسني وأنا اتحدى كائنا من كان ان يأتيني بكلمة ذم كتبتها في حق احد الناس او معركة خضتها ضد احد منهم وذلك على كثرة من آذوني وهاجموني وأشعروني بالرغبة في مقاطعة كل ما هو ثقافة اوابداع.ومع ذلك فقد اضطرني احد الناس الى انتقاده –وليس ذمه- في مقال على هذه الصفحات ولقد كنت علميا وموضوعيا فوجهته الى ما فيه سداد منهجه العلمي ولئن اتخذت من اسمه ولقبه مادة للسخرية فلأنني كنت محموقا منه لأسباب لا صلة لها بالثقافة ومناهجها وانما لتصرف لايليق بكرام الرجال فقد وجه لي ذلك الشخص طعنة من الخلف تناسى بها حقوق الزمالة الادبية والمهنية وظاهر علي أقواما "أنذروني وأوعدوا وهموا بقتلي يابثين " (1) وقد كنت اعددت لتلك المنازلة العلمية عدتي من مقالات وشواهد ومراجع وأدلة ثم أخذتني رقة القلب فقلت لن ادمر زميلا لي في مهنة الكتابة وأظهره بمظهر العجز والضحالة واجعله فرجة للمتفرجين فأنا الكبير الذي يجب ان يحتمل ويهب للناس ذنوبها ويحتسبها عند الله تعالى.وكان استاذنا الأكبر وقدوتنا الشيخ اسماعيل الولي يقول عن نفسه وملأ ه: "ونحن جبال أرسينا لسب الخلق والشتم". والآن هاهو شخص أصفيته ودي واحترامي يستكثر على ذلك الدفاع عن النفس ويستهجن تلك السخرية الخفيفة التي دفعني اليها الحنق وخيبة الرجاء وكان حريا به ان لايضع قدمه في مستنقع الحزازات التي تكون بين الرجال دون علم بمصادرها ودوافعها.ويعلم المقصود انني عشت بين ظهرانيهم بالسنين فكنت رقيقا مع كل الرسميين بما فيهم صاحبنا المقصود ولم يكن بيني وبينهم ما يستدعي الكيد والملاحاة والتجاهل. لي افكاري السياسية وتوجهاتي الثقافية التي ضحيت لأجلها واحتملت، ولا اعتقد انني اقدم اليها اي خدمة بالتهجم على موظف من موظفي الدولة ولا على واحد ممن يوالونها سرا أو جهرا وخدمة افكاري واختياراتي لا تكون الا بعرضها وتوضيحها واجتذاب القلوب اليها وذلك ما دأبت عليه طوال نصف قرن من الكتابة الابداعية والسياسية والاقتصادية. (!) من ابيات لجميل بثينة يقول فيها: فليت رجالا هددوني وأوعدوا وهموا بقتلي يا بثين لقوني اذا ما رأوني طالعا من ثنية يقولون من هذا وقد عرفوني