|
الذئب و الغنم القاصية .. من ذبح محمد طه محمد أحمد ؟؟
|
بدءاً نسأل الله تعالى أن يرحم الفقيد / محمد طه محمد أحمد و أن يتقبله قبولاً حسناً و ينزله منزلة الصديقين و الشهداء و يسكنه فسيح جناته .. و أن يلهم أسرته و ذويه و أحبابه و زملائه و قرائه الصبر و السلوان .. و لأن هذه الحادثة الشنيعة النكراء من الحوادث الدخيلة على بلدنا الطيب المسامح أهله فقد كان من الطبيعي جداً أن تجد الإستنكار و الشجب من معظم خصوم المغدور ـ يرحمه الله ـ قبل أشياعه و مؤيديه ، فالمغدور و رغم جرأة كتاباته التي جلبت له العداوات من كل إتجاه إلا أنه كان قوياً لا يستكين منافحاً عن رأيه متمسكاً به فكانت صحيفته ( الوفاق ) بشعارها المتمثل في الحديث الشريف ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) حرباً على خصومه الذين كان على رأسهم شيخه السابق الدكتور / حسن الترابي حيث بلغت درجات العداوة بينهما ذروتها عقب مفاصلة رمضان الشهيرة التي قسمت المؤتمر الإنقاذي إلى وطني و شعبي .. فكان المغدور منحازاً بدرجة كبيرة إلى صف الحكومة ( المؤتمر الوطني ) و متحاملاً بدرجة أكبر على شيخه السابق و حزبه و قد ظهر هذا التحامل على شيخه بصورة سافرة يوم أن كتب عبارته الشهيرة ( يا خرطوم جوطي جوطي ضد الشيخ اللو.... ) فكان جزائه الإعتداء بمحاولة صدمه بالسيارة و تهديده إطلاق النار عليه من قبل إبن الشيخ و على الرغم من ثبوت واقعة الإعتداء ألا أنه تم تسويتها ودياًعبر آلية الجودية التي تسوى بها معظم خلافات أهل السودان . وبسبب حملته الصحفية الشرسة على حزب المؤتمر الشعبي لمواقفه من النزاع في دارفور و محاولاته للإنقلاب على الحكومة فقد أكتسب المغدور عداوة المؤتمر الشعبي فضلاً عن حلفائه في فصائل دارفور المتمردة و أستعرت العداوة بين الطرفين خاصة من جانب بعض المؤيدين لمتمردي دارفور . و في ذات الوقت فإن قيام الراحل بنشر مقالات صحفية في صحيفته ( الوفاق ) فيها شبهة الإساءة للرسول صلى الله عليه و سلم جعله منبوذا و مكفراً و خارجاً عن الملة حسب تصنيف معظم الحركات الدينية الأصولية و الصوفية و حتى المحافظة و وصل الأمر ببعض خصومه من هولاء إلى إصدار بعض البيانات و الفتاوى التي أباحت إهدار دمه جهاراً نهارا .. أما بالنسبة للخلافات بين المغدور و التيارات المعارضة الأخرى فقد خفت حدتها إلا من بعض المناوشات التى كان يقوم بها من وقت لآخر وفقاً للمتغيرات و المواقف السياسية المتباينه لكنها لم ترتقي بأي حال إلى درجة المصادمة أو حتى الوعيد أو التهديد . إزاء ذلك كله يمكن القول أن هناك عدة جهات ربما تكون موضع إتهام بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الجريمة النكراء التي راح ضحيتها المغدور ، لكن تحديد جهة بعينها لتحميلها وزر هذه الجريمة هو أمر غير منطقي في ظل وجود العديد من العداوات التي أكتسبها الراحل . و يبقى السؤال من ذبح محمد طه محمد أحمد يرحمه الله ؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|