مدير إذاعة الكوثر الداعم الأول للإذاعة الرسول (ص) ورأيناه (ص) في الاستديو يتهيأ لتقديم البرامج

Quote: اللهم اغفر لسارة عيسى فانها لا تعلم /تعقيب على مقال سارة عيسى بقلم/ سيف الدين عيسى مختار/ جدة في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها باليمن والبركات والخير العميم، لا يسعنا إلا أن ندعو لأخوتنا بالخير والهداية والسلاح، خاصة لأولئك الذين لا يعلمون، ويعتقدون بأنهم يعلمون، فيطلقون أحاديثهم المبنية على الجهل وسوء الفهم وشر المعتقد، ويحسبون أنهم يحسنون صنيعا، فان أصابك منهم سخف الحديث فلتقل عزيزي القارئ (إني صائم) ويبدو إن سارة عيسى قد وجدت نفسها تماما في قصص أبي الفرج الأصفهاني الماجنة التي ضمنها كتابه (الأغاني)، فان كانت (أنثى) فليس غريبا أن تتخذ لسان القيان والجواري في سهرات المجون والفسق العديدة التي نقلها الأصفهاني، وان كانت رجلا متخفيا في اسم (سارة) يكفيه أنه جبان رعديد، على أية حال فقد كان الأصفهاني فيه بعض تشيع وصور لنا الحياة في بغداد في عهد العباسيين وكأنها حياة مجون ولهو وترف، وأخفى الجوانب الجادة منها، ورغم ذلك فانه ينقل الجوانب الخفية من الحياة العامة في ذلك العهد. ولعل دليل جهلها أنها اعتقدت أن المذهب الشيعي ينحصر فقط في حب الحسين وبغض من قتلوه، بينما الفكر الشيعي فإنها لا تعارضه، واتهمتنا بالتشيع لمجرد أننا نقلنا عبارات وصفنا فيها يزيد بن معاوية قاتل الحسين بالظلم والفسق، فلتراجع ما كتبه كل من ابن كثير والإمام الذهبي وهما من أئمة أهل السنة والجماعة عن يزيد بن معاوية، فكل المسلمين يحبون الحسين رضي الله عنه، وكلهم يبغض من قتله، ورغم ذلك فإننا لا نكفر يزيدا أو نلعنه، أو نلعن معاوية بن أبي سفيان، فقد كان صحابيا من أجل الصحابة ومن كتبة الوحي، وأحد حكماء العرب، لكن الخلاف مع الشيعة ، خلاف في الفكر والمعتقد وهذا موضوع آخر لا اعتقد أن المقام هنا يناسبه. إن سارة عيسى تجهل تماما تلك العلاقة التي تربط بين القنصلية والجالية السودانية، واعتقدت إن علاقتي بالقنصلية تنحصر في مراجعتي لها لأنهاء المعاملات الخاصة بالهوية السودانية، وذلك لأنها لا تعلم الوضعية التي يعيش فيها ما يقرب من المليون مغترب سوداني، يعيشون في هذه البلاد الطاهرة منذ عقود من الزمان، ولهم احتياجاتهم الأخرى، كانت القنصلية هي متنفسهم الوحيد، في ظل قوانين وتقاليد لا تمكننا كسودانيين من التعبير عن تلك الاحتياجات الا في نطاق قنصليتنا السودانية التي هيأت لنا بيئة سودانية نستطيع أن نمارس فيها كافة أنشطتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية. تجهل سارة عيسى أننا في الجالية السودانية بامارة مكة المكرمة شيدنا مسرحا داخل القنصلية العامة بجدة، قدمت فيه العديد من الأعمال الفنية الراقية، وشدا على خشبته معظم المطربين السودانيين، وأقيمت فيه الندوات الثقافية والسياسية، تجهل سارة عيسى أننا من على ذات المسرح المذكور اقمنا نفرة كبرى لدارفور وجمعنا مبلغا كبيرا من المال ومن المساعدات العينية أرسلت عبر لجنة من أبناء دارفور لتوصيلها للمتضررين من أهل دارفور، وقد هيأت لهم الدولة كافة السبل والوسائل لايصالها لمستحقيها، وهذه النفرة دليل على أن القنصلية العامة بجدة والجالية السودانية كانتا أول من يستجيب للنداءات الانسانية الصادرة من دارفو. ومن على ذات المسرح تم الاعلان عن قيام جبهة دارفور للسلام والتنمية، والتي تضم مجموعة من أبناء دارفور الخيرين الذين يسعون الى توحيد الجهود لايجاد حل ناجع لهذه القضية التي تؤرق أهل السودان جميعاز ومن على ذات المسرح أجتمع ممثلو معظم الأحزاب الساسية في مدينة جدة ليوقعوا على وثيقة العهد الوفاء للوطن وتحمل الرؤي التي يمكن أن توحد ابناء السودان – بمختلف انتماءاتهم السياسية والاثنية- حول الثوابت والأهداف الوطنية. وفي قاعة المسرح المذكور تجرى الامتحانات النهائية لمرحلة الأساس ولمرحلة الثانوية لأبنائنا الطلاب، كأحد الحلول في مواجهة المشكلات التي يواجهها حملة الشهادات العربية في القبول في الجامعات السودانية. ومن على ذات المسرح ودعنا قبل أيام السلطان هاشم عثمان هاشم، سلطان دار قمر، الذي آثر أن يتخلى طواعية عن منصبه كمدير عام لأحدى الشركات الكبري في جدة، ليلتحق بأهله في السودان وهو يحمل مشروع حل لقضية دارفور ، وليسخر كل ما يملك من أجل وطنه، وليس السلطان هاشم بدعا في ذلك بل هنالك العديد من المغتربين ضربوا المثل في التفاني والوطنية الصادقة ان سارة عيسى لجهاها ، تتحدث وكأنها تشير الى تلك العلاقة التي كانت بين القنصلية والمعارضة قبل سنوات طويلة مضت، عندما كانت القنصليات مكانا غير مرغوب فيه من قبل المعارضة، فلتأت الأن سارة عيسى لترى بنفسها أن مرتادي القنصلية من أحزاب المعارضة أكثر من اخوتهم في المؤتمر الوطني، فقد أصبحت القنصلية بفضل التعامل الراقي لمنسوبي القنصلية مكانا لجميع السودانيين، أما والحال كذلك أفليس من الظلم أو الاجحاف أن لا ندافع عن القنصلية أو السفارة؟ ما ذكرته آنفا من أنشطة تمت على خشبة مسرح القنصلية هو غيض من فيض، وان الأعمال الثقافية والفنية والمشاركات الاجتماعية التي تمت عبر هذا المسرح تقف دليلا على تلك العلاقة التي تربط بين منسوبي القنصلية، الذين وعوا دورهم الاجتماعي ولم يقصروا في مهامهم الرسمية، وبين الجالية السودانية (الدبلوماسية الشعبية) التي أدركت دورها الوطني وسخرت كل علاقاتها العريضة في خدمة الوطن، ومن هذا التعاون النموذج تحققت انجازات تفوق الحصر وتعصى على الفهم القاصر لسارة عيسى. ان حديث سارة عيسى عن الحوافز أو القطع السكنية أو دفع الرسوم الدراسية للطلاب أو الحصول على مبالغ مالية نظير الدفاع عن القنصلية حديث أتفه وأحقر من أن نلتفت اليه، فالاتهامات ليس عليها رسوم جمركية كما يقولون، والا فاننا يمكن أن نتهمها هي أيضا بأنها تتقاضى مقابلا ماليا من جهات أجنبية لتكتب ما تكتب، أو انها مدفوعة بحقد أعمى يعمى بصيرتها ، ان الشخصيات التي اضطلعت بمهام العمل العام، أو العلاقات العامة للقنصلية كما تسميها سارة عيسى ، قدمت نماذج راقية في التضحية والبذل، يستحقون معها أن تنصب لهم نصبا تذكارية في كافة أرجاء الوطن، لكنهم والحمد لله يبتغون مرضاة الله تعالى ، ولو شئت لعددتهم وذكرتهم باسمائهم. لقد قلت في مقال لي سابق ان أـولئك الرجال الذين يتصدون للعمل العام في جدة، لو ادخروا ما تبرعوا به للعمل العام لكان حصيلة ذلك مبالغ فلكية كانت كفيلة بشراء أكبر المباني السكنية في أغلى المدن العالمية، لكننا جبلنا على تقديم كل ما نملك في سبيل الوطن، ليس ابتغاء لمنحة أو شكر من أحد، بل لأن الواجب يملى علينا ذلك، وهذا ما يهيج علينا أحيانا حقد الحاقدين أمثال سارة عيسى التي لا اعتقد أنها تدرك مثل هذه المعاني النبيلة، لأنها لم تجرب أن تضحي من أجل الوطن أو من أجل الآخرين، لذلك تعتقد بأن كل من يفعل ذلك فانه ينتظر مقابلا ماديا أو معنويا، فهي اذن معذورة ، وهي أيضا تجهل بأن المؤمن يمكن أن يشهد لأخيه المؤمن بالايمان، فقد جاء في الحديث الشريف (اذا رايتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان) فنحن لا نزكي أحدا على الله، لكننا قد نشهد له من واقع ظاهره الذي يعيش به بين الناس، أما السرائر فعلمها عند الله، والمؤمن يحسن الظن بأخيه المؤمن، ويصدقه اذا قال، ومن هذا الباب أيضا ذكرت في مقالى السابق انه ما من سبب يجعلنا نكذب السيد عبد الله الطاهر مدير اذاعة الكوثر فيما ذهب اليه من رؤية الرسول صلى اله عليه وسلم، خاصة وانه لم يطلب مالا أو جاها من خلال حديثه ذلك ، بل ذكر واقعة الرؤيا على سبيل البشارة والفأل الحسن، فلماذا هذا الهجوم الشرس، والتجني من قبل سارة عيسى الا ان يكون في نفسها رفض لكل ما هو جميل، خاصة وانها الآن بدأت تتحدث عن مرارات الحرب الأهلية في الجنوب، والذين حملوا السلاح أنفسهم قد طووا تلك الصفحة، وفتحوا صقحات السلام ، وهي صفحات سيكتب فيها مستقبل السودان الواعد، الذي لن يعرقل مسيرته المباركة ما يطفح من النفوس المريضة من سموم سيتجرعها أصحابها في النهاية لتقضي عليهم، لكننا لا نملك في هذا الشهر الكريم الا أن نقول (اللهم اغفر لسارة عيسى فانها لا تعلم )