|
عثمان ميرغني فى حديث المدينة: لا وقت للأنين والبكاء..!!
|
حديث المدينة لا وقت للأنين والبكاء..!! عثمان ميرغني
*القاعدة الحتمية أن المواطن يدفع الرسوم في مقابل الخدمات.. وحيث لا خدمات فلا رسوم.. لكن الشائع الآن أنه ما اختلت الحكومة بالمواطن في أمر إلا كانت الجباية ثالثهما.. وحيثما ذهب المواطن فهو كالفريسة يطاردها الصياد..! *أن هاتفي الجوال مفتوح على مصراعيه لشكاوى المواطنين، فإليكم حصيلة مختصرة لأنين وصل إلى أذني عبر الهاتف فقط في صباح أمس.. *التجار في سوق أم درمان أغلقوا محلاتهم.. بعد هجمة مرتدة من الضرائب عليهم.. الربح الحلال لم يعد حلالا طالما أنه صار الطريق الأقصر الى غياهب السجون ومغامرات الكر والفر مع الضرائب.. ثلاثة اتصالات مختلفة من تجار بأم درمان لا يشكون فحسب بل يسألون بإلحاح: كل الطرق مسدودة ماذا نفعل؟؟ *مواطن اتصل بي هاتفيا قال إن رسوم ترخيص عربات الأجرة (أمجاد) قفزت إلى قيمة خرافية.. رسوم تأخذها الدولة مقابل مجرد ورقة لاصقة.. كقصة المرأة التي دخلت النار في قطة لا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.. مواطنون لا يطلبون من الحكومة غير أن تتركهم يأكلون رزقهم من خشاش الشارع.. *مواطن آخر اتصل بي صباح أمس أيضا قال إن أبناءهم الصغار مضى عليهم شهر كامل في المدرسة بلا كتب.. بلا مقاعد.. لأن الجهات الرسمية طالبتهم بمبلغ ثلاثة ملايين للمدرسة مقابل الكتب.. ويقول إنهم سيدفعون فقط لو أعلنت لهم الدولة على رؤوس الأشهاد أنها كذبت حين قالت إن التعليم العام مجاني.. إقرار بأن الكذب هو بند سقط سهوا عن نص وثيقة الدستور. *وآخرون غيرهم كثيرون يشكون أيضا.. بعضهم صادرت الحكومة أراضيهم وتركتهم في عراء الحيرة ينتظرون.. وآخر طالبوه بأن يدفع ملاييناً مقابل رسوم النفايات... وآخرون مطالبون برسوم لافتة مضيئة.. دراما يومية مثيرة فيها بطل واحد.. وثلاثون مليونا من الخونة المطاردون حتى نهاية الفيلم.. *لكن من العجز أن يستمر هذا الشعب في العويل والبكاء كالعاجز المشلول.. الأمر بيدنا نحن أن نغير الواقع المرير.. بالفعل والعمل لا بالقول والكسل.. ان نتجمع نوحد الكلمة نرفع الصوت عاليا.. بلا عنف أو اختصام.. أن نفرض على الجميع احترام القانون والمساواة أمامه.. *أن نختبر إحساسهم بالقانون، فنبدأ من النقطة التي فيها يفترق الطريق بين الشعارات الزائفة والصدق المفضي الى الحقيقة.. *طريق التغيير سهل، لكنه يحتاج الى إرادة جماهيرية.. وغداً الأربعاء يقيم منبر السودان لقاء جماهيريا كبيرا في مدينة بحري (ميدان عقرب) ليس للخطابة فحسب.. بل لتجميع الصوت لنداء قوي يلزم الجميع بعقد واحد.. شرطه الأساسي أن نكون سواسية أمام قانون واحد.. لا يمكن لحزب المؤتمر الوطني بكل قوته وسطوته وجبروته والقانون الذي كتبه بيده أن يكون خارقا حارقا للقانون.. بينما التجار الضعفاء في سوق أم درمان.. وأصحاب الطبالي الفقيرة.. وأصحاب سيارات الأمجاد.. وطوابير الشباب بلا عمل.. كلهم يحتضرون تحت وطأة الـ(لا) قانون الذي يطالبهم بأن يدفعوا ويدفعوا.. بلا حسيب أو رقيب.. *لا وقت للبكاء والأنين.. إذا كان في يدنا أن نغير الواقع المهول..!!
|
|
|
|
|
|