|
|
 انتخابات اتحاد طلاب جامعة جوبا تبدأ بعد غياب عشرين عاماً
|
انتخابات اتحاد طلاب جامعة جوبا تبدأ بعد غياب عشرين عاماً
تبدأ اليوم بجامعة جوبا انتخابات اتحاد طلاب الجامعة المجمد نشاطه منذ عام 1987 بعد اشتباكات طلابية، وفشلت المحاولة السابقة لاحياء الاتحاد في عام 2000م. ولم تكتمل العملية الانتخابية. وترى ادارة الجامعة ان غياب الاتحاد لقرابة العقدين من الزمان يعود لظروف عدم الاستقرار التي تعاني منها الجامعة التي تأثرت بالصراع السياسي فيما تتهم بعض فصائل الطلاب ادارة الجامعة بالتباطؤ في اجراء انتخابات الاتحاد وتتنافس على الانتخابات ثلاث قوائم وتأمل كل الاطراف ان تؤرخ هذه الانتخابات لبداية عهود الاستقرار بالجامعة.
جامعة نازحة
ربما يكون التساؤل الأساس الذي يرتبط بجامعة جوبا هو الأسباب الرئيسة التي جعلتها تقاسي ضعفين من المعاناة أكثر من رصيفاتها الاخرى ويرجع عميد كلية القانون بالجامعة البروفيسور موسى بركات الحواتي ذلك لحالة النزوح التي تعرضت لها الجامعة وطبيعة الجامعة وتكوينات الطلاب المرتبطة بطرفي الصراع المتمثل في (الشمال والجنوب) الذي انعكس على الجامعة التي تميزت بأحداث العنف الحادة وهي عوامل تختلف عن الجامعات الولائية الأخرى.
جاءت انتخابات اتحاد طلاب جامعة جوبا التي من المقرر ان يقوم الطلاب بالتصويت عليها اليوم، بعد مواجهات بين طلاب الجامعة والادارة استمرت لسنوات عديدة وتأتي لاحقاً العملية الانتخابية التي أجريت عام 2000م والتي لم تكتمل بسبب اتهام التنظيمات المعارضة للحكومة بتعطيلها عبر حرق صندوق اقتراع كلية الاقتصاد ومنذ ذلك الوقت أخذ الصراع بين الطلاب والادارة اشكالا ومناحٍ مختلفة كان القاسم المشترك فيها مطالبة الطلاب بـ (فك تجميد الاتحاد) وبلغ الصراع ذروته في فبراير 2006 حينما تدخلت قيادات الحركة الشعبية للحيلولة دون تفاقم الأمور وتصاعدها بين الطلاب والادارة وما أعقب ذلك من تجميد لامتحانات وتعليق الدراسة بالجامعة وتشكيل وزير التعليم العالي لجنة لدراسة مشاكل الجامعة والتي أوصت بالعديد من المعالجات كان أبرزها قرار الغاء تجميد اتحاد طلاب جامعة جوبا والشروع في ترتيبات العملية الانتخابية.
قوائم انتخابية
تخوض (3) قوائم انتخابات اليوم، ويقول الطالب مصطفى الطيب عبد الله (الجبهة الديمقراطية) إن قائمة (تحالف القوى الوطنية الطلابية) تضم (6) تنظيمات وهي (الجبهة الديمقراطية، مؤتمر الطلاب المستقلين، رابطة الطلاب الاتحاديين- الهيئة العامة، UPF، ANF، MSF)، وتحظى هذه القائمة بدعم عدد من الروابط الاقليمية. أما قائمة (تحالف القوى الوطنية الديمقراطية) فتضم (5) تنظيمات وهي (الطلاب الانصار حزب الأمة، جبهة كفاح الطلبة، UDF، جبهة الانقاذ الديمقراطية، و MSF)، أما القائمة الثالثة فهي قائمة (المؤتمر الوطني والطلاب الأحرار)، واضاف ان لجنة الانتخابات يرأسها عبد الله دينق نيال ويحظى فيها كل تنظيم بممثل وانتقد مصطفى البطء الذي صاحب استخراج البطاقات وغياب عدد من مسؤولي الادارات، لكنه أكد ان العملية الانتخابية تمضي بصورة جيدةوتمكنت من تجاوز المصاعب التي اعترتها.
المطلوب من الاتحاد
ستشهد الفترة من الساعة ( صباحاً وحتى (9) مساءً توظيف القوائم المتنافسة لجميع قدراتها الجماهيرية والتعبوية لاقناع الطلاب بالتصويت لبرامجها سيما وان هذه الانتخابات لا يشترط فيها اكمال النصاب، وقال عضو الجبهة الديمقراطية مصطفى الطيب ان الانتخابات تدار بموجب لائحة لاعادة انتخاب الاتحاد فيما تم تعليق دستور الاتحاد، وكشف عميد كلية القانون بروفيسور موسى بركات الحواتي لـ (السوداني) ان ذلك الاتفاق تم التوصل اليه برضاء كل الاطراف وتم الاتفاق على لائحة واجازتها من قبل اللجنة العليا للانتخابات على ان يتم طرح مشروع دستور من قبل الاتحاد المنتخب. وتوقع مصطفى ان تتم اعادة صياغة ومعالجات للدستور السابق للاتحاد لكنه أرجع الأمر برمته في خاتمة المطاف لـ (الآلية الديمقراطية داخل مؤسسة الاتحاد).
خريج جامعة جوبا
يعتقد الكاتب الصحفي خالد فضل وجود اتحاد طلاب بجامعة جوبا يمثل بعدا (معنويا ونفسيا) للطلاب باعتباره يمثل أحد حقوقهم الأساسية ومظلة لأنشطتهم سيما وانه يأتي في ظل تحولات عديدة ورئيسة أبرزها انتهاج الدولة لاقتصاد السوق الحر وتخليها عن كل التزاماتها مما يستوجب وجود اتحاد للطلاب يشرح مشاكلهم وينظم احتياجاتهم وتدريب الطلاب على العمل العام، معتبراً ان عودة الاتحاد لن تحقق أي نتائج ملموسة باعتبار ان القضايا المادية التي كان الاتحاد يقدم فيها نتائج مادية كالسكن والداخليات والاعاشة ما عادت من اختصاصه. فيما يبدو مصطفى أكثر تفاؤلاً بتأكيده ان قائمته تعتزم في حالة فوزها بمقاعد الاتحاد العمل على تحسين البيئة الجامعية واعادة النظر في اللوائح الأكاديمية ومعالجة قضايا سكن الطلاب وتخفيض الرسوم الدراسية عبر وضع خطة لتنفيذ هذه القضايا المطلبية، واضاف (على الأقل سنعمل على توفير مياه الشرب النقية وكافتريات تسد حاجات الطلاب الأساسية).
قصد التجميد
في عام 1987 بدأت فصول قصة تجميد اتحاد طلاب جامعة جوبا حينما نشب صراع بين ادارة الجامعة واتحاد الطلاب حول تحويل مظلة النشاط التي كانت مشهورة بـ (الراكوبة) التي كانت تقع في منتصف مقر الجامعة بمدينة جوبا حيث كانت الادارة ترى تحويلها لدار الاتحاد الواقع في طرف الجامعة فيما كان يرفض الاتحاد قرار تحويل (الراكوبة) وفي غمرة الصراع بين الادارة والاتحاد نشبت أحداث عنف بين تنظيم رابطة الطلاب الجنوبيين JUSSA ومجموعة الدعوة الاسلامية الموالية للجبهة الاسلامية بسبب نشر صحيفة حائطية لمجموعة الدعوة ما اعتبرته JUSSA عبارة مسيئا لهم وقاموا بنزع العبارة المستفزة واعتبرت مجموعة الدعوة هذا الموقف استفزازاً واصدروا ملحقا حوى على نفس ما ورد في اصدارتهم الاولى وتم حرق الجريدتين من قبل JUSSA ونتج عن ذلك مشاجرة بين مؤيدي الطرفين تم احتواؤها بسرعة بواسطة المدير وعميد الطلاب واقيمت مخاطبة اعلن فيها انقشاع الأزمة. وقال الكاتب الصحافي خالد فضل ان ادارة الجامعة آنذاك أصدرت قراراً مفاجئاً يقضي بتجميد الاتحاد وترحيل اعضائه فوراً الى الخرطوم ونتج عن ذلك القرار احتجاجات طلابية ودخل الطلاب في اعتصام عن الدراسة واعقبت الادارة قرارها الأول بآخر يقضي بتجميد طلاب اللجنة السياسية للاتحاد وحدثت احتجاجات طلابية ومطالبة بالغاء قرارات الادارة وفك تجميد الاتحاد.
واعتبر فضل ان بروز جسم طلابي داعم لقرارات الادارة ومواقفها أفضى لحدوث تعقيدات بلغت مداها باحتلال مقر الجامعة بواسط قوات نظامية واعتقال مجموعة كبيرة من الطلاب واغلاق الجامعة لأجل غير مسمى وترحيل الطلاب.
تواصلت الدراسة مجدداً بمقر الجامعة في يوليو 1988 في وقت شهد تردي الأوضاع الامنية وإطباق الحصار على جوبا بصورة شبه كاملة وفي وقت توقفت فيه الملاحة الجوية، إلا من الطائرات العسكرية، بالاضافة للاشاعات الكثيفة التي ملأت المدينة بقرب وقوع اجتياح من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان، وفي تلك الأجواء أكمل الطلاب عامهم الدراسي الذي انتهى في ديسمبر 1988 ويذكر فضل ان الطلاب عادوا لذويهم بعدها ولم يرجعوا للدراسة بجوبا مرة أخرى لصدور قرار بنقلها الى الخرطوم بعد انقلاب الانقاذ في يونيو 1989م.
العودة لجوبا
واعتبر بروفيسور بركات الحواتي ان عودة الجامعة لجوبا هو أمر طبيعي، لكنه مرتبط بالامكانات وتوفر الظروف الموضوعية والاستعدادات لانفاذ ذلك القرار.
أما مصطفى الطيب فذكر انهم في انتظار قرارات وتوصيات لجنة ترحيل الجامعة، مشدداً على التزامهم بموقف الطلاب بقبول أو رفض قرارات وتوصيات اللجنة، وقال (نحن لن نفرض أي رؤية أو قرار بل سنلتزم بما يراه الطلاب).
وبغض النظر عن مآلات ونهايات ما ستفسر عنه انتخابات اتحاد طلاب جامعة جوبا بمجمع كلياتها بالخرطوم وبكلية الموسيقى والدراما بمدينة جوبا، فإن المعطيات تشير الى ان حقبة جديدة من تاريخ الجامعة ربما باتت على وشك ان تكتب لجامعة تتجاوز (زمان الحرب وأهوالها) (لعهد السلام وآماله).
الخرطوم: ماهر
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ابراهيم بقال سراج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست