حوار بين "ود شهادة عربية" وأجانب في الامارات: (لمن يتسائل عن ثقافة الشهادات العربية ببلدهم)!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2006, 01:38 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار بين "ود شهادة عربية" وأجانب في الامارات: (لمن يتسائل عن ثقافة الشهادات العربية ببلدهم)!!

    وافد: "الله يخليل لي ياك، السودان دولة ضعيفة وسيطرتها على اراضيها ضعيفة مساحة هائلة وحدود مترامية.. لو لم تكن السلطة المركزية ضعيفة لما حدث التمرد ولما دخل الأجنبي، هذا مؤشر بسيط للدولة القوية ولا تحدث فيها قلاقل من هذا النوع واذا حدث ولم تستطع ضبطها ومحاصرتها فإنها على الأقل لا تسمح لأحد بالتدخل.. في العولمة تضعف الدول أكثر وموازين القوى اصبحت غير متكافئة إطلاقا..
    سورية مثلاً دولة منركزية قوية جدا لكن عند اختلاف الموازين ستراهم يتدخلون فيها مثل لبنان مثلا."


    ود الشهادة العربية: "أخي باسل، الظاهر إنك لا تملك مهارة التحليل أو القرائة الخبرية.. ثم ثانيا اسمح لي أن أقول لك إنك لا تعلم ما يدور في السودان على الإطلاق. واسمح لي أن أقرئك الواقع..

    أولا قوة السلطة المركزية أقوى منها في سوريا، وهذا لعدة أسباب:-
    1) إنتو عندكم في سوريا تاريخ الإنقلابات لا يخرج عن إطار الموؤسسة العسكرية، بمعنى أن كل الإنقلابات التي تمت في سوريا تكون بقيادة عسكر ينقلبون على عسكر غيرهم.
    بينما الوضع في السودان هو إنتفاضة شعبية على نظام دكتاتوري، مع انحياز للموؤسسة العسكرية لاحقا للشعب. ولذلك التاريخ الإنقلابي أكثر محطا للدراسات الإعلامية عن الدول العربية الأخرى. فإنتفاضة 1964 أسقطت حكم (الفريق/ إبراهيم عبود) القائم منذ 1958، وإنتفاضة الشعب عام 1985 أسقطت حكومة (المشير/ جعفر نميري) القائم منذ 1969. وأخيرا إنقلبت الجبهة الإسلامية بقيادة (المشير/ عمر حسن البشير) للعسكر متحالفا مع المدنيين بقيادة (د/ حسن الترابي) على الحكومة الديموقراطية الثالثة عام 1989. وتخللت هذه الإنقلابات حكومات ديموقراطية بإنتخابات برلمانية شاركت فيها أكثر من 10 تنظيمات سياسية.
    إذن فمن البديهي أن تكون القبضة الأمنية موجهة بشكل أكبر لترصد أي محاولة شعبية للتعبئة العامة.

    2) يوجد في السودان أكثر من 23 حزبا تنظيما سياسيا (من اليمين إلى اليسار السياسي) -وأعتقد إنك راح تتوه أكثر إن قمت بالتعديد لك أسماء وأهداف هذه التنظيمات-، في حين تحكم سوريا بحزب عقائدي شمولي إقصائي أوحد (يعني رب البلاد والعباد هو حزب البعث)..
    ومن المنطقي والعقلاني لو فكرت شوية، أن تكون القبضة الأمنية في بلد يحكمها نظام دكتاتوري قمعي محاط بمقاومة شرسة من تنظيمات تملك قواعد نشطة، (وذلك لأن الخطر في البركة المتحركة أكبر منه في بركة ساكنة)، لابد وأن يكون أكثر منه في بلد تحت سيطرة نظام (مريح عمرو) ويقمع أي نشاط سياسي آخر لأي تنظيم سياسي (سوى حزب البعث).
    3) المواجهات المستمرة التي يواجهها النظام (أطول حرب أهلية في العالم في الجنوب منذ أغسطس 1955، مواجهات مع الحركات الثورية بدارفور، مواجهات مع جبهة الشرق وجيش الأسود الحرة في شرق السودان، مواجهات مع التجمع الوطني الديموقراطي الضام للتنظيمات المعارضة، الحرب مع كل من "تشاد، إثيوبيا، أريتريا، أوغندا، مناوشات على جبهة حلايب مع مصر"، لا بد وأن تجعل الحكومة -رغم أنفها- تقوي من قبضتها الأمنية وسيطرتها المركزية.
    وأعتقد لو أن النظام السوري خاض مواجهات مسلحة مع 4 حركات تحرر وطنية، و 5 دول جوار لسقط منذ أول رصاصة!!
    4) السودان الدولة الوحيد في العالم التي تحيط بها10 دول جوار (من الشمال وباتجاه عكس عقارب الساعة:- مصر، ليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى، كينيا، زائير، أوغندا، اثيوبيا، أريتريا، ومن الشرق البحر الأحمر والمملكة العربية السعودية)، فأي نظام لا يعمل على تقوية سلطتة المركزية وهو يحكم دولة بمساحة 1000000 ميل مربع، ومحاط بـ 9 دول جوار.
    5) المواجهة التي خاضها النظام مع الولايات المتحدة وعملائها من الدول المحيطة بالسودان (كل دول الجوار عدا ليبيا، كينيا، والسعودية)، ورفع المشروع الإسلامي الحضاري كشعار، وإعلان (مادلين أولبرايت) -وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- صراحة: "أن السودان هو الدولة الوحيدة في افريقيا والعالم العربي، والدولة الوحيدة في تقسيم العالم جنوب الصحراء، والدولة الثانية بعد إيران في العالم الإسلامي التي تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العالم."، لا بد وأن يدفع النظام للعمل على تقوية أمنه وسلطته المركزية.
    في حين أن النظام السوري جامد ويتبع سياسة (لا حرب ولا سلم)!!
    6) النشاط السياسي المتحرك في السودان، والمظاهرات الشعبية المتكررة ضد الحكومة، ومحاولات الإنتفاض الشعبية المتواصلة في مواجهة النظام في جبهة المعارضة الداخلية -وهو ما لا يتوفر في سوريا- يقوي كذلك من الشوكة الأمنية للسلطة.
    7) الوعي السياسي السوداني العالي (الواضح من خلال اصطفاف 90% من حركات التحرر المسلحة وقوات المعارضة والشعب السوداني في صف النظام السوداني وإعلانه المواجهة مع الأمم المتحدة إن دخلت دارفور -ومن ضمنهم حركتان مسلحتان من أصل 3 حركات مسلحة في دارفور-)، وارتفاع الأصوات المعارضة يوضح مدى الوعي السياسي العالي في القدرة على التفريق بين مصلحة الوطن من جهة والمصالح السياسية والمكاسب التنظيمية من جهة أخرى. وعلى الرغم من أن هذه الحركات الثورية في صراع دموي مع النظام، إلا أن وقوفها هذا شكل جبهة وطنية موحدة للدفاع عن الوطن، وهو ما كان له الدور الأكبر في تراجع (U.S، U.K، و U.N) والضغوطات على النظام في طلب الوافقة منه أولا فبل الدخول إلى دارفور. ولو كان هذا الضغط على سوريا لوصلت القوات إلى دمشق الآن!!

    إذن فكل الدلائل التي سقتها لك تؤكد أن السلطة المركزية لا بد وأن تكون قوية في بلد يعد خامس أكبر دولة في العالم من حيث المساحة!!


    الوافد: "لو لم تكن السلطة المركزية ضعيفة لما حدث التمرد ولما دخل الأجنبي."


    ود الشهادة العربية: "حركات الثوار ليسوا بمتمردين، بل هي حركات مطلبية ذات مطالب أساسية رافضة لتهميش هذه المناطق من السلطة والثروة، وليست بالحركات الإنفصالية كما هو شائع. كما وأن هذه الحركات تلقى التأييد من تنظيمات سياسية معارضة، ودعم رسمي دولي، والمواطنين -حتى المتواجدون بداخل الخرطوم-، ومن هؤلاء تستمد قوتها..
    والسياسة أخي في السودان تختلف عنها في سوريا ومصر والدول الأخرى، لسبب بسيط، وربما يعزى إلى تركيبة الشخصية السودانية. فهناك حكم دكتاتوري قمعي وهناك كذلك ممارسة سياسة للمعارضة!!
    وحتى الروساء الإنقلابيين الذين أطاح بهم الشعب، يقطنون الآن داخل الخرطوم وآمنين وسط الشعب، فجعفر نميري يسكن في حي (ود نوباوي) في مدينة (أم درمان) التي هي جزء العاصمة المثلثة (الخرطوم)!! ولم يلقى هؤلاء مصير القتل كـ(عبدالكريم قاسم) في العراق، أو النفي كـ(الملك فاروق) في مصر، أو حتى السجن كـ (شكري القوتلي والأتاسي)!!
    ولم يسمح النظام بدخول قوات الإتحاد الأفريقي لمراقبة وقف إطلاق النار، إلا كردفعل (تكتيكي) لتهدئة الضغوطات الدولي التي تمارس عليه.
    فالمسألة في دارفور مواجهات مسلحة بين قبائل الرعاة (العربية) والمزارعين (الأفارقة)، وللأسف فأن النظام دعم القبائل العربية المسلحة المسماة (قوات الجنجويد). وبالتالي يتحمل اللوم في استحقاق هذه الضغوطات الدولية التي تمارس عليه.

    كذلك فإن الموقف الغريب للولايات المتحدة التي استغلت ضعف إمكانيات قوات الإتحاد الأفريقي للإصرار في إستبدالها بقوات غربية للأمم المتحدة، بدلا عن تقديم الدعم للإتحاد الإفريقي كان مريبا، ولذلك رفضت معظم المعارضة والقوات المتحاربة مع (النظام والجنجويد) دخول قوات الأمم المتحدة قبل النظام نفسه!!

    أتمنى أن أكون أوضحت لك ولو جزءا بسيطا من حقيقة الوضع في دارفور.
                  

10-07-2006, 01:47 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار بين "ود شهادة عربية" وأجانب في الامارات: (لمن يتسائل عن ثقافة الشهادات العرب (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    وافد: "يا محمد انت تستعرض فقط معلومات عن بلدك وتقارن بسورية، شو جاب سورية؟؟ يعني مفكرني كتير سوري!!!!!!
    ما تقوله مقاربة غريبة جدا لمفهوم الدولة السياسي لا اعر ف إصرارك على القول أن السودان دولة عظيمى!!!
    يا عزيزي اكرر وأقول السودان دولة ضعيفة ومركزيتها صفر على الشمال. بسورية اذا بيتثائب واحد بأقصى نقطة السلطة المركزية بتشوفو السلطة المركزية في سوريا بعد دقيقة!!!
    في السودان تنوع هائل لغوي وقومي واثني وديني فيه كل ما يعوق قيام دولة مركزية قوية. لن أدخل معك في سجال لا طائل منه لكن بدك فت خبز كثير!!


    ود الشهادة العربية: "لم أقل أبدا أن السودان دولة عظمى يا باسل، فلم تقولني ما لم أقله؟؟!!
    وواضح مدى الخلط عندك وعدم التفريق بين مفهوم (الدولة) و(النظام)، مما يؤثر على استيعابك وفهمك لما أقول!!

    ثم ثانيا من الجهل مقارنة مدى كفائة السلطة المركزية في السودان وسوريا.

    أولا، عدد السكان:-
    - فعدد السكان بسورية لا يتجاوز السبعة عشر مليونا إلا بقليل (17,000,000) نسمــة.
    - في حين يبلغ تعداد سكان السودان فى العام 2004 أربع وثلاثون مليون (34,000,000) نسمة، منهم 68 % يعيشون بالريف ، و29 % بالحضر، و3 % عرب رحل!!

    ثانيا، المساحة الجغرافية:-
    - تبلغ مساحة سوريا: (185,180) كم مربع. [ المساحة بالميل المربع : 71,498]
    - في حين تبلغ مساحة السودان: (2,505,810) كم مربع. [المساحة بالميل المربع : 1,000,000 مليون].
    (أي 10% من مساحة القارة الافريقية، وأكبر تاسع دولة في العالم، وتعادل مساحة 20 دولة اوربية ولذلك اطلقت علية صفة القطر القارة.).. ومساحة منطقة دارفور وحدها أكبر من مساحة كل من فرنسا وهولندا والبرتغال مجتمعة!!

    ثالثا، الإمتداد الجغرافي والتمدد الحدودي:-
    - سورية تحدها خمس دول: (من الشمال تركيا، ومن الشرق العراق، ومن الجنوب الأردن ومن الغرب لبنان والبحر المتوسط وفلسطين المحتلة (إسرائيل).).
    - في حين يحد السودان 10 دول عربية وافريقية: (من الشمال مصر، ومن الشرق اثيوبيا وأريتريا والبحر الأحمر بينه والمملكة العربية السعودبة، ومن الجنوب الشرقي كينيا، ومن الجنوب أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير)، ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن الغرب كل من تشاد وليبيا.!!

    رابعا، عدد التنظيمات السياسية ونشاطها السياسي:-
    - في سورية حزب البعث العربي الإشتراكي يحكم حكما شموليا دكتاتوريا، مع نشاط للأخوان المسلمين، والحزب الشيوعي السوري والقوميين العرب.
    - في حين أن أكبر وأهم التنظيمات السياسية في السودان هي:- الحزب الإتحادي الديموقراطي، حزب الأمة، الحزب الشيوعي السوداني، حركة القوى الحديثة & الديموقراطية (حـــق)، الحزب الناصري السوداني، حزب البعث العربي الإشتراكي، الحركة الشعبية لتحرير السودان، تحالف قوى الشعب العاملة، حزب سانو الافريقي، الجبهة الافريفية الوطنية، الجبهة الافريقية السودانية، التحالف السوداني، مؤتمر الشرق، حزب المؤتمر الشعبي، حزب المؤتمر الوطني، جماعة أنصار السنَـة المحمدية، اتحاد قوى المسلمين، الأخوان المسلمين، حزب التحرير، حزب العدالة، الحزب الوطني، وغيرها من الأحزاب الأخرى، ناهيك عن التيارات المشقة عن هذه الأحزاب.

    ولكل ما سبق أخي باسل، لا بد أن تكون القبضة الأمنية أسهل وأكثر تأثيرا في سوريــة الشقيقة مقارنة ببلد كالسودان..


    ولا يقف التنوع في النسيج الإجتماعي إطلاقا عائقا أمام قيام دولة مركزية قوية!! فهذا التنوع سبب قيام العديد من الدول القوية وانطلاقها، كما هو الحال في دول عظمى، وخير مثال التنوع العظيم في النسيج الإجتماعي المكون للمجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية (فضلا عن دول أخري كأستراليا، جنوب افريقيا، ماليزيا، الهند، كندا، نيوزيلاند، إلخ......).
    إذن فحديثك وتحليلك هنا خطأ..


    تقول لي بأنك لن تدخل معي في سجال لا طائل منه، وكمان بدي فت خبز كثير!!
    هل تعتبر الإجتهادات التحليلية لما يدور في عالمنا العربي والعالم المحيط بنا سجالا لا طائل منه؟!!
    إذن فأعتقد أن جل اهتمامك وثقافتك تنحصر في أشياء أخرى ... أم يا ترى هو تهربا من قبلك، وهذا ما لا أظنه.. فالمفترض أنك مثقف ومطلع وواعي لما يدور حولك يا ديوب!!
                  

10-07-2006, 02:12 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار بين "ود شهادة عربية" وأجانب في الامارات: (لمن يتسائل عن ثقافة الشهادات العرب (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    وافد آخر:
    "كلام باسل صحيح يا أخ محمد.. السودان بلد ضعيف نسبيا و غير قادر على السيطرة على اراضيه اطلاقا، وليس الجيش السوداني ذو مقدرة عالية او مهارة او خبرة.

    والمؤسف ان الجهل الذي يعم غالبية الشعب يجعل من المستحيل ان تقوم دولة ذات قدره على مقاومة أي تدخل خارجي... وسوف تقول يا أخ محمد انكم منعتم امريكا من الولوج في السودان ارضا و حكما، لكن الواقع ان الشركات الصينية التي تدير معظم منشات السودان الحيوية و على رأسها النفط هي شركات ذات تمويل أمريكي بحت بدليل ان جميع المعدات صنعت خصيصا لأرض السودان من قبل مصانع امريكية يملك الجيش الأمريكي نصيب الأسد فيها.

    للأسف، الشعب السوداني حاليا هو شعب مكسور، فعل فيه الاحتلال ما فعل مع غيرة من الدول العربية، وهو محو الهوية... الفرق انة في جميع الدول العربية قام الاحتلال بدس ثقافة جديدة فيها بينما في السودان ترك خانة الهوية والثقافة بيضاء و مع مرور الزمن تحجرت هذه الخانة حتى اصبح من المستحيل ان يتخللها ولو بضع قطرات من اي ثقافة كانت.

    ولست جاهل بأمور السودان يا صديقي.. فمنذ شهر واحد غادرت الأراضي السودانية بعد العمل في المجال الزراعي لمدة سنتين كنت فيها في القضارف ونهر النيل ( من شندي الى بربر) والخرطوم ايضا. وما أعرف نتيجة عملي في شركات صينية وسعودية.".


    ود الشهادة العربية:
    "يا باسم، أتفق معاك انو السودان بلد ضعيف نسبيا وغير قادر على السيطرة على اراضيه اطلاقا، فالسيطرة على بلد ضخم وقارة كالسودان أمر صعب للغاية. ولذلك فإن هذه المهمة تعد معضلة حقيقية لكل النظم التي تعاقبت على السودان، ولا سيما النظم التي جاءت عن طريق إنقلاب عسكري أو ضد رغبة الجماهير، وذلك للجوء المعارضين لها أن يلجأوا لمحاولات إسقاطها بالوسائل الغير-دستورية كذلك (المعارضة المسلحة).
    وما الضعف الذي أصاب السودان والتدهور الإقتصادي الذي أصابه إلا نتيجة لسياسات النظام الإسلامي القابع في الخرطوم. فما بين سياسات اقتصادية غير مدروسة، وتهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد، وتحرير كامل لإقتصاد بلد من بلدان العالم الثالث فجأة، بالإضافة إلى الحظر الإقتصادي والعقوبات المفروضة على السودان منذ عام 1989.. وهذا شيء مؤسف فهل تعلم يا مولاي أن الجنيه السوداني كان يساوي (3 دولارات) في الستينيات، ووصل الأمر لأن يساوي الجنيه السوداني (3 دولارات) حتى الأيام الأخيرة من أسوأ فترة ديموقراطية في تاريخ السودان اللي كانت من 1985 ل1998 قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية!!


    جهلك بتأريخ المؤسسة العسكرية السودانية جعلك تقول بأن الجيش السوداني ليس ذو مقدرة عالية او مهارة او خبرة.. فما الضعف الذي أصاب الجيش السوداني إلا لقيام (الإسلاميين) بتفريغه منذ وصوله للسلطة من الضباط الأكفاء والمؤهلين، واحالتهم للفصل التعسفي (أو ما يسمى بالصالح العام)، واستبدالهم بصغار السن عديمي الخبرة من الموالين للإسلاميين..

    والجيش السوداني في حد ذاته موؤسسة عريقة مشهود لها عالميا، وأظنك تجهل تاريخ الجيش السوداني. واسمح لي أن أوجز لك سمعة الموؤسسة العسكرية السودانية في بضع نقاط مما أتذكر:-
    1) انتصار قوات حرس الحدود السوداني -سابقا- (قوات الشعب المسلحة -حاليا-) في معركة (كـــارن) في الحبشة على الجيش الإيطالي، وأوامر (موسوليني) بسحب وحدات من الجيش الإيطالي من قواعد شمال افريقيا، وارساله لقوات الإحتياط إلى الحبشة، خفف الضغط على قوات الحلفاء من قبل التحالف (الألماني-الإيطالي).. وكان الإنتصار الباهر لقوات "حرس الحدود السودانية" مع وحدات من (الجيش الملكي البريطاني، وجنود من كل من أستراليا والهند وجنوب افريقيا)، هي التي سهلت من انتصار قوات الحلفاء في معركة "العلمين" في شمال افريقيا. (المرجع: تقارير وزارة الحرب والمستعمرات الملكية؛ الحرب العالمية الثانية).

    2) في أثناء عرض الجيش الملكي وجيوش المستعمرات البريطانية في احتفالات انتصار الحلفاء مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية في لندن، وقف السير/ ونستون تشرشل -رئيس وزراء بريطانيا حينها- تقديرا واحتراما للتحية أثناء مرور كل من (سلاح الطيران الملكي البريطاني) و(حرس الحدود السوداني). وحين سأل عن موقفه هذا في لقاء مع صحيفة (News Post) أجاب قائلا: "لولا بطولات السلاح الملكي الجوي وحرس الحدود في الحبشة لما انتصرت بريطانيا للإنسانية والحرية ضد النازية." (المرجع: السودان عبر القرون للبروفيسر/ مكي شبيكة). وعرف عن تشرشل مقولته المشهورة كذلك: "إن أردت جيشا يسود العالم فلا بد أن تتوفر في أفراده قوة المصري، وشجاعة السوداني، وتكتيك اللإنجليزي.".

    3) الكلية الحربية السودانية تعد من أقوى الكليات الحربية في الشرق الأوسط (وربما يعود السبب للإهتمام بالأساس الذي بناه الإنجليز عندما بدأوا في إعداده للحرب العالمية الثانية)، والشاهد تفضيل قوات الخليج العربي الضباط السودانيين لتدريب الجيوش العربية الخليجية.

    ولكن الضعف الواضح في الإمكانيات والدعم والتسليح لابد وأن ينتج حتميا عن العقوبات والحظر العسكري المفروض على السودان..


    وتقول لي يا باسم أن غالبية الشعب السوداني جاهل؟!! وأن جهله هذا يجعل من المستحيل ان تقوم دولة ذات قدره على مقاومة أي تدخل خارجي؟؟!!


    أي جهل تتحدث عنه يا أخي؟؟
    فالشعب السوداني مثقف جدا، ويكفي أن في السودان منارات تعليمية عريقة قلما وجدت في العالم العربي والأفريقي.
    فيكفي أن تكون مدارس وجامعات السودان خرجت الكثير من المشاهير في عالمنا العربي، من أمثال (الملك/ فهد بن عبد العزيز -ملك السعودية رحمه الله-، واللواء/ محمد نجيب -أول رئيس لمجلس ثورة الضباط الأحرار وللجمهورية المصرية-).
    ويكفي أن جامعة الخرطوم (التي تأسست عام 1902) تعد من أعرق وأكبر وأقوى الجامعات في العالم العربي والافريقي، ولها من سمعتها ما يجعلها محل تهافت الكثير من العرب للتقديم فيها (خصوصا أخواننا من بلاد الشام).

    كما يكفي ذكر (جامعة الجزيرة) التي نالت جائزة الشيخ/ حمدان بن راشد المكتوم -وزير المالية ونائب حاكم دبي- كأفضل جامعة عربية، وجائزة أفضل كلية طب عربية كذلك.
    والجامعات السودانية (الخرطوم، الجزيرة، أمدرمان الإسلامية، إلخ...) معروفة عالميا، ودائما ما تحتل مواقع متقدمة في الترتيب الأكاديمي الجامعي قي المنطقة العربية والافريقية!!... فأرجو أن تعيد النظر في حديثك هذا لما فيه من الظلم والجور على الشعب السوداني.


    ثم انني لا ادعي واقول باننا منعما امريكا من الولوج في السودان ارضا وحكما.. وأتعجب بمهارتك التنبؤية بما سأقول..

    ولكن عموما، إذا راجعت كلامي ستجد أنني قلت المواجهة المفتوحة والمباشرة بين الجيش السوداني والقوات الغربية هي معركة خاسرة ليست في مصلحة الجيش السوداني... وهذا ما يعترف به رئيس السودان البشير ووزير دفاعه كذلك. ولكن أتوقع أنه اذا ما حدثت مواجهات -وهذا ما أستبعده- فإن الجيش السوداني والقوات غير النظامية الأخري ستلجأ إلى حرب العصابات. وهذه بديهيا لأسباب تكتيكية، وجغرافية، ونفسية سترجح من الصمود أمام قوة الجيوش الغربية..


    كما وأستغرب من قولك ان الشركات الصينية التي تدير معظم منشات السودان الحيوية وعلى رأسها النفط هي شركات ذات تمويل أمريكي بحت ويملك الجيش الأمريكي نصيب الأسد فيها!!

    قل لي ما هي العلاقة بين الشركات الصينية (الحكومية) وامريكا؟؟
    المثقف والجاهل، والقاصي والداني، والكبير والصغير يعرف بالصراع الخفي الدائر بين الصين وامريكا.
    كما هو معروف كذلك محاولات الصين للدخول في مجال الصناعة العالمية، والظهور في ساحة التجارة الدولية.

    وامريكا كانت شركاتها (وعلى رأسها شركة شيفرون) موجودة للتنقيب في السودان، قبل خروجها من السودان بعد قرارات الحظر والعقوبات. والشركات العاملة في السودان هي (الشركة الوطنية الصينية CNPC، وشركة بتروناس الماليزية، والشركة الهندية الوطنية لمنتجات البترول، وشركة تلسمان الكندية، وغيرها من الشركات الأخرى الدولية والمحلية.). وقد قامت امريكا بالضغط على شركة تلسمان الكندية لوقف أعمال التنقيب في السودان، فاستجابت وباعت حصتها لشركة بتروناس وشركة صينية أخري وشركة Greater Nile Petroleum.


    ولكن إدارة أمريكية لشركات صينية!! مبالغة شوية..


    وتقول كلام فارغ عن ان الشعب السوداني حاليا هو شعب مكسور محى الاستعمار هويته!! وكمان في جميع الدول العربية قام الاحتلال بدس ثقافة جديدة فيها بينما في السودان ترك خانة الهوية و الثقافة بيضاء!!

    ألم أقل لك يا باسم انك لا تعلم عن السودان شيئا..
    سأعطيك درسا صغيرا عن التاريخ السوداني، تروح تتفاخر بمعرفتك به.

    أولا قامت ثورة المهدية بتحرير السودان من المستعمر الإنجليزي-المصري-التركي عام 1887 وطرده من السودان ومن ثم استقلال السودان مدة 11 عاما قبل عودة المستعمر البريطاني-المصري من جديد قبل خروجه مرة أخرى واستقلال السودان للمرة الثانية 1956..
    ولا أعلم حركة مقاومة وطنية ضد المستعمر في العالم أجمع حررت أراضيها بالعنف وهزمت جيوش مستعمريها. فالمقاومة في كل البلدان العربية والافريقية -وإن كانت بطولات لا ننكرها-، ولكنها أقمعت كلها.

    وضرب السودانيين أروع الأمثلة في الشجاعة والوطنية، وكان على قمة هذه الأمثلة (معركة كرري)، والتي قال عنها (ونستون تشرشل -المراسل الحربي حينها-) في رسالته إلى الملكة فيكتوريا: "يا لجلال الرجولة الصامدة. كانوا أشجع من مشوا على ظهر هذه الأرض، لم يهزموا ولكن حصدتهم آلة الحرب. لقد استعمرنا الأرض وحاربنا في كل مكان، حاربنا في الهند و مصر وج.افريقيا وآسيا، ولكن لم نرى أمثال هؤلاء.".. راجع مذكرات تشرشل وكتاب حرب النهر..

    كما قال: "لم يهزم الجيش الملكي ولم يتم اختراق المخمس البريطاني إلا من قبل الجيش الفرنسي، وجيوش المهدية بقيادة الأمير/ عثمان دقنة في هجومها على حامية طوكر".


    وأما الثقافة فربما تم محوها من المستعمرات الفرنسية، وذلك لسياسة فرنسا (خاصة في دول الشام والمغرب العربي -عدا ليبيا-، في محو واحلال الثقافة الفرنسية. ولكنها لم تتأثر في المستعمرات البريطانية.. والثقافة السودانية تتفرد عن الثقافات الأخرى للتمازج القوي بين الثقافة العربية والافريقية والنوبية..



    وأما قولك في السودان ترك خانة الهوية و الثقافة بيضاء و مع مرور الزمن تحجرت هذه الخانة حتى اصبح من المستحيل ان يتخللها و لو بضع قطرات من اي ثقافة كانت!!

    فهذا هراء الذي تقول؟؟ عرف لي مفهوم الثقافة أولا، ووضح لي الكيفية التي يمكن من خلالها أن يتم ترك أي ثقافة خالية وبيضاء؟؟
    هل كان السودانيين بكم ولا ينطقون؟؟
    هل كان السودان خاليا من النشاطات الأدبية والثقافية والسياسية؟؟
    هل كانت اللغة السائدة في السودان هي لغة الإشارات؟؟

    يا بابا عليك أن تتعلم وتعرف أن الثقافة هي مجموع اللغات ولهجاتها، والديانات، والإطلاع الأدبي، والتمسك بالعادات والتقاليد وأصل اللغة المحلية، هذه من أبجديات الثقافة..

    وأما بالنسبة للغة العربية فاللهجة السودانية معروف تشابهها تماما واللهجة العربية في الحجاز، بل أن ما شاب الثقافة والتخريب اللغوي في بلدان أخرى ومستعمرات فرنسية، لم يحدث في الثقافة السودانية اطلاقا.. هل تعرف أن كلمة (زول) عربية فصحى؟؟!!

    كلامك غريب بعض الشيء، وليس عنده أساس من العقلانية أو المنطق. كما وانك تعتقد أن ما صار في منطقتك لا بد وأن يكون حدث كذلك في المستعمرات الأخرى.. أتفق معك أن الثقافة العربية والهوية الوطنية قد شابها بعض التخلخل والتزعزع، ولكن كان هذا واضحا في المستعمرات الفرنسية، فقد طمس المستعمر الفرنسي الهوية في بلاد الشام والمغرب العربي الكبير، ولكن بقية الدول العربية التي استعمرها الانجليز حافظت على هويتها مثل( العراق، السودان، مصر، دول الخليج، اليمن)!!



    وتدعي انك لست جاهل بأمور السودان، وعملت الزراعة لمدة سنتين في السودان في شركات صينية و سعودية!!

    اللي انا عارفو انك مواليد 1982، فماذا كنت تعمل بالضبط؟؟؟
                  

10-07-2006, 02:42 AM

Mohammed Mustafa El-Tahir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار بين "ود شهادة عربية" وأجانب في الامارات: (لمن يتسائل عن ثقافة الشهادات العرب (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    الوافد:
    "يا حبيبي محمد، العلاقة بين الصين وامريكا كحكومات فعلا ليست على وتيرة تسمح بوجود اتفاق. لكن التجارة و المال ليس امرا يتعلق بالسياسة..

    الثقافة التي اقصدها قي النزعة الافريقية التي تتملك الكثير من اهل السودان والتي تظهر بقول اغلبهم انا افريقي ولست عربي. والمضحك انه عندما اقول انا من الأردن أو فلسطين يسألني المثقف بالأنجليزيه ان كنت استطيع تحدث العربية؟

    اي مثقفين يا محمد واي بطيخ؟؟

    الثقافة الوحيدة هي الصحف اليومية والتي اشهد ان الشعب السوداني يتخاطفها من الأكشاك تخاطفا..

    اي ثقافة وأي وعي وأي عادات وتقاليد يا أخ محمد؟؟

    اعلى نسبة ايدز في الدول العريبة هي في السودان، لماذا؟ وهل للتمسك العميق بالعادات والدين؟!!!!


    مثال بسيط وممكن سخيف على الثقافة السودانية.. في مباريات امم افريقيا يقف الشعب السوداني كاملا ضد مصر ويتمنى خسارتها بكل جوارحه ويشجع اي دولة افريقية اخرى ليست عربية!!


    اي عراقة واصالة وعلى كل نقطة تفتيش سير على الطريق السريع ينتظر شرطي سوداني لرشوة حتى يسمح لك بالمرور؟؟

    اي شعب مثقف يا محمد والأمراض تنهش الجسد السوداني على الرغم من التحذير والتوعية المستمرة على ( الراديو) الذي لا يفارق المواطن.

    العالم العربي ما زال يعيش على خرافة المثقف السوداني الذي يكاد يختفي من الجيل الجديد.

    اطرف ما في السودان هو ان غالبية القبائل ليس لدى افرادها شهادات ميلاد او اثبات جنسية، حتى شهادة تقدير عمر لا تصدر الا عندما يريد الفرد منهم العمل في شركة ما. بمعنى ان الكثير من السودانيين ليسو موجودين رسميا!!

    ثم ثانيا انا يا محمد باشا مهندس زراعي تخرجت ب 2004 ومباشرة تم توظيفي في السودان."...




    ود الشهادة العربية:
    "والله يا باسم لا أفهم سر تحاملك على السودان، كما لا أفهم إصرارك على تجاهل المكون العربي للسودان.. ولكن عموما لك مطلق الحرية في إبداء آرائك، كما لي كل الحرية في الرد على ادعاءاتك وافتراضاتك..


    أولا بالنسبة لكلامك عن الصين وامريكا، والتجارة والمال ليس امرا يتعلق بالسياسة..

    فلتعلم يا مولاي أنه بعد فرض سياسة (العولمة) واحلالها كطرح سياسي، تجاري، اجتماعي وحتى ثقافي على مستوى العالم، أصبحت التجارة والإقتصاد بشكل عام المحرك الأول والمشكل للسياسات الدولية. فصارت رؤوس الأموال هي الرقم الأكبر والأقدر على تغيير السياسات الدولية للدول الكبرى وبقية العالم. بل أن الذين يتحكمون في التجارة ومنابع الإقتصاد وأصحاب رؤوس الأموال مصدر ضغط على حكومات الدول (خاصة الكبرى منها)، وأصبحوا قادرين على تغيير إدارات وحكومات بأكملها إن لم يخدموا مصالحهم.

    أما بخصوص الصين، فقد صارت البديل للإتحاد السوفييتي في حمل راية الشيوعية. فعلى الرغم من قيام دول أخرى كـ (بوليفيا، فنزويلا، كوبا، كوريا الشمالية) بالتصدي لتبني المشروع الشيوعي، إلا أن الصين كانت الأقدر والأكثر تأثيرا على مجريات الأحداث الدولية بعد أن فرضت نفسها في الأسواق العالمية.. وبعد عودة مقاطعة (هونج كونج) للصين من السيطرة الإنجليزية، ودعمها بإستقلالية نظامها التجاري والإقتصادي والصناعي الضخم الذي ورثته من الإدارات الإنجليزية، قويت شوكة الصناعة الصينية. ولا تكاد تخلو دولة أو منطقة من المنتجات الصينية (خاصة المنطقة العربية والأوروبية والأمريكية الجنوبية)..

    ولذلك من الصعب تحكم رأسماليين وإدارتهم لرؤوس أموال ضخمة (سواء كانت عبر واجهة شركات أو مصانع، أو حتى على مستوى الإستثمار) في بلد يحكم بنظام شيوعي متفرد (المدرسة الشيوعية الصينية، التي أسسها ماو تسي)!!... ولذلك افتراضك يمكن أن يكون صحيحا اذا كنت تقصد أي دولة أخرى غير (الصيـــن). خاصة إذا كنت تتحدث عن مصدر هام من مصادر الطاقة (النفـــط).!!



    أما قولك أن الثقافة في السودان ذات نزعة افريقية وتظهر حينما يقولون انهم افارقة وليسوا بعرب..

    فلتعلم إن ما يميز السودان عن الدول العربية والافريقية الأخرى هو كونه بمثابة بوتقة تتلاقح فيها الثقافات العربية والافريقية، واحتوائه على ثلاث سلالات رئيسية (العرب، النوبيون، والزنوج) مما ينتج عنه ثقافة سودانية خاصة (لا هي عربية ولا افريقية).
    فثقافة السودان وهويته (السوداناوية) المتفردة نتجت وتكونت من:-
    1) ثقافة عربية نقية كعادات وتقاليد عربية أصيلة اندثرت، ويقتصر تواجدها على قبائل أو مناطق معينة من شبه الجزيرة العربية. والوجود العربي في السودان يتمثل كذلك في قبائل عربية أصيلة (الشكرية، بني هلبة، بني فزارة، الكواهلة، بني عامر، المحاميد، الرشايدة، إلخ...).
    2) الثقافة الافريقية النقية المتمثلة في الجنس الزنجي أو قبائل الجنوب وبعض قبائل الغرب (الدينكا، الشُلُك، النُوير، المساليت الفلاتة، الفور).
    3) الثقافة النوبية المستقلة (النوبة، المحس، السكوت، الدناقلة، الحلفاويين، إلخ...)
    2) ثقافة البجا أو (الهدندوة) والتي هي مزيج من التداخل والتمازج اليمني، الآسيوي، العربي والافريقي (الحبشي). وتتواجد في شرق السودان. (البجا، الأمارأر، البشاريين، البني عامر، إلخ...).

    ولذلك فيصعب على بعض الكثيرين فهم أو تفهم هذه الثقافة من العرب والأفارقة كذلك. فالأفارقة يرون السودانيين عربا، والعرب يرون السودانيين أفارقة. ولذلك أتفهم الخلط وعدم الموضوعية في حديثك عن الثقافة السودانية.


    وتاتي لتقول لي ان اعلى نسبة ايدز في الدول العريبة هي في السودان..

    صحيح أن نسبة الإيدز هي الأعلى في الدول العربية، حيث تبلغ في السودان حوالي (2%) وهي النسبة الأقل بين الدول الافريقية -غير العربية الأخرى-، إلا ان ذلك نتيجة أسباب ديموغرافية وجيوغرافية - اجتماعية عديدة. وكدارس في المجال الصحي اسمح لي أن أجاوبك بطريقة علمية، وأعدك محاولة التبسيط حتى يسهل عليك فهمها.
    مجاورة السودان جغرافيا لما يسمى بـ (دول حزام الإيدز) الافريقية (زائير -الكونغو-، كينيا، أوغندا، رواندا، بوروندي) وغيرها من دول افريقيا. ولذلك فإن 97.3% من هذه النسبة تسربت من معسكرات النازحين الجنوبيين الأفارقة السودانيين، والنازحين من الدول الافريقية الأخرى كـ (اثيوبيا، تشاد، كينيا، افريقيا الوسطى، اوغندا، اريتيريا، الصومال،إلخ....). كما أن بعض العادات الضارة وتدني مستوى الثقافة الصحية لدى بعض السودانيين الأميين والبسطاء وبعض القبائل في أطراف السودان عامل مهم من عوامل انتشار الإيدز.
    وإنتشار الإيدز وسط الجنس العربي في السودان شبه معدوم، حيث لا يتجاوز الـ (0.13%). و(99.6%) من نسبة المصابين بالمرض متواجدون في المناطق الطرفية في غرب وجنوب السودان، خاصة معسكرات اللاجئين السودانيين والأفارقة.

    فإن كنت في السودان فعلا لعلمت أن حدود السودانية المترامية والمفتوحة والشاسعة تعد معبرا لللاجئين الأفارقة الهاربين من الحروب الأهلية أو الأوضاع الإقتصادية الصعبة أو غيرها من الأسباب (من دول الجوار الافريقي أو من أطراف السودان التي تشهد الحروبات الأهلية. كما أن أزمة دارفور الحالية ودخول قوات الإتحاد الافريقي إلى المنطقة، أدت إلى نزوح هؤلاء اللاجئين شرقا نحو عمق البلاد.. وكون أن وزارة الصحة السودانية نشرت هذا التقرير بالتعاون مع كل من (UNICEF، UNAMIS، ومنظمة أطباء بلا حدود، منظمة أطباء العالم الدولية، مجموعة من المنظمات التطوعية المحلية والدولية)، يعطي مصداقية كبيرة لهذه النسبة. وأنا من منطلق عملي في الجانب الصحي أعلم تمام العلم أن احصائيات حصر الإيدز في الدول العربية تشوبها الكثير من الغموض والتعتيم الإعلامي -خاصة في دول الخليج العربي، ودول من المغرب العربي الكبير-، فلا يعني هذا أن هذه الـ (1.9%) من نسبة الإيدز في السودان هي مصدر الخطر المهدد لإنتشار الإيدز في المنطقة.
    وأنصحك أن تتبع في تحليلاتك ودراساتك إن أردت لها الدقة المراجع الصحية والاحصائيات، بدلا عن الإكتفاء بالصحف والمجلات وأحاديث المدينة.


    تدلل على سخافاتك بقولك: مثال بسيط و ممكن سخيف على الثقافة السودانية , في مباريات امم افريقيا يقف الشعب السوداني كاملا ضد مصر و يتمنا خسارتها بكل جوارحه و يشجع اي دولة افريقية اخرى ( ليست عربية)..

    أقول لك بكل بساطة Bull-####، وبالعربي : كـــلام فـــارغ..
    ليس من حقي أن أتهمك بالكذب، ولكن حديثك هذا ليس صحيحا اطلاقا. حتى لو رقصت الـ(عشرة بلدي)، فلن أصدقه أنا ولا أحد من السودانيين الآخرين.
    إن كنت في السودان حقيقة -وهو ما أشك في صحته لأسباب اذكرها لك في غير هذا الموضع- كنت ستعرف مكانة مصر لدى السودانيين، ومكانة السودان لدى مصر. وأنا كسوداني أقول وبكل ثقة مرة أخرى Bull-####. (ولا يحتاج لتعليق).
    أما في كأس الأمم الافريقية الأخيرة، إن كنت في السودان، لرأيت مدى تعصب السودانيين في تشجيع المنتخب التونسي (بالتحديد). فكيف تقول لي يشجعون أي فريق افريقي -غير عربي-؟؟!!


    تقول يا باسم: اي عراقة و اصالة و على كل نقطة تفتيش سير على الطريق السريع ينتظر شرطي سوداني لرشوة حتى يسمح لك بالمرور..

    إذا أردت أن تتحدث عن تفشي الرشوة في العالم العربي، فسأعطيك الفرصة للبحث عن احصائياتها في المنطقة العربية، وإن لم تجدها فسأتي بها لك.

    أما إن كان مسك ضرٌ من أحد رجال شرطة المرور، فهذا لا يعطيك الحق في التعميم.
    هل لأنك كرهت أحد رجالات المرور -لأي سبب كان- يعني هذا أن ثقافة كل السودانيين هي رشوة (رجال المرور)؟؟!!! وأضحكتني في اعتمادك على قياس ثقافة مجتمع معين بتعاملاتهم مع رجالات المرور!!
    الظاهر في واحد ود حرام من ناس المرور أوقفك لمخالفة سير واستغلها لجعلك تدفع (اللي وراك واللي قدامك)!!!


    اكبر يا رجل، وتعقل في أحكامك.. فما ضاع العرب وضاعت فلسطين والجولان والأسكندرونة وجزر الإمارات إلا لوجود أمثالك في العالم العربي!!


    وعودة لموضوع الثقافة دعني اقول لك أن أحد أهم مكونات الثقافة هي (الموسيقى)، وهي خير دليل على تفرد الثقافة السودانية. فالموسيقى السودانية هي من نوع السلم (الخماسي)، عكس السلم (السباعي) السائد في المنطقة العربية والشرق الأوسط وإيران، وعكس الموسيقى السائدة في بقية دول افريقيا..


    تقول لي أن الأمراض تنهش الجسد السوداني على الرغم من التحذير و التوعية المستمرة...

    فلتعلم نسبة الأمراض والإصابة بها في السودان قد تكون أعلى منها نسبيا مقارنة بالدول المحيطة بها، وهذه لعدة أسباب. أهمها:-
    1) توجيه جزء كبير من ميزانية الدولة نحو الصرف العسكري والحربي أثناء الحرب الأهلية. (كانت الحرب الأهلية تكلف خزينة الدولة حولي الـ (5 ملايين دولار) يوميا!! وبلا شك فأن هذا الصرف الضخم يؤثر بشكل كبير على تخصيص الميزانية لنواحي مهمة كـ (الصحة، التعليم، والتنمية). ولذلك بعد وقف الحرب المشتعلة منذ أغسطس 1955 في الجنوب، كان هناك تحسن ملموس في الإهتمام بهذه الجوانب.

    2) على الرغم من امتلاك السودان للكفاءات الطبية المؤهلة والمشهود لها عربيا ودوليا، إلا أن الهجرة الضخمة لهذه الكفاءات والكوادر الصحية والطبية إلى كل من (دول الخليج العربي، أوروبا، وأستراليا، وامريكا الشمالية) هو أحد أهم أسباب تدهور المستوى الصحي، حيث بلغت نسبة هجرة الكوادر الطبية المؤهلة من أطباء وعاملين في الصحة، وأخصائيين 75% من جملة الكوادر الطبية في البلاد.

    3) وجود السودان جغرافيا في المنطقة الإستوائية وتعرضه للإصابات الخاصة بالمناطق الحارة كـ (الملاريا، التيفويد، الحميات النزفية، إلخ...) من أمراض المناطق الحارة (Tropical Diseases).
    فمن البديهي عدم مقارنة الوضع الصحي في السودان بالدول العربية الأخرى للإختلاف (الجغرافي، والاجتماعي، والديموغرافي). ولكن هذا لا يقلل من شأن الطبيب السوداني المتميز ولا المدارس الطبية (والتي تعد الأولى على مستوى العالم العربي).


    وتمتعض من أن العالم العربي ما زال يعيش على خرافة المثقف السوداني الذي يكاد يختفي من الجيل الجديد..

    لا أعتقد أن خطر ظاهرة تدني المستوى الثقافي مقتصرة على الجيل السوداني الجديد. بل أن التدهور المريع لمستوى الثقافة في الجيل الحالي أكبر مما نتصور في العالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام. فانظر الى مستوى الإعلام الذي نراه، والأغاني الهابطة التي تؤذي مسامعنا، والأفلام التجارية التي امتلئت بها دور السينما، والإنصراف عن القراءة والإقبال المفرط على التلفاز والانترنت والأغاني الهابطة. وانظر إلى تغير الثقافة ووصولها لثقافة (بوس الواوا)!!
    والمعروف كما قال الأدباء من قبل -ولا زال-: "الكتب تؤلف في مصر، وتطبع في لبنان، وتقرأ في السودان والعراق".. فمستوى الثقافة في السودان أعلى منه في الكثير من الدول العربية الأخرى يا أخي.

    وعلى الرغم من محدودية الدخل وقلة الأجور للمواطن السوداني إلا أن هذه لم تؤثر تأثيرا كبيرا أو تقلل من الإهتمام الثقافي.
    ولو كنت فعلا في السودان لقست الثقافة بمستوى اهتمام السودانيين بالشؤون السياسية والإقتصادية، ولعلمت أن مستوى الثقافة والوعي للطلاب الجامعيون كبير جدا مقارنة بالآخرين من حوله، فكما قال أحد المثقفين: "عندما استمعت لأركان النقاش الخاصة بالطلاب السودانيين في ساحات جامعات القاهرة والاسكندرية -خاصة روابط الطلاب الاتحاديين الديموقراطيين-، وما تحتويه هذه الحلقات من أفكار وثقافة وعلم، طلبت منهم تعليم أشقائهم من الطلاب الجامعيين في الدول العربية الأخرى."!!



    وتقول أن غالبية القبائل ليس لدى افرادها شهادات ميلاد او اثبات جنسية، وان الكثير من السودانيين ليسو موجودين رسميا..


    شو يعني مش موجودين في السجلات الرسمية؟؟ يعني احتمال أن يكون عدد السكان في السودان أكثر من الـ (38,000,000) نسمة!!
    والله لو كلامك صحيح، وطلع معظم القبائل غير مسجلة رسميا، تكون مصيبة!!

    والله انت يا باسم قاعد تقول درر، ولولا علمي بأنك تجهل كل شيء عن السودان -رغم ادعائك بأنك تعرف كل شيء- لما أضعت وقتي في التحاور معاك.. عموما يا مولاي تقدر تشكرني لاحقا على المعلومات اللي بعطيك اياها، وخليك واعي انو المعلومات دي حتى جزء كبير من السودانيين في داخل السودان مش عارفنها.. يعني بعطيك دروس خصوصية على مستوى عالي!!

    بالنسبة لموضوع الأوراق الثبوتية، فبكل صراحة وحقيقة هذه مشكلة تواجه شرائح كبار السن، الأميين، النازحين، والعرب الرحل!!... ليست بالضخامة التي ذكرت..


    سبحان الله، تقول لي انك مهندس زراعي تخرجت ب 2004 و مباشرة تم توظيفك في السودان...

    يا راجل!!
    إنت درست هندسة زراعية ولا هندسة طعمية وفلافـل هاهاهاهاهاهاهاها..

    من المعروف أن خريجو معظم الكليات العلمية كـ (الطب، الهندسة، العلوم، الزراعة، إلخ...)، فضلا عن كليات أدبية أخرى (التربية والتعليم، الحقوق والقانون، المحاسبة والدراسات المصرفية) يتوجب عليهم قضاء فترة محددة للتدريب بعد التخرج وقبل دخول مجال العمل..

    حتى لو افترضنا عندك واسطة ((أو قمت برشوة أحد رجال المرور)) هاهاهاهاهاها، وتم الغاء هذه الفترة -وهو مستبعد طبعا-، كيف تمكنت من السفر والتوظف مباشرة في دولة أخرى (أكبر الدول الزراعية العالمية)؟؟!.... إلا إذا كان في مزرعة خاصة أو حديقة منزل لأحد أصدقائك في السودان -هذة حالة اخرى-!!


    لا تزعل من اسلوبي في الكلام يا باسم فقد ساعدتني في تنشيط ذاكرتي بالبحث عن مواضيع تهمك وتهمني.
                  

10-07-2006, 05:46 AM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار بين "ود شهادة عربية" وأجانب في الامارات: (لمن يتسائل عن ثقافة الشهادات العرب (Re: Mohammed Mustafa El-Tahir)

    الحبيب محمود مصطفى
    انى قلت لك بان هناك جزء من ابناء الشهادة العربية لديهم معلومات وافكار واهداف وبرامج
    اكثر منى
    ولكن هناك جزء كبير للغاية واشهد الله بذلك لايفقه معنى السياسة
    ياحبيب ود الشهادة العربية منطق باسل شديد
    دخل معه فى حوار بناء حوار قيم للغاية
    وحوار والله لو فى طريقة اتنازل لة من جائزة افضل طالب فى الحوار بجامعة مصر
    عجبنى اسلوبة وفكرة وعجبنى ايضا معلوماتة الرائعة
    اسال الله بان يحفظة ويجعلة زخرا لهذا الوطن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de