|
|
 وليد حامد في نظر الحركة الشعبية مندكورو وانا طال الزمن
|
أثــارت اســــتقالته ردود فعــــل واســـعة .. وليد حامد: على الحركة الشعبية أن تلتزم بمؤسساتها وتعالج التجاوزات التنظيمية
ليس من اليسير ان يتقدم مسؤول باستقالته مختاراً أياً كان موقعه أو منصبه إذا ما أخفق في المسؤولية التي يتحملها.. أو حتى في حالة الاختلاف في وجهات النظر او الرأي والتي تصل في بعض الأحيان الى طريق مسدود مما يوجب ان يتخلى هذا المسؤول عن منصبه وهو على قناعة تامة بانه لم يكن أهلاً لهذه المسؤولية..
لم يحفل تاريخ حكومات العالم الثالث وبالطبع من بينها الحكومات السودانية وفي عهودها المختلفة بمواقف او حالات استقالات لمسؤولين إلا في إطار ضيق لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة وحتى الاستقالات التي تقدموا بها لم تكن مبنية على اعتراف بالتقصير في عملهم او اخفاقهم فيما أوكل اليهم وغالباً ما تكون لظروف أخرى اما متعلقة بظروف صحية أو أسباب مشابهة لذلك.. خلاف ما يحدث في الدول الغربية التي ترسخ مفاهيم متقدمة في أدب الاستقالة.. وكثيرة هي الحالات التي شهدتها هذه الدول.. فمجرد وقوع حوادث وكوارث حتى وإن كانت بفعل الطبيعة قاد الكثير من المسؤولين الذين يتولون مناصب رفيعة ان يغادروا مواقعهم لاحساسهم العميق بالمسؤولية تجاه ما حدث.. وتحمل تبعات ذلك بصدر رحب وان لم يفعلوا ذلك فهم يعلمون مدى السخط وعدم الرضا من قبل شعوبهم..
كثيرة هي الأحداث التي وقعت بالسودان وكانت كافية لأن يغادر المتسببون فيها مناصبهم نجدهم يغضون الطرف عن ذلك ويبحثون عن من يتحمل المسؤولية دونهم.. حتى اولئك الذين يزهدون في هذه المناصب يغادرونها دون ضجيج فيتقدمون باستقالاتهم التي لا يعلن عنها وإنما يتم اعفاؤهم بقرارات رسمية..
الحركة الشعبية التي تقاسم حزب المؤتمر الوطني الشراكة في السلطة وكانت قد عادت الى البلاد بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل في يناير من العام الماضي شهدت حالات استقالات من قبل بعض القياديين كان آخرهم الناطق الرسمي باسم قطاع الشمال في الحركة الشعبية الاستاذ وليد حامد الذي تقدم باستقالته يوم الخميس الماضي الى رئيس الحركة الفريق سلفاكير ميارديت، غير ان اللجنة الثلاثية التي شكلها قطاع الشمال بالحركة الشعبية أفلحت في اقناعه بتجميد استقالته خلال اجتماع عقد أمس الأول ترأسه نائب الأمين العام المكلف ياسر عرمان..
ويقول وليد حامد لـ(السوداني) ان ما دعاه الى تقديم الاستقالة من منصبه التجاوزات التنظيمية المستمرة لدى الحركة الشعبية التي من شأنها ان تؤثر على أداء الحركة مطالباً العودة والالتزام بالمؤسسية .. ويشير الى ان هناك قضايا داخلية لا يريد الافصاح عنها في الوقت الحالي وسيحتفظ بها الى حين مناقشتها مع القيادات.. ويضيف ان اجتماع اللجنة الثلاثية أمنت على الأسباب التي أثارها خلال الاستقالة وتم الاتفاق على مناقشتها مع قيادات الحركة في أسرع فرصة ممكنة لمعالجة ما ورد فيها، وتطرق الاستاذ وليد حامد الى ان الصحف المحلية تناولت في الأيام الفائتة بروز تيار أطلق عليه تيار أولاد قرنق ووصف بانه تيار متشدد يرفض التعاون مع حزب المؤتمر الوطني، ونفى بروز مثل هذا التيار من صفوف الحركة الشعبية ويقول ان معظم اعضاء الحركة هم ابناء الدكتور جون قرنق.
بعض القيادات في الحركة الشعبية اعتبرت تقديم استقالة من قبل الناطق الرسمي باسم قطاع الشمال حقاً طبيعياً له ويمكن لأي عضو بالحركة إبداء الملاحظات والأسباب التي يجب أخذها بشكل جاد وتجد نصيبها من المناقشة الرصينة ومعالجة أي أخطاء او تجاوزات تثبت صحتها..
الأستاذ ياسر عرمان نائب الأمين العام المكلف بقطاع الشمال امتدح سحب الاستقالة من قبل الاستاذ وليد حامد واعتبرها خطوة جيدة تمكن من إدارة حوار حول كل القضايا التي وردت في الاستقالة.. وأن من حق اي من الأعضاء في الحركة ابداء ملاحظاته حول سير أدائها باعتبار انه ليس هناك تنظيم بامكانه ان يقوم باصلاح الأخطاء اثناء أداء عمله، ويعتقد ان الحركة الشعبية بامكانها اصلاح الأخطاء والتجاوزات التي تصاحب عملها وبها قدر كاف من المنابر والمؤسسات في ادارة هذا الحوار..
ويقول عرمان في حديثه لـ(السوداني) ان الحركة الشعبية تمر بمرحلة دقيقة من تاريخنا وتقوم بعمليتين متشابكتين، فهي عليها المساهمة بشكل كبير في اصلاح وتغيير مؤسسات الدولة وفي نفس الوقت عليها إحداث تغيير واصلاحات في هيكلها التنظيمي واستيعاب مستجدات كثيرة ومناهج وطرق عمل جديدة في ظل منافسة حزبية وشراكة شرسة في ظل تحولها من حزب معارض الى حزب حاكم، ومن الكفاح المسلح كأداة رئيسة الى العمل السياسي كأداة وحيدة وفي ظل توجه أعداد ضخمة من العضوية الجديدة نحو صفوفها، وفي ظل مؤثرات ومناخ جديد بالكامل بالنسبة للحركة الشعبية وهي مرحلة تكاد لا تشابهها أيٌ من المراحل السابقة في الثلاثة وعشرين عاماً الماضية...
والحركة الشعبية نفسها شهدت حالات مماثلة من قبل عند استقالة نيال دينق من منصبه كوزير للتعاون الإقليمي لحكومة الجنوب والتي تقدم بها لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت وكان قد ذكر ان سبب الاستقالة هي مواصلة دراسته العليا الجامعية، والمعروف ان نيال دينق هو ابن الزعيم الراحل وليم دينق الذي اغتيل في جنوب السودان في الستينيات والتحق بالحركة الشعبية منذ تأسيسها وظل يعمل على المستويات الى ان وصل القيادة العليا للحركة، وتولى رئاسة وفد الحركة الشعبية في مفاوضات نيفاشا عام 2002م، وكان نيال دينق من المقربين لرئيس الحركة الراحل جون قرنق وحظي عنده بثقة كبيرة وانتظر كثيرون ان يتم تعيينه رئيساً لحكومة الجنوب.
ومن قيادات الحركة الذين تقدموا باستقالاتهم عبد العزيز آدم الحلو الذي كان يتولي رئاسة قطاع الشمال في الحركة، ويعتبر من الشخصيات المؤثرة داخل الحركة وأبرز قياداتها.. اختلفت رؤيته مع مؤسسية الحركة الشعبية. وتمثل ذلك بوضوح خلال انتخابات اتحاد المحامين السودانيين وعلى اثر ذلك آثر تقديم الاستقالة.
تقرير: نبيلة عبد المطلب
|
|
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست