بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2006, 01:13 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض (Re: Bashasha)

    الأخ قرشي عوض

    مشكور على هذا العرض المتميز مدخلا ... ومناولة

    نعم ... فالطاولة واحدة ... ومسرح الأحداث وإن فصلت بين رقاعه الحدود السياسية والمحيطات فهو واحد كذلك, وإلا فكيف يمكن أن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة الكبيرة , إجتياح لبنان للمرة الألف , دون أن يكون بوش ورايس ومن ذكرت فى موقع العلم اليقين والمباركة الصدوع , فما يجري الآن فى العالم لا يحتاج لكثير عناء للتعرف على أن مصدر صرفه أمريكي حصرا , وأن العدوان الإسرائيلي على لبنان يحتل موقعه فى فرضية التململ الأمريكي من الهلال الشيعي الممتد من جنوب لبنان إلى إيران, مرورا بالعراق وتماسا مع الدول السورية المغضوب عليها أمريكيا , امريكا أرادت إختبار هذه الرقعة بشكل ميداني, لتعرف كيف تسير إستراتيجيتها فى التعامل مع هذا الأمر حاضرا وللمستقبل كذلك , وهذا من المحاور المهمة فى العقل الأمريكي الذي آل على نفسه مهمة إعادة ترتيب الشرق الأوسط الكبير , ليس بحسبان الديمقراطية كما يزعمون ولما إنهارت الأكذوبة عند أول مختبر , لكن بحسبان المصالح الأمريكية فى المنطقة أولا , وحماية إسرائيل ثانيا , وخلخلة البنية الثقافية لمجتمعات تلك المنطقة ثالثا .

    الحجية المستخدمة فى إنفاذ هذا السناريو هو مكافحة الإرهاب , وهذه عبارة ملتبسة وحمالة أوجه , فتحت هذا الغطاء يمكن بالفعل أن تدور حرب مهمة وضرورية ضد الإرهاب , لخطورته ودهامة أساليبه ومنطلقاته وغاياته , لكن تحت نفس الغطاء يمكن ان تدور حرب بلا هوادة ضد شعوب بأسرها , لخلعها عن جذورها ولبتر وصلها بمواردها الثقافية والقيمية , تمهيدا للأجتياح الثقافي الأمريكي لهذه المجتمعات , فأمريكا وفى تناقض جهور مع مرجعياتها الديمقراطية التاريخية , فهي حيال الشرق الأوسط الكبير دولة شمولية جدا , تريد إخضاع هذه المنطقة بالكامل لمنظورها الثقافي, ولا يهم هنا أن تعتدي على الدول وسيادتها وإن تعارض الامر مع أبسط قواعد القانون الدولي , ولا يهم هنا أن تسوق جيوشها لتدمير مجتمعات بأرضها وناسها , وإن تعارض الأمر مع مسوغاتها الاخلاقية فى إحترام حقوق الإنسان وفى الدفاع عنها , وأمريكا يمكن ان تهمل إرادة الشعوب كدالة ديمقراطية , لتنتصر لوجهة نظرها ولما لم تكن جزءا من هذه المجتمعات اصلا , بل يمكن لأمريكا فى غمرة هذا التوجه الإستثنائي الضامر أن تتخلى عن مصالحها, والتي تكمن فى التصالح والتصاحب والتعاون مع شعوب غفيرة و رقعه واسعة وحيوية من هذه الأرض, لمصلحة وضعية إستثائية موتورة و مكلفة هي دولة إسرائيل تحديدا, فمشروع الحل الأمريكي عبر التاريخ هو الذي خلق تلك الأزمة منذ بدايتها وإلى الآن , وذلك عبر إنحيازه التام لإسرائيل دون إعتبار لضحايا هذا التفكير , ولما كانوا امما وشعوبا حرية هي الأخرى بالنظر والإعتبار , فأمريكا دوما تتوفر لدولة إسرائيل دون الدولة الفلسطينية , وتعنى بأمن إسرائيل دون امن الأمم الاخرى , تنحاز إليها حتى فى حروبها العدوانية وإحتلالاتها وتجاوزاتها , تقف معها بالمال والسلاح والسياسة والديبلوماسية , تختار لاجلها مواجهة كل المجتمع الدولي وتفرض الفيتو تلو الآخر دفاعا عن إسرائيل وهي المخطئة.

    هذه الأشياء لا تمر عفو الخاطر , فتراكم المرارات والمظالم يخلق من الضحية رد فعل لما يقع عليه , فعلى المستوى السياسي فأمريكا تحتل خانة العدو لدعمها لدولة معتدية , وعلى المستوى الأيدولوجي فإن الضحية تبحث عن أقصى نقطة بعيدة عن مذهبية أمريكا , لتتبناها ترياقا للقهر الأمريكي , وعلى المستوى الثقافي تزدهر بين الضحايا ثقافة العداء لامريكا ويمسك الناس هنا بتلابيب موروثهم بخيره وشره , لمناهضة الهجمة الأمريكية , ولا غرو فقد ترفع هذا الصراع الآن لمصاف تصادم الحضارات كما يقول البعض , وهو صراع فى شكله هو الذي دفع بنا فى خانة المشرقية كما قال بذلك الاخ قرشي , فالاصطفاف هنا إستثنائي تستدعيه المظالم ووحدة الخوف من عدو مقيم , أكثر من كونه تماهي فى خضم مفاعلات التاريخ والحغرافيا , إنه شكل تضامني أكثر من كونه تدافع قومي , إنه موقف للتاريخ أكثر من كونه دلالة للمستقبل .

    لقد خلقت أمريكا من إسرائيل قضيتها المركزية بالتاريخ والممارسة , ومن يدري الإحتقان الثقافي الأمريكي وهو يحمل فى إحدي اوجهه صورة صلدة لتحالف مسيحي/يهودي , دائما ما يعبر عنه بصورة أدق اليمين الكنسي الأمريكي الواصل إلى البيت الأبيض , فدوما هنا تتجلى الفرضية آنفة الذكر , وتعيد إنتاج أفكار بات روبرتسون حول الدولة اليهودية وضرورتها لظهور المسيح , فى شكل سياسات مباشرة لصالح المزيد من العسف الإسرائيلى فى المنطقة. وهنا تكمن خطورة ينبغي إستجلاؤها , فالإدارة الامريكية تستحضر عاملا دينيا وعلى نحو مباشر فى خضم صراع سياسي , وهي تفعل ذلك فلا تنفك تجأر بالشكوى من إقحام الدين فى السياسة على نحو عام , ومن ظهور تيارات دينية بأثقال راجحة فى حلبة الشرق الأوسط , ومع أن ردة الفعل العربي من شاكلة الفعل الأمريكي , لكن امريكا تقيم للأمر معيارين , لتقبل فى الأول إسرائيل كدولة دينية متماهية فى فرضية مسيحية , ولتصفع فى الثاني وبإسم الإرهاب التيارات الدينية الرافضة والمقاومة لسياسات إسرائيل التوسعية. ما ينبغي ان تعمله أمريكا أنها هي التي اسهمت فى تقوية شوكة الجماعا الدينية وقدمتها من حيث تدري أو لا تدري بديلا قياديا لمجتمعات الشرق أوسطية المنكوبة , فالدين ترياق عندما تضلهم الحياة وتعدم المجير , والمآسي الإنسانية الداهمة كالإعتداء على الأرض والعرض ودماء الأقربين يسيل هكذا بين اليدين , ومبنى يطاح به يصواريخ عتية ومجاميع تباد هكذا , ومواطن يكون مشردا داخل وطنه , ووطن يستحيل إلي سجن بإدارة إسرائيلية , وضحايا وجرحى وأسرى وعذاب من كل شاكلة ولون , في مثل هذه البيئة يسيطر الموت تماما , فالموتى على قارعة الطريق , ومن لم يمت اليوم فيحسن موت أخية وسيموت غدا .... موت .... موت .... موت , هنا يتصالح الإنسان مع الموت لانه لا فرار منه , هنا يمكن أن يسعى الإنسان للموت لأنه ولا بد ميت , وهنا تشع الرؤى الدينية الحاملة للمثوى الديني منافحة وجهادا , فيعتمر الموقف الإنساني على فرضية دينية تؤجج القناعة بالموت ... فتتكون له أيدلوجيا وفرق إنتحارية وأحزمة ناسفة وشباب وشابات هم وقودها ... هل فكرت الإدارة الأمريكية يوما وبعقل مفتوح وخارج سفسطائية الإرهاب وإسطوانته الإعلامية الدوارة ... هل فكرت فيما يحمل إنسان على الموت ... وهكذا .... تفهم تلك الإدارة كل شئ حول هذا الامر , إلا شئ واحد تنكره على الدوام ... أن لهؤلاء الإنتحاريين قضية ... وقضية عادلة حرية بالحل , فالخصم لا يحدد دوما لعدوه إسلوب مواجهته , وإنما مستوى الظلم هو الذي يحدد سلاح الضحية .

    لم تصب مجتعات المشرق بداء الإرهاب فحسب , بل تمكنت فيها مفاهيم الإصولية الدينية وترعرعت خصما على التيارات العلمانية والعقلانية ... وهنا تعقيد أكثر جثامة من سابقه .... ويلقي بظلال على مشروع نهضة تلك الامم وتساوقها مع العصر .... الظلم والإحتلال هو السبب وسيظل كذلك , فإن كانت امريكا صادقة فى تحديث وأنسنة الشرق الأوسط , فلترفع عن شعوبه الظلم بإنهاء الإحتلال الإسرائيلى للأراضي العربية , فالإحتلال هو القضية وهو المقدمة , والإرهاب والتخندق الإصولي هو النتيجة , لا يمكن أن تعالج هذه القضية خارج هذا الإطار , بإجتثاث السبب وإحقاق الحق . الحرب على الإرهاب كما يسمونه لن تنحج ولما للإرهابيين من العتاد الإيدلوجي ومن القضايا البائنة بينونة كبرى , ما يجعل دعواهم تبدو صادقة وإشاراتهم صحيحة ومداخلهم للناس على أساس مظالم مشهودة ومستمرة . إنهاء الإحتلال ينهي موضوعتهم التي بها يقيمون بها الدينا ولا يقعدونها , ويرفع بالمقابل الظلم عن امم حرية بالعيش الكريم الآمن على أرضها , وهذا يعيدها لمسار الحياة العادية , ويرفع عنها ثقافة الموت لترنو إلى الحياة من جديد , لما ترنو فهي سوف تتقدم , وهي تتقدم تتأسى برصيد الإنسانية فى صناعة الحياة الاجمل والأسهل , وهي على هذا النحو موعودة بتمثل أساليب الحياة العصرية وفى قلبها الديمقراطية والنهضة والعدل .

    نحن كتيار حداثي ديمقراطي تحرجنا سياسات امريكا الراهنة , تسلب منا إمكانية تحريك خطابنا السياسي الديمقراطي, بينما سيدة الديقراطية عدوانية تدعم إغتصاب حرية الشعوب وأراضيها, تعتدي بلا هوادة حتى نكاد نبلع ألسنتنا ولما عجمناها على الديمقراطية وحقوق الإنسان ... واضح الآن أن التيارات الدينية الإصولية تنهض على حساب مشروعنا العصراني . أمريكا تدعم نهضتهم بعسفها , وتخسئنا طموحنا بحسابات داهمة متناقضة ووفق إحداثيات قصيرة المدى وبالية المردود ... حال جدير بالتعديل والإصلاح ... وإلا ... فالطوفان .
                  

العنوان الكاتب Date
بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض ثروت سوار الدهب08-20-06, 00:06 AM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض Bashasha08-20-06, 01:09 AM
    Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض HAYDER GASIM08-20-06, 01:13 PM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض Bashasha08-20-06, 01:44 PM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض عبد الله عقيد08-20-06, 02:12 PM
    Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض khaleel08-20-06, 02:23 PM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض Bashasha08-20-06, 02:43 PM
    Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض عبد الله عقيد08-26-06, 02:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de