|
|
 انفصاليون الجنوب.. حكماء موضوعيون
|
اذا كان حتى الآن لم يقدم انصار وحدة الشحمة والنار بين اقليمين كانا منفصلين حتى يوم الفاتح من شهر يناير عام 1956م اذا كانوا لم يقدموا حتى الآن مبرراً واحداً موضوعياً لاستمرار هذه الوحدة.. فان حكماء الجنوب قدموا الاسباب القوية والمبررات الموضوعية لانفصال الجنوب عن الشمال اليوم قبل غد.
إن حكماء الجنوب قالوا ليس هناك ما يدعو لارتباط الجنوب بالشمال فاهل الشمال ينظرون الى السودان دولة عربية ونحن لسنا عرب وهذا يعني اننا عبارة عن جالية في »السودان العربي«.. وبالطبع هذا المعنى يؤثر سلباً على نفسية الانسان الجنوبي.. لان بلاده تتعامل مع اوضاع لا تهمه من قريب او بعيد وتتفاعل مع قضايا دولية مثل قضية فلسطين وقضايا العرب والمسلمين الاخرى وهو بعيد منها كل البعد. فالسودان عضو في جامعة الدول العربية ونحن لسنا عرب ولا نتعامل باللغة العربية إلاّ اضطراراً. والسودان عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي ونحن لسنا مسلمين ولا نتفاعل مع المسلمين مع قضية واحدة.
اذن هذه هي اسباب موضوعية يرى حكماء الجنوب انها لا يمكن معها استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب.. هذه الوحدة التي حرمها الاحتلال البريطاني على الشعبين إبان جثومه على صدورهم وفرضها عليهم باسلوب تحايلي عام 1947م فيما يعرف بمؤتمر جوبا.
واذا كنا نعيش الآن زمن الحريات واسترداد الحقوق فلابد اذن ان نتحدث بحرية ونقول لقادة الدولة يجب عليكم ان تردوا حقوق اهل الجنوب القومية.. فهي ليست اقل اهمية من تلكم الحقوق السياسية والاقتصادية.
نعم مثل شعب الجنوب ينبغي ان يعيش في دولة ليست عضواً في الجامعة العربية ولا عضواً في منظمة المؤتمر الاسلامي . لأن كل الاقليم الجنوبي لا يضم قبيلة عربية واحدة ولا تزيد نسبة المسلمين فيه عن ٣٢٪ حيث ان نسبة الوثنيين ٠٦٪ ونسبة المسيحيين ٧١٪.
ان افضل ما فعلته اتفاقية نيفاشا بالنسبة لحكماء الجنوب هو انها جعلت من جنوب السودان دولة مستقلة عن رئيس الجمهورية.. دولة لها جيشها وشرطتها وجهاز قضائها ومصرفها وعلمها.. اذن العملية هي عملية إنفصال يحتاج لاستكمال.. يحتاج الى ان يعلن وتمنح دولة الجنوب مقعدين في الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.. وتنفك من عضوية الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.. نعم لهذه الاسباب يفضل حكماء الجنوب الانفصال او بالاحرى »استكمال الانفصال« وفك الارتباط بالعرب والمسلمين.
ان على انصار الوحدة في الشمال ألا يفرضوا على اهل الجنوب الارتباط بالاقليمين العربي والاسلامي .. لان هذا من شأنه ان يزيد كل يوم الاحتقان الذي كلما انطلقت اشاعة تقول ان الشماليين شيوخاً ونساءً واطفالاً« قتلوا زعيما جنوبيا تسبب في وقوع مجزرة على طريق الاثنين الاسود. نعم ان فرض الوحدة على الجنوبيين سواء بطريقة مباشرة او بطريقة مؤتمر جوبا عام 1947م تزيد من الاحتقان.. والاحتقان خطر.
خالد حسن كسلا
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
Albino Akoon Ibrahim Akoon
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست