|
|
 القصر الجمهوري ام الجمهرة القاصرة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
القصر الجمهوري ام الجمهرة القاصرة
من المعلوم أن إستقرار أي نظام سياسي يعتمد في المقام الأول علي هرمية أدبية إجتماعية تجعل من العطاء وسلية للترقي ومن عدمه مدعاة للهبوط 0 لقد كان خطأ المجموعات التقليدانية عبر التاريخ إنها زعمت قدسية لهذا الهرم تكاد تزعم نزولة من السماء كما ان المجموعات الحداثوية ( التي تدعي الحداثة) تعاملت مع الواقع بطوباوية جعلت من" المساواة " اداه للتفاوت غير الموضوعي وغير المرضي 0 إن التنازع بين هاتين المجموعتين في السودان ادي الي تصدع نتج عنه تسلق مجموعات غير مؤهلة أخلاقيا ولا فكرياً الي قمة الهرم السلطوي مما احدث إحباطاً معنويا هائلاً ( بل مروعاً) لدي عامة الشعب0 لقد قال النبي (ص) إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قيل وما ضياع الأمانه يارسول الله ، قال ان يسند الأمر الي غير أهله 0 إن إسناد الأمر الي غير أهله يحدث فراغاً دستورياً لا تسنده اعتي الدفاتر ولا يعطرة فحوي العنابر 0
لقد سعت الامبراليه الاسلامية يوم أن فشلت في الحصول علي أكثر من دائرتين من مجمل (39 ) دائرة في الديمقراطية الثالثة إلي تدمير الهرم الأدبي الإجتماعي في دارفور، فكان أن عقدت تحالفاً مع شخصيات وجماعات موتورة لم تأنف عن أرتكاب كل ماهو مستقبح للوصول الي مطامحها الدنئية وغايتها الوضيعة 0 لقد اصطدمت هذه المجموعات بالذاكرة الجمعوية التي رفضت ان تمحو الهرمية وتعدم التراتيبية ( إلا علي أسس موضوعية ) 0 وأنا إذ اقول هذا الأمر اذكر بأن الطموح مشروع علي أن تصحبة مقدرات حتي لا يكون الطموح وبالاً علي صاحبه وعلي المجتمع0
(1)
لقد ظننت من خلال متابعتي لمحادثات أبوجا أن السيد /سليمان مني اركوي سيقبل منصب المساعد ويسند منصب المنسق الأعلي لأحد أبناء دارفور المتعلمين المستبصرين ، لكنني لم افاجأ إذ علمت بانه تمسك بالأثنين 0 ( هذا لا يختلف عن حال الفريق سلفاكير الذي كان يتذمر من إحتفاظ قرنق بكافة المناصب لكنه لم يسع لتوزيعها يوم أن آلت اليه ) 0 هل يظن سليمان مني اركوي ان دارفور التي إستعصت علي السلطانين موسي مادبو وعلي دينار يمكن أن تخضع له ؟ في حالة الممانعة هل يسعي" المنسق العام" لعقد حلف عسكري بينه وبين الحكومة لضرب المقاومة الدرافورية المتمثلة في الفور والمساليت ومجموع القبائل الأخري؟
هل يشهد السودان إعادة تكوين للحلف القديم بين الزغاوة والامبرالية الاسلامية والذي انحسر الي حلف بين اولاد قلا ( خشم بيت المنسق ) وحوش ود بانقا (حلة الرئيس ) ؟ الم يأن لسليمان مني ومستشارية أن يعوا أن الحكومة الحالية تسعي لتفريغ المقاومة من مشروعها السياسي والإبقاء علي صيغتها القبلية ، بل التنازعية الطفيلية0
إن الدليل الأكبر علي ذلك هو ان الحكومة لم تتراجع عن دعمها للمرتزقة الذين أسمتهم جانجويد وسعت لتذويبهم وسط القبائل العربية من باب التخفي علي الحقائق وطمس أثار الجريمة والله يقول ( ومن يكسب إثما ثم يرم به برئياً فقد احتمل بهتاناً واثما مبينا)( النساء) 0هذا التمايز بين الشرفاء والندلاء مهم لمعاينة الصفوف بعيداً عن المظلات الإخلاقية التي إنحازت إليها " المجموعات الطموحة " لتعطي صفة الشرعية لممارسات هي في الأصل غير أخلاقية ،مثل النهب المسلح، الإغتصاب ،حرق الأطفال ، سرقة زنك المساجد ولف البنقو باوراق المصاحف 0
ما الذي تريد الحكومة فعلة من مصالحة مني ودعم موسي هلال عسكرياً ؟ إن الامبرالية الأسلامية ، مثلها مثل الصهيونية ، تسعي لتفعيل التناقضات بين ابناء القطر
الواحد حتي لا يتفرغ احد لمواجهتها 0 بل الأدهي من ذلك هي تريد لدائـرة
(2)
المواجهة أن تتسع لتشمل كل الزرقة وكل العرب ، لأن جل القبائل العربية ، مثلاً
الرزيقات ، إلتزمت الحياد حتي هذه اللحظة بالرغم عن كل الإستفزازات والإبتزازات 0 باختصار هي تريدها حرباً أهلية وليست مواجهة عسكرية بين الحكومة المنهكة وجيوش دارفور المتحفزة لملاقاة أبو رغال وجيشه المسرّح 0 إنني اهيب بأهل دارفور لعقد تحالف قاعدي يطوق المتربصين ويدرأ بابعادهم مثل هذه الفتنه التي تحيكها الجمهرة القاصرة التي تقطن وللأسف القصر الجمهوري 0هي قاصرة عن هامة وهمم هذا الشعب الابي الكريم الذي يستحق كل تبجيل لصبرة وتحملة لنصب الحيل وترويج الأباطيل 0 تخطئ هذه الحكومة إذ تظن ان الخرطوم ستبرئ من مثل هذه المناوشات التي أرقت بها مضجع المناطق المهمشة لمدة سبعة عشر عاماً 0 لعلها إذ تسعي لإستيراد عناصر ( عروبية ) شادية قد إنتبهت الي خطر المواجهة العرقية التي لا يمكن ان يصمد لها "براعم" المؤتمر الوطني 0 (خاصة بعد إستفحال أزمة يوم الأثنين في الخرطوم) 0 إن التقاء سليمان مني والفريق سلفاكير بترتيب من المخابرات الامريكية في واشنطون يمكن ان تكون خطوة تمهيدية لحسم المعركة خرطومياً بعد أن فشلت كل الجهود من حسمها هامشياً ( أي خارج المدينة ) 0 وبعد أن أيست الأدارة الأمريكية من تحفيز زعامة الرزيقات للتحرك لإنقاذ الموقف انسانوياً ، وإن كان المقصود تطويق المبطلين ( الحكومة وعناصرها ) عسكرياً بالإنضمام الي صفوف المقاومة الدارفورية ، إلا إن إدارة الرزيقات لم تلتقط هذه الإشارة او التقطتها ولم يكن لها الطموح للقيام بدور عبد العزيز الـ سعود في توحيد المملكة وتأمين حاجيات الامبراطورية 0علي العموم لقد أنتهي اللقاء بين زوليك نائب وزير الخارجية الأمريكية والناظر سعيد مادبو الصيف الماضي بمجاملة هي أشبة بالمعاتبة التي اعقبت لجوء الادارة الامريكية الي مجموعات "طموحة آخري" 0
(3)
وإن كانت عاجزة عن بلورة رؤا تؤهلها لفصل دارفور او حكم الخرطوم لكنها قادرة علي الاقل احداث بلبلة تـودي بحياة " ابو رغال" وحينها ينظر فيـمن هو الأنسب لحكم السودان 0 حبذا لو لم يمكن من الثلاثي الطائفي 0
اخيراً أود ان اقول أن عقد مفاصلات عقائدية (حرب الجنوب) واخري عرقية (محنة دارفور) من شأنه ان يلهي الكل عن عقد تحالف أخلاقي بين كافة ابناء الشعب ينصف المستضعفين من المتجبرين ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم اتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه ، قالوا انا بما أرسل به مؤمنون ) (الاعراف)0 إن العقيدة التي يفصلها معتنقيها عن الانصاف تصبح افيوناً تخدر به الشعوب كما هو الحال الأن في جميع البلدان( خاصة السودان)0 حتماً ليست من طبيعة الدين إنما سوء الإستغلال له 0
د0 الوليد آدم مادبو
[email protected]
(4)
|
|
 
|
|
|
|
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست