الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2006, 05:50 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء.

    بيان للأمة الإسلامية وللإيمانيين في كل الأديان لا سيما المسيحيين

    في محاضرة في جامعة رزنبرج بألمانيا في 12/9/2006م عن "الإيمان والعقل والجامعة: ذكريات وخواطر"، وقع حديث رئيس الكنيسة الكاثولوكية في خمس خطايا وأربعة أخطاء.

    الخطايا:

    أولا: استشهد بمقولة إمبراطور بيزنطي عن النبي محمد (ص) أثناء حرب بين دولته والعثمانيين، وفي ظروف الحرب تستبد الدعايات الحربية وتتراجع الموضوعية. إن حصر الإسلام في مقولة نشر الدين بحد السيف قال بها بعض جهلة المسلمين وأعداء الإسلام. ولكن فندها المصنفون أمثال السيرتوماس آرنولد في كتابه "الدعوة للإسلام".

    ثانيا: استشهد بإحدى مدارس المسلمين -المدرسة الظاهرية- لنفى أية عقلانية في الإسلام، معتمدا على بعض مقولات ابن حزم الأندلسى، مع أن آيات القرآن تجعل عدم الإيمان مماثلا لعدم العقل.

    ثالثا: ارتقى بأثر الفسلفة اليونانية إلى مصاف الندية مع الوحى في تكوين عقيدة المسيحى واعتبر المصدر اليوناني وحده مصدر العقلانية.

    رابعا: بدل الدفاع عن أن الوحى والإلهام هما مصدران حقيقان للمعرفة حاول أن يبسط العقلانية إلى ما يتجاوز مجالها المعرفي، وجعل الدين كالمتسول في أبواب نحلة عقلانوية.

    خامسا: صوّر الحضارة الأوربية مكونة من المسيحية وتراث اليونان وروما، دون أدنى إشارة إلى حقائق ركز عليها المنصفون الغربيون. قال روبرت بريلفوت (1876-1940) في كتاب "تكوين الإنسانية": "التنوير الحقيقي لأوروبا هو الذي حدث نتيجة إحياء العرب الثقافي لأوروبا. أسبانيا هي بوابة ذلك الإحياء وليست إيطاليا هي مصدر المولد الحضاري لأوروبا". وقال منتجمرى واط في كتاب "أثر الإسلام على أوروبا": " أوروبا كانت تخشى الإسلام على هويتها لذلك أنكرت دينها له. وبالغت في اعتمادها على التراث اليوناني والروماني، لذلك فإن علينا اليوم أن نخلّص أنفسنا من هذا الزيف. وأن نعترف بديننا الحضارى والثقافي للعالم الإسلامي".

    الأخطاء :

    أولاً: قال إن آية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)- البقرة 256- مكية أى في مرحلة ضعف الدعوة. وهى مدنية وفي وقت قوة الدعوة.

    ثانيا: واصل الوهم الاستعلائي الأوروبي الذى يعتبر الحضارة اليونانية هى مصدر العقلانية والفلسفة في العالم. ولكن الحقيقة هى أن اليونان مدينة لمصر، وفينيقيا، والهند وغيرها كما أوضح مارتن برنال في كتابة "أثينا السوداء".

    ثالثا: فتح باب مباهلة سيجد حجته مرجوحة أمام حجة إسلامية قوية: تأليه بشر، وقيامة السيد المسيح، وتوارث الخطيئة الأولى، وعصمة البابا. أما مسألة العنف ففى العهد القديم وفي ممارسة المسيحيين فإن حجم وفداحة العنف يفوق ما جرى بين المسلمين أضعافاً مضاعفة.

    رابعا: في وقت فيه يتبارى القادة الدينيون لفتح أبواب الحوار إشفاقاً على العالم من تيارات ظلامية، تعقد ألسنتنا الدهشة أن يقدم رئيس أكبر كنيسة مسيحية وهو رجل يعتقد كثيرون أنه معصوم على فتح أبواب الصدام والخصام.

    إن هذا الحديث في هذا الوقت لا يبرأ من غرضين دنيويين هما: مواكبة سياسات الهيمنة التى يقودها المحافظون الراديكاليون، والارتياع من تمدد الإسلام سلميا في قارات العالم لا سيما أوربا وأمريكا.

    نعم (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)- آل عمران 113. نحن ننتظر من الأمة المسيحية أن ترفض الخطايا والأخطاء، وأن تعمل على معاملتنا بالمثل، فنحن نعترف بالمسيحية والواجب أن يعترفوا هم كذلك بالإسلام.

    أما صاحب المحاضرة فأقل ما يجب عمله هو الاعتذار الصريح عما قال حرصا على التسامح والتعايش بين الأديان الإبراهيمية خاصة وكافة أديان البشرية.

    وبالله التوفيق

    الصادق المهدي

    إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة

    أم درمان في 16 سبتمبر 2006 الموافق 23 شعبان 1427هـ

                  

09-17-2006, 06:14 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    مقتطفات رئيسية من خطاب البابا
    أثارت تعليقات للبابا بنيديكت السادس عشر خلال كلمة ألقاها في ألمانيا، ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي وأدت إلى مطالبات بأن يعتذر البابا عن "إهانة" الإسلام.
    فيما يلي مقتطفات رئيسية من خطاب البابا في جامعة ريغينسبورغ، وجاءت كلمته بعنوان "الإيمان والعقل والجامعة: ذكريات وتأملات". عن الحياة الجامعية

    إنها خبرة مؤثرة بالنسبة لي أن أعود مرة أخرى إلى الجامعة وأن أحاضر مجددا من على هذه المنصة.

    كما أن الجامعة (جامعة بون، حيث حاضر البابا أيضا لفترة من الزمن بدءا من عام 1959) تفخر أيضا بكليتيها للاهوت. إن هذا الحس العميق بوحدة عالم العقل والمنطق، لم يجد ما يزعجه، وإن قال أحدهم إن هناك شيئا غريبا بالنسبة لجامعتنا - إنها تخصص كليتين لأمر لا وجود له، ألا وهو الله.

    ورغم وجود هذا التشكك الجذري، مازال من الضروري والمنطقي إثارة مسألة الله عبر إعمال العقل، والقيام بذلك في سياق إرث الإيمان المسيحي، وهو الأمر الذي كان محل قبول في هذه الجامعة ككل، دون تشكيك. عن "الحرب المقدسة"

    تذكرت كل هذا مؤخرا، حينما كنت أقرأ.. شطرا من حوار دار - ربما عام 1391 في الثكنات الشتوية قرب أنقرة - بين الإمبراطور البيزنطي واسع العلم مانويل باليولوغوس الثاني وفارسي متعلم حول مسألة المسيحية والإسلام، وحقيقة كليهما.

    وفي المحاورة السابقة.. يتناول الإمبراطور مسألة الحرب المقدسة، ودون الخوض في تفاصيل، من قبيل الاختلاف في المعاملة بين الذين تسبغ عليهم معاملة "أهل الكتاب" والذين يعاملون كـ"كفار"، واجه محاوره باقتضاب مذهل يبلغ مرتبة الفظاظة عند البعض وذلك في تناوله للمسألة المحورية حول العلاقة بين الدين والعنف عامة، إذ قال: "فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف".

    وبعد أن عبر الإمبراطور عن نفسه بهذه القوة، مضى ليشرح تفصيلا لماذا نشر الإيمان بالعنف أمر مناف للعقل والمنطق، فالعنف لا يتفق وطبيعة الله ولا يتفق وطبيعة الروح. إنه يقول إن "الله لا يسر بالدماء، وليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالإيمان يولد في رحم الروح، وليس الجسد، ومن يهدي إلى الإيمان إنما يحتاج إلى القدرة على التكلم حسنا والتعقل، دون عنف أو تهديد أو وعيد". عن الدين والعقل

    وحسم البيان في هذا الأمر ضد التحويل القسري لاعتناق الدين هو أن التصرف بما لا يتماشى مع العقل إنما يناهض طبيعة الله ذاته. ويقول الكاتب تيودور خوري: "بالنسبة للإمبراطور كونه بيزنطيا شكلته الفلسفة الإغريقية، فإن هذا البيان بيّن يشهد لصحة ما فيه، ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية، فإن الله جل عن كل شيء، فعال لما يريد منزه عن أي من قوالبنا، بما في ذلك العقل والمنطق".

    عند هذه النقطة، وبما يصل له فهمنا عن الله وبالتالي ما يخص الدين من ممارسات، نجد أنفسنا أمام معضلة لا مفك منها، هل قناعة أن التصرف بما يتنافى مع العقل يخالف طبيعة الله مجرد فكرة إغريقية، أم أنها حق دائما وجوهرا؟ حول اللاهوت والعلم

    لقد فتح اللاهوت الليبرالي للقرنين التاسع عشر والعشرين مرحلة ثانية في عملية نزع الفلسفة الهيلينية (الإغريقية)، وكان أدولف فون هارناك هو الممثل الأبرز له.

    الهدف هنا ليس إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع أفق مفهومنا عن العقل .. عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة إليه اليوم


    قيل إن يسوع وضع نهاية للعبادة لصالح البعد الأخلاقي، وفي النهاية صار الطرح المعبر عنه هو أنه أب لرسالة أخلاقية إنسانية. وبالأساس فإن القصد الذي يرمي له هارناك هو إعادة المسيحية مرة أخرى إلى التوافق مع المنطق الحديث.

    (غير أن).. أي محاولة للإبقاء على الدفع بأن اللاهوت "علمي" سينتهي بالمسيحية إلى أن تصبح مجرد جزء من أصل كامل.. وهو أمر خطير للإنسانية، كما نرى من الأسقام التي تعتري الدين والعقل والتي تطرأ بالضرورة حينما يخفض من مرتبة العقل بحيث .. يصبح الدين وتصبح الأخلاق أمرا لا يعنيه. خاتمة

    إن الهدف هنا ليس إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع أفق مفهومنا عن العقل وتطبيقاته.. عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة إليه اليوم.

    في العالم الغربي الاعتقاد السائد على نطاق واسع هو أن المنطق القائم على فلسفة الحقائق التي لا تتثبت إلا بالفحص العلمي، وأشكال الفلسفة المبنية على هذا المنطق، صالح للكل. غير أن الثقافات المتجذرة في الدين في هذا العالم ترى في هذا الاستبعاد لما هو إلهي من محيط العقل وشموليته تهجما على أشد قناعاتهم. إن المنطق الذي يصم آذانه عما هو إلهي ويدفع بالدين إلى هامش المجتمع، إنما هو منطق عاجز عن الولوج في حوار الثقافات.


    موضوع من BBCArabic.com
    http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_5351000/5351086.stm
                  

09-17-2006, 06:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    شكرا يا دكتور والي الدين على نقل مقال السيد الصادق المهدي..

    أرجو أن تسمح لي بوضع هذه المادة من موقع "الدويتشه فيللا" الألماني..

    وسأعود بعد ذلك بتعليقي على ما أورده السيد الصادق..


    Quote:
    http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,2175165,00.html

    قضايا وأحداث | 15.09.2006
    "تصريحات بابا الفاتيكان يجب أن تُفهم من خلال سياقها"

    : مظاهرات في الهند ضد تصريحات البابا
    أثارت تصريحات بابا الفاتيكان حول الإسلام ردود فعل غاضبة في الدول الإسلامية مما ينذر بنشوب أزمة جديدة بين الغرب والعالم الإسلامي. المفكر المغربي سبيلا يدعو إلى تحليل هذه التصريحات وفهمها في سياقها. فماذا قال الحبر الأعظم؟



    عمت العالم الإسلامي موجة من السخط والاستياء بعد تصريحات بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر حول الإسلام. وطغت هذه الموجة على أصوات أجراس الكنائس والجوقات الموسيقية حتى قبل ان تغادر طائرة البابا مطار ميونيخ يوم أمس الخميس، 14 سبتمبر/أيلول 2006، عائدة به إلى روما في ختام زيارة لألمانيا استمرت ستة أيام. لكن الفاتيكان سرعان ما أكد على لسان متحدثه الرسمي الأب فيديريكو لومباردي احترام البابا للإسلام وحرصه على "رفض الدوافع الدينية للعنف". وأكثر ما أثار غضب المسلمين في خطاب البابا هو اقتباسه لحوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور نبي الإسلام. الجدير بالذكر في هذا السياق أن تصريحات البابا جاءت في إطار دعوته للمسلمين إلى الدخول في حوار للحضارات.





    ماذا قال الحبر الأعظم عن الإسلام؟

    : بابا الكنيسة الكاثوليكية في إطار زيارته لألمانيا تطرق البابا في معرض حديثه إلى أنه قراء مؤخراً جزءاً من حوار دار بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني وأحد المثقفين الفرس حول الإسلام والمسيحية وحقيقة كل منهما، مشيراً إلى اعتقاده بأن أقوال الإمبراطور قد نقلت بشكل أكثر تفصيلاً من كلام محاوره الفارسي.

    وقال البابا، في محاضرة له بجامعة ريجينسبورج الألمانية التي كان يدرس فيها علم اللاهوت: "كان الإمبراطور يعلم بالتأكيد ان هناك آية في القرآن تنص على أن لا إكراه في الدين، وهي احدى الآيات المبكرة التي، كما يروي لنا أهل العلم، أتت في وقت كان فيه محمد نفسه ضعيفاً ومُهددا. ولكن الإمبراطور كان على دراية أيضا بالنصوص الأخرى المتعلقة بالجهاد والتي ظهرت في مرحلة لاحقة. وبدون الخوض في تفاصيل التعامل المختلف بين أهل الكتاب والكفار، يتطرق الإمبراطور بشكل فظ ـ الأمر الذي فاجئنا وأثار دهشتنا ـ إلى العلاقة بين الدين والعنف في حواره مع الفارسي، إذ يقول له: "ارني ما الجديد الذي أتى به محمد، انك لن تجد سوى الأشياء السيئة واللاإنسانية، مثل فرضه نشر الإيمان، الذي يبشر به، بقوة السيف." بعد ان قال الإمبراطور مقولته، أخذ يقدم بالتدريج أسباب قوله هذا، متسائلا : لماذا يعد نشر الإيمان بالقوة مناف للعقل؟ فنشر الدين بالقوة يتعارض مع جوهر الرب وجوهر الروح. ويضيف الإمبراطور بالقول: " ان الرب لا يُسترضى بسفك الدماء. وان عدم الاحتكام الى المنطق يتنافى مع الذات الإلهية. ان الإيمان ثمرة الروح وليس ثمرة الجسد. ومن يريد ان يهدي احدهم الى الإيمان، يحتاج القدرة على الكلام الطيب والتفكير السليم، ولكن ليس الى القوة والتهديد (...) ولإقناع روح تحتكم الى العقل، لا يحتاج المرء لذراعه ولا لعدة القتال أو لأية وسيلة أخرى يمكن ان يهدد بها إنسانا ما (...)".
    تجدر الإشارة هنا إلى أن بابا الفاتيكان حرص على أن يقول مرتين أنه أقتبس جزءاً من الحوار، وذلك لكي يوضح أن تلك الجملة المتعلقة بنشر الدين بالسيف ليست له.

    "أقوال البابا جاءت في ظرف ساخن"

    : لقاء سابق للبابا مع وفد من المسلمين في عام 2005 وفي تعليقه على تصريحات البابا قال الدكتور محمد سبيلا، أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس في المغرب، في حوار مع إذاعة دويتشة فيله أنه: "قبل الحكم على تصريحات البابا يجب أولاً تحليلها وتمحيصها ومراعاة المفردات والمصطلحات، التي استعملها الحبر الأعظم وفهمها في السياقات المختلفة لها". وأشار سبيلا إلى أن ما وصل من تلك التصريحات حتى الآن لا يعدو ان يكون فقرات عن طريق وكالات الأنباء. ويفسر أستاذ الفلسفة المغربي، الذي كان له تجربة لقاء وحوار فكري مع بينديكت السادس عشر قبل ان يجلس على كرسي البابوية، ردة الفعل السريعة ضد تصريحات البابا بأنها ناجمة عن طبيعة الظرف الحالي بالنسبة للمسلمين والذي وصفه بانه "ساخن وغير مناسب"، مشيراً في هذا السياق إلى ان وقع قضية الرسوم الدانمركية مازال في النفوس، وكذلك قضية سلمان رشدي. ويضيف سبيلا: " نحن أمام سياق وأمام جو عالمي ساخن وأمام جيوستراتجية من الغرب لمحاربة الإرهاب يتداخل فيها مع مواجهة الإسلام".



    وعما إذا كان البابا يؤمن بضرورة الحوار مع العالم الإسلامي أو أن لديه رؤية تصادمية، يصف سبيلا البابا الذي عرفه عن قرب بأنه "شخص مثقف" و "رجل عميق الثقافة" لكن، والكلام للمفكر المغربي: "هناك نزعة محافظة قوية في خطاب البابا". وبشكل غير مباشر ينتقد الفيلسوف المغربي بينديكت السادس عشر بالقول "إن كانت لديه نية ما ربما عبر عنها أحيانا في الحوار ولكن النية لا تكفي لأن المرء مطالب بمراجعة ركام الأحكام المسبقة السلبية المتراكمة." ويضيف سبيلا أن النص الديني عموماً في أي دين يتضمن شقين هما: "الحوار والسلم ولكن هناك أيضا شق الدعوة إلى الحرب وإلى استعمال العنف". وتاريخ الديانات هو حركة يتردد فيها بشكل دوري خطاب العنف والسلوك. والفرق هو ان النخب الدينية أو النخب المثقفة الدينية تغلب هذا الوجه أو ذاك. إما تغلب وجه السلم والتأويل السلمي أو الـتأويل الحربي والعنيف.



    أما البروفسور اورسولا شبولرـ شتيجيمان، المتخصصة في علوم الإسلام والمدرسة في جامعة ماربورج الألمانية، فتقول أنه: "كان يتحتم على البابا ان يصرف النظر عن الاقتباس من حوار قديم"، مشيرة، في حوار مع موقعنا، إلى أن النبي محمد كان "شخصية كاريزمية" جديرة بالاحترام والتقدير. وتعتقد الخبيرة في الشئون الإسلامية أن تصريحات البابا قد تعرقل حوار الأديان معربة عن تخوفها من أن يتطور الوضع بين المسلمين والغرب إلى حد التأزم.






    دويتشه فيله (ع.م)


    وهنا مقتطفات من محاضرة البابا التي أثارت حفيظة المسلمين
    http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,2174975,00.html

    في محاضرة بجامعة ريجنسبورج اقتبس بينديكت السادس عشر جملاً من محاورة قديمة بين إمبراطور مسيحي ورجل دين مسلم تتعلق بعلاقة الدين بالعنف، الأمر الذي أثار غضب المسلمين، حتى مع تأكيد الفاتيكان على احترام البابا لجميع الديانات.





    سيداتي سادتي،



    إنها للحظة مؤثرة بالنسبة لي أن أكون مجدداً في هذه الجامعة وأن يُسمح لي بإلقاء محاضرة مرة أخرى. في هذه الإثناء تعود بي أفكاري الى السنوات الماضية التي بدأت فيها عملي في جامعة بون بعد فترة جميلة من عملي كأكاديمي في معهد فرايزينغ (...). كان من الواضح ان كلتا الجامعتين، من خلال طرحهما تساؤلات عن عقلانية الإيمان، تؤديان عملاً يتعلق بحدود العلوم الكونية، حتى لو لم يكن بمقدور الجميع الإيمان بنفس المعتقد. وهنا يحاول علماء اللاهوت تناول قضايا الكون بحكمة وربطها بقضايا عقلانية عامة (...) إحدى المسائل الخلافية التي كانت سائدة في الجامعة تمثلت في مسألة الإبقاء على موقف يتسم بالحتمية والعقلانية أمام سوء الظن المتطرف والسؤال عن الرب عن طريق العقل والقيام بذلك في سياق موروثات الديانة المسيحية.





    تذكرت كل هذا مجدداً عندما قرأت مؤخراً جزءاً من الحوار الذي نشره الأستاذ تيودور خوري من جامعة مونستر والذي جرى في المقر الشتوي للإمبراطور البيزنطي واسع العلم والإطلاع مانويل الثاني قرب أنقرة عام 1391 وبين واحد المثقفين الفرس حول الإسلام والمسيحية وحقيقة كل منهما. ويبدو ان القيصر دوّن الحوار أثناء حصار القسطنطينية بين عامي 1394 و1402. ويفهم من هذا أيضا أن أقواله قد نقلت بشكل أكثر تفصيلاً من كلام محاوره الفارسي. امتد الحوار ليشمل المساحة الكاملة لتركيبة الايمان المنصوص عليها في الإنجيل والقرآن؛ كما ان حوار دار بشكل خاص حول صورة الرب والإنسان بالإضافة الى وجوب التطرق الى العلاقة بين "القوانين الثلاثة" أو كما يقال "أنظمة الحياة الثلاثة": العهد القديم والعهد الجديد والقرآن. لا أريد التطرق الى ذلك هنا في هذه المحاضرة، بل الى نقطة هامشية وردت في سياق الحوار والتي سحرتني فيما يتعلق بموضوع الإيمان والدين. تعتبر هذه النقطة منطلقاً لتأملاتي في هذا الموضوع.



    في جولة الحوار السابعة المنشورة من قبل الأستاذ خوري والمسماة (قضايا خلافية)، يتطرق الإمبراطور إلى موضوع الجهاد أو الحرب المقدسة. كان الإمبراطور يعلم بالتأكيد ان هناك آية في القرآن تنص على أن لا إكراه في الدين، وهي احدى الآيات المبكرة التي، كما يروي لنا أهل العلم، أتت في وقت كان فيه محمد نفسه ضعيفاً ومُهددا. ولكن الإمبراطور كان على دراية أيضا بالنصوص الأخرى المتعلقة بالجهاد والتي ظهرت في مرحلة لاحقة. وبدون الخوض في تفاصيل التعامل المختلف بين أهل الكتاب والكفار، يتطرق الإمبراطور بشكل فظ ـ الأمر الذي فاجئنا وأثار دهشتنا ـ إلى العلاقة بين الدين والعنف في حواره مع الفارسي، إذ يقول له: "ارني ما الجديد الذي أتى به محمد، انك لن تجد سوى الأشياء السيئة واللاإنسانية، مثل فرضه نشر الإيمان، الذي يبشر به، بقوة السيف." بعد ان قال الإمبراطور مقولته، أخذ يقدم بالتدريج اسباب قوله هذا، متسائلا : لماذا يعد نشر الإيمان بالقوة مناف للعقل؟ فنشر الدين بالقوة يتعارض مع جوهر الرب وجوهر الروح. ويضيف الإمبراطور بالقول: " ان الرب لا يُسترضى بسفك الدماء. وان عدم الاحتكام الى المنطق يتنافى مع الذات الإلهية. ان الإيمان ثمرة الروح وليس ثمرة الجسد. ومن يريد ان يهدي احدهم الى الإيمان، يحتاج القدرة على الكلام الطيب والتفكير السليم، ولكن ليس الى القوة والتهديد (...) ولإقناع روح تحتكم الى العقل، لا يحتاج المرء لذراعه ولا لعدة القتال أو لأية وسيلة أخرى يمكن ان يهدد بها إنسانا ما (...)".





    ان الجملة الحاسمة في هذه الحجة القائمة على معارضة الهداية باستخدام العنف تتمثل في ان التعامل غير العقلاني مع الامور يتعارض مع الذات الإلهية. وهنا علق الناشر، الأستاذ تيودور خوري، على ذلك بالقول: "بالنسبة للإمبراطور، باعتباره بيزنطي ملم بالفلسفة الإغريقية، تعد هذه الجملة بمثابة حقيقة لابس فيها. أما فالفقه الإسلامي فيرى على العكس من ذلك ان الخالق يسمو على هذه المفاهيم وأن إرادته لا ترتبط بأي مقياس من مقاييسنا، حتى لو تعلق الأمر برجاحة العقل. ويقتبس خوري في هذا الخصوص عملاً لأحد المختصين بالدراسات الإسلامية وهو ر. ارنالديتس، الذي أشار الى ان ابن حزم ذهب بعيدا فى توضيحه لهذه الاشكالية الى حد قوله ان الخالق لا يقاس حتى بكلمته، كما أن ليس هناك شيء يلزمه بان يوحي لنا بالحقيقة، حتى إذا أراد منا يوماً ما أن نعبد الأوثان فعلينا أن نرضخ لإرادته. (...)

    ..
                  

09-17-2006, 06:53 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Yasir Elsharif)

    سأبدأ بالتعليق على ما أورده موقع الدويتشه فيللا كمحاولة شرح لما اقتبسه البابا من كلام الإمبراطور الذي جاء وصفه بأنه غزير العلم..

    قال الموقع:
    تجدر الإشارة هنا إلى أن بابا الفاتيكان حرص على أن يقول مرتين أنه أقتبس جزءاً من الحوار، وذلك لكي يوضح أن تلك الجملة المتعلقة بنشر الدين بالسيف ليست له.
    فالموقع يريد أن يقول أن هذا الكلام قاله الامبراطور ولم يكن هو كلام البابا، في محاولة لإخراج البابا من الحرج.. فهل كلام الإمبراطور صحيح أم غير صحيح؟؟
    الإسلام الذي ليس فيه إكراه على الدخول فيه كان في فترة مكة ولكنه انهزم هناك، مما اضطر النبي عليه الصلاة والسلام إلى الهجرة إلى المدينة، وهناك بدأ التخلي عن ذلك المستوى من الدين، وجاء الإكراه على دخول الإسلام، الذي قامت عليه الشريعة.. وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا عصموا مني أموالهم ودماءهم إلا بحقها، وأمرهم لله"
    وهذا حديث واضح في أن الإسلام في المدينة أمر النبي بقتال الناس حتى يدخلوا الإسلام.. وبالطبع لا يستطيع النبي أو غيره أن يكره الناس على أن يكونوا مؤمنين.. فالإيمان في القلب.. ولذلك فقد كان هناك منافقون، يظهرون الإسلام، يصلون ويدفعون الزكاة، ولكنهم لم يكونوا مؤمنين به حقيقة.. هذا هو معنى الآية "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".. فالإنسان لا يمكن أن يُكره على الإيمان، ولكن يمكن أن يُكره على إعلان الإسلام وأقامة الصلاة وإيتاء الزكاة..


    الجدير بالذكر أيضا أن قداسة البابا قد أخطأ عندما قال:
    "كان الإمبراطور يعلم بالتأكيد ان هناك آية في القرآن تنص على أن لا إكراه في الدين، وهي احدى الآيات المبكرة التي، كما يروي لنا أهل العلم، أتت في وقت كان فيه محمد نفسه ضعيفاً ومُهددا.

    فإن هذه الآية لم تنزل في مكة، وهو الوقت الذي كان فيه النبي محمد عليه السلام ضعيفا ومُهددا.. فسورة البقرة التي جاءت فيها هذه الآية هي سورة مدنية نزلت في المدينة عندما صار الإسلام قويا وله جيش ودولة.. أما معنى هذه الآية فهو كما قلت سابقا أن الإيمان لا يمكن إدخاله إلى القلب بالإكراه..

    وسأعود..
    ياسر
                  

09-17-2006, 09:49 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Yasir Elsharif)

    السيدالصادق المهدي.
    افاد في ردة و اجاد.
                  

09-17-2006, 07:33 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    يقول السيد الصادق المهدي عن أول خطايا البابا:

    Quote: أولا: استشهد بمقولة إمبراطور بيزنطي عن النبي محمد (ص) أثناء حرب بين دولته والعثمانيين، وفي ظروف الحرب تستبد الدعايات الحربية وتتراجع الموضوعية. إن حصر الإسلام في مقولة نشر الدين بحد السيف قال بها بعض جهلة المسلمين وأعداء الإسلام. ولكن فندها المصنفون أمثال السيرتوماس آرنولد في كتابه "الدعوة للإسلام".


    أولا لم يكن حديث البابا في مقام الاستشهاد بقول الامبراطور.. لقد أورد القول لكي يقول أن تلك الحادثة "نقطة هامشية وردت في سياق الحوار والتي سحرتني فيما يتعلق بموضوع الإيمان والدين" أكثر من ذلك فهو قد وصف قول الإمبراطور بـ "الفظ" وبأنه "فاجأه أثار دهشته".. أرجو إعادة قراءة النص الذي أوردته بعاليه من محاضرة البابا.. [وبدون الخوض في تفاصيل التعامل المختلف بين أهل الكتاب والكفار، يتطرق الإمبراطور بشكل فظ ـ الأمر الذي فاجئنا وأثار دهشتنا ـ إلى العلاقة بين الدين والعنف في حواره مع الفارسي، إذ يقول له: "ارني ما الجديد الذي أتى به محمد، انك لن تجد سوى الأشياء السيئة واللاإنسانية، مثل فرضه نشر الإيمان، الذي يبشر به، بقوة السيف."]
    طبعا الامبراطور نفسه أخطأ بالقول أن النبي محمد نشر الإيمان الذي بشّر به بقوة السيف.. فالإيمان لا ينتشر بالسيف.. ولكن سلطان دولة المسلمين يتم إجبار الناس على الخضوع له.. ولا أدري كيف يمكن للسيد الصادق المهدي أن يغالط في هذه الحقيقة بإيراد أقوال مستشرقين مثل السير توماس آرنولد، ويترك النصوص الواضحة في القرآن وفي الأحاديث التي تأمر المسلمين بقتال الكفار.. ولا بد أنه يعرف ما سمي في القرآن بآية السيف والتي يُقال أنها نسخت 40 آية من آيات الإسماح المكية:
    فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) التوبة
    وهي آية خاصة بالمشركين، وهم غير أهل الكتاب.. ولكن لأهل الكتاب في نفس هذه السورة آية أمرت بقتالهم:
    قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
    ومن هنا قال النبي عليه السلام حديثه الذي أوردته بعاليه "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا عصموا مني أموالهم ودماءهم إلا بحقها، وأمرهم إلى الله." وعبارة أمرهم إلى الله هذه تعني أن ما في قلوبهم من إيمان أو كفر هو لله ولكنهم ملزمون بأداء الصلاة وإيتاء الزكاة في الظاهر.. وهذا النوع من الإسلام ليس به عند الله عبرة لأنه قد يكون خال من الإيمان، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا، ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم"..

    يتواصل...
                  

09-17-2006, 08:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    مواصلة...

    يقول السيد الصادق المهدي معددا خطايا البابا:

    Quote: ثانيا: استشهد بإحدى مدارس المسلمين -المدرسة الظاهرية- لنفى أية عقلانية في الإسلام، معتمدا على بعض مقولات ابن حزم الأندلسى، مع أن آيات القرآن تجعل عدم الإيمان مماثلا لعدم العقل.


    فالسيد الصادق هنا يشير إلى هذه الفقرة من محاضرة البابا:

    ان الجملة الحاسمة في هذه الحجة القائمة على معارضة الهداية باستخدام العنف تتمثل في ان التعامل غير العقلاني مع الامور يتعارض مع الذات الإلهية. وهنا علق الناشر، الأستاذ تيودور خوري، على ذلك بالقول: "بالنسبة للإمبراطور، باعتباره بيزنطي ملم بالفلسفة الإغريقية، تعد هذه الجملة بمثابة حقيقة لابس فيها. أما فالفقه الإسلامي فيرى على العكس من ذلك ان الخالق يسمو على هذه المفاهيم وأن إرادته لا ترتبط بأي مقياس من مقاييسنا، حتى لو تعلق الأمر برجاحة العقل. ويقتبس خوري في هذا الخصوص عملاً لأحد المختصين بالدراسات الإسلامية وهو ر. ارنالديتس، الذي أشار الى ان ابن حزم ذهب بعيدا فى توضيحه لهذه الاشكالية الى حد قوله ان الخالق لا يقاس حتى بكلمته، كما أن ليس هناك شيء يلزمه بان يوحي لنا بالحقيقة، حتى إذا أراد منا يوماً ما أن نعبد الأوثان فعلينا أن نرضخ لإرادته. (...)

    لا شك أن البابا نفسه قد ذُهل بأن التشريع الديني بالقتال لا يعبّر عن كمال الإله بقدر ما يعبّر عن حاجة البشر.. بكلمات أخرى فإن أمر المؤمنين بقتال الكافرين هو أمر عقلاني بحسب حكم الوقت.. وعلى هذا الأمر العقلاني قامت حروب الموحّدين على عهد اليهودية منذ سيدنا موسى وفتاه يوشع وإلى سيدنا داؤود وسيدنا سليمان عليهم السلام، وإلى ما بعد ذلك.. وعلى ذلك كان الأمر الإلهي للنبي محمد عليه السلام بالقتال أمر عقلاني لأنه يناسب ذلك الوقت.. ولا شك أن البابا يعرف أن المسيحية عندما خرجت على حكم وقتها انهزمت بعد المسيح، وصار المسيحيون المؤمنون مضطهدون لأكثر من ثلاثمائة عام، إلى أن جاء عهد الإمبراطور قسطنطين الذي آمن بالمسيحية ومنذ ذلك الوقت بدأت الديانة في الانتشار.. وجاءت عهود الأباطرة المسيحيين الفاتحين أمثال هرقل وغيرهم..

    وأنا أتفق مع السيد الصادق في أن جماعة المدرسة الظاهرية كابن حزم مخطئون فيما ذهبوا إليه.. فإن الذات الإلهية تقيّد نفسها، فمثلا أوامر الله مقيدة بحكمته، وهكذا.. فالأمر بالقتال مقيد بحكمة الله في أنه المناسب لذلك الوقت.. ولكن ايراد البابا لأقوال ر. آرنالديتس عن ابن حزم لا يرقى إلى مستوى الخطيئة، لأن ابن حزم يعتبر من المدارس الإسلامية ذات الوجود المعتبر على الساحة الإسلامية..

    يتواصل...
    ياسر
                  

09-17-2006, 09:22 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    مكرر بسبب خطأ في الشبكة..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 09-17-2006, 09:30 AM)

                  

09-17-2006, 09:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    مكرر في المداخلة أدناه. كان هناك بطء في الشبكة جعلني أحاول إرسال المداخلة أكثر من مرتين بدون أن تظهر..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 09-17-2006, 09:32 AM)

                  

09-17-2006, 09:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    :

    أتفق مع السيد الصادق المهدي في انتقاده للبابا في النقاط من 3 إلى 5 مع تحفظي على تسميتها بالخطايا.. فالبابا أخطأ عندما قال: "ان الجملة الحاسمة في هذه الحجة القائمة على معارضة الهداية باستخدام العنف تتمثل في ان التعامل غير العقلاني مع الامور يتعارض مع الذات الإلهية.".. وقد أوضحت أن الذات الإلهية تقيد نفسها بالحكمة.. ومن أسماء الله النافع والضار.. ومن أفعال الله أنه يحيي ويميت.. فهل يظن البابا أن إرادة "الضرر" وإرادة "الإماتة" تتعارض مع الذات الإلهية؟؟

    كما أتفق معه في أن البابا قد أخطأ في قوله بأن آية "لا إكراه في الدين" قد نزلت في مكة..

    يقول السيد الصادق المهدي:
    Quote: ثانيا: واصل الوهم الاستعلائي الأوروبي الذى يعتبر الحضارة اليونانية هى مصدر العقلانية والفلسفة في العالم. ولكن الحقيقة هى أن اليونان مدينة لمصر، وفينيقيا، والهند وغيرها كما أوضح مارتن برنال في كتابة "أثينا السوداء".

    المعروف أن الفلسفة نشأت في اليونان.. والحضارة المصرية الفرعونية لم تشتهر بالفلسفة والعقلانية.. أما الحضارة الهندية فهي ذات جذور دينية روحانية بعيدة كذلك عن العقلانية.. ولا أعرف عن الحضارة الفينيقية شهرة بالفلسفة والعقل.. لا ريب أن الحضارة اليونانية أخذت من بقية الحضارات ولكن ليس في أمر الفلسفة..

    يتواصل..

                  

09-17-2006, 10:20 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    الجزء الأخير من تعليقاتي على ما كتبه السيد الصادق المهدي..

    يقول السيد الصادق:
    Quote:
    رابعا: في وقت فيه يتبارى القادة الدينيون لفتح أبواب الحوار إشفاقاً على العالم من تيارات ظلامية، تعقد ألسنتنا الدهشة أن يقدم رئيس أكبر كنيسة مسيحية وهو رجل يعتقد كثيرون أنه معصوم على فتح أبواب الصدام والخصام.
    إن هذا الحديث في هذا الوقت لا يبرأ من غرضين دنيويين هما: مواكبة سياسات الهيمنة التى يقودها المحافظون الراديكاليون، والارتياع من تمدد الإسلام سلميا في قارات العالم لا سيما أوربا وأمريكا.


    لا أظن أن نية البابا كانت فتح باب من أبواب الصدام.. كنت أتمنى أن يناقشه الزعماء والمفكرون المسلمون كما فعل السيد الصادق المهدي ولكن بدون اتهامه بمثل هذه الاتهامات التي تضعه مع زعماء الحرب في مركب واحد..

    يقول السيد الصادق:

    Quote: نعم (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)- آل عمران 113. نحن ننتظر من الأمة المسيحية أن ترفض الخطايا والأخطاء، وأن تعمل على معاملتنا بالمثل، فنحن نعترف بالمسيحية والواجب أن يعترفوا هم كذلك بالإسلام.

    مسألة طبيعية أن يعترف المسلمون بالديانات المذكورة عندهم في كتابهم خاصة "أهل الكتاب".. ومسألة طبيعية أن يعترف المسيحيون بديانات العهد القديم المذكورة عندهم.. ولكن اليهود لم يعترفوا بالمسيح، ولا يزالون لا يعترفون بأنه هو المسيح المذكور عندهم، والذي لا يزالون ينتظرونه إلى اليوم.. والمسيحيون لا يعترفون بالإسلام كعقيدة واجبة الاتباع.. والمسلمون لا يعترفون بديانات عالمية أخرى معترف بها جاءت بعد الإسلام، مثل البهائية.. يمكن مطالبة الناس باحترام عقائد الغير ولكن ليس الاعتراف بأنها الحق.. ففي مستوى العقائد يتفرق الناس "كل حزب بما لديهم فرحون".. فلماذا يطالب السيد الصادق المهدي المسيحيين بأن يعترفوا بالإسلام؟؟ هل يعترف هو بالبهائية؟؟

    يقول السيد الصادق المهدي:
    Quote: أما صاحب المحاضرة فأقل ما يجب عمله هو الاعتذار الصريح عما قال حرصا على التسامح والتعايش بين الأديان الإبراهيمية خاصة وكافة أديان البشرية.


    لا أرى أن هناك ما يستحق اعتذار البابا.. فقد تأسف البابا أن ما قاله في تلك المحاضرة قد أسيء فهمه وأسيئ استغلاله..


    في ختام هذا التعليق أحب أن أقول أنني أحترم وأقدّر الدور الذي لعبته "المهدية" كحركة ثورة سودانية أطاحت بنظام حكم استعماري جاهل وظالم، هو الاستعمار التركي.. ولكني لا أرى أن المهدية قد أحرزت المستوى الذي بشّر به المهدي أنصاره بأنه "المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا" أو المهدي الذي "تفتح له مشارق الأرض ومغاربها ويُبايع بين الركن والمقام".. المسلمون والمسيحيون واليهود يتفقون في أنهم جميعا ينتظرون ظهور المسيح، وهو الذي سوف "يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا".. وهذا المسيح لا ينتصر بالحرب وإنما ينتصر بالسلام ويوحد كل الأديان..

    ياسر الشريف
                  

09-17-2006, 03:42 PM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز ياسر الشريف
    شكرا جزيلا علي ما اوردت هنا
    وعلي النقاش الجميل... انا هنا لست
    في مقام يسمح لي بالرد علي كثير من ما ذكرت
    و لكني سوف اجتهد لاوصل هذا الكلام لمكتب السيد
    الامام الصادق المهدي... واعتقد انك اثرت نقاطا
    تستحق المناقشة لك حبي
    ما لم استطع فهمه حقا هو الفقرة الاخيرة
    التي اوردته لانني لا اري اي رابط بينها
    و الموضوع مثار الجدل الفقرة هي

    Quote: في ختام هذا التعليق أحب أن أقول أنني أحترم وأقدّر الدور الذي لعبته "المهدية" كحركة ثورة سودانية أطاحت بنظام حكم استعماري جاهل وظالم، هو الاستعمار التركي.. ولكني لا أرى أن المهدية قد أحرزت المستوى الذي بشّر به المهدي أنصاره بأنه "المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا" أو المهدي الذي "تفتح له مشارق الأرض ومغاربها ويُبايع بين الركن والمقام".. المسلمون والمسيحيون واليهود يتفقون في أنهم جميعا ينتظرون ظهور المسيح، وهو الذي سوف "يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا".. وهذا المسيح لا ينتصر بالحرب وإنما ينتصر بالسلام ويوحد كل الأديان..


    ولي الدين النور
                  

09-17-2006, 06:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    عزيزي والي الدين،
    سلامات وأشكرك..
    قولك:
    Quote: ما لم استطع فهمه حقا هو الفقرة الاخيرة
    التي اوردته لانني لا اري اي رابط بينها
    و الموضوع مثار الجدل الفقرة هي


    Quote: في ختام هذا التعليق أحب أن أقول أنني أحترم وأقدّر الدور الذي لعبته "المهدية" كحركة ثورة سودانية أطاحت بنظام حكم استعماري جاهل وظالم، هو الاستعمار التركي.. ولكني لا أرى أن المهدية قد أحرزت المستوى الذي بشّر به المهدي أنصاره بأنه "المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا" أو المهدي الذي "تفتح له مشارق الأرض ومغاربها ويُبايع بين الركن والمقام".. المسلمون والمسيحيون واليهود يتفقون في أنهم جميعا ينتظرون ظهور المسيح، وهو الذي سوف "يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا".. وهذا المسيح لا ينتصر بالحرب وإنما ينتصر بالسلام ويوحد كل الأديان..



    الفقرة التي أوردتها في الختام هي مربط الفرس.. ذلك أنها النقطة التي يمكن أن يتوحد خلفها أتباع الديانات الثلاث، بل أتباع معظم الديانات المعروفة اليوم.. وهي انتظار المخلص الذي يأتي بالسلام ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا.. ومقام المسيح المخلص يمثل حلما راود الكثيرين من أصحاب الدعوات في مختلف الأديان، ولكن حتى الآن لم يجد من يملأه ويحدث به الخلاص المرتجى.. وفي تقديري أنه لو اجتمع الناس حول ضرورة السلام وأنه بالنسبة للبشرية حاجة حياة أو موت فإن ذلك سيكون بداية الطريق إلى نبذ العنف وإلى وقف التراشق بين أصحاب العقائد بما يختلفون حوله، مما رأينا نموذجا له في حديث البابا وكذلك في حديث معارضيه من المسلمين بما فيهم السيد الصادق المهدي.. ولكني أعترف بأن قولي كان يحتاج إلى كثير من التوسع والشرح، لم أتطرق إليه كله حتى لا أخرج عن موضوع مقال السيد الصادق.. فالمهدية في السودان، في أمر دعوتها الرسالية، اتخذت وسيلة العنف والحرب، وهي بطبيعة تكوينها الثوري في مواجهة الاستعمار لم يكن في استطاعتها إلا انتهاج هذا السبيل، وهو نفسه السبيل الذي حشد لها الأعداء داخليا وخارجيا حتى تمكنوا من هزيمتها مستفيدين من أخطاء كثيرة وقعت فيها.. وهي أخطاء شبيهة إلى حد ما بما عايشناه جميعا من حكومة الإنقاذ منذ أن جاءت بمشروعها الحضاري في عام 1989.. محاولة إخضاع الجنوبيين للإسلام في عهد الإنقاذ يقابله في زمن المهدية التصدي لثورة الجهدية السود في جبال النوبة وأجزاء من جنوب السودان.. ومحاولة غزو مصر والحبشة في زمن المهدية يقابله محاولة تصدير المشروع الحضاري إلى الدول المجاورة ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وتوعد كل من أمريكا وروسيا بأن عذابهما على يد المؤمنين قد دنا..

    لك مودتي وشكري لنقل هذه الكتابة "لمكتب السيد الإمام الصادق المهدي" كما وعدت..

    وشكرا
    ياسر
                  

09-17-2006, 07:05 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: وفي المحاورة السابقة.. يتناول الإمبراطور مسألة الحرب المقدسة، ودون الخوض في تفاصيل، من قبيل الاختلاف في المعاملة بين الذين تسبغ عليهم معاملة "أهل الكتاب" والذين يعاملون كـ"كفار"، واجه محاوره باقتضاب مذهل يبلغ مرتبة الفظاظة عند البعض وذلك في تناوله للمسألة المحورية حول العلاقة بين الدين والعنف عامة، إذ قال: "فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف".


    الأخ د. والى الدين،

    1- هل قـرأ السيـد الصـادق ماقاله البابا، والذات هـذه العبارة التى وصف فيهـا حديث الإمبراطـور بالفظاظـة؟
    2- لقـد وقع السيـد الصـادق تعليقـه كرئيس لحزب الأمـة (بالإضافـة لزعامـة الأنصـار)، فهل هـذا رأى حزب الأمـة، أم ان هـذا كان خطأً؟

    ان البابا لم يقل أى شـئ فى ما نشـرتـه عنه (مشكـورا) يمكن أن يعتبـر إسـاءة للإسـلام، ولكن الإسـلاميين هـذه الأيـام مستدرجون والعياذ بالله لأمـر يعلمـه الله وحـده.. لقـد أيـد مفتى السعـوديـة ما نقل عن الإمبراطور البيزنطى من أن الإسـلام إنتشـر بحـد السيف، وتجـد هـذا فيما نقلته أنا عن الجزيـرة فى مكان أخـر من هـذا البورد..
    ولا أدرى لماذا يغالط السيـد الصـادق فى موضـوع الجهـاد من أجل نشـر الدعـوة، وهو ثابت متواتـر، ولقـد قال النبى: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهـدوا أن لا إله إلا الله....الحديث" ويقول القرأن الكريـم "وقاتلوهـم حتى لا تكون فتنـة، ويكون الدين لله، فإن إنتهـوا فلا عدوان إلا على الظالمين" "حتى لا تكون فتنـة" تعنى حتى لا يكون كفـر.. والظالمين هنا تعنى الذين يتعدون القوانين الشـرعيـة العاديـة، بعـد أن يدخلوا الإسـلام بالقتال..
    إن عجـز الإسـلاميين، ومنهـم السيـد الصـادق عن فهم مرحليـة بعض صـور الشـريعـة، وضـرورة تطويرهـا جعلهـم يخرجون عن طورهـم.. فحينـا يشتمون من يخالفهـم بأنهـم جاهلون، وتارة يقعون فى تناقض تكشفـه النصوص وفهمـه وطبقـه منهـا السلف فى أمـر الجهـاد ووضـع المـرأة.. الخ. وإلا فقل لى بربك كان كان دفاعـا عن النفس غزو الأندلس ومصــر؟ وكيف كانت غزوات عمـرو بن العاص الفاشلـة للسـودان كانت دفاعـا عن النفس..
    لقـد تدرج تشـريـع الجهـاد مثل تحريـم الخمـر، فمر بمراحل عـدة.. بدأت بالأيـة "'وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين'.. والأيـة "قاتلوا الذين يلونكم من الكفـار، وليجـدوا فيكـم غلظـة" حتى نزلت الأيـة "وقاتلوهـم حتى لا تكون فتنـة ويكون الدين لله...الخ" فصـار شـرط القتال هـو الكفـر وليس الإعتداء.. ثم جاءت أيـة السيف التى نسخت كل أيات الأسمـاح بقولـه تعالى "فإذا إنسـلخ الأشهـر الحرم فأقتلوا المشـركين حيث وجدتموهـم، وخذوهـم وأحصروهـم واقعدوا لهـم كل مرصـد. فإن تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهـم...الخ"
    فلا يمكن الإحتجاج يايات منسـوخـة حكمـا مثل "وقل الحق من ربكم فمن شـاء فليؤمن ومن شـاء فليكفـر" إلا إذا دعا الداعى الى النظـر فيمـا فيـه نص قطعى ونادى بتطويـر الشـريعـة الإسـلاميـة، حتى يتم الغاء إباحـة الرق وعدم مسـاواة الرجال والنسـاء والجهـاد ضـد الكفـار بالسيف.. وهـذا حسب علمى مالا يقول به السيـد الصـادق.

    إن الإلتفاف حول النصـوص ووقائع التأريـخ التى فسـرت النصـوص لا يسيـر بصاحبـه قيـد أنملـة الى الأمام.. وسيظل التحـدى قائمـا، سـواء كان على لسـان البابا أى أى شخص أخـر.. وهل نسى السيــد الصـادق أن حرب الجنوب كانت جهادا ضـد كفـار حشدت له كل إمكانات الدولـة، وتم غسيل أدمغـة النشئ بأنهم إنما يجاهدون والمقتول منهـم موعـود بحور العين؟ الم يكن ذلك إستنادا على الشـريعـة الإسلاميـة، ولو كان مسيسـا ومقصـود به غيـره من حطام الدنيـا والسلطـة؟

    لا طريق للمسلمين سـوى أن يرجعـوا لدينهـم ويفهمونـه، ويفهمـون أن الكثيـر من صـور الشـريعـة لم تشـرع لمجتمعاتنـا اليوم، منهـا الجهـاد وإباحـة الرق وإقراره، وعدم المسـاواة بين الجنسين...الخ.. ثم النظـر فى الكتاب الخالـد، لإستنبـاط أحكام منـه تناسب عصرنـا وطاقاتنـا.. فإنه لا شبـع منه العلمـاء ولا يبلى على كثـرة الرد.. وفيـه خبر ما قبلنـا وحكم ما بيننـا. هـذا ماقال به الأستاذ محمـود محمـد طـه قبل أكثـر من نصف قرن، وما زال هـذا الطريق هـو الوحيـد أمام المسلمين للخروج من هـذا المأزق التأريخى الذى جعلهـم يقعـون فى تناقضـات وتفسيـرات مخجلـة لنصوص واضحـة أكدهـا التطبيق وحياة السلف.
                  

09-18-2006, 05:43 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Abureesh)

    العزيز ياسر الشريف
    شكرا للتوضيح
    ولكنك ذكرت

    Quote: فالمهدية في السودان، في أمر دعوتها الرسالية، اتخذت وسيلة العنف والحرب، وهي بطبيعة تكوينها الثوري في مواجهة الاستعمار لم يكن في استطاعتها إلا انتهاج هذا السبيل،


    الحقائق توضح ان المهدية حربها كانت موجهة
    للمستعمر الي ام نجحت في طرده من السودان
    و كل الحركات التي حاربها الامام المهدي
    انما كان من منطلق تعاونها مع المستعمر
    ولم يحدثنا التاريخ القريب عن محاربة المهدي
    مثلا للطرق الصوفية حتي تلتزم بالانصارية
    بل ان جيش المهدي قوامه كل الطرق الصوفية
    و كل سوداني في ذلك الوقت قادرا علي حمل السلاح
    و لا اظن ان هناك وجه مقارنة بين المهدية
    و بين ما ادعته الانقاذ في بداية عهدها
    لك ودي
                  

09-18-2006, 06:01 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Abureesh)

    الاخ ابو الريش سلامات

    Quote: 1- هل قـرأ السيـد الصـادق ماقاله البابا، والذات هـذه العبارة التى وصف فيهـا حديث الإمبراطـور بالفظاظـة؟
    2- لقـد وقع السيـد الصـادق تعليقـه كرئيس لحزب الأمـة (بالإضافـة لزعامـة الأنصـار)، فهل هـذا رأى حزب الأمـة، أم ان هـذا كان خطأً؟


    لا اعتقد ان مثل السيد الصادق يرد قبل ان يقرا كلام البابا...

    نسيت ان اوضح ان البيان خرج من مكتب السيد الصادق المهدي
    بترويسة مكتب الصادق المهدي اي انه لم يخرج من هيئة شئون الانصار
    من ناحية و لا من حزب الامة من ناحية اخري... اي حسب فهمي الجهتين المذكورات لا
    علاقة لهما بهذا البيان... و مسالة التوقيع ايضا لا اعتقد ان هناك مشكلة
    فعندما اكتب انا ولي الدين كلاما هنا و اكتب في النهاية
    ولي الدين النور استاذ طب الاطفال بجامعة كذا ... فهذ لا يتعدي كونه
    تعريفا بنفسي.. والمؤسسة التي اعمل بها لا علاقة لها بما كتبت ( اسف لهذا المثال)


    بالنسبة للجزا المطول من كلامك وهو كلام جميل
    يتطلب نقاشا هادئا و طويلا انا شخصيا استفدت من نقاط كثيرة اوردتها
    في كلامك و كذلك كلام الاخ ياسر الشريف
    Quote: لا طريق للمسلمين سـوى أن يرجعـوا لدينهـم ويفهمونـه، ويفهمـون أن الكثيـر من صـور الشـريعـة لم تشـرع لمجتمعاتنـا اليوم، منهـا الجهـاد وإباحـة الرق وإقراره، وعدم المسـاواة بين الجنسين...الخ.. ثم النظـر فى الكتاب الخالـد، لإستنبـاط أحكام منـه تناسب عصرنـا وطاقاتنـا.. فإنه لا شبـع منه العلمـاء ولا يبلى على كثـرة الرد.. وفيـه خبر ما قبلنـا وحكم ما بيننـا. هـذا ماقال به الأستاذ محمـود محمـد طـه قبل أكثـر من نصف قرن، وما زال هـذا الطريق هـو الوحيـد أمام المسلمين للخروج من هـذا المأزق التأريخى الذى جعلهـم يقعـون فى تناقضـات وتفسيـرات مخجلـة لنصوص واضحـة أكدهـا التطبيق وحياة السلف.


    اعتقد من خلال متابعتي للسيد الصادق
    في محاضراته و لقراءتي لكتبه
    اتمني ان تتحصل علي الكثير منها
    ما ذكرته هو نفس الطرح الذي يكرره
    السيد الصادق المهدي... بل ان اجتهادته الفكرية
    في مسالة قتال الكفار بغرض الدعوة وضححها في اكثر من
    مكان حيث اوضح ان ايات القتال كلها نسخت
    باية لا اكراه في الدين ... الي اخر الاية
    ان فهم الصادق المهدي للنصوص الشرعية و توافقها مع العصر
    جرت عليه الكثير من المشاكل الا انه يقارع الحجة بالحجة من واقع
    اطلاع و فهم متقدم ... تدعمه في ذلك دراسات هيئة شئون الانصار

    اتمني ان تتطلع بتاني عن كل مايصدر من الصادق المهدي و هيئة
    شئون الانصار و اقصد هنا الاراء الدينية و الاجتهادات
    لك شكري وودي
                  

09-18-2006, 10:39 PM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    لاثراء الحوار هذا راى الافندى
    [QUOT



    لا عقلانية الرد الإسلامي قد تؤكد بعض اتهامات البابا للمسلمين
    2006/09/19

    د. عبدالوهاب الافندي
    في حديث لنائب المرشد العام للإخوان المسلمين تعليقاً علي الاعتذار الذي صدر عن البابا بينيديكت السادس عشر الأحد الماضي عن تصريحاته السابقة التي أغضبت المسلمين، قال نائب المرشد إن اعتذار البابا غير كافٍ، وأن عليه أن يتقدم باعتذار واضح وصريح للمسلمين وأن يسحب انتقاداته للإسلام وأن يعلن للعالم بأن الإسلام دين سلام يؤيد التعايش بين الأديان وينبذ العنف. ونسي أن يضيف ان عليه أيضاً أن ينطق بالشهادتين ويعلن إسلامه ويدعو كل الكاثوليك لاعتناق الملة المحمدية. ولم يكن هذا الموقف منعزلاً، بل هناك مطالب مماثلة من قيادات إسلامية كثيرة، إضافة إلي ما تشهده شوارع المدن الإسلامية من أعمال تظاهر واحتجاج لا تعكس صورة حسنة للإسلام، بل تظهره علي أنه دين متشنج لا يتقبل النقد والحوار. وكان من الأفضل أن يتولي الرد علي تصريحات البابا عقلاء الأمة وعلماؤها، بعد أن يكونوا درسوا مزاعم زعيم الكنيسة الكاثوليكية بدقة وعناية، وإلا فإن انتقادات البابا للإسلام بأنه دين لا عقلاني تجد التصديق والتأكيد من ردود الأفعال غير العقلانية وغير المدروسة من النوع الذي نشاهده اليوم.
    من الواضح أن معظم من تصدوا لتصريحات البابا، بمن في ذلك كثير من العلماء، لم يقرأوا بدقة محاضرته التي ألقاها يوم الثلاثاء الماضي في جامعة ريغنسبيرغ بألمانيا، وإلا لأدركوا أن الاقتباس المنسوب إلي الامبراطور مانويل الثاني والذي اتهم فيه نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه لم يأت إلا بما هو شرير ولاإنساني حين دعا إلي نشر الإسلام بالقوة، هذا الاقتباس هو أهون ما جاء في انتقادات البابا للإسلام. فالبابا يستخدم هذا الاقتباس ليصل إلي نتيجة أخري، هي أن الإسلام عقيدة خالية من العقلانية. وينطلق البابا من هذا الاستنتاج ليقول إن الحداثة الغربية العلمانية هي عقلانية رافضة للعقيدة، فيما يمتدح المسيحية بأنها تجمع الحسنيين، لأنها وحدت منذ نشأتها بين العقلانية الإغريقية والعقيدة التوراتية الشرقية. ويضيف البابا (وهذا لب أطروحته) إن التقاء المسيحية مع العقلانية الإغريقية لم يكن مصادفة، لأن القديس بولس كان قد رأي رؤيا دعته إلي التوجه إلي بلاد اليونان. ويعترف البابا بأن العقيدة المسيحية قد تعرضت لشيء من التحريف بالتأثير الإغريقي، خاصة فيما يتعلق بالترجمات غير الدقيقة للنصوص، ولكنه يرفض بشدة المطالبات المتكررة بتنقية العقيدة المسيحية من هذه الشوائب، ويري أن امتزاج العقيدة المسيحية بالفكر الإغريقي أصبح عماد هوية أوروبا الجديدة وأن المحافظة علي هذا التمازج هو محافظة علي صلب العقيدة المسيحية.
    في عقده للمقابلة بين الإسلام والمسيحية، يستشهد البابا بكاتب ومرجع واحد، وهو ثيودور خوري، الذي اقتبس بدوره من المستشرق الفرنسي أرنالديز ليؤكد أن مقولة الامبراطور البيزنطي بأن ما يرفضه العقل مخالف لطبيعة الله تعتبر من البديهيات عند الإمبراطور الإغريقي ولكنها غريبة علي العقل الإسلامي الذي يري أن الله تعالي مطلق الإرادة لا يقيده العقل ولا غيره. ويورد البابا آراء منسوبة لابن حزم (الذي ورد اسمه خطأ في نص المحاضرة المنشور) تقول بأن الله تعالي غير ملزم حتي بالعهود التي يقطعها علي نفسه كما أنه ليس ملزماً بأن يكشف لنا الحقيقة. ويخلص البابا من هذا إلي أن الإسلام يرفض العقلانية.
    هذا التناول يعكس الضحالة الاستشراقية في أبشع صورها، بدءاً بالاستشهاد بمقولات ابن حزم باعتباره يمثل المرجعية في العقيدة الإسلامية رغم أن مذهبه الظاهري لا يدين به أحد ولم يكن له أتباع كثر في يوم من الأيام، وانتهاء بالخلط الفاضح بين مستويات التناول. علي سبيل المثال، فإن الحديث عما يجوز ولا يجوز في حقه تعالي هو من قبيل التأملات النظرية، ولا يعكس ما ألزم به تعالي نفسه فعلاً فيما أخبرنا به الوحي. فالقرآن والحديث حافلان بالنصوص المحكمة التي تؤكد أن الله تعالي لا يأمر بالفحشاء ولا بالشر، كما أنه تعالي حرم الظلم علي نفسه. الإسلام قدم نفسه علي أنه دين العقلانية في جوهر نصوصه، مثل التمييز بينه وبين الأديان السماوية السابقة بأنه أحل الطيبات وحرم الخبائث، أي أنه لا توجد فيه محرمات من الطيبات لمجرد العقوبة كما كان حال اليهود، كما أنه دين معجزته هي نص يخاطب العقل. ومهما يكن فإن المسلمين في إجماع بأن الإنسان ملزم بفعل الخير واتباع العقل، مما يجعل الحديث عن الانفصام بين الدين الإسلامي والعقل علي أساس تأملات ابن حزم وتهويمات الأشاعرة خارج الموضوع تماماً. فما يجوز أو لا يجوز في حقه تعالي لا ينطبق علي العباد.
    الخلاصة التي ينتهي إليها البابا، بعد الاحتفال بعقلانية الدين المسيحي وهويته الأوروبية، هي توجيه الدعوة للعقلانية العلمانية المهيمنة علي أوروبا حالياً لأن تفتح أبوابها للعقيدة وأن تستنير بنورها، لأن العقلانية المجردة غير قادرة بزعمه علي تزويد الإنسانية ببوصلة أخلاقية. فالعقلانية يجب ألا تصم آذانها عن الاستماع إلي صوت الإيمان، لأن الاستماع إلي تجارب وبصائر الأديان العظيمة عامة والمسيحية خاصة تمثل إضافة مهمة للمعرفة، بينما الإعراض عنها هو تضييق لمجال العقل. فالعقل المهتدي بنور الإيمان هو الطريق إلي حوار الثقافات، والأساس الذي ينبغي أن يقوم هذا الحوار علي أساسه.
    إذن بالنظر إلي مجمل محاضرة البابا، نجد أن جوهرها هو دعوة للعقل الحديث لتقبل الحوار مع أهل الإيمان، وهي دعوة لا يستطيع عقلاء المسلمين إلا مشاركته فيها. أما مقدمته حول الإسلام فتحتوي علي جملة من المغالطات لا يمكن الرد عليها بالمظاهرات والاحتجاجات، وإنما تحتاج إلي مؤسسات علمية من الوزن الثقيل نفتقدها للأسف. ولا شك أن إهمال الرد العلمي المدروس والاكتفاء بنشاط الشوارع فإنه يمثل كارثة مزدوجة، لأنه يعطي الانطباع بصحة الاتهامات بينما يشكل أساساً لاتهامات جديدة للمسلمين بالغوغائية والتصرفات اللاعقلانية. فلا يمكن أن يتفجر الشارع الإسلامي في مظاهرات وأعمال عنف في كل مرة يستهدف فيها الإسلام بقول أو فعل، في حين لا توجد مؤسسات رسمية او شعبية تتعامل مع هذه التحديات بعقلانية وفعالية. فكما أن الحكومات تركت الدفاع عن البلدان للجماعات غير المنضبطة فأصبح الإسلام يوصم بالإرهاب، فإن تخلي المؤسسات العلمية والدينية عن الدفاع عن العقيدة وإيكال ذلك إلي جهاديي الشوارع سيجعل الإسلام في نظر الكثيرين قرين الغوغائية.
    من جهة أخري فإن حوار الأديان والتعايش بينها لا يعني الاتفاق حول العقائد. فلا يخفي أن المسيحيين واليهود لا يؤمنون بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم ولا صحة الإسلام، مما يجعل التلميح الذي ورد في محاضرة البابا إلي أن القرآن هو من تأليف النبي أمراً عادياً في عرفهم. ولا يمكن مطالبة الآخرين بالتخلي عن عقائدهم كشرط للحوار. والمعروف أن المرء لا يبلغ موقعاً مثل رئاسة الكنيسة الكاثوليكية لو كان يؤمن بالمساواة بين الأديان، بل إنه لا بد أن يكون أبلي أحسن البلاء في الدفاع عن العقيدة وانتقاد منافسيها، وهذا أيضاً أمر مشروع.
    سياسياً فإن الإصرار علي إذلال رئيس الكنيسة الكاثوليكية وعدم قبول اعتذاره غير المباشر (وهو أمر كبير عندهم، لأن البابا في عقيدة الكاثوليك معصوم لا يخطئ) يعني افتعال معركة نحن في غني عنها مع الكاثوليك في العالم، وهم اليوم ـ خاصة في مناطق مثل أمريكا اللاتينية ـ من أقرب الناس إلي المسلمين. وهناك فرق كبير بين افتعال معركة مع صحيفة أو حكومة، وإذكاء صراع مع طائفة دينية لها أتباع كثر في عالمنا العربي والإسلامي.
    لكل هذا فإنه من الحكمة أن يقوم العلماء بتهدئة الشارع الإسلامي، وأن يقبلوا اعتذار البابا، حيث من الواضح أنه لم يقصد بحديثه خلق عداوة مع المسلمين، وأن ينتقل الحوار حول هذه القضية الخلافية إلي الكواليس والمؤسسات العلمية وأن يتولي أمره أهل العلم بمعزل عن الانفعالات والتحركات الغاضبة التي تضر بسمعة وصورة الإسلام والمسلمين مهما بدا للبعض أن لها مردوداً حسناً علي المدي القصير.
    هناك بالطبع مبررات مقدرة للانفعال والغضب في الشارع الإسلامي، خاصة أن المسلمين هم اليوم ضحايا العنف من الغرب، كما أن مقولات البابا تتسق مع هجمة ثقافية ـ سياسية شرسة ضد الإسلام والمسلمين. وإنه لمن الخطل والتبسيط المخل أن يستصحب شخص في مكانة البابا المقولة السائدة بأن العنف المشتعل في كثير من بقاع العالم الإسلامي اليوم سببه العقيدة الإسلامية أو حتي التطرف الإسلامي. فالفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون والشيشان وأهل كشمير وجنوب الفلبين، وقبلهم مسلمو البوسنة وكوسوفو لم يقولوا إنهم يحاربون لنشر الإسلام بحد السيف في أوروبا أو أي مكان آخر، بل هم يدافعون عن بيوتهم وأنفسهم ضد هجوم خارجي يتولي أمره في الغالب مسيحيون أو جهات متحالفة معهم. ليس المسلمون هم من زعموا أن الله أقطعهم أرض فلسطين من فوق سبع سماوات مما يجيز لهم طرد وإبادة أهلها، وليست السعودية هي التي بعثت جنودها إلي أمريكا لنشر الوهابية، وإنما هناك من بعث الجيوش إلي العراق وأفغانستان لنشر الديمقراطية بزعمه.
    ولوكان البابا وبقية القيادات الدينية المسيحية واليهودية صادقين في دعوتهم للنقد الذاتي، لكان أولي بهم أن ينتقدوا ما نشاهده اليوم من سعي لنشر العقائد الديمقراطية وغيرها بحد السيف. وحتي لو رجعنا إلي الماضي الذي سعي البابا إلي نبشه معتقداً أنه وجد نقطة ضعف في الهجمة التركية علي أوروبا، فإننا سنجد أن المشاكل التي تعانيها أوروبا اليوم في البلقان سببها أن الأتراك لم يسعوا إلي فرض الإسلام بحد السيف علي سنة أسلاف البابا الكاثوليك في التطهير الديني والعرقي في أسبانيا والبرتغال. فالمسلمون هم أقلية مضطهدة اليوم في أراضي الدولة العثمانية السابقة التي تمتد من اليونان إلي تخوم النمسا تحديداً بسبب التسامح الديني المفروض في صلب العقيدة الإسلامية، بينما التسامح لم يصل إلي أوروبا إلا بعد أن أدارت ظهرها للدين المسيحي وانتهجت العقلانية التي ينتقدها البابا اليوم. وقد دفع هذا بكثير من المفكرين الإسلاميين مثل العلامة محمد إقبال للقول بأن التنوير الأوروبي وما سبقه من إصلاح هو اقتراب من الإسلام عند الأوروبيين.
    لكن السبيل الأفضل للرد علي مغالطات البابا وغيره من المستشرقين والمتحاملين لا يكون بردود الفعل العاطفية والمتعجلة، ولكن وفق عمليات مدروسة تحترم عقول الآخرين وتشرف الدين الإسلامي، وتستثمر أفضل ثرواته العقلية. وهذا بدوره يتطلب دعم وتقوية المؤسسات العلمية والبحثية في العالم الإسلامي التي طال إهمالها إن لم نقل استهدافها وتهميشها بصورة متعمدة.

                  

09-19-2006, 00:33 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: MAHJOOP ALI)

    أخ والي تحياتي
    إنشاالله حضرت لقاء أمبارح.
    مقدم البرنامج دا مالو هايج كدا؟؟؟
    وإيش معنى اللقاء متأخر كدا(بتوقيت الشرق الأوسط) حتى علق أحد الظرفاء:
    ليه أصلو نحن دايرين نتغطى بيه من البرد.
                  

09-19-2006, 06:31 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: عبد الحي علي موسى)
                  

09-19-2006, 07:53 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    العزيز سبيل
    لك الود

    Quote: ولكنني لا اجد مبررا كافيا لمثل هذا الامتعاض ،


    لو اضفنا الي ذلك مواقف سابقة للبابا نفسه
    فان الامر يستحق بعض الامتعاض
    ولكن بالطبع اوافقك ليس بهذه الطريقة
    الانفعالية
                  

09-19-2006, 07:48 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: عبد الحي علي موسى)

    العزيز عبد الحي شكرا للمرور

    Quote: إنشاالله حضرت لقاء أمبارح.
    مقدم البرنامج دا مالو هايج كدا؟؟؟
    وإيش معنى اللقاء متأخر كدا(بتوقيت الشرق الأوسط) حتى علق أحد الظرفاء:
    ليه أصلو نحن دايرين نتغطى بيه من البرد.


    طبعا حضرته لكن مقدم البرنامج
    راجل مسكين...
    و الموضوع اكل عيش
    يعني انت عاوزه ما يعاكس الصادق
    المهدي عشان بكره يلقي
    ورقته للصالح العام
    تشكر يا حبيب
                  

09-19-2006, 07:37 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: MAHJOOP ALI)

    الاخ محجوب شكرا لايراد
    كلام الافندي

    Quote: لا عقلانية الرد الإسلامي قد تؤكد بعض اتهامات البابا للمسلمين


    فعلا الرد اللا عقلاني يدل علي
    عدم فهم و كذلك يدي
    علي انعدام مقارعة الحجة
    فلو كانت كل الردود مثل رد
    الصادق المهدي لكان الامر هينا
    و جميلا... لا يتعدي مقارعة الحجة بالحجة
    بل الامر عند بعضهم قد يصل الي
    مرحلة العنف... كما حصل وقتلت راهبة
    في الصومال... فهذا مما يشوه الدين
    الاسلامي المتسامح

    شكرا للمرور
                  

09-21-2006, 01:10 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    ان الذي لا يغفر للبابا والذي لم يتوقف عنده الناس طويلا
    هو امتداحه للامبراطور البيزنطي اياه واصفا اياه ب( واسع العلم ) ومعتبرا كلامه السلبي لرسالة محمد بالقوةهذه هي الخطيئة ، التي عكست رضاه عما اقترف الامبراطور وما اختزن من مفهوم عقيم وسلبي.

    _______________
    رب اشرح لي صدري
                  

09-21-2006, 02:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Waly Eldin Elfakey)

    عزيزي والي الدين..

    تحية وعودة إلى موضوع البابا.. وأرجو أن تسمح لي بنقل تعليقي على مداخلة للأخت آمنة أحمد مختار في منبر آخر وذلك لمناسبتها.. فالذي أريد أن أقوله أن القول بأن سلطة الدولة الإسلامية قد توسعت عن طريق الحرب لا يعيب الإسلام في شيء.. وآسف لأن بعض الأشياء تكررت في هذا البوست، فهي ليست جديدة ولكن لا بأس..



    Quote:
    بالضغط هنا


    سلامات وشكرا على المداخلة يا آمنة.. لدي تعليق على ما تفضلت به..

    أنت تقولين أن الصحف أشارت إلى أن للبابا آراء سلبية حول الإسلام.. وتتساءلين:
    والسؤال هو هل يحق لبابا الفاتيكان أن يبدى رأيه الشخصى حول الاسلام أو اى دين آخر ؟
    فى الاجابة على هذا السؤال ..يكمن السر فى استعانة البابا بالاقتباس اياه.


    فهل تتوقعين من أي مسيحي عادي، دع عنك البابا، أن تكون لديه آراء إيجابية حول الإسلام، بمعنى أنه يرى فيه عقيدة صحيحة وأنه حق؟؟
    أنا لا أتوقع ذلك، خاصة أن هناك آيات واضحة تدعو المسلمين إلى قتال أهل الكتاب وأخذ الجزية منهم إن لم يتقبلوا الإسلام؟؟ ولكني أتوقع من رجل مثقف وذكي، مثل البابا، أن يهتم بمسألة الاحترام المتبادل للديانات ولحرية توجيه النقد للخطاب الديني بصورة عامة، خاصة إذا كان هذا الخطاب يتبنى العنف أو يلوّح به أو يتبنى التكفير، ليس فقط لأتباع الديانات الأخرى وإنما أيضا لأتباع الدين الواحد إذا كانت رؤيتهم تختلف عن الرؤية السائدة..
    مسألة طبيعية أن يعترف المسلمون بالديانات المذكورة عندهم في القرآن كالمسيحية واليهودية، وبالرسل والأنبياء المذكورين في القرآن، بالرغم من التصريح بأن أتباع هاتين الديانتين قد قاموا بتحريف التوراة والإنجيل.. ومسألة طبيعية أن يعترف المسيحيون بديانات العهد القديم المذكورة عندهم.. وأيضا مسألة مفهومة أن لا يعترف اليهود بالمسيح وبديانته، أو بالنبي محمد وبديانته.. وبنفس القياس فإنه أمر طبيعي ألا يعترف المسيحيون بأن الإسلام دين حق يلزمهم اتباعه.. ونحن نعرف أن المسلمين أيضا لا يعترفون بديانات عالمية أخرى جاءت بعد الإسلام، وهي معترف بها في العالم وفي الأمم المتحدة، مثل البهائية..
    يمكن مطالبة الناس باحترام عقائد الغير ولكن ليس بالضرورة الاعتراف بأنها الحق.. ومن هنا لا يحق لأحد أن ينكر على الناس انتقاد الأديان بطريقة موضوعية بعيدة عن السخرية والتهكم أو التكفير والتخويف والإرهاب..
    فالقول بأن الإسلام كدين وسلطة انتشر وتوسع بواسطة الحرب والقتال لا يعيب الإسلام في شيء.. فقد كانت الحرب وسيلة معروفة ومتبعة في الصراع بين الدول في ذلك الوقت.. واليهودية كان لها نصيب كبير من الحروب ابتداء من موسى عليه السلام وفتاه يوشع وإلى الأنبياء الملوك كسيدنا داؤود وسيدنا سليمان اللذان أقاما دولتهما بعد أن انتصرا على الدول في المنطقة.. وكلنا نعرف قصة سيدنا سليمان مع الملكة بلقيس من بداية تفقده للطير وقصة الهدهد الذي جاءه بخبرها وهي محكية أجمل حكاية في هذه الآيات الكريمات من سورة النمل:

    فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)

    إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)

    وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)

    أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)

    اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)

    قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)

    اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (2

    قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)

    إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)

    أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)

    قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)

    قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)

    قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)

    وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)

    فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)

    ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)

    وتستمر القصة لتنتهي بدخول بلقيس في دين التوحيد:
    قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)

    ونحن نعرف أن المسيحية لم تنتشر في الثلاث قرون الأولى لأنها كانت دعوة سلمية في وقت كانت فيه السطوة للحرب والحروب ولذلك انهزمت الدعوة وأصبح التلاميذ والأتباع مضطهدين ومطاردين ولم تقم لهم دولة.. ونعرف أن المسيحية لم تنتشر إلا بعد أن اعتنقها الأباطرة وأولهم الامبراطور قسطنطين.. وفيما بعد جاءت عهود الأباطرة المسيحيين الفاتحين أمثال هرقل وغيرهم الذين أقاموا امبراطوريات مسيحية كالامبراطورية البيزنطية في القسطنطينية وفي روما..
    بنفس الطريقة فإن الدعوة الإسلامية في مكة، والتي قامت على الإسماح، قد تعرضت للإضطهاد وتعذيب الأتباع المستضعفين إلى أن وصل الأمر إلى التآمر على حياة النبي في الخطة المعروفة بحصار داره بواسطة فتية من جميع القبائل وضربه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه على القبائل.. وفي ذلك المنعطف الرهيب جاء الأمر الإلهي للنبي محمد عليه السلام بالهجرة إلى المدينة، وفيما بعد جاء الأمر بالتغيير إلى أسلوب القتال لحماية الأتباع ولنشر العقيدة.. وهذا المستوى الجديد يعتبر أمرا عقلانيا لأنه يناسب ذلك الوقت.. وهذا ما أعتقد أن الامبراطور إيمانويل قد ذُهل عنه، وبنفس المقدار ذُهل عنه البابا الذي رأى أن العنف غير عقلاني ولا يتفق مع الطبيعة الإلهية.. وكلاهما لا يعرفان أن الأوامر الإلهية لا تعبّر عن كمال الإله بقدر ما تعبر عن حاجة وطاقة البشر..
    والسلام..
    ياسر
                  

09-26-2006, 08:02 AM

Waly Eldin Elfakey
<aWaly Eldin Elfakey
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 2142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: البابا وقع في خمس خطايا وأربعة أخطاء. (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر الشريف و الاحباب
    هذا مقال اخر للسيد الصادق المهدي
    في ذات الموضوع

    Quote: مباهلة رئيس الفاتيكان
    الصادق المهدي
    ألقى بندكتوس السادس عشر محاضرة بجامعة ريغنسبورغ الألمانية بتاريخ 12/9/2006 دفاعا عن تكامل الوحي والعقل في المسيحية. ولو اكتفى بالحديث عن إيجابيات دينه لما أثار حفيظة أحد، ولكنه قّدم حجته في إطار مقارنة بعنف ولا عقلانية الإسلام.
    إن فتح جبهة مواجهة مع أهل القبلة الآن بالذات تصفُّ المحاضر مع القائلين بالفاسشتية الإسلامية، والذين أفزعهم تمدد الإسلام في بلدانهم على الهوية الأوروبية. خطورة المحاضرة رفدها لصناعة الخوف الموظفة لأغراض استراتيجية بلسان رئيس أكبر كنيسة في العالم ورئيس الدولة الثيواقراطية الوحيدة فيه فالمتحدث رجل دين ودولة.
    سواء في الهجوم على الإسلام أوالدفاع عن المسيحية وقع المحاضر في أخطاء دينية، وفكرية، وتاريخية، وسياسية مدهشة وظاهرة البطلان:
    أولا: ربط بين الإسلام والعنف مستشهدا بقول الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني أثناء الحصار العثماني للقسطنطينية «ما بين 1394و1402م» : «ما جاء به محمد شر ولا إنساني لا سيما أمره نشر دعوته بحد السيف». بعض المسلمين يرون نشر الإسلام بحد السيف واجبا دينيا ويستشهد بهم أعداء الإسلام للربط بين الإسلام والعنف. لكن القتال في الإسلام دفاعي، والقتال بين النبي «صلى الله عليه وسلم» وأعدائه كان سجالا، والدعوة حققت أهم ثلاثة إنجازات تاريخية دون قتال: إقامة دولة المدينة، واستمالة قبائل الجزيرة العربية أثناء عامي صلح الحديبية، وفتح مكة في العام التاسع الهجري.
    تناول غربيون كثيرون تاريخ القتال بين الدولة الإسلامية التاريخية في إطار التنافس المعهود بين الدول وأوضحوا أن الإسلام كدين انتشر سلميا. شهد بذلك السير توماس آرنولد في كتابه «الدعوة للإسلام».
    ثانيا: وصف الإسلام باللاعقلانية وآيات القرآن لا تبرح تخاطب العقل وتصف الكفر كنوع من غياب العقل، وتحتج بالبرهان: «تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» «سورة البقرة الآية 111 »، والشاطبي يؤكد أن تكاليف الإسلام تفترض توافر العقل فلا تأتي بما يعارضه. وابن تيمية قدم أطروحة: توافق صحيح المنقول وصريح المعقول. وقامت مدرسة كلامية كاملة ـ المعتزلة ـ على البرهان العقلاني. وكان التوفيق بين الدين والفلسفة هاجس كافة فلاسفة المسلمين، كالفارابي وابن سينا وابن رشد في كتابه: «فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال».
    المحاضر أغفل التراث القرآني والبشري مستشهدا بصورة انتقائية ببعض أقوال ابن حزم الأندلسي الظاهري عن مشيئة الله المطلقة ليدلل على أطروحته!.
    ثالثا: شرح مكونات الحضارة الأوروبية شرحا ناقصا. قال: «إن التوفيق بين الإيمان الإنجيلي والفلسفة اليونانية حدث تاريخي حاسم في تاريخ الدين، بل في تاريخ الإنسانية كلها. هذا اللقاح وما لحق به من تراث روماني هو الذي صنع أوروبا». مغفلاً دور الحضارة الإسلامية في تكوين الحضارة الأوروبية. قال روبرت بريلفوت في كتابه «تكوين الإنسانية»: «التنوير الحقيقي لأوروبا حدث نتيجة الإحياء العربي الثقافي لها عبر إسبانيا» وقال منتجمري واط في كتابه «أثر الإسلام في أوروبا»: «إن أوروبا تخشى الإسلام على هويتها لذلك أنكرت دينها له وبالغت في اعتمادها على تراث اليونان وروما. علينا اليوم أن نخلص أنفسنا من هذا الزيف ونعترف بديننا الحضاري والثقافي للعالم الإسلامي».
    رابعا: تحدث عن تاريخ الفلسفة الإنسانية كأنها ولدت في اليونان من فراغ. هذا الوهم بثه الاستعلاء الأوروبي. لقد تناولت في مقام آخر بيان تأثير الفلسفة الهندية على اليونانية. وشرح مارتن برنال في كتابه «أثينا السوداء» تأثير الحضارة المصرية القديمة، والحضارة الفينيقية على اليونان.
    خامسا: وصف الكتاب المقدس المسيحي وصفا رفع التأثير اليوناني عليه إلى مستوى الندية مع الأصل العبري قائلا: «إن الترجمة اليونانية للنص العبري ليست مجرد ترجمة للنص، إنها خطوة متطورة في تاريخ الوحي حققت لقاحا بين النص والثقافة اليونانية لقاح له أهميته في ميلاد ونشر المسيحية، لقاح بين التنوير والدين». أي أن الترجمة لم تكن مجرد بيان للنص، بل تطوير له! هذا ليس صحيحا وإن صح فليس صائبا.
    سادسا:المناخ الذي تحّدث فيه الإمبراطور البيزنطي مناخ استقطاب عدائي كامل ديني وسياسي. اليوم يحاول كثيرون خلق استقطاب حاد يعيد الحرب الباردة وربما الساخنة على صعيد كوني. والقيادات الدينية تحاول إبعاد الدين من الاستقطاب بالتقارب والحوار. هذه المحاضرة من شأنها نسف الجسور وفتح باب واسع للمباهلة. بأي منطق عقلاني يمكن الدفاع عن ألوهية البشر، وقيامة السيد المسيح، وتوارث الخطيئة الأولى، وعصمة البابوية؟ وحتى العنف فإن العهد القديم يفوق كل ما عداه من نصوص مقدسة تعبيرا عنه. المسلمون مارسوا في تاريخهم وحاضرهم العنف ولكن المسيحيين في الحالتين مارسوه أضعافا مضاعفة. ليس من مصلحة الجالس في بيت زجاج حصب الآخرين بالحجارة!.
    سابعا: دافع عن رأي الامبراطور صاحب المقولة عن العنف البنيوي في الإسلام معتبراً الآية: «لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» «سورة البقرة الآية 256» وردت في مرحلة مبكرة من تاريخ الدعوة «عندما كان محمد ضعيفا ومهدداً». الآية مدنية وليست مكية. وآيات التسامح في القرآن كثيرة جدا في السور المكية والمدنية.
    ختاما: جاء في اعتذار البابا: «إنني اشعر بأسف عميق لردود الفعل في بعض البلدان لفقرات قليلة من خطابي بجامعة ريغنسبورغ واعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين. لقد كانت هذه في الواقع اقتباسا من نص يرجع للعصور الوسطى ولا يعبر بأي صورة عن فكري الخاص».
    صحيح ما جاء في المحاضرة أساء لمشاعر المسلمين ولكن الأهم أنه أساء للحقيقة.
    أما الاستشهاد بالنص القديم فلم يكن معزولا بل جزءاً من تصنيف للإسلام.
    المطلوب تعامل أكثر جدية مع الأمر. إن للمسيحية عامة وللكاثوليك وجودا في أغلب البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وللمسلمين وجود في أغلب البلدان ذات الأغلبية المسيحية لا سيما في أوروبا وأميركا حيث الإسلام اليوم هو الدين الثاني وأعداده متزايدة. والسلام الديني والعالمي يوجب أن يتعامل البابا والكنيسة الكاثوليكية مع ما جاء في المحاضرة وآثارها بصدق ومنهجية.
    هنالك عدم توازن في التعامل بين الإسلام والمسيحية فالإسلام يعترف بالمسيحية كدين، وبقيمة روحية وخلقية فيها: «مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ» ، «سورة آل عمران الآيتان 113 و114» .
    ولكن المسيحية لا تعترف بقمية روحية وخلقية للإسلام، بل تتعامل معه بحكم الأمرالواقع. لقد حلت المسيحية بعض عقدها مع اليهودية ولكن أبقت على عقدتها مع الإسلام. إن السلام العالمي يقوم في بعض ركائزه على السلام الديني الذي يؤسس على القبول المتبادل، وإزالة الأوضاع والمفاهيم المرتبطة بعهود الصدام الساخن والبارد.
    إن لمبدأ الإخاء الإنساني، ولهدف السلام الديني، استحقاقات ينبغي أن تدركها القيادات الدينية وأن تخطط بجدية لدفعها حتى لا يترك الأمر عباهل مباهل للفتنة الدينية وأهلها.
    نقلا عن الشرق الأوسط

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de