|
هنالك يا قطبي ...... بقلم عادل الباز
|
المصدر جريدة الصحافة عدد 4 اكتوبر 2006
هنالك يا قطبى!! عادل الباز elbaaz 40 @ gmail.com بالأمس كتب دكتور قطبى المهدى مقالاً فى عموده غير الراتب في صحيفة «الانتباهة» (كشف المحجوب) بعنوان: (ليس هنالك طريق ثالث).لقد استغربت منطق الدكتور وطرائق تفكيره، على أن هذه ليست هى المرة الأولى التى يدهشنى أو قل يخذلنى فيها دكتور قطبى. الحقيقة أن سبب ذلك الخذلان وتلك الدهشة إننى طالما أُعجبت بالأفكار التى كان يطرحها سيادته حين كان يقدل فى بساط السلطة مديراً لمخابراتها ووزيراً فى حكومتها ومستشاراً فى قصرها. فى كل تلك المراحل كان الدكتور قطبى أكثر الناس طرحاً للأفكار ومقدرة وجرأة على إثارتها. ونشهد انه كان يعبّر عن نفسه بقوة بغض النظر عن موقعه. رغم إننى طيلة متابعتى للرجل لم أشهد له إنجازاً فى كل المسؤوليات التى تحملها، ولكننى كنت معجباً بطلاقة أفكاره وحريتها. ولكن يبدو أن مرضاً فكرياً عضالاً قد ألم به منذ مغادرته خيمة السلطة منزوياً فى دهاليز التنظيم والمنظمات، والحقيقة أن أعراض هذا الداء ليست حكراً على السيد قطبى، فغالباً ما يخلّف النزع من مقاعد السلطة مثل هذا الداء. ولقد عرفت الكثيرين الذين أُصيبوا به بمجرد طي البساط من تحت أقدامهم . كنت أراهن على سعة ورجاحة عقل الدكتور فى تجاوز مثل هذه الأعراض ولكن يبدو أن ذلك الداء لا شفاء منه. بالأمس فى المقال المذكور كان الدكتور قطبى يرد مباشرة على نائب الرئيس الأستاذ على عثمان الذى كان أول من تحدث عن الطريق الثالث فى المؤتمر الصحفى الأخير له عقب سؤالى له عن آفاق المساومة مع المجتمع الدولى. وكنت قد كتبت بعد ذلك وحتى الأمس عن آفاق ذلك الطريق الممكن، ولكن السيد قطبى أراد أن يرد على النائب وليس على مقالاتى، والسبب أن سيادته قد نصّب من نفسه معارضاً لكل فعل يقوم به على عثمان ولا أعرف لذلك سبباً. نيفاشا كارثة لأن وراءها على عثمان، وأبوجا فاشلة لأن على عثمان هو مَن صنع اختراقها الأساسى. حين تحدث الأستاذ على عثمان عن انفصاليي المؤتمر الوطنى، شن أصحاب (الانتباهة) حملة عليه وكأنه كفر. بعد تصريحات السيد النائب فى بروكسل حول مسألة القوات الدولية قامت الدنيا عليه، لأن السيد قطبى ورهطه لم يروا عدواً فى الدنيا لهم سوى على عثمان. لا أعرف ما سر الخلاف بين الدكتور قطبى وعلي عثمان!!!. قال سيادة الدكتور: ( لازالت الأصوات المرتجفة تتحدث عن طريق ثالث)!! (تأتى المواقف الانهزامية متلبسة ثوب العقل والواقعية وفن الممكن). ثم يدلف إلى ما قاله الأستاذ على عثمان فى مؤتمره نصاً ليسخر منه. (بل وعود كاذبة كما خدعونا فى نيفاشا) .!!! سبحان الله أصبح العقل سبة والحوار مع الآخر انهزامية. ولقد شهدتُ من قبل سيادته فى لندن وواشنطن يحاور ويفاوض الأمريكان فى لحظات حرجة على أيام تسليم بن لادن، هل نسى الدكتور لنذكّره؟!! أم لا داعى لكشف المحجوب!! لم يقل أيٌ من الداعين لطريق ثالث بالتفريط فى كرامة وسيادة البلاد، ولم يقل أحد بقبول القرار (1706) فما هذه العنتريات والدروس الوطنية التى تُلقَى علينا ؟. إذا كانت هذه هى العقول السياسية التى تحكم البلد فابشر بطول سلامة.... يدّعى الدكتور أن موقفه هو الموقف الوطنى الذى لا مساومة عليه، أما مواقف الآخرين الداعين لإيجاد طريق ثالث هي مواقف متخاذلين تهدف لتحقيق أجندة استعمارية. يا سبحان الله هؤلاء المتخاذلون رفضوا القرار (1706) ووقفوا ذات موقف الرئيس، ثم دعوا لحوار من هذه الأرضية للوصول إلى آفاق تجنب البلاد مخاطر المواجهة المحتملة مع المجتمع الدولى. إذا كنا بالسياسة قادرين على تجنيب بلادنا المخاطر، فما الداعى للسير فى طريق المواجهة؟ لا أكاد أصدق أن من يُدلى بهذا الحديث كان مستشاراً سياسياً للرئيس ومديراً للمخابرات، إذ أن كلتا الوظيفتين تتطلبان سعة أفق وعملاً سياسياً خلاقاً ومقدرة على اكتشاف واستثمار الفرص الممكنة. الآن استطيع ان أفهم لماذا وصلنا إلى وصلنا إليه!!. ينصح الدكتور فى نهاية مقاله (الباحثين عن طريق للخروج من الأزمة أن يتبينوا علامات الطريق الذى يختارونه جيداً، حتى لا يتجاوزوا حدود الإرادة الوطنية فإنها حية). يا سلام !!. أرأيتم هذه الوطنية المتدفقة؟ الطريق الذى نختاره يا دكتور هو ما يجنّب الوطن المخاطر ويحفظ أمنة وسلامته وكرامته واستقراره وسيادته بلا عنتريات زائفة. شاكرين للدكتور نصائحه فى الوطنية آملين إذا ما استعرت المواجهة ألا يتحسس جوازاً آخرَ وتأشيرة يحتفظ بهما فى جيبه الخلفى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|