|
Re: الإنقسامات السياسية في السودان: الأسباب والنتائج وآفاق المستقبل ... (Re: Gafar Bashir)
|
الاتحادي الديموقراطي:
الحزب الاتحادي الديموقراطي لا يختلف في اوضاعه عن حزب الامة سوي في طبيعة تكوينه او في طبيعة الصراعات بداخله ووصولها الي ابواب مغلقة ادت الي الانشقاقات ليتوزع الحزب الي ثلاث مجموعات ويعود ذلك الي القيادات الكارزمية للحزب والتكوين الطائفي الي حد ما. مشوار طويل قطعه دعاة وحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي لتحقيق احلام وردية راود تحقيقها العديد من الاتحاديين وربما كان المرحوم محمد إسماعيل الأزهري الأكثر سعياً من أجل تحقيق تلك الوحدة، الأمر الذي جعله الأكثر انفعالاً والأبلغ تعبيراً عن تلك الأحلام بقوله (إن احلامنا الوردية في حزب اتحادي يكون فيه الشريف ومولانا السيد محمد عثمان الميرغني، وإن لم تتحقق هذه الأحلام الوردية فبدلاً من ثلاثة أحزاب فلتكن حزبين حتي يسهل التنسيق وإن لم يتحقق هذا فلتكن ثلاثة أحزاب بدلاً من حالة التشرزم) لكن الأقدار لم تسعفه ليشهد اكتمال تشييد البنيان.
الجبهة الاسلامية:
لا احد ينكر الدور الذي لعبته الجبهة الاسلامية في تمزيق الاحزاب كما اشار السيد الصادق المهدي وهنالك عدد من التجارب التي يمكن رصدها في هذا الاطار كما رسمها بيان الحركة الشعبية (لندن):
· انشقاق ولى الدين الهادي المهدي وتكوين حزب جديد (جناح الإمام الهادي). · إعلان أحمد المهدي بإيعاز من النظام إماما للأنصار لغرض إضعاف حزب الأمة . · انشقاق عبد العزيز دفع الله من قوات التحالف السودانية التي يقودها العميد/عبد العزيز خالد وانضمامه للنظام. · محاولة تحييد السيد/ احمد إبراهيم دريج، رئيس حزب التحالف الفيدرالي في الأيام الأخيرة وذلك لإضعاف الحزب والذي ينظر إليه باعتباره الأقرب للحركة المسلحة في دارفور. · مسئولية نظام الإنقاذ من إحياء العصبية القبلية في السودان عامة وتقسيم السودان إلى بيوتات وقبائل يظهر ذلك في طوابير أعيان القبائل في التلفزيون السوداني لتقديم المبايعات باسم قبائلهم لرئيس الجمهورية . · وانتقلت العدوى إلى الحزب الحاكم لنظام الإنقاذ وانشقوا عن شيخهم وأودعوه السجن وانشق الحزب إلى مؤتمر وطني وآخر شعبي وكما هو معروف للجميع .
أما محور التفاوض مع الحركات المسلحة، فهو الآخر اتسم بعقلية المؤامرة وشق الصفوف، وهو التفاوض أولا والوصول مع الحركات المسلحة إلى اتفاق موقع ومن ثم العمل على تفريغ هذا الاتفاق من فحواه وذلك بالتنصل تدريجيا من بنود الاتفاق مع العمل الجاد على تحييد قادة هذه الحركات الموقعة على الاتفاق بتقديم الإغراءات المادية والعينية للسكوت على التجاوزات ومحاولة عزل من أصر على تنفيذ الاتفاق. ونذكر على سبيل المثال: محاولات شق الحركة الشعبية لتحرير السودان في مفاوضات ابوجا "1" وابوجا "2" ونجاح تلك المحاولات فيما سمي لاحقا باتفاقات السلام من الداخل مع كل من ريك مشار، لام أكول، اراب توم وكاربينو ونتائجها المعروفة للجميع. · في نفس الإطار تم شق صف حركة جبال النوبة ومؤتمر البجا.
ولكن هذا الامر يشير من جهة أخري للتركيبة الهشة لهذه الاحزاب والمجموعات التي استجابت او استجاب جزء منها لمحاولات الحكومة المتكررة وبدأوا بتمزيق انفسهم أولا من اجل الوصول الي السلطة عبر التفاوض والمشاركة مع الجيهة الاسلامية ... وهذا مؤشر ليس فقط لاشكالات الاحزاب من ناحية الهيكل والتكوين لكنه يذهب الي اعمق من ذلك للبنية الفكرية والسياسية لكوادر هذه الاحزاب ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|