كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الموسيقار المخضرم د.الفاتح حسين شرّف اسم الوطن وحمله وعد اخضرا فى حله وترحاله فماوجد إلاالظلم !
|
1/2 أخبار اليوم تفتح ملف غياب السودان عن المشاركات الخارجية فى المحافل الدولية!!
الموسيقار المخضرم د. الفاتح حسين شرّف اسم الوطن وحمله وعد اخضرا فى حله وترحاله .. فما وجد إلا الظلم من الإعلام !!
يتقدم العالم ويتطور يوميا فى كافة المجالات التقنية والتكنولوجية والطبية وغيرها .. ويبدع البشر ويبتكرون الجديد يوميا !! ويعلنون اكتشافاتهم ويفخرون بها .. تقدم الشعوب الإنجازات فتحسب لأوطانها ويعلون شأن دولتهم ، ويجعلون من عواصمهم منارات للعلوم والفنون وشتى المناحي الأخرى !! وأنا هنا بصدد الحديث ليس عن تقدم الدول إلا فى مجال واحد آلا وهو التطور والتقدم الفني ولنجعل من مصر ولبنان والعراق أمثلة حية على مدى التقدم والانتشار الذى حققته هذه الدول فى مجال الفنون بشتى تخصصاتها وأنواعها المختلفة !! وقصدت أن أركز بصورة خاصة وأقارن بين هذه الدول والسودان من حيث الانتشار الفني عبر المشاركات فى المهرجانات والمحافل الدولية !! فأين اسم السودان وأين مبدعينا من المشاركة الدولية حاملين اسم السودان علما ومعلما للفن الجميل والراقي ؟!! لا نجد اسم السودان مشاركا خارجيا إلا فيما ندر !! ونعلم أنها مشكلة سياسة دولة لا تضع الفن من ضمن اولوياتها برغم ما يحمله من رسالة سامية ومقدسة تستطيع الإسهام حقيقة وليس مجازا فى تهدئة الأوضاع المشتعلة فى السودان ، وذلك عبر العمل على نشر ثقافة السلام الأمر الذي لا يهتم له المعنيين فى الدولة !! ورغم بطء السودان وزحفه السلحفائى فى مجال المشاركات الخارجية وعدم اهتمام وزارة الثقافة بذلك إلا أن نفر كريم من مبدعين السودان أبت نفوسهم العاشقة لتراب الوطن إلا أن تنتزع له مساحة مقدرة .. وتنحت اسمه بأحرف من نور على خارطة الفن فى العالم العربي والغربي ومن هؤلاء المبدعين .. بل وعلى رأسهم الموسيقار الكبير د. الفاتح حسين الذي كثر ظلمه وقل إنصافه فى الأعلام ووسائله المختلفة على الرغم من إن ما يقدمه الرجل للموسيقى السودانية واضح وضوح الشمس ولا يمكن أن ينكره إلا جاحد !! قام د. الفاتح بتأسيس فرقة السمندل الموسيقية 1986م قبل رحلته الى موسكو فى العام 1990م ، وقد كانت السمندل من أولى الفرق المتخصصة فى السودان إذ إن جميع أعضائها من الدارسين فى معهد الموسيقى ..وكانت هذه ثمرة من ثمرات المعهد ، وقد استمرت فرقة السمندل فى عطائها الفني حتى العام 1991م حيث غيرت فيها فرقة السمندل الكثير موسيقيا ، بحسبان إن أعضائها كانوا يتخذون من المنهجية والعلم الموسيقى دليلا ومرشدا !! وتوجه الموسيقار د. الفاتح حسين فى العام 1990م الى العاصمة الروسية موسكو للمزيد من التحصيل العلمي فى مجاله الذى يعشقه .. وبعد سفره بعام توقفت فرقة السمندل عن العمل ، بل وهاجر معظم أعضاؤها الى الخارج وتفرقوا ايدى سبأ !! ومن المعروف إن بداية التسعينات كانت موسما لهجرة الكثير من المبدعين السودانيين فى شتى المجالات نسبة لظروف كثيرة منها السياسي ومنها الاقتصادي وغيرها !! وكان توقف فرقة السمندل متوقعا فى ذلك الوقت نسبة لسفر قائدها ومسئولها الأول د. الفاتح حسين الذى أمضى سبعة سنوات من عمره فى روسيا حيث عمالقة الموسيقى فى بلد تعتبر واحدة من البلدان ذات التاريخ التليد فى الموسيقى .. وهناك واصل د. الفاتح تحصيله العلمي فى دولة بها العظماء الموسيقيين الستايكوفسكى ، ورحمانى نوف ، وبها عظمة الباليه الروسي !! وقد اكتسب الفاتح الموسيقى انذآك الكثير من الخبرات فى تخصصه الموسيقى ، وتكوين الفرق ، والتوزيع الموسيقى وما الى ذلك من خبرات . وكان الفاتح الذى ترك أبنائه الصغار وأسرته من اجل تطوير نفسه واكتساب المزيد من الخبرات يحلم أن يعود الى السودان ليطبق كل ما تعلمه فى روسيا فى السودان ، وللحق فان د. الفاتح من الغيورين على الموسيقى والفن السوداني والعاملين بإخلاص على نشره خارجيا بالشكل الذى يشرف الفن والفنان السوداني ، وقد عاد د. الفاتح الى ارض الوطن فى العام 1998م بالرغم من انه وجد عروضا كثيرة للعمل كأستاذ مدرس للموسيقى فى روسيا نفسها وبعض الدول الأوربية كذلك إلا انه أصر للعودة الى السودان لينفع بلده بما أؤتى من علم فى مجال تخصصه الموسيقى . وكان د. الفاتح يفكر فى إن عودته إلى السودان إذا لم تجدي نفعا فسيمكث عاما واحدا يعود بعده الى أوربا إلا إن ذلك لم يحدث إذ إن بعودته عادت الروح الى أوصال فرقة السمندل الموسيقية التى كانت قد خرست آلاتها بعد خروجه من السودان بعام واحد !! والشئ المدهش انه وبدون توقع تم تكليف الدكتور الفاتح حسين من قبل وزارة الثقافة والإعلام بواسطة وزيرها انذآك الدكتور غازي صلاح الدين ليتولى منصب إدارة وتأسيس الفرقة القومية للموسيقى التى كان يديرها من قبله د. الماحي سليمان .. وكان مبنى الفرقة القومية فى ذلك الوقت عبارة عن غرفة (4فى 4) ولم تكن فرقة موسيقية بالمعنى وإنما فرقة شعبية فقط !! وبدأ د. الفاتح رحلته فى تأسيس الفرقة القومية بالشكل العلمي والمنهجي السليم حيث طلب أولا مبنى لائق للفرقة القومية ، وقد أعطته وزارة الثقافة والإعلام وقتها المبنى الخاص بالمطبعة الحكومية بامدرمان غرب الإذاعة ، كما طلب د. الفاتح دعم الفرقة بالات موسيقية ، وسافر الى دبي لاستجلابها بنفسه ، وعاد وبدأ النشاط الفعلي للفرقة التى شرعت فى البروفات لأعمالها الجديدة ، وأسس د. الفاتح مبان جديدة عبارة عن صالات وفصول للموسيقى لتدريس المواهب ، الشئ الذى وجد قبولا وارتياحا فى ذلك الوقت من المعنيين .. والشئ الأهم الذى قام به الدكتور الموسيقار الفاتح حسين هو تأسيسه لمسالة الأرشفة الموسيقية ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الأرشفة للموسيقى السودانية ، وقد كلف د. الفاتح لهذه المهمة أستاذه الذى درسه فى المعهد د. الفاتح الطاهر ، وقام بعدها د. الفاتح بتكوين لجنة من المتخصصين فى مجال الموسيقى حيث ضمت اللجنة كل من د. الفاتح الطاهر ، د. صلاح محمد الحسن ، د. الماحي سليمان والفنان عثمان مصطفى أستاذ الصوت بالمعهد ، وقد تم بعد ذلك اختيار الفرقة وفيها (22) عازفا بدلا عن (50) حيث إن الميزانية المرصودة لهذا العمل انذآك لم تكن تكفى لتكوين الفرقة القومية بهذا العدد من العازفين . نواصل فى العدد القادم رحلة د. الفاتح حسين مع الإبداع وظلم الإعلام له !!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|