|
الحكومة فقدت عقلها ........عثمان ميرغنى
|
موكب الردع..!!
عثمان ميرغني
[email protected]
*أمس تمكن حزب المؤتمر الوطني من حشد طلاب المدارس وموظفي الخدمة الحكومية المغلوب على أمرهم.. بالتعليمات نقلوا نقلاً إلى ساحة الشهداء أمام القصر الجمهوري.. *لو كنت في مكان الأستاذ احمد إبراهيم الطاهر لما بللت مهابتي بمخاطبة مثل هذه المهزلة.. الصغار في مدارسهم وقد ذهبوا إليها ببراءة أحلامهم الصغيرة فداهمتهم حافلات تتبع لجهة قومية تعمل في مجال الطلاب لتنقلهم قسرا إلى مكان الحشد.. ليرسموا لوحة بشرية تصور تلفزيونياً بذكاء لتعطى الانطباع بأن الشعب موافق وأنه سعيد بكل الذل الذي يهان به.. *صورة أفلتت من أرشيف التاريخ لمسيرة (الردع) الشهيرة التي أقامتها حكومة الرئيس الأسبق جعفر نميري وهي تحتضر وتلفظ أنفاسها.. لا يفرح بها إلا (مقاولو الأنفار) الذي ينتظرون مواسم الحشد ليحشدوا الحافلات الفارغة من المواطنين.. وتحتشد الأموال في جيوبهم.. *وزاد من قتامة الصورة الكوميديا (الفيديو كليب) الذي عرضته قناة الجزيرة أمس في نشرتها عصرا والتي استضافت د. كمال عبيد القيادي بالمؤتمر الوطني الذي رفض بصورة قاطعة مجرد الإقرار بوجود مظاهرات ضد الحكومة في الخرطوم وظل يردد أن المظاهرة الوحيدة التي خرجت كانت مع الحكومة.. فاضطر المذيع للاعتذار للمشاهدين وقطع الحوار.. بعد أن اتضح له أنها حالة نكران عقيمة لا يجدي معها الحوار.. *أليس في الحكومة رجل رشيد يوقظها من سكرة السلطة التي تجعلها تصفع الشعب بزيادة الأسعار ثم بعد يومين تطلب منه أن يخرج في مسيرة (ردع) لتعضيدها؟؟ هل صارت قيادة الشعوب كقيادة قطيع من الماشية تضرب على ظهورها بالسياط وتوجه حيث يريد الراعي.. *الأوضاع تتجه بسرعة كبيرة نحو هاوية الانهيار.. الحكومة فقدت عقلها.. صارت تتلمس عضلها في مواجهة أي موقف.. عندما طلب د. نافع من الأحزاب منازلته جماهيرياً.. وتحداها أن تحرك الشارع.. فعل ذلك حزب حديث ناهض اسمه (المؤتمر السوداني) قد لا يكون سمع به كثيرون.. حزب واحد مستنير هز عرش الحكومة وجعلها تتحسس بنادقها.. أعلن عن مسيرة سلمية في الشارع.. بل وتقدم بصورة رسمية وطلب تصديقاً رسمياً لقيام المسيرة، فكانت النتيجة أن اعتقلوا رئيس الحزب ومعه مجموعة أخرى من الأحزاب المتضامنة وبعض الرموز السياسية ولم يمنحوه الإذن ثم استخدموا القوة لكبت الحركة في الشارع.. *وأمس.. اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكومة تستطيع حشد طلاب المدارس وبعض موظفي الحكومة.. الجماهير المحمولة جواً.. حسب التعليمات .. وفي المقابل الأحزاب الأخرى تستطيع حشد أضعافها بلا حاجة لحافلة واحدة لتحمل جماهير مقهورة.. معادلة لا تحتاج إلى برهان.. تثبت أن الحكومة الآن في عراء وخيم بلا جمهور.. *الطريق الذي تسير فيه الحكومة وحزبها لا يؤدي إلا إلى فوضى على حافة الانهيار.. فالشعب السوداني ينتظر ويصبر حتى يظن المخدرون أنه من فرط صبره لا ينفجر.. فإذا جاءت ساعة الصفر انفجر بلا مقدمات.. سيخرج في الصباح مسؤولو الحكومة من منازلهم متوجهين إلى مكاتبهم كأنما هو يوم عمل عادي.. فيجدون ملايين في الشوارع بلا إنذار.. ملايين لا تنفع فيها شرطة قمع الشغب ولا أجهزة الأمن ولا حتى الجيش نفسه.. وهو أمر حدث في السودان مرتين.. ويحدث في العالم كل حين في بلد.. *الوضع وصل مرحلة الخطورة العظمى.. البلاد كلها في الطريق الصاعد إلى فوضى عارمة.. وما لم تلتقط الحكومة آخر فرصة.. فستكون حكومة (النكبة الوطنية).. وليس حكومة الوحدة الوطنية.
www.alsudani.info[/B]
|
|
|
|
|
|