|
|
 فقه المرأة بحاجة إلى تفسيرٍ آخر (منقول )
|
أحبتي في المنتدى :
طالعتنا صحيفة الشرق الأوسط صباح اليوم الاثنين (29 مايو 2006) بمقال في صفحة الرأي للكاتبة السعودية الأستاذة ثريا الشهري بعنوان (فقه المرأة بحاجة إلى تفسير آخر ) .
ولقد جذبني العنوان لقراءة المقال ، فوجدت فيه وكأنها دعوة أخرى للتجديد الفقهي ، على غرار ما تناوله الدكتور الشيخ الترابي في آرائه واجتهاداته الأخيرة .
فالأستاذة ثريا كما نلاحظ هنا تنحو نحو تفسيرات جديدة لعدة مسائل خلاف ما قرأناها أو فهمناها أو درسناها في السابق ، حيث تفسر عن قوانين الارث والقوامة وما إليها بتفسيرات جديدة لتنسجم مع فهمها في ضوء التراكم المعرفي والحضاري الجديد والذي هو غير ملتزم بالفقه أو التفسير الذي ساد في القرون السابقة ؟!
وأحسب أن آراءها لا تختلف كثيراً عما طرحه الشيخ الترابي في الآونة الأخيرة ، وإن إختلفت المواضيع !!؟
المقال :
فقه المرأة بحاجة إلى تفسيرِ آخر : ثريــا الشــهري
وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز وزارة العدل السعودية بإنشاء محاكم تعنى بقضايا العنف الأسري، فكما أن لأي شيء في الدنيا اختصاص، فكذلك هو القضاء. وقد أشار الشيخ عبد المحسن العبيكان في مقاله الأخير بمبدأ التخصص الذي بدأ التنظيم القضائي السعودي الأخذ به كمثل دائرة الأحوال الشخصية في كل محكمة عامة، ومن هنا وانطلاقاً من عالمية رسالتنا، وبما أن فهمنا اليوم لآيات التنزيل في ضوء التراكم المعرفي والحضاري غير ملتزم بفقه أو تفسير من عاش في قرون مضت وإن انسجم مع واقعه، فليس بالضرورة انسجامه مع واقعنا، سأكتفي بحديثي في إطار لا يتمسك كثيراً بالصورة التي عرفناها، فلو تفحصنا قوانين الإرث وحدوده كما نص عليها سبحانه، لوجدنا أن الأنثى هي الأساس وليس الذكر، فالرحم هو الأصل في توزيع الإرث، يقول تعالى «..واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، حتى أننا نرى العلم الحديث وقد أثبت بالبرهان في مجال الاستنساخ كيف يمكن للأنثى إنتاج نفسها بدون الذكر، في حين لا يستطيع الذكر إنتاج نفسه بدون الأنثى، أمر ينبغي ألا نستغربه ونحن نقرأ كلمات امرأة عمران تلد ابنتها مريم عليهما السلام في القرآن الكريم: «...إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى...» نفس الآية التي ذهب بعض المفسرين إلى اعتبار الذكر فيها أفضل من الأنثى، بينما العكس هو الصحيح، فالمشبه به في علم البلاغة أفضل من المشبه في مجال التشبيه، فمن أين جاء قلب المعنى، إلا أن صاحبه ومن فهمه على هذه الشاكلة كان رجلا!
لنأت الآن إلى معنى القوامة وجدلها، فمن ضمن ما قيل فيها أن جنس الرجال قوام على جنس النساء بالفطرة، أي على طول الخط، فقوله تعالى «بما فضل الله بعضهم على بعض» قصد به بما فضل الله الرجال على النساء بالعلم والدين والعقل والولاية، فهل يعقل هذا! فسبحانه في قوله، الرجال قوامون على النساء، لم يقل الذكور قوامون على الإناث، وليست هذه كتلك، حيث أن كل رجل ذكر وكل امرأة أنثى وليس العكس، وكأن الله أراد ربط القوامة بالقدرات على اختلاف أنواعها، أي عندما تكتمل وقت سن الرشد ويصبح الذكر رجلاً والأنثى امرأة، أما قوله بما فضل الله بعضهم على بعض فيعني جعل القوامة للرجال والنساء معاً، إذ لو كانت كلمة بعضهم تعني الرجال فقط لدخل فيها قسم من الرجال وليس كلهم، ولكان ما بعدها أوجب أن يكون «على بعضهن» وليس «على بعض» ليدخل فيها قسم من النساء أيضاً، مما يوحي بأن الله فضل قسما من الرجال على قسم من النساء، حاشى لله العادل أن يفعل، فأين تذهب بقية الأقسام لو صح والتي لم تدخل في الحسبة! وعليه، والأرجح أن «بعضهم على بعض» إنما تشمل الرجال والنساء معاً، ليصبح المعنى: بما فضل الله بعض الرجال والنساء على بعض آخر من الرجال والنساء، أليس هو القائل عز وجل: «انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً»، إنه ما ينفي أن تكون الأفضلية بالخلق، وتبقى بحسن الإدارة والحكمة والوعي والمتفاوتة درجاتها بين البشر، فمن الرجال من هم أفضل من النساء، ومن النساء كذلك من هن أفضل من الرجال.
أما الشق الثاني من القوامة والمتعلق بالأمور المالية، وعطفاً على ما ذكر، فإن صاحب المال تجوز له القوامة، إنه قانون اقتصادي ولا علاقة له بمستوى الثقافة أو الكفاءة، فصاحب العمل والمال متوسط التعليم يستطيع أن يعيّن المدير صاحب الشهادات العليا، ومصلحة الأسرة إنما تحتاج إلى قيّم يدير أمورها وتكون له القيادة رجلاً كان أم امرأة، وهذا ما ذهبت إليه الآية حين بدأت بقوامة الرجال على النساء، ثم انتقلت إلى اشتراك الرجال والنساء فيما فضل الله بعضهم على بعض، لتختم باستعراض قوامة النساء على الرجال في قوله «.. فالصالحات قانتات حافظات للغيب..» فكلمة صالحات تعني الصالحات للقوامة ، فهو المحور الذي تدور حوله الآية ، ولو كان لفظ الصالحات يعني الصائمات المقيمات الصلاة فما معنى قوله تعالى في دعاء زكريا: «فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه...» فهل أصلح الله زوجة زكريا فجعلها تصوم وتصلي، أم أنه جعلها صالحة للإنجاب، الذي هو موضوع الآية؟
المرأة متى ما اتصفت بصفات القوامة من فكر أو مال أو حسن قيادة كانت صالحة للقوامة، فإذا لم تتصف بها تكون قد خرجت عن القوامة ليصبح اسمها ناشزاً، والنشوز هنا ليس في عصيان الزوج لأنه ليس بمدار الآية ، كما أنه لا علاقة له بالنشوز الأخلاقي ، إنما هو الخروج عن طريق القوامة بالمودة والرحمة ، أي التسلط والاستبداد بالرأي ، وفي هذه الحالة يكون الحل بالعظة أولاً وبالهجر في المضجع ثانياً ، فإن لم ينفع فـ«واضربوهن» أي اضربوا على أيديهن بسحب القوامة منهن ، فالضرب في اللغة يعني أمورا كثيرة، ومنها ضرب الأمثال والنقود والضرب في الأرض والضرب من حديد، فلم يكن لزاماً أن يحصر معناه في استعمال العضلات! فهذا أبو داوود يقول في سنته حول هذه الآية أن بعض الصحابة فهم من «واضربوهن» معناها المباشر، فخرج رسول الرحمة بقوله: «لا تضربوا إماء الله»، وبما أن الرسول يستحيل أن يخالف ما أمر الله به، فنقول أنه كان أعلم الناس بأن الضرب إنما كان بسحب القوامة، وبالمناسبة فقد كشفت نتائج استطلاع صحافي في السعودية يتناول العنف ضد المرأة عن مسؤولية الرجال عن 90% من حوادث العنف الأسري، 50% منها موجه للمرأة، ولكن ما لم يذكره الاستطلاع، أننا لو سألنا أغلب هؤلاء الرجال عن حجتهم، لكان جوابهم الواثق أنهم إنما ينفذون شرع الله ، فماذا لو اجتمع مجلس المجمع الفقهي وخرج بتفسير جديد يحل فيه مسألة الضرب هذه، كمثل اهتمامه العظيم بزواج المسيار والفرند!
إنتهى المقال :
(نقلاً عن الشرق الأوسط)
و.. أفتونا يا أهل العلم ، يرحمكم الله ، لنعرف مواطئ أقدامنا، ونستبين الأمر قبل ضحى الغد!
( ليمو )
|
|
 
|
|
|
|
عبدالحليم خالد التلب
عمر عبد الخالق سعيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست