علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2006, 07:29 AM

saifkeli
<asaifkeli
تاريخ التسجيل: 02-02-2003
مجموع المشاركات: 572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر

    منقول


    رثاء نورس مسافر

    بقلم محمد البرغوثى
    كنورس مسافر في أفق بعيد، رحل عن دنيانا إنسان من أنبل وأجمل وأحن من خلق الله من بشر، هو الفنان والموسيقار المصري السوداني حمزة علاء الدين الذي استقر اسمه في الموسوعات الموسيقية باعتباره «أعظم عازف عود أنجبته البشرية».

    رحل حمزة علاء الدين في ٢٢ مايو الماضي في مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا، وفي اليوم التالي لرحيله نعته جريدة النيويورك تايمز الأمريكية لقرائها، وخصته الجارديان البريطانية بتحقيق كبير تناولت فيه قصة حياته وأعماله المذهلة في التأليف الموسيقي، وطريقته الساحرة في العزف علي العود، ورعايته لأجيال من الموسيقيين في إيطاليا وأمريكا واليابان، وكراهيته لكل مظاهر النجومية التي كان يؤمن إيمانا راسخاً بأنها النقيض المطلق لروح الفن والإبداع.

    عرفت حمزة علاء الدين بالصدفة عام ١٩٩٠، كنت علي موعد مع الموسيقار يحيي خليل في أحد مقاهي القاهرة، عندما وجدته يهب واقفاً ليحتضن رجلاً يرتدي زياً نوبياً، وقام يحيي بتعريف كل منا بالآخر، وما إن شاركنا هذا الرجل النوبي الحديث حتي أدركت أنني أمام ظاهرة إنسانية وإبداعية مدهشة، وبعد أيام قليلة كنت أجلس مع جمهور قليل في صالة نقابة الصحفيين القديمة أستمع و«أشاهد» معزوفاته.

    أي سحر وأي جمال وأي عذاب في هذه الموسيقي يا عم حمزة؟!. وكيف يتحول العود بين يديك إلي جدارية صوتية وبصرية، تتهادي فيها أشرعة المراكب علي صفحة النيل وتحلق حواليها طيور السمان، وينحني فيها فلاح علي فأس يشق به بطن الأرض ويقاوم مرارة الفقر والظلم بالمواويل الحزينة؟.

    يومها عزف حمزة علاء الدين مقطوعته الموسيقية الشهيرة المعروفة باسم «الساقية»، وما إن انتهي منها حتي انفجرت بداخلي مشاعر شديدة التناقض، كنت ممتلئاً بفرح طاهر وبحزن رهيب في الوقت ذاته، كنت علي استعداد لاحتضان العالم كله بكل ما فيه من عدل وظلم، وفي الوقت ذاته شعرت باحتياج شديد إلي عزلة هادئة تحت شجرة جميز عتيقة علي مدار ساقية في أي غيط مصري.

    ومع تقدمي في السن تكشفت لي الرؤية الفنية المذهلة في «ساقية» حمزة علاء الدين، إنها باختصار - وكما أظن - نعي مبكر لنمط من الحياة الهادئة القنوع أوشك علي الاندثار، كما أنها استحضار شديد العذوبة لواحدة من أعظم الآلات التي ابتكرها الإنسان في طريقه من الهمجية إلي التحضر، ثم أهملها في انتقاله إلي مرحلة أخري من التحضر تتسم بنوع جديد من الوحشية.

    الساقية هي وسيلة الإرواء والخصوبة والإثمار، ولكنها في الوقت ذاته كانت شاهداً علي قرون من امتصاص الإقطاعيين لدماء الفلاحين الفقراء، وأصوات تروس السواقي هي زغرودة الزرع وأنين المزارعين من الكدح لحساب شخص مدلل لم يعرق له جبين!.

    وحمزة علاء الدين ليس فقط هذا الموسيقي الموهوب، ولكنه قبل هذا وبعده، مثقف من طراز خاص، تعلم من تأمل البشر والحجر والشجر والبحار والأنهار والطيور والحيوانات، ما لا يمكن لإنسان أن يتعلمه من آلاف الكتب، كان - مثلاً - شديد الحرص علي المشي في شوارع وأحياء القاهرة، وذات مرة أوقفني أمام عمارة في وسط البلد وأخذ يحدثني عن جماليات العمارات القديمة: «بص يا فلاح.. شوف العمارة لما يبقي لها حضن.. الضل هو الحضن، والبراح بيحرضك تخبط علي الباب، وبيقولك هنا ناس طيبين زيك.. ادخل، البيت بيتك».

    أما العمارات الحديثة كما يراها حمزة علاء الدين. فهي أبغض أنواع السكن.. إنها مثل الطلاق،. حلال ولكنه أبغض الحلال، سكن.. ولكنها تحبس الإنسان مثل عفريت في قمقم، مكتفيا بذاته، وليس علي استعداد حقيقي لاستقبال ضيف، ولهذا أصبح الطرق علي الأبواب يثير التوجس بالشر في قلوب سكان العمارات الحديثة!

    بالصدفة عرفت حمزة علاء الدين، وبالصدفة أيضا عرفت برحيله، والآن وقد رحل، سأظل ما تبقي لي من العمر في حاجة إلي كثير جداً من الصبر والتسامح لأحب هذا الوطن الذي دمره اللصوص والأغبياء وجعلوه طارداً لأمثال حمزة علاء الدين الذي ولد في مصر ولم يحصل علي جنسيتها أبداً، بينما حصل علي هذه الجنسية من لن تصل قاماتهم الإبداعية إلي موطئ قدمه!

    http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=22400
                  

العنوان الكاتب Date
علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر saifkeli07-05-06, 07:29 AM
  Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر محمد بهنس07-05-06, 07:58 AM
    Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر محمد بهنس07-05-06, 08:06 AM
      Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر محمد بهنس07-05-06, 08:10 AM
        Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر abubakr07-05-06, 10:30 AM
          Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر saifkeli07-06-06, 08:50 AM
            Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر Abu Eltayeb07-06-06, 06:48 PM
  Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر sharnobi07-06-06, 07:14 PM
  Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر sharnobi07-06-06, 08:36 PM
  Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر sharnobi07-06-06, 08:45 PM
    Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر Abu Eltayeb07-07-06, 09:42 AM
  Re: علاء الدين حمزة .. رثاء النورس المسافر abubakr07-07-06, 03:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de