|
|
 منطق مقنع مارسه الرئيس في مؤتمره الصحفي بنيويورك-كمال حسن بخيت - الرأي العام
|
منطق مقنع مارسه الرئيس في مؤتمره الصحفي بنيويورك
على الحكومة التحرك بسرعة لإنجاز الوفاق والحـاق رافضي أبـوجـا باتفاقيــة
السلام
كمال حسن بخيت - الرأي العام
ظللت أرقب حركة السيد رئيس الجمهورية منذ أول يوم أعلن فيه رفضه لدخول القوات
الدولية.. بعد رفض البرلمان ومجلس الوزراء دخول تلك القوات، وجاء رفض الرئيس
وهو مسلح بشرعية برلمانية وتفويض كامل من مجلس الوزراء لم يعترض عليه أحد أثناء
اتخاذ القرار سواء كان في البرلمان أو المجلس.. حتى الشريك الرئيسي الحركة
الشعبية، ولكن بعد فترة وجيزة.. أعلنت قيادات عديدة من الحركة الشعبية عدم
ممانعتها لدخول القوات الدولية.. كمرحلة أولى نحو التأكيد الكامل والصريح لدخول
القوات بعد فترة من التصريحات الأولى التي مهدت للموقف النهائي. وجاء فصيل حركة
مناوي.. الذي التقى بالرئيس الأمريكي بوش قبل أن يؤدي القسم وقبل أن يلتقي
برئيسه الرئيس البشير ومن هناك أعلن موافقة حركته على دخول القوات الى دارفور..
وكما يقول بعض من الذين لم يوقعوا على اتفاق أبوجا من الحركات المسلحة
بدارفور.. إن تأييد مناوي نابع من انحسار حركته.. وهو يريد من القوات الدولية
أن تحمي له ما تبقى من قوات بعد أن دخلت معه جبهة الخلاص الوطني في معارك كبيرة
أفقدته أراضٍ واسعة ومقاتلين عددا.. لكنني لا أؤيد وجهة النظر هذه لأنني لا
أملك معلومات.. والقطع بصحة أية وجهة نظر لابد أن تكون هناك أدلة واضحة
ومقنعة.. لكن يبقى أن مناوي كان له شرف التوقيع على اتفاق أبوجا.. ولذلك استحق
موقعه في القصر.. والذي نأمل أن لا يطول به المقام.. ويدخل في استراحة محارب..
لأن هناك أعمالاً كثيرة تنتظره في دارفور ويجب حلها ميدانياً في دارفور وليس من
داخل القصر الجمهوري من لملمة الحركات المسلحة الرافضة الى اتفاق أبوجا الى
تكوين الأجهزة التنفيذية.. خاصة أنه محارب مميز مثل كل أهل قبيلته ومثل كل أهل
دارفور لذلك فهو مكانه الميدان.. ليعمل على استتباب الأمن في الأقليم وليعيد
النازحين الى قراهم.. ويعيد البسمة مع زملائه في الحركات الأخرى الى أهل دارفور
جميعاً.. بكل تنوعهم القبلي.. فهم أهل كرم لايستحقون ما هم فيه الآن. الرئيس
تحرك بمكوكية مدهشة.. بدءاً بغامبيا.. وغانا وهافانا حيث مؤتمر دول عدم
الانحياز.. ثم قاهرة المعز ليلتقي بالرئيس مبارك.. ثم ذلك المؤتمر الصحفي الذي
عقده بنيويورك وكشف فيه الكثير من خفايا قرار دخول القوات الأممية الى دارفور
التي يشبه دورها كما هو الآن في العراق.. التدخل في كل شئ من إعادة هيكلة
الشرطة الى إعادة هيكلة الجهاز القضائي.. بمعنى أكثر دقة أنها قوات احتلال
لتغير تركيبة الحكومة وفق الأهداف الأمريكية وهذا ما لا يقبله أحد في بلادنا.
الرئيس تحدث بمنطق مقنع للغاية.. أدهش الجميع خاصة أولئك الذين لم يطلعوا على
تفاصيل القرار الخطير.في الوقت الذي يتحرك فيه الرئيس بكل هذه القوة لإقناع
المجتمع الدولي بعدم الحاجة الى قوات دولية في دارفور.. ويقاتل كالسيف وحده من
أجل عدم دخول القوات وتجنب المواجهة مع المجتمع الدولي.. يقف معه بعض من أركان
حربه في الدولة والحزب. أما الشركاء.. فهم سكين حادة في خاصرة الحكومة..
بالتأييد المطلق لدخول القوات الأمريكية لكسر ظهر الحكومة ويتسيد الشركاء
الموقف.. بالتنسيق مع بعض أحزاب المعارضة التي تم تنسيق كامل بينهم جميعاً.
مجموعة المستشارين.. وهم أكثر من خمسة عشر مستشاراً.. لم يفتح الله عليهم بكلمة
واحدة في هذا الأمر.. ولم يقودوا حملة لمواجهة القرار.. خاصة أن بعضهم من
أصحاب العلاقات الدولية المتميزة.. إلا أن موقف أحزابهم المؤيدة للتدخل الدولي
يجعلهم يتحفظون.. ويجب على رئاسة الجمهورية استغلال قدرات وعلاقات بعض مستشاري
رئيس الجمهورية وهم معروفون.. وتعطيهم صلاحيات واسعة في هذا الأمر ضمن الخط
الرسمي الذي تتبناه الدولة. نحن لا نريد أن يكون طاقم المستشارين (ديكور) وإنما
نريدهم فاعلين ومتفاعلين مع موقف الدولة. أما أحزاب الوحدة الوطنية.. عدا الحزب
الاتحادي الديمقراطي فإنهم أدانوا التدخل الأجنبي باستحياء.. وخجل لافت وكذلك
موقف مولانا الميرغني أكثر قوة وأكثر وضوحاً في هذا الأمر. الآن وبفضل جهود
الرئيس وبعض من أركان حربه. تم تمديد بقاء قوات الاتحاد الإفريقي الى نهاية
العام .. وهو الفترة تتطلب جهوداً سياسية ودبلوماسية مكثفة. على الصعيد
الداخلي.. يجب أن تسارع الحكومة من خطواتها من أجل مصالحة وطنية شاملة من أجل
توحد الصف الوطني.. وهذا يتطلب بعض تنازلات من الحكومة والمعارضة لتنفيذ بعض
المطالب المعقولة لأهل المعارضة.. وإذا لم يتوحد الصف الوطني.. فلن نجد وطناً
نصطرع من أجله. ثم على الحكومة تكثيف جهودها مع رافضي أبوجا خاصة أن هناك
إشارات مشجعة وصلت عبر تصريحات واضحة للدكتور خليل ابراهيم حول رفضه الحاسم
لدخول القوات الدولية بدارفور.. وهم أهل دارفور.. وهم أدرى بشعابها.. ثم محاولة
إقناع جبهة الخلاص الوطني بضرورة الالتحاق بأبوجا.. خاصة أن من يقودونها رجال
مستنيرون وأصحاب تجربة.. ولا يقبلون استعمار إقليمهم وبلدهم بقوات أمريكية.
وإذا نة نجحت الحكومة في إحداث هذا التغيير في الجبهة الداخلية والمشهد
السياسي.. تكون قد حققت نجاحاً منقطع النظير يضاف الى نجاحاتها في السلام
والبترول.. وغيرهما. المهددات والمخاطر التي نراها والتي تستهدف السوادن أرضاً
وشعباً ناهيك عن نظام سياسي هي أكبر من كل الخلافات بين أهل الحكم وأهل
المعارضة.. وعلى الشريكين القيام بدور أكثر فعالية وإعادة النظر في قرار
الترحيب بالقوات الدولية.. ولتعلم الحكومة أن الإدارة الأمريكية لن تقبل بتمديد
فترة القوات الأمريكية الى نهاية العام، بل سوف تسعى لإبطال القرار.. بقرار آخر
من مجلس الأمن يتيح لها التدخل الفوري.. وحتى لاتسمح للحكومة السودانية بمعالجة
الأوضاع في دارفور.. وبذلك تفسد خطة التدخل الدولي وتبطل الأهداف الأمريكية
التي سيحققها التدخل الدولي. ان الإدارة الأمريكية الحالية.. هي من أشرس
الإدارات الأمريكية التي مرت على حكم أمريكا، ولن يرتاح لها بال إلا بإعادة
تقسيم المنطقة من جديد.. بتقسيم أقطارها كافة.. والأمر والأدهى وأمرّ.. أن
كثيراً من الأقطار المجاورة.. غاب عن قياداتها هذا المخطط أو أنها تعلمه.. ولكن
ليست في يدها حيلة. وحدوا الصفوف.. فإن بوش وأعوانه لن يتركونا.. ولنجعل فترة
الأشهر الثلاثة أقل بكثير.. بحلحلة كل المشاكل حتى لا تجد أمريكا طريقاً لإدخال
قواتها الى دارفور وتنفذ مخططها الشرير تجاه السودان. اللهم اجعل هذا البلد
آمناً.. واكفه شر الأعداء والأصدقاء المزدوجين.. وأبناءه المرتبطين بالأجندة
الأمريكية.. والكتاب المارينز..
ـوالله الموفق وهو المستعان
|
|
 
|
|
|
|
أحمد الشايقي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست