|
النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟!
|
النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟!
أنور عوض * كل اطراف السودان تضع الآن امام ناظرها مرارات الماضي وظلاماته لتودعه بين مطالبها بالانصاف.. سواء أكان ذلك عبر الوسائل السلمية او حمل السلاح.. وفي مدينة وادي حلفا.. يبرز على لسان اهلها جور الماضي مصحوباً بما يرونه من مظلمات الراهن فيعلو صوت احتجاجهم.. الى ما يشبه الثورة.. النوبيون بغض النظر عن اتجاههم لحمل السلاح ـ كما اشارت الصحف ـ يضعون امامهم معركة حياة، وحياتهم لا تبقى دون الهوية النوبية.. ويقولون ان الاخيرة مستهدفة عن عمد من الحكومات السابقة ـ الانقاذ على وجه الخصوص ـ النوبيون يرون ان لا شئ يعوضهم عن ما فقدوه تحت مياه السد العالي، لذلك هم مستعدون اليوم للتصدي للحفاظ على ما تبقى من هويتهم كما يشيرون.
* ما زلنا هامش اهتمامات المركز محمد عبد الرحيم سيدون، المدير التنفيذي لمنظمة التراث النوبي بوادي حلفا يشير الى ان الذاكرة النوبية ما زالت تحفظ قسوة احداث الماضي ويقول: «وادي حلفا الراهنة لا تساوي شيئا امام الحضارة التي اغرقوها ايام بناء السد العالي ولا يزال مجتمع المنطقة يدفع فاتورة التهجير القسرى، واسوأ ما في تلك الفاتورة هو الجزء النفسي منها». ويضيف سيدون: نعايش مخططاً لافقادنا الهوية النوبية ممثلة في تغييب الخدمات واقصاء متعمد للثقافة واللغة النوبيتين، باختصار: اقصاء وجودنا كنوبيين وكحضارة كاملة.. فالمواطن هنا يملأه الشعور بعدم اهتمام المركز بقضاياه.
* مشاهد ليست للنسيان الباحث ميرغني ديشاب يطرح المخاطر التي تهدد النوبيين بقوله: صعوبة قصوى تواجه مجهودات الحفاظ على التراث النوبي والهوية النوبية.. وذلك لاسباب عديدة اولها الخبطة العنيفة للتهجير القسري للنوبيين وما اشتمله على اجراءات قمعية ما زالت اثارها في النفوس بجانب ان عملية تفريق البشر من الارض التي ولدوا على ظهرها مما انتج تحول العادات والتقاليد النوبية الى مجرد حكايات وقصص تروى. ويكمل قائلاً : في ظل معاناة التهجير وملابساته انشغل النوبيون بما ألم بهم ولم تكن هناك آليات لضمان الحفاظ على كل ما له صلة بالتراث النوبي. ضف لكل ما ذكرت ان وادي حلفا ومنذ عام التهجير لم تنعم بالاستقرار كمدينة في موقع ثابت الا قبل ثلاثة عوام فقط، الامر برمته يؤكد ان ثمة مخاطر تواجه الهوية النوبية.
* تحذيرات من تداعيات ما يجري ويصف ديشاب: ما يواجهه النوبيون بانه مخطط ويقول: لابد من مؤسسات ملزمة تبعاً لاتفاقية السلام التي اعطت كافة الثقافات حقوقها.. لابد لنا من مؤسسات واجبها الحفاظ على الثقافة واللغة الآن وقبل فوات الاوان، فاللغة النوبية تشهد تدهوراً وتراجعاً بسبب السياسات الثقافية الاحادية.. ويكفي الاشارة الى قرار وزير التربية والتعليم بالولاية الشمالية في 14/2/2006م الخاص بمنع التلاميذ من استخدام اللغة النوبية في حوارهم اليومي و«ونساتهم» بالمدارس. وليصل الحاضر بماضي الاحداث يقول الباحث ميرغني ديشاب: هذا في حد ذاته يعيدنا الى مخطط «قرش الرطانة» اي الغرامة التي كانت تفرض لمن يستخدمون لغاتهم الام في المدارس. ما يحدث الآن ـ او فلنقل ما يتجدد الآن ـ له صلة بما حدث في العام 1944 في ما سمى بـ «قرش الرطانة»، الامر لا يخلو من مخطط بل ورائحة مؤامرة تفوح من هذه السياسات المتبعة.
* اتهمونا بالعنصرية.. وساروا على خطانا ويحمل ديشاب الحكومة مسؤولية ما يهدد القوميات السودانية ويقول: «نحن كنوبيين لم تلامس البرامج الحزبية تطلعاتنا الثقافية منذ تاريخ بعيد كل الاحزاب اعتمدت على الامية السياسية عدا الحزب الشيوعي الذي ساند مواقف النوبيين ابان التهجير القسري.. ويضيف بقوله: الحساسية تجاه القوميات يجب ان تدرس.. وهذا يعيدني الى ما نادى به ابراهيم احمد ابراهيم ـ والد سعاد ـ قبل عشرات السنين في 1951م بتكوين الحزب النوبي الديمقراطي.. فحاصروه بالاتهام بالعنصرية وغيرها، وبعدها بسنوات برزت كيانات قومية لم تواجه بذلك الحصار والاتهام مثل اتحاد جبال النوبة ونهضة دارفور، ومؤتمر البجا. وفي رأيي ان وجود آليات الضغط القومية والجهوية تعد اشارة سالبة لدى البعض ولكن المسؤولية الرئيسية لا تقع على رأس القوميات نفسها بل تتحملها الحكومة الحالية لأن ما يجري في الواقع هو نتاج السياسات الاحادية.
* اهل الوجعة.. مبعدون كامل ابراهيم حسين رشيدي ـ القاضي المتقاعد ـ يصف اهمال الحكومة لقضاياهم بأنه استمرار لتمزيق الهوية النوبية ويقول: «الجهات الحكومية تتعمد تغيبنا حتى في ما يلينا كمواطنين بوادي حلفا.. النوبيون اهل الوجعة لا يسألون عن رأيهم»! - ويكمل- لن نقبل بالابعاد والتهميش ومع ذلك لن نقترب من الطرح السياسي الخطير الذي يخدر آمالنا ولن نلوث هويتنا بقبول ما ترفضه الثقافة النوبية. وللأسف الحكومة تعتمد على لجان المؤتمر الوطني وهؤلاء يعيدون للغاية عن المواطن وقضاياه.. ذلك المواطن النوبي الذي مزقت اوصاله وتعرض للتشريد.. اولئك لا يعرفون خصوصية النوبيين.. ولن يفعلوا شيئاً للنوبيين ونستثني من كل تلك الجلبة، ابننا عصام الدين ميرغني.. فهو مجتهد ان يقدم شيئاً لاهله.
* تلك لافتات سلطوية يونس عبدالمجيد ـ ابرز النوبيين الناشطين بوادي حلفا ـ علق على كثرة المنابر النوبية وتداعياتها وقال: اغلب تلك اللافتات سلطوية ولا علاقة لها بمجتمع وادي حلفا او النوبيين ككل. واضاف: تجاربنا علمتنا ان نحافظ على ثقافتنا وتاريخنا والا نسمح لاحد بازالته.. خذ مثلاً اسماء واحياء وادي حلفا الآن هي نفس اسماء احياء المدينة الغرقى.. هذا يؤكد اننا ما زلنا موجودين كتاريخ حضاري وكثقافة يومية.
* نقلاً عن ملحق الصحفي الجوال ـ صحيفة الرأي العام
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | وجدي الكردي | 07-03-06, 11:11 AM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | وجدي الكردي | 07-03-06, 11:20 AM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | Osman M Salih | 07-03-06, 12:38 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | Adrob abubakr | 07-03-06, 02:04 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | Osman M Salih | 07-03-06, 02:17 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | Osman M Salih | 07-03-06, 04:07 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | Elmoiz Abunura | 07-03-06, 03:52 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | Munir | 07-03-06, 05:42 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | وجدي الكردي | 07-04-06, 11:46 AM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | AMNA MUKHTAR | 07-04-06, 12:41 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | الطاهر ساتي | 07-04-06, 12:46 PM |
Re: النوبيون هل تدفعهم المظالم لحمل السلاح؟! | وجدي الكردي | 07-06-06, 04:37 AM |
|
|
|