|
|
 Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ (Re: Mustafa Mahmoud)
|
الاخ الغالي فاروق
السودان عامر بمثل هذه المشاهد دعنى احكي ليك عن مسيرة مؤسستنا العسكرية التي كنا نفخر بها اقليميا ودوليا وما آلت اليه هذه المؤسسة اليوم .
مرت ذكرى تاسيس الجيش السودانى الاخيرة حزينة كئيبة على من عاصر ابهة المناسبة وتقاليدها الرسمية وما يصاحبها من قرارات وترقيات عسكرية ففى مثل هذا اليوم يتم اعلان جداول ترقيات الضباط ويحتفل بتخريج طلبة الكلية الحربية – مصنع الرجال وعرين الاسود كما يسميها ضباطها – وتفتتح مشاريع مدنية وعسكرية ويطاف على البيوت لتقديم هدايا لمواليد ذلك اليوم – لو جمعت القصائد التى قيلت فى الجيش السودانى فى هذه المناسبة بالذات لكانت هنالك دواوين من اعذب شعر الحماسة والفروسية بدءا من قصيدة نحن جند الله جند الوطن للشاعر الفحل احمد محمد صالح صاحب ديوان مع الاحرار –كانت براءة الحاكم العام اسطع دليل على ان البريطانيين ينوون الانفراد بحكم السودان والتخلص من شريكهم خديوى مصر الضعيف وبراءة الحاكم العام يا هداك الله هى شهادة تعطى للسودانيين الذين تم تدريبهم كعسكريين من دون المرور على المدرسة الحربية وهى شهادة براءة تعطى الحق لاى طالب من هذا النوع للعمل فى الجيش المصرى او الجيش السودانى—ولم يتوانوا لحظة واحدة عندما حانت الفرصة عقب احداث 1924م ومقتل الميجور جنرال –عقيد-السير لى استاك حاكم عام السودان وسردار الجيش المصرى بالسودان وظهرت للوجود قوة دفاع السودان وتقوى موقع الجيش فى الدولة رويدا رويدا بعد ان تكاثر الضباط الجدد خريجو المدرسة الحربية السودانية –كان يوم 17/11/1958يوم بداية الكارثة التى بدات تقرع ابواب السودان يوم ان تدخل الجيش فى السياسة فى ان البعض يرى ان البداية كانت عقب احداث التمرد اغسطس 1955م من توريت—غير ان كتب التاريخ تحدثنا ان اول محاولة انقلابية جرت فى السودان كانت عام 1891م ايام حكم الخليفة عبد الله ود تور شين عندما حاول الاشراف الاطاحة به وقد نجحوا فعلا ولكن الخليفة استعمل الخديعة والدهاء فقضى عليهم عن بكرة ابيهم ومن بقى منهم حيا كان نصيبه الموت رعبا تحت انياب الذئاب الكاسرة فى منطقة الرجاف –ويلد الانقلاب الانقلاب كما يلد الماء البقل ويحدثنا ابو غسان ان عام 1959م وهو العام الذى تلى انقلاب ناس عبود انه كان عام محنة كبرى للجيش فالسياسة افسدت مابين رفاق السلاح واصبحت نيرانهم عليهم لا لهم فقد ذبحوا بعضهم بعضا واحالوا معظم رفاق السلاح اما الى التقاعد المبكر او الى المقابر بدءا بمجموعة البكباشى على حامد وعبد البديع على كرار والصادق محمد الحسن وعبد الحميد عبد الماجد والبكباشى يعقوب كبيدة مرورا باحداث يوليو الدامية وانقلاب المقدم حسن حسين عثمان واعدام عشرات الضباط كالسوائم فى وادى الحمار بالقرب من عطبرة والمجزرة الاخيرة لعدد ثمانية وعشرين ضابطا والناس على اعتاب العيد –لقد حصل العسكر السودانيون على امتيازات ضخمة فى مجتمعهم من بينها انهم اعدوا للحرب ولكنهم لم يحاربوا باستثناء قلة قليلة منهم – معظم العسكر السودانيين فى السنين الخمسين الاخيرة ماتوا فى فراشهم بل ان بعضهم اصبح من اهل الجاه والسلطة والمال كما ان الامتيازات التى حصلوا عليها فى حياتهم فاقت كل امتياز مرتبات كبيرة فى مجتمعات فقيرة وسلطة غير محدودة على رؤوس الفقراء واستهتار كامل بكل من العلم والقانون –تجربة الجيش السودانى تجربة فاشلة كانت توصية نوكس هولم اخر حاكم عام للسودان المغلظة ان يتم سودنة ضباط الفرقة الاستوائية بالتدريج نسبة للتذمر الواضح الذى ابداه افراد هذه الفرقة من تولى ضباط شماليين للقيادة ولكن جشع ضباط الجيش السودانى وانانيتهم وتكالبهم على الوظائف وارضاء لغرورهم لتسلم قيادة الفرقة تم سودنة ضباط الفرقة الاستوائية من غير الاخذ بتوصية الحاكم العام المهمة والمسئولة ولو تم الاخذ بها لتغير التاريخ فى السودان –اما انقلاب شنان ومحى الدين او باللاحرى انقلاباتهم والتى بدات فى الثانى من مايو 1959م فقد كانت المرة الاولى التى تزحف فيها قوات عسكرية من الجيش الوطنى من قواعدها فى شندى والقضارف لاحتلال العاصمة القومية التى تؤمنها وحدات اخرى من الجيش وهذه كانت اكبر الضربات لوحدة وتماسك الجيش السودانى وكان هذا الانقلاب هو بداية النهاية لانحلال الضبط والربط فقد فرض اميرالات – عمداء – بالقوة الزاحفة ارادتهم على الرتب العليا بقوة السلاح واطاحوا ببعضها بسبب اتهامات سياسية لا مكان لها فى اعراب الاحتراف العسكرى –كان الامل فى الجيش السودانى ان يقوم بدور بل بادوار لحماية مواطنيه من اسراب السفلة الذين تكاثروا فى الاونة الاخيرة ويحترم خيارات هذا الشعب العظيم لانه الشعب الوحيد فى التاريخ الذى اعاد الدبابات الى الثكنات ظنا منه ان وجود الجيش فى ثكناته يصون منتسبيه من اغراءات صناعة الموت لمواطنيه –هذا الشعب كان يتمنى ان يكون جيشه كجيوش اوروبا الشرقية التى وقفت فى الحياد يوم هبت الثورات بالوانها المختلفة الارجوانى والزهرى والبرتقالى –كنا نتمنى ان يكون عسكرنا معسكر تركيا الذين يتدخلون فى شئون الدولة حين تصبح سفينة الدولة فى رايهم يحدوها الخطر فقد انتهوا الى ان يكونوا – بيضة القبان – للحفاظ على الدستور وتطبيقه –كنا نتمنى ان يكون عسكرنا كعسكر موريتانيا الذين بداوا فى تحرير شهادات الميلاد الى ديمقراطية معقولة فى بلاد بنى شنقيط عن طريق تنظيم هياكل سياسية والسماح لكل القوى فى ان تتنافس فى ساحة السياسة بضمانات من بينها عدم تدخل العسكر فى صيرورة المسيرة القادمة والامتناع حتى عن ترشيح انفسهم –لقد ولى الزمن الذى كان فيه الضباط السودانيون مبشرين بالحصانة حتى ادمنت وسائل الاعلام شرائط السينما والتلفزيون بعدها والصحف قبل هذا وذاك فى تقديم الضابط على انه ايقونة المجتمع وهوى المراهقات –حكى لنا على الحاج فى اوائل ايام الانقاذ انهم وفى اجتماع سرى عقب انسحاب الجيش المخزى من الكرمك وهو يلعق الجراح ومتجرعا كاس الهزيمة وجهوا انتقادا حادا لهذا الانسحاب غير المبرر واعتبروه تولى يوم الزحف وطالبوا بالمحاكمات للفارين من ساحة المعارك وهنا ثار البشير ثورة عارمة قائلا ان للجيش قداسة يجب ان لاتمس وهنا يبرز المسكوت عنه اى قداسة لجيش بسبب صراعاته على كرسى السلطة وبالتامر مع حثالات المدنيين فاهلك البلاد والعباد اى قداسة لجيش بسبب اخطائه السابقة جعلت الجنوبيين من النازحين واخطاءه الحالية جعلت كل السودانيين من المشردين واللاجئين والمنفيين الامر الذى حدا بابى عكر الرئيس المناوب لسودنة الجيش السودانى فى ان يعض اصبع الندم متمنيا استمرار الاستعمار بعد ان راى العمايل التى الحقها الجيش بالمواطنين والبلاد اى قداسة لجيش يتسلل قادته للتخوم المجاورة ينشرون اسراره ويسخرون من امكلنياته وينشاون المليشيات ويقودونها للقضاء عليه –الفريق فتخى مخمد على – الفريق عبد الرحمن سعيد –عبد العزيز خالد والعميد محمد نور سعد مثالايا ليت هؤلاء القادة العظام اقتدوا باللواء المصرى بلال الذى قضى شطرا من الزمن فى مدينة الفاو يعلم الجيش العراقى كيف يصطاد الفرس المجوس كما كانت تقول الدعاية العربية العنصرية يومئذ وعندما وجد نفسه فى خندق مضاد موجها فوهة بندقيته على الجيش العراقى فى حرب تحرير الكويت تحت قيادة الجنرال شوارسكوف وما كان من سعادة اللواء واحتراما لعسكريته استقال من الجيش المصرى بسبب تناقضات وخطل السياسة العربية فقد فقدنا بسبب هذه المليشيات جارنا الطيب العميد محمد يحي منور واللواء طبيب الشهم الشلالى قائد السلاح الطبى الاسبق فقد ذبحوا كما تذبح الشياة فوا لهفى عليهم ولهف امى اى قداسة لجيش يعلن قائده وعلى رؤوس الاشهاد ان قد اطلق يد العسكر فى دار فور ولا يريد جريحا ولا اسيرا اى سياسة الارض المحروقة اى قداسة لجيش يتبنى فى حناياه مليشيات الجنجويد وقوات المراحيل وقوات دفاع جنوب السودان والدبابين اى قداسة لجيش يرمى بضباطه الى الشارع العريض ليصبحوا يقودون الركشات والامجادات ويتسكعون فى دول الجوار بحثا عن لقمة العيش اى قداسة لجيش يخرب البيئة ويبيد الاشجار والغابات ومجروساته التى كنا نامل ان تراقب لنا الحدود فهى مشغولة بحلب الفحم والشاف اى قداسة لجيش يسمح بنمو اجسام خبيثة موازية لوظيفته وهاهى اخبار المجالس فى الخرطوم تزف لنا البشرى ان ناس الانقاذ اسسوا كتائب الخرساء الخاصة والتى مهمتها سحق اى محاولة لاصلاح حال البلاد والعباد المائل وهى ذو كفاءة قتالية عالية وميزانية مفتوحة كيف يمكن لجيش ان يتخلى عن مسئوليته ودوره لمليشيات عقائدية قد تبيع الوطن والانسان بامر او بفتوى –كنا نريده جيشا يكون جنرالاته مهمومين بالامال الكبار لبناء الامة وحاملى قيم الجيوش العليا لا جنرالات متورطين فى المقاولات وبناء عمارات تسقط قبل التشطيب او التجارة بالاخشاب واسنان الحيوانات نريدهم جنرالات محترفين كمنتجمرى الذين ضحوا بالغالى والنفيس يوم اتى جد الجد وضحوا بالغالى والنفيس من اجل رفعة اوطانهم وحفظها يوم لاح فى الافق خطر زوال الدولة وتقدم الصفوف بعد ان ارسل برقية عاجلة لتشرشل رئيس الحكومة البريطانية –دعوا كنائس لندن تضرب الاجراس فالجيش الثامن يتقدم –وذكر شرشل ان هذا يعتبر اسعد خبر تسمعه الجزر البريطانية على الاطلاق-نريدهم كمارك ارثر الذى حقق نجاحات باهرة وانتصارات مدوية فى الشرق الاقصى فاتحا المجال لنمو اقوى حضارة عرفها التاريخ فى اقصى الغرب –سؤال لجيشنا المقدام هل يمكن ان يعود الجيش ادوره المفترض عندما يبلغ السيل ازبى وتبلغ القلوب الحناجر وتلد الامة ربتها ويتطاول الحفاة العراة فوق البنايات والفلل الرئاسية ويندسون فى الاندكروزرات المظللات والمكندشات هل من منقذ يا ايها الجيش الهمام بعد ان تفاقمت اسعار البترول واصبح طعم السكر الحلو مرا كطعم العلقم ويتكرر السؤال هل من منقذ وهل يعود الجيش لدوره لكونه القوة الاجتماعية الوحيدة المنظمة والمنتمية الى وسط اجتماعى مقهور فى فضاءات السودان الحالية ولعب دور جديد يكفر عن سابقيه ايقاف الفساد واستئصال الاشرار الذين اهلكوا الزرع والضرع هل يمكن للجيش وضع مجتمعهم على سكة التطور والتقدم والاستقرار والامن والطمانينة بعد طول اغتراب—
ونختم هذا السفر بابيات ابن مطر ابن الرافدين دره لله—
ذات فجر مادت الارض وساد الاضطراب –واستفز الناس من مرقدهم صوت مجنزر ثم ترم الله اكبر انقلاب –ثم ترم تم وانتهى عهد الكلاب –وبعد شهر لم نعد نخرج للشارع ليلا لم نعد نحمل ظلا –لم نعد نمشى فرادى –لم نعد نملك زادا—لم نعد نفرح بالضيف اذا ما دق عند الفجر باب –ففى ملح الصبح فى مستنقع الظلمة ذاب—ثم ترم ثم كلنا من ادم نحن وما ادم الا من تراب فوقه تسرح قطعان الذئاب—
لك اطيب المنى
شيقوق
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-19-06, 03:15 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 03:19 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-19-06, 03:38 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 03:40 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-19-06, 03:56 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 04:06 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-19-06, 04:59 PM |
 Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-19-06, 05:50 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-20-06, 02:11 AM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Yasir Elsharif | 09-20-06, 07:00 AM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-20-06, 01:43 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-21-06, 03:03 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | الطيب شيقوق | 09-21-06, 03:53 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-21-06, 06:43 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | محمد مختار جعفر | 09-21-06, 07:38 PM |
 Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Yasir Elsharif | 09-22-06, 03:38 AM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-22-06, 01:48 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Waly Eldin Elfakey | 09-22-06, 04:51 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-23-06, 02:43 AM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | محمد مختار جعفر | 09-23-06, 02:46 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-23-06, 03:18 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-23-06, 04:19 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-23-06, 04:33 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | Mustafa Mahmoud | 09-23-06, 04:54 PM |
| Re: هل تحل مشكلة السلطة في السودان بسقوط طائرة أخرى ؟؟؟؟ | فاروق حامد محمد | 09-24-06, 06:37 PM |
|
| |
الطيب شيقوق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست