دعوة إلى النظر في (جدليةغاندي بين والواقع والمقتول )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2006, 05:59 AM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دعوة إلى النظر في (جدليةغاندي بين والواقع والمقتول )

    وإتساقها مع جدلية العنف بين القاتل والمعقول

    نعم تستقيم من وجهة نظري لأن العنف لا يحل المشكلات، بل يزيدها تعقيداً، لأن كل دورة تنتهي بتحطم أحد الطرفين الذي يستعد للجولة المقبلة بطاقة أعلى عن ما بداخلها مما يحرض الغالب على التسلح بالأفضل، ومهما كانت النتيجة فإن هذه الدورة المجنونة لا تكف عن الاتساع والتدمير وتبادل الأدوار. وهذا يفتح الوعي على فهم الحديث الذي يحكي قصة الرجلين اللذين احتكما إلى السيف، كان الصحابة يرثون القتيل ويرونه مظلوماً فلا يستوي في الميزان مع القاتل: (هذا القاتل فما بال المقتول؟)، فردتهم الحكمة النبوية إلى فهم (الآلية النفسية) لولادة الحدث بأنهما كانا ينطلقان من نفس القاعدة (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)، وقضية القاتل والمقتول هنا هي من سبق ولم يكن لأي طرف أن يأخذ مكان الآخر، ولم يكن نهي المسيح (ع) للحواري بطرس أن يغمد سيفه من فراغ، (من أخذ السيف بالسيف يهلك).
    وفي الدراسة المشوقة التي أجراها المؤرخ البريطاني توينبي عن التاريخ ودورات العنف والعنف المضاد أن ظاهرة الحرب بين الدول كانت تأخذ تسلسلاً متتابعاً من الفعل ورد الفعل بحيث أن كل جولة كانت أشد هولاً في إيقاعها من سابقتها، وهذا اللولب الصاعد من تراكب القوة ومضادها أوصل العالم إلى حافة الانتحار الكامل لكل الأطراف. وجرت القاعدة أن من يخوض الحرب لا يقدم عليها وهو يريد الانتحار.
    العنف مشحون بالمشاعر السلبية التي تثقل النفس وهي ضارة بالعضوية. ليسأل الإنسان جسده في حالات التوتر هل هو بخير؟ العنف يقوم على التوتر الذي يعصر المعدة ويضخ الأدرينالين إلى الدم فيرفع الضغط ويحبس المثانة.. إلخ. أما مشاعر السلام فهي تغمر الروح بفيض من السعادة الداخلية كما وصفها الشاعر الألماني غوته في أبيات (آلاف من الأقواس تتواثب وتتلاقى من النجم الوضيء إلى الطين الوضيع تتزاحم وتتدافع لتجد سلامها الأبدي وأمنها الأزلي في الله).
    جاء في كتاب (الأخلاق إلى نيقوماخوس) لأرسطو: (أن يغضب الإنسان فهذا أمر سهل ولكن أن تغضب من الشخص المناسب وفي الوقت المناسب وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب فليس هذا بالأمر السهل).
    العنف يقوم على (تحطيم) إرادة الآخر وإلغائه وتصفيته جسدياً بالقتل، وهذا يصلح تفسيراً لتعطل ولادة الديمقراطية الحقيقية . فالشرط الأول لولادة الديمقراطية هو (تحييد العنف).
    وإذا كانت الديمقراطيات الغربية أباحت قتل الحاكم الظالم وإزالة الطواغيت بالعنف، فإن أسلوب الأنبياء لا يعتمد تغيير (اللاشرعية) باللاشرعية، بل بالشرعية. فهذا هو الفرق بين آلية عمل الديمقراطيات الغربية وأسلوب الأنبياء. وهذه الآلية ما زالت غائبة عن الفكر السياسي في السودان ودخلت الأمة في ضباب حالك من الاهتداء إلى آلية واضحة لتصحيح المسار.
    يعتمد (العنف) تحطيم إحدى الإرادتين أثناء الصراع، أما اللاعنف فيعتمد (التقاء) الأطراف واندماجها. والحقيقة هي في مكان ما في منتصف الطريق وليس هناك من يملك الحقيقة الحقيقية النهائية. ونحن نسبح في اللحظة الواحدة بين الخطأ والصواب ونقترب ونبتعد عن الحقيقة بقدر الصدق والجهد والوسائل المتاحة. وهذا يحرر جواً رائعاً من الحوار ليمتزج الطرفان في الوصول إلى اكتشاف الحقيقة طالما لم تعد ملكاً لأحد، بل تولد بالتدريج من خلال تزاوج الأفكار. يقول ليسنج من فلاسفة التنوير: (لو أن الله وضع الحقيقة المطلقة في يمناه وجعل الشوق الخالد إلى البحث في يسراه ومعها الخطأ لزاماً لي ثم قال لي اختر بين اليدين إذاً لجثوت ضارعاً أقول يا رب اعطني الرغبة إلى البحث لأن الحقيقة المطلقة هي لك وحدك).
    العنف شجرة خبيثة جذورها الكراهية وثمرتها الخوف والجريمة. واللاعنف شجرة مباركة جذورها الحب وثمرتها الأمن والسلام. وأهم ما فيها تحرير إرادة الإنسان من (علاقات القوة) ومنحه السلام الداخلي العميق والطمأنينة الروحية كما وصفها (إبراهيم عليه السلام ) عندما تذوقها: (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ). هناك علاقة جدلية بين الكراهية والإكراه والخوف والجريمة وكما يقول عالم النفس السلوكي سكينر: (إن العواطف تتبادل التأثير فالإحباط يولد العدوانية). وآلية عمل (المشاعر السلبية) تنقلب على صاحبها ولا يتحرر من أسرها إلا بالانتقال إلى مشاعر السلام التي تملأ نفس صاحبها بالغبطة.
    الغدر والأذية فيتسلح، والتسلح يجب أن يغطس إلى الأعماق المظلمة، والظلام يترافق مع العمى فلا يمكن لخطط التسلح أن تناقش علناً بل هي أسرار حربية. ومن هنا تعانقت (التنظيمات السرية) والعنف والخوف. ومن هذه الأجواء الملوثة ولدت مصيبة الانقلابات العسكرية في السودان ومعها نموذج الإنسان الخائف. والكل يفكر بنفس الطريقة العنفية في تغيير الأوضاع، مما أحدث استعصاء في الأوضاع السياسية وضعها في ثلاجة تاريخية تجمدت فيها مفاصل الحراك الاجتماعي.
    أخطر ما يواجه اعتياد حمل السلاح وجعله لغة تفاهم سهلة وسريعة أن أصحابها يقعون في عشقه وعبادته كصنم جديد من حيث لا يشعرون. إن الحوار مزعج وطويل ويحمل مفاجآت لأصحابه في احتمال اكتشاف أخطائهم. أما الطلقة فتحل المشاكل بدون كل هذا الصداع.
    قامت مدرسة (علم النفس التحليلي) بتشريح النفس لفهم آليات (اللاوعي) وكيف يتدفق (السلوك)، وإننا نعرف اليوم في علم الصحة النفسية أن من يقتل بآلية الدفاع عن النفس يفعلها بسهولة ولكن من يقتل أعزل مسالماً يقع تحت وطأة الذنب أنه قاتل وليس بطلاً.
    فهذه آليات نفسية لا نفقهها ولا نسخرها. وهو الهدف الذي روته القصة القرآنية عن صراع ابني آدم، فالقاتل لم يعرف طعم الراحة حتى ندم (فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ) والندم هو أول التوبة والاعتراف إنه أخطأ في تصرفه، وهو يعني بكلمة ثانية أن المقتول قد اصبح شهيداً لأنه استطاع أن يمنح موقفه الاستمرار بعد موته.
    في الواقع كل كلامنا لا قيمة له ولا يعني شيئاً ما لم يتشكل تيار جماهيري يشق طريقه على نحو ميداني تطبيقي يغير قناعات الناس إن هذا الأسلوب هو خير زكاة وأقرب رحماً. يروى عن غاندي أن أعمال العنف عندما اشتدّت في كلكتا بين المسلمين والهندوس واحتار السياسيون في ضبطها هب فاعتكف هناك في بيت مسلم وأعلن الصيام حتى الموت أو تتوقف أعمال العنف ، وعندما انزاحت نوبة الجنون عن الناس وتوقف الغوغاء عن القتل جاءه هندوسي يقول: إن المسلمين قتلوا ابني، فقال له غاندي هل أدلك على عمل يدخلك الجنة؟ أن تربي ولداً مسلماً قتل والداه وأن تحرص أن ينشأ مسلماً كما تمنى له ذلك والداه .. هذا أعمق دعوة للتسامح والسلام .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de