|
Re: اخطر مقال لعروة .....الانقاذ فى مفترق الطرق (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 249 2006-07-16 السودانى اجندة جريئة لن تنجح المفاوضات وإن نجحت!!
هويدا سر الختم [email protected]
* يأبى المؤتمر الوطني أن يتنازل عن صلفه وغروره في أحرج الأوقات وأشد الأزمات التي تمر بها البلاد، حتى لو كان ثمن ذلك خراب وضياع بلد بكاملها، طالما أن ذلك يحقق أغراضه المعلنة والخفية منها، وكثير من الشواهد تؤكد ذلك. فتعامل المؤتمر الوطني، كحزب حاكم، مع الحركة الشعبية قبل وبعد اتفاقية السلام يدل على أن المؤتمر الوطني ما جلس على طاولة المفاوضات ووقع على اتفاق سلام الجنوب إلا ليريح نفسه من الضغوط الخارجية والداخلية، وفي ذات الوقت يضع الحركة داخل عباءته، وتأكد ذلك بعد دخول الحركة القصر الجمهوري. *بدخول الحركة إلى القصر فقدت كل حواسها وأصبحت تُحرك بـ(الريموت كنترول)، وتجاهل المؤتمر الوطني شريكه الجديد في الحكم وأخذ يتصرف في كل الشؤون دون وضع اعتبار للشريك الآخر، عاملاً بمقولة (الما عجبو يضرب راسو في الحيط). والمثير في الموضوع أن الحركة مستسلمة لهذا الانقياد، في محاولة منها لإثبات عقلانيتها بالقبول بالوضع الراهن طالما انه يحقق بعض أحلامها التي دونها الرجوع إلى الغابة. *الأمر نفسه حدث مع حركة تحرير السودان في دارفور حرص المؤتمر الوطني على إتمام السلام حتى وإن جاء منقوصا للتخلص من هذا الكابوس والتفرغ لبرامجه الخاصة، وها هو ذا السيد (مناوي) يدخل القصر من الباب نفسه الذي دخل منها الشريك القديم لتبدأ سلسلة جديدة من الخلافات والمشاكسات التي لن تعكر صفو سكان القصر فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى حرب داخلية، ولكن سينتقل مسرح الأحداث هذه المرة إلى الخرطوم، قبل أطرافها. *أمس الأول عقد الملتقى التشاورى لقضايا الشرق بالخرطوم، وحسب رئيس اللجنة التحضيرية يهدف الملتقى إلى الوقوف على واقع الشرق وبلورة رؤى عامة حول قضايا التفاوض. التقييم العام يقول إن المؤتمر الوطني ماضٍ في تكرار السيناريو السابق نفسه في مفاوضات الجنوب والغرب، والتي تحتاج الآن لمفاوضات جديدة لرأب الصدع الذي أوشك على الانهيار، فجبهة الشرق غير راضية عن مسار الحكومة في المفاوضات منذ الوهلة الأولى، وشركاء المؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية يبدو أنهم كالحمار يحمل أسفارا، والغريب في الأمر أن ترسل (بطاقات دعوة) للقوى السياسية المشاركة في الحكم للمشاركة، كدليل واضح على سيطرة المؤتمر الوطني على الملعب السياسي الذي ما عاد ينفع أن يكون ملعبا (للدافوري). *لن تنجح المفاوضات وإن نجحت، حتى يتنازل المؤتمر الوطني عن كبريائه وعن جبروته.. متى تدرك القوى السياسية أن دورها لا ينتهي عند توزيع المناصب الدستورية؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|