بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-18-2006, 10:17 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل

    زملاء وزميلات هنا فى المنبر من الناشطين فى عدد من الجمعيات

    المدنية والحقوقية المصرية والأجنبية ، كانوا ضمن ضحايا مذبحة مصطفى محمود،

    وان نجوا من الموت بأعجوبة ..فهم لم ينجوا من الضرب والاعتقال

    والانتهاك البدنى والنفسى ..

    سمعت منهم بعض القصص المؤلمة .. أردت ايرادها هنا ولكن ..

    ليس أفضل من شاهد عيان .
                  

06-19-2006, 06:37 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    شكرا آمنه وانت تلمسين مواقع الجراح

    فعلا انا مستغربه ,وهذا زمن التوثيق

    كيف يعتقد الاخوة انه الاعتماد على الحوادث المرويه كافيا.

    الا يعلمون انه مجرد ان تقول انك اخذت القصه الفلانيه من الموقع الفلاني

    يعتبر بمثابة مرجع يعتمد عليه اكثر مما تقول حدثني فلان او علان.

    اتمنى من الاخوة:

    هندي يوسف فضل

    النسر

    ووضاح

    وكل من لا نعرفه ان يكتب هنا بصدق,فالصمت لن ينفع.

    تراجي
                  

06-19-2006, 07:23 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: Tragie Mustafa)

    ok I will
                  

06-20-2006, 07:24 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    الحبيبة امنة

    الف شكر على فتح هذا البوست التوثيقي

    انا شخصيا لم اتواجد هناك اثنا فض الاعتصام ولكن لدي العديد من الاصدقا كانو ا متواجدون منذ اول يوم وحتى اخر لحظة
    سوف احاول اوفيك بالكثير ان شا الله

    فقط فترة وجيزة لالتقاط الانفاس

    وايضا هناك موقع :
    www.norayounis.com
    سوف تجدين معلومات موثقة وشهادة اشخاص

    مودتى
                  

06-20-2006, 07:43 AM

wadah taber

تاريخ التسجيل: 08-10-2005
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    لأخت أمنة مختار
    لكي التحية
    والتحية موصولة أيضا إلي الأستاذة تراجي التي لم يتثنى لي شكرها وتقديرها علي مشاعرها النبيلة و محاولاتها الدائمة للاطمئنان على والسؤال عن أخباري فلك مني كل الود والتقدير.
    بعاعيت مصطفي محمود, ذلك الوصف الذي أطلقته تراجي وهو ما يعبر فعلا عن الحالة التي وصلنا إليها بعد تلك الأحداث المريرة التي مررنا بها ومازالت تعيش في دواخلنا
    الأخت أمنة ما الذي تريدنا أن نحكيه والعالم كله رأي وشاهد وسمع ما حدث واذا كنت تقصدين تجربتنا الشخصية هذا ما يصعب علينا اجتراره وسرده فتلك ذكريات مؤلمة، وهذا لا يعني أننا نسينا أو تناسينا ما حدث.
    أما بخصوص التوثيق فقد قمنا بذلك فهنالك تقرير إنجليزي عربي شبه مكتمل مقسم إلي عدة فصول يعكس الفصل الأول الخلفية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للاجئين السودانيين والفصل الثاني عن الأوضاع القانونية للاجئين السودانيين في مصر والفصل الثالث يحمل مأساة مذبحة مصطفي محمود وفي محاولة لإضافة مستجدات ما بعد الإحداث.
    وعلي حد علمي أن هنالك فيلم أيضا تم تصوير جزء كبير منه أثناء الأحداث وأضيفت إليه بعض من الشهادات الحية.

                  

06-20-2006, 08:24 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: wadah taber)

    شهادة - 1
    كيف تم فض الاعتصام؟
    30/12/2005

    في مساء يوم 29 ديسمبر حاصرت قوات الأمن المركزي معسكر اللاجئين السودانيين المعتصمين في الحديقة الواقعة أمام جامع مصطفى محمود. كنا واقفين على جدار في منطقة خالية نسبيا من الحديقة، خلف قوات الأمن مباشرة وكنا نرى المعسكر مباشرة أمامنا. لقد قدرت ومعي آخرون عدد قوات الأمن بحوالي 6000 حول المعسكر في 5 أو 6 صفوف متوازية.

    في حوالي الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل كان هناك عدد من المسئولين الحكوميين المصريين يتنقلون ما بين صفوف الأمن ويبدو أنهم يحاولون التفاوض مع قيادات المعسكر. اتصلنا بأحد معارفنا داخل المعسكر وقالت لنا أن المعتصمين يرفضون مطالب البوليس بأن يركبوا الأتوبيسات ويرحلوا من المكان حيث أنهم لا يعرفون ولا يثقون في المكان الذي سوف يؤخذون إليه.

    كما قالت لنا أن هناك عدد كبير من الأطفال والنساء في المعسكر. ثلاث أو أربع مرات ما بين الساعة الثانية صباحا والرابعة صباحا تم توجيه خراطيم المياه إلى داخل المعسكر وفوق رؤؤس المعتصمين بحيث أصبح الجميع غارقا في الماء. سمعنا البوليس يأمرهم بالمغادرة تجنبا للعنف. في تلك الأثناء بدأ جنود الأمن المركزي في الغناء والقفز في مكانهم وكأنهم يهيئون أنفسهم لأمر ما. رأينا قوات أمن من خارج الأمن المركزي، لا تحمل هراوات، تخلع الأحزمة ويمسكون بها في أيديهم في استعداد للهجوم. لم تكن هناك أي مساعدات طبية في المكان كما لم يكن هناك سيارة إسعاف واحدة.

    في حوالي الساعة الرابعة والنصف أو الخامسة فجرا هجمت قوات الأمن فجأة على المعسكر وهم يحملون الهراوات الطويلة والدروع. رأينا رجال الأمن يضربون عشوائيا في كل الاتجاهات وهم يخترقون المعسكر. سرت على قدمي حول ضلعين من أضلاع المعسكر وكنت قريبة من قوات الأمن وهي تضرب. لم يكن هناك تدافع من المعتصمين على عكس ما ورد في تقارير المسئولين المصريين. العكس هو ما حدث، أن قوات الأمن، التي تجاوزت المعتصمين أضعافا مضاعفة من حيث العدد والقوة، كانت تدفع المعتصمين دفعا.

    رأينا معتصمين يتم جرهم بقسوة (كل واحد منهم يمسك به اثنان أو ثلاثة من الشرطة) بعيدا في اتجاه الأوتوبيسات. الكثيرون منهم كانوا مصابون. بعضهم كان فاقدا للوعي. في كثير من الحالات استمر ضربهم أو ركلهم بواسطة شرطة ترتدي الزى الرسمي وأخرى بالزى المدني حتى بعد أن تم تقييد حركتهم. بعضهم كان فاقدا للوعي تماما وكان يتم حملهم. أغلبهم تم شحنه في أوتوبيسات مزدحمة، دون أي رعاية طبية. بعض ممن فقدوا الوعي تم وضعهم على جانب الطريق. رأينا طفلا حديث الولادة انفصل عن والديه وتم تسليمه في أحد الأوتوبيسات وحيدا وبدون حذاء أو ملابس ثقيلة تقيه من البرد. رأيت شابا سودانيا ميتا وملقى على الأرض. الجثث كانت تترك على جانب الطريق.

    بعد ذلك وصلت سيارات الإسعاف وحملت تلك الجثث. على عكس تصريحات الحكومة المصرية فإنه غير صحيح أنه تم نقل المصابين فورا إلى المستشفيات.

    رأينا رجل شرطة يعرج وآخر يضع رباط حول رأسه. لم أرى أي اصابات أخرى بين رجال الشرطة. الغالبية العظمى منهم لم تصاب بأذى.

    في صباح يوم 30 ديسمبر صرحت السلطات بأن 10 من السودانيين توفوا أثناء الاحتجاج|. لكن تبعا لوكالة رويتر فإن سيارات الإسعاف أعلنت ضعف هذا العدد من الموتى.

    لقد تم نقل المعتقلين إلى معسكرين عسكريين مكشوفين أحدهما معسكر دهشور في مركز المجندين التابع لإدارة السجون والآخر في معسكر الإصلاح بطره إضافة إلى معسكرات اعتقال أخرى في القاهرة. أحد الأشخاص في المعسكر الأول قال أن ثلاثة من المعتقلين توفوا متأثرين بجراحهم في طريقهم إلى المعسكر. الآخرين كان يتم الاستعلام عن هوياتهم وفحص بطاقات التعريف الخاصة بهم.

    يقال أن السودانيين المصابين تم نقلهم إلى عدد مكن المستشفيات في أماكن متفرقة من القاهرة امبابه العام (الذين ذكروا أن لديهم ثلاث وفيات) والمهندسين و6 أكتوبر. كما سمعنا أن المفوضية وكاريتاس يقومون بزيارة تلك المستشفيات.

    مركز النديم
                  

06-20-2006, 08:27 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: hanadi yousif)

    شهادة 2: ماذا حدث في ميدان مصطفى محمود؟
    30/12/2005

    في يوم الخميس الموافق 29 ديسمبر في تمام الساعة العاشرة مساء وصلتني رسالة على هاتفي المحمول تقول بأن منطقة المهندسين أصبحت مثل الثكنة العسكرية وأن هناك احتمال لتفريق اللاجئين السودانيين المعتصمين هناك منذ ثلاث شهور بالقوة.

    وصلت الى المكان في تمام الساعة الحادية عشر لأجد سيارات الأمن المركزي ورجال الأمن يملئون المكان ويغلقون الشوارع المحيطة به: شارع البطل أحمد عبد العزيز وأحمد عرابي وجامعة الدول. رأيت صفوفا من أوتوبيسات النقل العام تقف بداية من ناصية البطل أحمد عبد العزيز وحتى جامع مصطفى محمود، وبداخلهم عدد من جنود الأمن المركزي. تمكنت من تدوين بعض ارقام الأوتوبيسات: 4129 و3696 و4107 و4136 و4335 و3416 و3534 و3416. بعد بضعة دقائق أغلقت جميع الشوارع المؤدية الى جامع مصطفى محمود. قوات الأمن توجه المشاة بعيدا عن المنطقة ثم تعمل على تفريقهم.

    في الساعة الواحدة صباحا، كان الطقس شديد البرودة، بدأت قوات الأمن في فتح خراطيم المياه على اللاجئين.. ثلاث مدافع من المياه من ثلاث اتجاهات مختلفة.. أول دفعة مياه استمرت حوالي 6 دقائق وكانت شديدة العنف. كنا نرى تدفق المياه يصل حتى ارتفاع الدور الرابع لمبنى قريب من الحديقة. هل كانوا يرغبون في تحطيم أسقف خيامهم؟.

    اللاجئون قابلوا مدافع المياه بمزيج من الغناء والرقص. لن نرحل: تلك كانت رسالتهم. لكن أحدا على الجانب الآخر لم يتمكن من فهم الرسالة. بالنسبة لقوات الأمن كان ذلك امرا استفزازيا وبدا الأمر وكأنهم حسموا بأن هؤلاء اللاجئين يستحقون أي ما سوف يحدث لهم.. فهم مجانين.

    المدنيون القليلون المارون بالمكان وقفوا ليشاهدوا المنظر وبدا وكأنهم مستمتعين به. تألمت حين سمعت تعليقات مثل "دعوهم يستحمون ليصبحوا نظيفين" "كان يجب لقوات الأمن أن تتخلص منهم منذ اليوم الأول" " لقد صبرت عليهم مصر اكثر من اللازم" "إنهم مقرفين" وتخلل تلك التعليقات بعض الضحكات في الوقت الذي كان السودانيون فيه يرشون بالمياه. البعض وقف مذهولا يراقب ما يحدث على حين اعترض شخص واحد بأن للسودانيين مطالب وحقوق يجب على المفوضية أن تكفلها لهم.

    أحد ضباط الأمن قال لواحد من الأصدقاء وبابتسامة عريضة على وجهه انهم في حاجة ماسة الى الاستحمام بعد ثلاث شهور من الاعتصام. لدينا أوامر بأن ننهي هذا الأمر الليلة. ثم أضاف: وسوف نفعل.

    لجأنا الى الدور الثاني في قهوة سيلانترو في الناحية المواجهة للحديقة لنتمكن من الملاحظة ونقوم بالتصوير ونقوم ببعض الاتصالات. لقد كان توقيت الهجوم على اللاجئين مدبرا بحكنة. بعد منتصف الليل في عطلة نهاية الأسبوع ونهاية العام. كل من اتصلت بهم من الصحفيين كانوا خارج المدينة. وصل الى المكان عدد من النشطاء السياسيين لكنهم كانوا عاجزين عن فعل شىء تماما. بعض نشطاء حقوق الإنسان كانوا معنا على الهاتف طوال الليل. أحد المحامين، زياد، تمكن من الدخول الى حيث اللاجئين لكن تم ابعاده بالقوة من قبل البوليس.

    بقية القصة؟ عار آخر.
    بعد حوالي ساعة أخرى انهال عليهم سيل جديد من الماء. هذه المرة كانت المياه منخفضة وقوية وموجهة مباشرة نحو البشر. توقفت المياه وبدأت جولة من المفاوضات ما بين اللجنة المنتخبة من اللاجئين ومسئول حكومي مصري ومسئول من المفوضية العليا لشئون اللاجئين. قال المصري: المفوضية لن تقدم لكم شيئا. نحن مخولون من أعلى سلطة في البلاد لتفريق هذا الاعتصام اليوم. وجاء رد اللاجئين: سوف نموت على النجيلة.

    تمكنت من التسلل إلى الصف الثاني من رجال الأمن المحيطين باللاجئين. واحد من الأوتوبيبسات العامة المنظرة في المكان كان به خمسة من اللاجئين جالسين في المقعد الخلفي على حين كان خمسة من جنود الأمن المركزي يضربون لاجئا سادسا بوحشية. من مكاني الى جانب الباص كنت استطيع أن أراه وأن اسمع صراخه وهم يضربونه على رأسه وظهره بأيديهم وبالعصي، وهم يركلونه ويلوون ذراعه وراء ظهره وهو يصرخ بصوت أعلى فأعلى. أحد الضباط الواقفين جانبنا قال: أنه يحاول أن يكسر زجاج الباص وأن يهرب لأنه مخمور. في هذه اللحظة وقف أحد الرجال في المقعد الخلفي وأخرج من نافذة الباص طفلة لا يتجاوز عمرها بعض شهور وهو يصرخ: لسنا مخمرين. لست مخمورا. وهو ليس مخمورا وهذه الطفلة ليست مخمورة. أمها ماتت هنا في هذه الحديقة. تحول الجنود اليه ليضربوه على حين واصلوا ضرب اللاجىء السادس. أحد الشباب الواقفين التقط المشهد على هاتفه المحمول ثم أرسله الى.

    المراسلون والمشاهدون وبعض النشطاء الموجودون في المكان بدأوا في ترك المكان يعد أن مر الوقت دون اي تطور جديدز كان الطقس شديد البرودة وكنت أشعر بأنفي ويداي تتجمد. لم أتصور كيف يشعر هؤلاء المغمورون بالمياه! في حوالي الساعة الرابعة صباحا تمكنا من الدخول الى مبنى البنك المصري الوطني وفي هذا الوقت فقط تمكن من التعرف على الصورة الكاملة من طابق عال. في ميدان مصطفى محمود وما تمكنت من رؤيته من شارع جامعة الدول وشارع لبنان والشارع الجانبي للمسجد تمكنت من رؤية 60 سيارة من سيارات الأمن المركزي وأربع سيارات اسعاف و10 مصفحات وعدد لا يحصى من الباصات.

    في الساعة الرابعة وأربعة وخمسين دقيقة انتظمت صفوف القوات وبدأ الصف الأول منها في الاقتراب اكثر والإحاطة باللاجئين. كانوا يجهزون أنفسهم وكان لصوتهم صدى في المدينة الصامتة حيث بدأوا في القفز من قدم الى اخرى على حين يهتفون هو - هو - هو - مصر ثم ينشدون: يا أحلى اسم في الوجود يا مصر.. نعيش لمصر ونموت لمصر! كذلك اصطف اللاجئون داخل الحديقة ويدأوا في الهتاف: الله أكبر، لا إله إلا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل. المسيحيون يدأوا ينشدون: هاليلويا. وبذلك تم تحديد طرفي المعركة.. المدنيون القليلون الموجودون في المكان بدأوا في تشجيع الجيش المصري ضد "الطفيليات القذرة السوداء، المسيحية". نعم لقد كان مشهدا لا انسانيا. في تمام الساعة الخامس صباحا بالضبط بدأت مدافع المياه تهاجمهم من جديد وبطول سيل المياه بدأت قوات الأمن هجومها على اللاجئين السودانيين بالهراوات والدروع. بعد دقيقة توقفت المياه وقام الجنود بتدمير ما تبقى من خيامهم على حين قام الصف الأول من الجنود بقذف متعلقاتهم وحقائبهم بعيدا ليفسحوا الطريق لصفوف الجنود القادمة وراءهم.

    اللاجئون دافعوا عن أنفسهم باستخدام العصي الخشبية التي كانت ترفع خيامهم ، وزجاجات المياه البلاستيكية وأيديهم.

    اللاجئون الموجودون على الجانب الأيسر - تجاه محلات العجيل- دافعوا عن أنفسهم ببسالة ونجحوا في إجبار قوات الامن على التقهقر ثلاث مرات لكن الجنود كانوا بدأوا هجومهم من الجانبين الآخرين. سمعنا صوت ضربات معدنية عالية. أعتقد ان تلك كانت أصوات العصي الحشبية على الدروع الحديدية للجنود. وامتلأت الدنيا بصدى أصوات صراخ النساء والأطفال.

    بعد عشر دقائق سمعنا صوت صفارة وانسحب الجنود من الحديقة. أعاد الجنود تنظيم ثفوفهم. انضم مزيد من الجنود إلى الصفوف المتراصة أمام محلات العجيل. مع الإشارة الثانية بدأ الهجوم مرة أخرى. هذه المرة كان الهجوم شرسا. أغلقوا أنوار الميدان ولم يسكت الصراخ لحظة واحدة. كان أكثر الصراخ حدة هو صراخ الأطفال. لم أدري في أي اتجاه أنظر. كان الجو باردا. وكانت الدنيا ظلام. كنت متأكدة ان الحديقة لابد وان تكون غارقة في الطمي بعد كل تلك المياه. كان الجنود متوحشين. كانوا يضربون الجميع ويدهسون كل شىء وأي شىء.

    بمعدل كل ثانية أو ثلاث ثوان يتم جر أحد الاجئين من دائرة الرعب، ليتم ضربه طوال الطريق الى حين تسليمه الى ثلاث جنود آخرين ليتمكن من العودة واصطياد لاجىء آخر. أما الثلاث جنود فكانوا يواصلون ضرب اللاجىء بالعصي على ظهره ويجبروه على الركوع ويصفعوه على وجهه ثم يسحلوه الى الباص حيث يتولاه طقم ثالث من الجنود. وطوال لاوقت كانت قوات الامن تسب اللاجئين بأفظع الشتائم.

    لقد حدث ذلك للرجال والنساء بدون تمييز. أحيانا حين تكون الصحية امرأة كنت أرى طفلا يحاول أن يمسك بأحد ساقي امه في حين كان الجندي يجذبها بعيدا عنه. لقد رأيت الجنود يحملون أربعة لاجئين وفي اكثر من مرة كانوا يسقطون بدون حراك على الأرض وأطاد أقسم أنهم كانوا ميتين.

    أفظع ما في الأمر كان ردة فعل المصريين. فقد كان المدنيين يشجعون الجنود كما لو كانوا قوات مسلحة حررت فلسطين. وكلما تقدم جنود الأمن المركزي في معركتهم مع اللاجئين العزل كلما زاد التشجيع والصفير والتصفيق. لقد كانوا سعداء!
    كان الجنود أمام محلات العجيل يستعدون للانضمام الىالمعركة حيث قال لي مضيفنا الواقف الى جانبي في الشرفة: "نحن ندخل من الجانب الأيسر". نظرت اليه في ذهول: هؤلاء ليسوا "نحن". قال" أقصد المصريين". قلت" هؤلاء ليسوا مصريين" قال: "مش مهم" وبدأت أرجف.


    في اثناء ما كان اللاجئون يخرجون في أعداد أكبر أجبرتهم قوات الأمن على الجلوس على الأرض على حين كانوا يضربوهم ليمضوا الوقت الى حين يأتي الجنود وينقلوهم الى الباصات. أحد الأصدقاء قال لي انه شاهد أحد الضباط يبصق على الباص وهو يتحرك بعيدا باللاجئين!
    انهارت مقاومة اللاجئين تماما. وعلى حين تبقى عدد قليل من اللاجئين داخل الحديقة يواجهون حوالي 2500 من جنود الأمن المركزي علا صوت الصراخ حادا يائسا.

    وانتهى كل شىء في تمام الساعة الخامس والنصف!
    حين تمالكت نمفسي بعض الشىء أخذت سيارتي وسرت وراء ست باصات نقل عام بيضا حملت اللاجئين المصابين ومعهم قوات أمن الدولة الى معسكر الأمن المركزي في دهشور على طريق الفيوم. وصل الباص هناك حوالي الساعة السابعة والربع. المعسكر يقع حوالي على بعد 40 كم خارج القاهرة. قد تكون المسافة أقل أو أكثر بقليل. كنت متعبة. أرقام الباصات التي شاهدتها كانت 3686 و4107 و6132 و4335 و3696. لم أتمكن من رؤية رقم الباص الأول. عدت الى القاهرة، مباشرة الى ساحة المعركة. وسوف أترك الصور لتحكي ما جرى.
    http://www.norayounis.com/2005/12/30/74

    حتى هذه اللحظة مات عشرون من اللاجئين. هناك اخبار بإطلاق سراح كل من أخذوا الى معسكر 6 أكتوبر. البعض أطلق سراحهم من طره. لا توجد أنباء من دهشور.

    أفراد ومجموعات ومحامون وجميعات سوف تتظاهر غدا السبت 12 ظهرا في نفس المكان، احتجاجا على وحشية الحكومة المصرية والدور المشين للمفوضية العليا للاجئين.

    مركز النديم
                  

06-20-2006, 08:48 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: hanadi yousif)

    منظمة حقوقية مصرية تطالب بفريق دولي لتقصي الحقائق
    بشأن مقتل المعتصمين السودانيين
    9/1/2006

    بعثت 12 منظمة مصرية لحقوق الإنسان اليوم برسالة إلى السيدة لويز أربور مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة طالبت فيها بفريق دولي لتقصي الحقائق بشأن الإخلاء القسري للمعتصمين السودانيين على يد قوات الأمن المصرية في ميدان مصطفى محمود يوم 30 ديسمبر 2005، والذي نتج عنه مقتل العشرات من المعتصمين.

    وأشارت المنظمات إلى فشل الحكومة المصرية على مدي الأعوام الماضية في إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في انتهاكات خطيرة وموثقة قامت بها قوات الأمن. وكان آخر أمثلة هذا الفشل قرار النائب العام في 27 ديسمبر 2005 بإغلاق التحقيق في الاعتداء الجسدي والجنسي على المتظاهرين سلمياً والصحفيين من النساء والرجال في 25 مايو 2005 دون تحميل المسئولية لأحد أو تقديمه إلى المحاكمة.

    وضربت المنظمات الموقعة على الرسالة أمثلة أخرى لتقاعس الحكومة المصرية شملت رفض التحقيق في استخدام العنف من أجل قمع المظاهرات المناهضة للحرب في 2003، والاعتقالات العشوائية واسعة النطاق وتعذيب المعتقلين في إطار التحقيق في هجمات طابا في أكتوبر 2004، والاعتداء بالضرب المبرح على المتظاهرين أثناء احتجاجهم سلمياً على قرار الرئيس مبارك إعادة الترشيح للرئاسة في 30 يوليو 2005، واستخدام العنف والترويع ضد الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أواخر عام 2005 والتي انتهت بمصرع ما لا يقل عن 16 ناخباً.

    وقالت المنظمات الحقوقية في رسالتها إلى المسئولة الأولى عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة: "إن هذه الأمثلة الأخيرة، إضافة إلى تصريحات المسئولين المصريين الذين ألقوا جميعاً باللائمة على المعتصمين السودانيين واتهموهم بالتسبب في العنف، ورفضوا تحميل قوات الأمن أي مسئولية عن سقوط القتلى والمصابين، لتضفي شكوكاً قوية حول قدرة أو رغبة الحكومة المصرية في التحقيق في هذه "المأساة الفظيعة"، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، ومعاقبة المسئولين عنها."

    وطالبت المنظمات المصرية مفوضة حقوق الإنسان بأن تقوم بشكل عاجل بإرسال فريق لتقصي الحقائق إلى القاهرة من أجل التحقيق في الاستخدام المفرط للقوة وغيره من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن والإعلان عن نتائج هذا التحقيق، على أن يتضمن التحقيق أداء المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة. كما طالبوا المفوضية السامية لحقوق الإنسان بضمان تنفيذ الحكومة المصرية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان عبر التحقيق في تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتقديم المسئولين عنها إلى العدالة، وتقديم تعويضات للضحايا، ومنع ترحيل أي من المعتصمين بالمخالفة للقواعد القانونية.

    وقع على الرسالة كل من مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز هشام مبارك للقانون، وجمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والجمعية المصرية لمناهضة التعذيب، ومركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، والمركز المصري لحقوق السكن، ومركز حقوق الطفل المصري، والمرصد المدني لحقوق الإنسان.

    وفيما يلي ترجمة لنص الرسالة:

    القاهرة في 9 يناير 2006
    السيدة/ لويز أربور
    المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة
    نكتب إليك بشأن استخدام العنف على يد قوات الأمن المصرية في يوم 30 ديسمبر 2005 من أجل إخلاء لاجئين وطالبي لجوء ومهاجرين سودانيين كانوا يشاركون في اعتصام سلمي في منطقة المهندسين بالقاهرة منذ شهر سبتمبر 2005. وقد نتج عن هذه العملية الذي لجأت فيها قوات الأمن إلى استخدام مدافع المياه والضرب العشوائي مقتل 27 من المعتصمين وفقاً للتقديرات الرسمية، في حين تشير تقديرات قادة المعتصمين ومراقبين حقوقيين مستقلين إلى أن عدد القتلى يتجاوز السبعين قتيلاً.

    وبينما تمت إدانة هذه الهجمة الدموية مباشرة على لسان كل من الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لشئون اللاجئين، فإن مفوضية حقوق الإنسان قد امتنعت حتى الآن عن التعليق علناً على الاستخدام المفرط للقوة على يد قوات الأمن المصرية.

    لقد فشلت الحكومة المصرية على مدي الأعوام الماضية في إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في انتهاكات خطيرة وموثقة قامت بها قوات الأمن.

    وكان آخر أمثلة هذا الفشل قرار النائب العام في 27 ديسمبر 2005 بإغلاق التحقيق في الاعتداء الجسدي والجنسي على المتظاهرين سلمياً والصحفيين من النساء والرجال في 25 مايو 2005 دون تحميل المسئولية لأحد أو تقديمه إلى المحاكمة.

    وبالمثل، فقد رفضت الحكومة المصرية مؤخراً التحقيق في استخدام العنف من أجل قمع المظاهرات المناهضة للحرب في 2003، أو الاعتقالات العشوائية واسعة النطاق وتعذيب المعتقلين في إطار التحقيق في هجمات طابا في أكتوبر 2004، أو الاعتداء بالضرب المبرح على المتظاهرين أثناء احتجاجهم سلمياً على قرار الرئيس مبارك إعادة الترشيح للرئاسة في 30 يوليو 2005، أو استخدام العنف والترويع ضد الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أواخر عام 2005 والتي انتهت بمصرع ما لا يقل عن 16 ناخباً.

    إن هذه الأمثلة الأخيرة، إضافة إلى تصريحات المسئولين المصريين الذين ألقوا جميعاً باللائمة على المعتصمين السودانيين واتهموهم بالتسبب في العنف، ورفضوا تحميل قوات الأمن أي مسئولية عن سقوط القتلى والمصابين، لتضفي شكوكاً قوية حول قدرة أو رغبة الحكومة المصرية في التحقيق في هذه "المأساة الفظيعة"، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، ومعاقبة المسئولين عنها.

    إننا نرحب بإعطاء الأولوية للمحاسبة ومحاربة الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان منذ أن تم تعيينك كمفوضة سامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وقبلها أثناء عملك كمسئولة الادعاء في المحكمة الجنائية الخاصة بيوغسلافيا السابقة. وقد شعرنا بالرضا عندما ركزت خطة العمل الجديدة الخاصة بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان على إعطاء مزيد من الاهتمام للعمل مع الدول الأعضاء من أجل سد "فجوة التطبيق"، بما يتضمن إرسال مبعوثين حقوقيين إلى الدول بشكل سريع عند الحاجة. كما رحبنا بمبادرتك في العام الماضي إلى إرسال فرق لتقصي الحقائق إلى كل من أوزبكستان وتوجو للتحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان وإعداد تقارير بشأنها. ونحن نعتقد بقوة أن اتخاذ خطوات مماثلة سيكون ضرورياً للاستجابة لمقتل المعتصمين السودانيين في 30 ديسمبر ومنع انتهاكات مشابهة من الوقوع في المستقبل.

    لهذا فإننا نوصي بقوة بأن تقومي بشكل عاجل بإرسال فريق لتقصي الحقائق إلى القاهرة من أجل التحقيق في الاستخدام المفرط للقوة وغيره من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن والإعلان عن نتائج هذا التحقيق. ولا بد أن يتضمن التحقيق أداء المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة. وكحد أدنى فإننا نطالب بأن تقومي بإدانة مقتل عشرات من المعتصمين السودانيين، وبذل جهود من أجل ضمان تنفيذ الحكومة المصرية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان عبر التحقيق في تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتقديم المسئولين عنها إلى العدالة، وتقديم تعويضات للضحايا، ومنع ترحيل أي من المعتصمين بالمخالفة للقواعد القانونية.

    مع خالص التحية؛

    مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب
    المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
    مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
    مركز هشام مبارك للقانون
    جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان
    الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
    الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب
    مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
    مؤسسة حرية الفكر والتعبير
    المركز المصري لحقوق السكن
    مركز حقوق الطفل المصري
    المرصد المدني لحقوق الإنسان

    ****************************


    شهادة 11: رحلة مع الأموات
    1/2006

    إيهاب يحكي:
    كانوا بيدقوا أى شئ على الأرض بيتحرك. بيدقوه. ستات أو أطفال مش مهم. لم نأخذ أى فرصة للتفاوض. رش المياة أبتدأ بعد وقت قصير من بداية الإنذار. طلبنا نعرف أحنا رايحين فين. طلبنا شخص من المفوضية. على طول أبتدا الهجوم والضرب من جميع الاتجاهات. المساحة اللى أحنا واقفين عليها كانت مزدحمة جداً وهم ضغطوا علينا وهجموا من جميع الجهات. الأطفال كانوا فى الأرض. حاولنا نرفعهم يضربوا فينا أحنا والأطفال. اللى مات منا مات. واللى إنصاب أو تعب يجروه على الاوتوبيس ويفضل ينضرب لغاية ما يوصل. ضربونى فى عينى والدم نزل من أنفى. كل ما أحاول أمسك طفل يضربوه. الطفل انضرب وأنا ماسكه بيده عشان كدة اصابعى أنكسرت.

    أنا وقعت فى الأرض وكنت ماسك طفل وكنت زى الميت. جرونى زى الكلب. لما فقت كانت يدي مربوطة. ضربونى بعصاية كهرباء. رحت فى غيبوبة. فقت أتلفت يمين وشمال لقيت ناس بتتكلم. فتحت عينى ماكنتش شايف كويس. عينى كان عليها دم. لقيت ناس من جماعتنا ميتين. لقيت نفسى فى المشرحة أنا والميتين سواء. رفعت راسى. ماقدرتش. كان فيه أثنين دكاترة وبيقولوا دولا ناس ميتين. سالوا تعملوا ايه فيه واحد صاحي. واحد قال: موته. وفيه واحد جاب حاجة زى الحقنة عشان يعطيها لي. دخل سودانى زائر راح الدكتور شال الحقنة وأخذ جنب. اشرت للسودانى بيدى. جه. قلت له اسندنى على الحائط. لما وقفت شفت أطفال وحريم ورجال ميتين حواليا. السودانى بكا وطلع.

    خدونى رقدونى فى الصالة، بعدين حطوني على نقالة وطلعونى. العنبر كان فيه ضباط وحرس. سجلوا أسماءنا. كان فيه خمس أطفال. أثنين ملفوفين بالبطانية والباقيين شايلينهم على الكتف. مجرد ما شفتهم قمت. رغم الألم رفعتهم وحطيتهم على سرير. كانوا بين الحياة والموت. سنهم كان من حوالى سنة ونصف إلى أربع سنين.

    قلبى أكلنى. قلت يا جماعة أحنا قاعدين نعمل إيه. ما فيه علاج وعاوزين يعطونا حقن يموتونا. قلت يا ناس لو جاء الأكل ما فى حد يأكل. وفعلا رفضنا الأكل. طلعت أشوف العنبر الثانى لقيت فيه جرحى كتير وأكثر من عشرين طفل. لقينا أب طفله مات وهو نفسه بين الحياة والموت. قلت لهم خرجونا ما عاوزين نقعد. طلعونا من العنبر وركبنا أتوبيس ورحنا القسم. بعدين عرفت أنه الدقى. سجلنا الأطفال بأسمائنا (أخذنا الخمس أطفال معنا). الزنزانة كانت ضيقة. كنا عشرين مش عارفين نقعد وأحنا شايلين الأطفال. كلنا متعورين. كلبشونا كل أربعة مع بعض وكان فيه حريم. روحنا معسكر بعيد بعد 6 أكتوبر. جم نزلونا وقسمونا وسجلونا فى المعسكر. كانت الساعة 4.30. عاملونا بقسوة زى مجرمى الحرب. حتى الحمام رحنا بالحرس. جابو أكل لكن تركونا بدون علاج.

    نزلونا فى الشوارع. كل عشرة كيلو خمس أفراد مجروحين وعريانين وحافيين ومن غير فلوس. كل واحد نازل يضربوه وهو نازل. وأخذنا السكة مشي.

    قعدت فى مستشفى سنابل ثلاث أيام بدون علاج. كنت مضروب. جسمى كله بيوجعنى. عينى ورجلى متعورة وأصابع يدى الوسطانين مكسرين ومتعورين. قعدت خمس أيام مش عارف أنام من ضيق النفس وألم الصدر. ثلاث أيام من غير علاج وفى اليوم الثالث أتخنقت وجيت أخرج من المستشفى جابولى دكتور من كاريتاس وعمل أشعة على يدى وجبسها، إشاعة صدرى سليمة. بس الظاهر فى تمزق فى العضلات.



    *******************

    شهادة 10: لقيتهم في درج 9 و12!
    1/2006

    يوم الخميس 5 يناير كنت في محطة مترو جمال عبد الناصر.. الشرطة سألتني انت رايح فين، ونزلوا في ضرب. قلت لهم يا جماعة أن عيان. أنا مش قاعد في النجيلة. وقعت على الأرض. حاولت أطلع الأوراق. الضابط شاف أوراق العلاج من مستشفى للجراحة والتجميل.. قال خلاص امشي!
    رجعت البيت ونمت.

    يوم الجمعه اتصل بي واحد من سجن على طريق مصر اسكندرية.. كلمني على التليفون.. قال لي انت فين. حكيت له. قال أنا في السجن وفي حالة صعبة. قال لي ان فيه اتنين من الأطفال ماتوا في العربية. قال لي بطارية الموبايل هتنتهي وأنا مش عارف هو فين دلوقتي.

    سألته عن فلان وفلانة. قال لي الناس دي ماتت فوق النجيلة وأنا شفته.. لو تقدر تروح المشرحة شوفهم. أخدت التاكسي يوم الأحد ورحت مشرحة زينهم.. كانت الساعة 3 ظهرا.. قابلت نقيب .. قلت له عندي راجل في المشرحة كان مات فوق النجيلة.. دخلت المشرحة ومعي زوجة مانجوين كورو.. كان معه ورقة عليها اسم منى. وجر الدرج وأنا شفت الدرج وتأكدت. الجثة كانت مشروط من الصدر (التشريح في المستشفى) درج رقم 9 في الورقة مع الضابط لقيت مكتوب اسم الشهرة بتاع مانجوين وهو أمكو وتعرفنا على الجثة في الدرج رقم (12). شفت طفلة راسها مفتوحة وسيدة مضروبة في الوجه وفكها مكسور وفروة راسها مقلوبة للأمام.

    قالوا لو عاوز تاخد الجثة تروح نيابة الدقي وتكتب طلب، بعدين تودي الطلب للمشرحة. رجعنا البيت. زوجته لسه بتعيط وفي أطفال في البيت. حاجة صعب جدا.

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود.
    **************شهادة 9: هاجس فعص الأطفال
    1/2006

    هدى، محامية، تحكي:
    نقلونا طره. كانت ملابسنا مبلولة. فضلت علينا لثانى يوم وثانى يوم تركونا فى الشمس. بالصدفة كانت شديدة فى اليوم الأول بعد الاعتصام وكان أغلبنا متعورين. وكان فيه ناس متكسرين. بنشيلها شيل. فضلوا يخرجوا ويدخلوا فينا فى العنبر. ينادو علينا واحد واحد أكثر من أربع مرات واحنا مش قادرين نمشى. الظاهر كانوا قاصدين. فيه طفل مات فى المعسكر .. أمه كانت بتصرخ بهستريا ومش قادرة تسيبه. العساكر كانوا يشدوا فيها عشان ياخدوا الولد وأحنا نشد وحصل زى هستريا جماعية. وحاولوا يفكونا عشان الأم تسيب الطفل. كلنا كنا بنبكى عليه. فى نفس يوم وصولنا طره نقلونا إلى المطار. كنا حوالى 45. الظاهر كانوا هيرحلونا. بينا وبين بعض قولنا أحنا هنقاوم وهنضرب أنشالله نموت لأن الترحيل إلى السودان خطر كبير علينا. جاءت مكالمة على اللاسلكى رجعونا تانى طره. الساعة كانت 12 بالليل وقرروا يركبونا أتوبيسات وينزلونا كل أربعه فى حته بعيدة. كان فيه واحدة معوقة اسمها "نجلاء" وكان فيه ستات تركوا أزواجهم فى المعسكر. وكان فيه ستات أطفالهم ضاعت. نزلنا فى الشوارع. كان شكلنا وحش وأحنا حافيين وملابسنا مهلهلة. وفيه ناس قالوا لينا أحسن أنهم ضربوكم..

    خايفة نكون عفصنا الأطفال، أشعر بذنب كبير جدا.. حاولنا نخرجهم.. الأمهات كانوا خايفين يسيبوا أطفالهم وبعد دقائق كانت المياه مغطية الكل وأبتدأنا نحاول نغطى الأطفال بالبطاطين.
    * * *

    عزيزة (مهندسة زراعية) تحكي:
    ذهبنا إلى سجن القناطر.. قعدت خمس أيام.. كان فيه أكثر من 150 ست. لبسنا لبس السجن وحطونا فى عنبر مفتوح من فوق وكانت الدنيا برد. نمنا على الأرض وببطانية واحدة. فى اليوم الثانى ودونا عنبر التحقيق. كان فيه شوية سراير ثلاث أدوار. بس أغلبنا كان نايم على الأرض. المرحاض كان بداخل العنبر والمياه خارجه منه على الأرض. وكان فيه رطوبة شديدة. كان فيه إصابة فى رجلى. رحت مستشفى السجن بس العلاج مش كافى ودلوقتى عندى خراج. النزيلات السودانيات اللى كانوا فى السجن قبلنا قالوا أنهم كانوا عارفين قبل فض الاعتصام بيوم أن أحنا جايين. كان فيه حوالى خمس اطفال واحد فيهم سنة سبعة أو ثمانى شهور. الأمهات كانوا بيرضعوا. كان فيه طفل سنه خمس سنوات ملهوش أهل وبنت 11 سنة أهلها مش معها. أكتر حاجة كانت يتموتني هي الأطفال. كل ما أقعد لوحدى وأفتكر الأعتصام وأفتكر المنظر ما يغيب عن عينى .. مرعوبة إن ممكن الواحد وهو بيرجع وراء عشان يخلص نفسه يكون عفص زول أو موت زول (تقصد فعص أو موت طفل)

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود.

    ******************
    شهادة 9: هاجس فعص الأطفال
    1/2006

    هدى، محامية، تحكي:
    نقلونا طره. كانت ملابسنا مبلولة. فضلت علينا لثانى يوم وثانى يوم تركونا فى الشمس. بالصدفة كانت شديدة فى اليوم الأول بعد الاعتصام وكان أغلبنا متعورين. وكان فيه ناس متكسرين. بنشيلها شيل. فضلوا يخرجوا ويدخلوا فينا فى العنبر. ينادو علينا واحد واحد أكثر من أربع مرات واحنا مش قادرين نمشى. الظاهر كانوا قاصدين. فيه طفل مات فى المعسكر .. أمه كانت بتصرخ بهستريا ومش قادرة تسيبه. العساكر كانوا يشدوا فيها عشان ياخدوا الولد وأحنا نشد وحصل زى هستريا جماعية. وحاولوا يفكونا عشان الأم تسيب الطفل. كلنا كنا بنبكى عليه. فى نفس يوم وصولنا طره نقلونا إلى المطار. كنا حوالى 45. الظاهر كانوا هيرحلونا. بينا وبين بعض قولنا أحنا هنقاوم وهنضرب أنشالله نموت لأن الترحيل إلى السودان خطر كبير علينا. جاءت مكالمة على اللاسلكى رجعونا تانى طره. الساعة كانت 12 بالليل وقرروا يركبونا أتوبيسات وينزلونا كل أربعه فى حته بعيدة. وكان فيه ستات تركوا أزواجهم فى المعسكر. وكان فيه ستات أطفالهم ضاعت. نزلنا فى الشوارع. كان شكلنا وحش وأحنا حافيين وملابسنا مهلهلة. وفيه ناس قالوا لينا أحسن أنهم ضربوكم..

    خايفة نكون عفصنا الأطفال، أشعر بذنب كبير جدا.. حاولنا نخرجهم.. الأمهات كانوا خايفين يسيبوا أطفالهم وبعد دقائق كانت المياه مغطية الكل وأبتدأنا نحاول نغطى الأطفال بالبطاطين.
    * * *

    عزيزة (مهندسة زراعية) تحكي:
    ذهبنا إلى سجن القناطر.. قعدت خمس أيام.. كان فيه أكثر من 150 ست. لبسنا لبس السجن وحطونا فى عنبر مفتوح من فوق وكانت الدنيا برد. نمنا على الأرض وببطانية واحدة. فى اليوم الثانى ودونا عنبر التحقيق. كان فيه شوية سراير ثلاث أدوار. بس أغلبنا كان نايم على الأرض. المرحاض كان بداخل العنبر والمياه خارجه منه على الأرض. وكان فيه رطوبة شديدة. كان فيه إصابة فى رجلى. رحت مستشفى السجن بس العلاج مش كافى ودلوقتى عندى خراج. النزيلات السودانيات اللى كانوا فى السجن قبلنا قالوا أنهم كانوا عارفين قبل فض الاعتصام بيوم أن أحنا جايين. كان فيه حوالى خمس اطفال واحد فيهم سنة سبعة أو ثمانى شهور. الأمهات كانوا بيرضعوا. كان فيه طفل سنه خمس سنوات ملهوش أهل وبنت 11 سنة أهلها مش معها. أكتر حاجة كانت يتموتني هي الأطفال. كل ما أقعد لوحدى وأفتكر الأعتصام وأفتكر المنظر ما يغيب عن عينى .. مرعوبة إن ممكن الواحد وهو بيرجع وراء عشان يخلص نفسه يكون عفص زول أو موت زول (تقصد فعص أو موت طفل)

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود.

    **********************شهادة 8: المشاهد أنطبعت فى راسى ومش قادر أخلص منها
    1/2006

    يحيى الحكيم من دارفور يبلغ من العمر 33 سنة، حاصل على مؤهل جامعى تخصص علاقات دولية. يقول: شريط الأحداث أمامى متواصل.. مش عارف أركز فى أية حاجة.. ماليش نفس أتكلم.. ماليش نفس آكل.. مش مصدق اللى حصل.. شوفت حرب أهلية فى بلدى (الطويلة) فى دارفور.. ماشفتش زى كده.. كان فيه كذب وخداع.. ناس بتنضرب وناس بتنزف.. أطفال بتموت.. ما كنتش مصدق.. كنت حاسس أن اللى بيحصل مش حقيقى.. المشاهد أنطبعت فى راسى ومش قادر أخلص منها.. يوم الحادث بالليل صديقى كان معى فى المنزل بيغير هدومه وقال لى أنه رايح الاعتصام.. سبقته أنا على الأعتصام.. بعدها اختفى.. ماشفتوش خالص.. أمه حالتها صعبة.. مش لاقيين جثته.. لأنه للأن لم يعلن عن كل الأماكن التى بها الجثث.. حصل وفيات كثيرة مش بس فى الحديقة.. ده كمان فى الإسعاف وفى المستشفيات بعد ما نقلهم الإسعاف..

    لو عاوز يفض الاعتصام ليه فتح الطريق للسودانيين ليدخلوا.. فى النوم أشعر أنى زى المخنوق، وأنى فى حد جارى واريا، أصحا كتير بالليل أحلم بكل اللى حصل، ويقولولى أنى بهلوس بصوت عالى.. بفكر كتير فى الناس اللى أنا بعرفهم ما أعرف عنهم حاجة، معرفش إذا كانوا أحياء أو ميتين.. واحدة ست شفتها فى طرة ماكانتش قادرة تمشى.. كانت بتبكى فى اليوم الثانى أسمها اتنشر فى الكنيسة.. ماتت.. باتت عندهم ليلة واحدة.. الصبح شعرت بصداع راحت المستشفى لقوها عندها نزيف بالمخ وماتت.

    لماذا ترك السودان
    المواطن السابق خريج علاقات دولية درس فى المغرب حتى عام 1995 عاد إلى السودان ليعمل فى تخصصه، لم تكن هناك وظائف شاغرة فى وزارة الخارجية فعمل مدرس دراسات اسلامية وبيئية فى مدرسة ثانوية، كانت الظروف المعيشية فيها رديئة للغاية وحدث أن كان هناك اجتماع بمدير المدرسة والمنطقة والمحافظ وكان يناقشون ضرورة أن تكون النتائج الدراسية للمدرسة متفوقة فى الامتحانات، كان الاجتماع فيه معلمين أنا الوحيد اللى اتكلمت عن معاناة الطلاب ومستحيل أن يتفوقون بدون غذاء أو توفر مياة للغسيل، كنت بتكلم بحدة، حصل خلاف قالولى لو عندك كلام إيجالي قول، لو مفيش اسكت. لم أسكت وقلت أنا من حقى أتكلم وأدافع عن حقوق الطلاب. فى اليوم الثانى استدعيت فى مكتب المحافظ. تهمونى بتحريض الطلاب ودعوتهم للإضراب عن الطعام والعصيان المدنى.

    لم يصدقونى حين قلت أن كل ذلك لم يحصل. تركونى قاعد لغاية الليل. اللى رايح واللى جاى يشتمنى وبعدين تركونى أرجع البيت بشرط أن ما أرجعش المدرسة خالص. بالليل يوميا كنت أروح المحافظة أقعد عندهم من الساعة 3 إلى 9 مساءا عشان ما أشفش الطلبة وأرجع أنام فضلت كده شهر. أتفتحت وظائف الخارجية وده كان عام 96 طلعت النتيجة أسمى غير موجود رغم ان كل المقبولين تخصصات بعيدة عن وزارة الخارجية. دخلت المكاتب تشاجرت مرة أخرى. سئلونى أنت منظم؟؟ أنت تابع للنظام الحاكم، أنت اتربيت هنا. أجبت بأننى غير منظم. قالوا لي: خلاص لا يقبل فى الخارجية الا أصحاب الولاء للنظام الحاكم. أنفعلت وأتكلمت عن حقوقى كإنسان وكمواطن وكمتفوق. طلبوا بتوع الأمن فى الوزارة مسكونى وبعد ساعة ركبونى العربية. ما يتكلموش معايا وما قالوش رايحين فين وطول السكة يضربونى.

    حبسونى فى مكان بعيد وتركونى لثانى يوم. قالوا لى أنت شكلك بتاع مشاكل وبتعمل بلبلة وأحنا أتحرينا عنك. فضلوا يضربونى كل يوم لمدة أسبوع ثم تركونى على أن أذهب لمبنى الرئاسة فى الخرطوم لاسجل حضورى. خذونى بالعربية ورمونى بعيد وفعلا كنت باروح الرئاسة يومياً أقعد خمس أو ست ساعات وبعدين يقولوا تعالى بكرة. وبعد 3 أسابيع فكونى بشرط ألا أغادر الخرطوم نهائيا وهددونى بأن خلاص ملفى بقى أسود. مابقاش عندى أى فرص عمل لغاية عام 1999. قدمت عدة مرات فى عدة وزارات حكومية. كل مرة كنت بأترفض. أتعلمت أشتغل مهن ثانية زى الالمونيوم والسقوف المسلحة.

    ***********************
    شهادة 7: بأخاف أطلع الشارع
    1/2006

    عبد الرحيم، مندوب مبيعات
    بأفكر فى كل اللي حصل. حاجة مزعجة خالص فكرة القساوة والعنف. أنهم يقتلوا الناس. الفكرة نفسها مش قادر أصدقها. بأخاف أطلع الشارع. مش قادر أشوف مصريين. لا موأخذة مش قادر حتى أشوفك. كانوا شاهدين على الجريمة وسكتوا عليها. الضباط كانوا بيسخنوا العساكر ويقولوا دول كفرة ودول جايين عشان يخربوا مصر. دول جايين تانى معهم خمور وبيمارسوا الرذيلة. مهمتكم تضربوهم. الجنود كانوا سخنين وكانوا بيغنوا. حتى أثناء الضرب تحس أنه كان مش بيضرب عشان يفرق. لا. ده كان بيضرب غل وبشكل عنصرى زى ما يكون السودانى أكل منه. حتى فى الضرب كان بيفرق بين الشمالى والجنوبى. كان بيضرب الجنوبيين أكثر.

    المواطن السودانى بالنسبة ليهم شمالى. بأفكر فى كل حاجة زى الشريط. مش عاوز يروح من راسى. من الأعتصام على سجن دهشور متعور فى الفم والشفايف ونزيف من الأنف وكنت مضروب فى الرأس وكان عندى دوخة وهلوسة. اليوم كله ألف للساعة الثامنة مساءاً. ركبونا أتوبيسات نزلتنا فى الشوارع على طريق الأتوستراد. كنت حافى وملابسى مهلهلة ومن غير مواصلات. اضطريت أمشى وأنا فى الحالة ديه.

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود.

    شهادة 6: فيه واحد مشنوق فى الحمام
    1/2006

    عبد الحليم عمر. 33سنة. فنى. وصل مصر 16/6/2005. مسجل بالمفوضية خرج من سجن شبين الكوم العمومى يوم 5/1/2006
    يقول:
    كنا جالسين عند بوابة الحديقة. جانا واحد أمن دولة (لابس مدنى) وقال فيه مظاهرة للاخوان المسلمين والشرطة ح تيجى تحمينا. كنا مطمئنين ان الشرطة ح تحمينا. شوفت الشرطة قربت. وضابط كلمنا بميكرفون..

    انا وواحدة معايا كنا بنتفاوض مع لواء شرطة. قال ح نوديكم معسكر. قلت: فين. قال: مش لازم تعرف. قلت: ح نعمل وفد مننا يروح معاكم يشوف المعسكر. رفض وانذرنا بعد خمس دقائق ح يضرب علينا.

    خمس دقائق وضربوا علينا مياه سخنة وبعدها مياة باردة طلبوا منا مرة ثانية ننفض. مع ان الحديقة كانت متحاوطة من كل مكان. بعدها بدأ الضرب من كل مكان. كنت ماسك زوجتى بايدى. كنت خايف عليها جدا. وقعت من كثر الضرب وداسوا على لغاية لما فقدت الوعى. ما حسيتش بنفسى الا فى المستشفى (ما عرفش اسمها). لما فوقت كانوا معلقين لى محلول وكان فيه ورم فى دماغى والم فى رجولى شديد. كنت متصور ان رجولى مكسورة. العنبر كان فيه زى عشرين سودانى وكان معانا حراسة (لابسين مدنى) كانوا يصحبونا حتى للحمام. لما سألته احنا مقبوض علينا قال انتم تبع ايمن نور!! كانت هدومنا مبلولة و حافيين. المعاملة كانت وحشة جدا اول يوم. ثانى يوم كان فيه ممرضة بتغطينا بالبطاطين وتبكى علينا. اخدونا نتعرف على الجثث فى عنبر ثانى. المنظر كان فظيع. جثتين او ثلاثة على الترولى الواحد فوق بعض. اتعرفت على طفل صغير معرفش اسمه لكن شفت ابوه وهو بيقع على الارض وينحدف لفوق. وقع على الارض والعساكر داسوا عليه. (ملحوظة: الاب لا يزال فى سجن شبين الكوم)

    شالونا فى عربيات (الترحيلات) روحنا على طره. كنا حوالى عشرين وتقريبا كان يوم السبت. في طره لقيت زوجتي. مافيش غرف. كنا بنام قدام العنابر. كل واحد بطانية واحده. قسمونا. اللى معاهم بطاقة صفرا لوحدهم والزرقا لوحدهم واللى بدون هوية زيي لوحدهم (جوازى ماكنش معايا) وبدأوا يركبونا العربيات. انا رفضت وطلبت اكون مع زوجتى (معاها اقامة سارية) الظابط اخدنى وفهمنى انه النسوان فى سيارة لوحدهم والرجال لوحدهم عشان مايصحش وانى ح اقابلها هناك. بصينا من شباك العربية شوفنا اليافطة وعرفنا انه رحنا سجن شبين الكوم. السيارة تقف فى وش الباب وننزل كان فيه صفين من العساكر محوطينا. قعدونا صفوف وعدونا ثم مشونا طوابير واعطونا لبس مكتوب علية "تحقيق" ولما اعترضت الضابط قال لى انتم ضيوفنا. لبسنا وصورونا كل واحد شايل يافطة عليها اسمه.
    دخلونا كل 25 فى غرفة صغيره بها طاقات مرتفعة تطل على مبانى السجن وفى ركن الغرفة حمام. بعد ما وصلنا بشوية صرخ زميل لنا وقال فيه واحد مشنوق فى الحمام. تصورنا انه يمزح ولما اتأكدنا اتفزعنا وخبطنا على الباب. جه عسكرى القى نظرة وخرج بعده ظباط كثير وبعدين لواء.
    خرجونا من الغرفة ورفعوا البصمات وشالوا الجثة (كان جنوبى اسمه صعب) شنق نغسه بحبل (الحبل اللى كانت مربوطه به البطانية).
    رجعونا الغرفة نفسها.
    ماقدرتش انام ولا اشرب مياه من الحمام اللى كان فيه المنتحر.
    اعترضت على الأكل (عيش وحلاوة) غيروا الاكل وجابوا لنا (ارز عليه صلصة حمرا). كنت قلقان على زوجتى كدبت على الضابط وقلت له لى ابن قافل عليه فى شقة لوحده. تحروا من زوجتى (كانت فى سجن القناطر) ولما اكتشفوا الكدبة عملوا لى محضر لكن العسكرى قال لى ح نخدمك فيه .

    في اليوم الثالث فى السجن قالوا لنا ننزل عشرة عشرة ووزعوا علينا دفتر اصفر مكتوب علية وثيقة تعارف عليه اسم الواحد وصورته. دخلونى مكتب فيه سودانيين عرفت انهم من السفارة السودانية كانوا معلقين ديباجة على الجاكت. كان كلامهم استفزازى. اتعصبت واتهجمت على واحد. جابوا لى الحرس شالنى. احمد بيه اخدنى فى مكان لوحدى وجاب لى قهوه وسجاير. وقال لى براحتك عايز تتكلم معاهم اتكلم مش عايز خلاص. بعد شوية جانا السودانى (من السفارة) وقال عايزين ده (شاور على). قلت له انت عايز تاخدنى السودان تعذبنى ثانى. قال: انا بتكلم مع احمد بيه مش معاك. احمد بيه خده ومشاه بعيد عنى. لما رجعت الغرفة عرفت ان معظم زمايلى اتشاكلوا مع رجال السفارة

    فى نفس اليوم اختاروا 17 واحد من عنابر مختلفة. قعدونا شوية تحت وماحصلش حاجة. رجعنا العنابر. توقعت مشاكل قلت لزمايلى احنا نضرب عن الطعام بداية من يوم الجمعة. يوم الخميس ندهوا على افراج. خرجنا ال 17 واحد اللى اختارونا من قبل.

    كنا فى سجن شبين حوالى 600 واحنا ال 17 بس اللى خرجنا (يمكن لانهم باقى ال 17 معاهم بطاقة زرقاء ويمكن لان احنا عملنا مشهادة 5: كل ما أسأل يقولوا لى شوف أسمك على اللوحة
    1/2006

    مصطفى علي من شمال السودان، أم درمان يبلغ من العمر 48 سنة. كان يعمل بالتجارة. كان عنده محل. يقول: مش عارف أقول أيه، مش عارف أنا جاى ليه، دي حكاية لا تغتفر لأن الموجودين دول كان ممثلين لكل فئات الشعب السودانى.

    أنا متوطن فى أمريكا من سنة 2000 وملفى لم يذهب للمحلفين (منظمة الهجرة) إلى اليوم وكل ما أسأل يقولوا لى شوف أسمك على اللوحة.. أحنا بننشر الأسماء كل يوم خميس ولو مش موجود قدم التماس رحت عشرات المرات وقدمت عشرات الشكاوى ولم أتلق أجابة واحدة

    يقولون لنا الاندماج المحلى أزاى وأحنا ما عندناش مسكن ولا لنا حق العمل ولا يوجد أصلا فرص عمل ولا نستطيع حتى توفير الأكل. أنا عندى 7 أطفال. بأحاول أعلم بعضهم فى مدارس خاصة رخيصة لأننا برضه ممنوعين من التعليم فى المدارس الحكومية.. أحيانا آخد إعانة غير منتظمة من كاريتاس.. وقفت نهائيا من يونيو 2004.. قالوا مافيش فلوس.. قلت أنضم للاعتصام يمكن أعرف أتصرف.

    لماذا ترك السودان؟
    دخلت فى خلافات مع الحكومة بعد ما اترشحت بالاجماع من الناس فى أحد أحياء مدينة أم درمان للجان الشعبية (مثل الحكم المحلى).. قامت الحكومة بإستبعاد اسمى من الترشيحات لأنى لا أنتمى للحزب الحاكم.. تجمهر السكان فى اللجنة وحدثت مصادمات مع الشرطة وأصيب ضابط. اعتقلونى لمدة ستة شهور بدون أية محاكمة فى سجن أم درمان فى الأيام الأولى ولمدة اسبوعين تعرضت لجميع أنواع التعذيب مثل الضرب بالسمكى فى جنبى وخلع ظفر السبابة بالكماشة والتغريق بالماء البارد بالشتاء (المواطن لا يرغب فى التذكر من فرض شعورة بالأمل ولكنى شاهدة أماكن الاصابات).. خرجت من السجن لقتنى محظور من السفر ومطارد من البوليس وخاضع للرقابة.

    قررت أهرب إلى القاهرة عشان أنسى. سافرت. ولادى الأول وساعدنى أصدقاء بالفلوس. دخلت القاهرة فى أغسطس 1992.
    شاكل مع موظفى السفارة. يمكن لانى كنت ناوى على اضراب طعام)

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود
    ********************

    شهادة 4: ماكناش عارفين اللى معانا جرحى ولا جثث
    1/2006

    نور الإدريسي.. يحمل بطاقة زرقاء.. حصل على التوطين المحلي.. انهى دراسته الجامعية ولم يحصل على شهادة التخرج بسبب عدم قيامه بالخدمة العسكرية.
    يقول:
    كنت متضامن مع المعتصمين.. يومها كنت فى المعسكر..كان فيه امن كثير بالمنطقة.. قلقنا لكن النسوان المصريات فى الجنينة المجاوره (كانوا يبيعوا لنا الشاى والأكل طول فتره الاعتصام) قالوا لنا انه فيه مظاهره للإخوان المسلمين ونصحونا ندخل المعسكر نتحامى فيه.. الكلام تكرر من اكثر من مصدر.. أصحابنا خارج المعسكر بلغونا بالمكالمات التليفونية انه الشوارع حوالين الحديقة بتتقفل بالأمن..

    حوالى الساعة 11 مساء شفنا 30 أو 40 راجل.. جلاليب بيضاء قصيرة وملتحين.. وقفوا فى صفين وشهم للجامع.. زادت العربيات المصفحة وبدأوا العساكر يحوطوا المعسكر.. فى البداية كان ضهرهم لنا وفصلوا بينا وبين " الأخوان" .. بعد شوية وشهم بقى ناحيتنا. طول الوقت كان مسموح للسودانيين بدخول المعسكر بعد تفتيشهم و سحب الأوراق منهم. بدأ ضابط يتحدث لنا بالميكرفون: انتم عارفين إن احنا جايين نشيل المعسكر وإحنا محضرين لكم معسكرات بيها كل وسائل الراحة.

    وفد مننا كان بيتفاوض مع الضباط ووافق على الانتقال للمعسكر المجهز بشرط انه 5 او 6 مننا يروحوا الأول يشوفوا بعنيهم.. الضباط رفضوا.. كنا طول الوقت نحاول نتصل بموظفى المفوضية لكن ما كنش فيه تليفون ببرد.. قلنا ح نقعد لغاية ما يشيلونا

    الساعة 2 او 3 فتحوا الطريق لعربية مطافى.. واحدة من اليسار وواحدة من اليمين.. بدأ رش المياه.. المياه بالنسبة لنا عادى وخصوصا الجنوبيين عندهم أمطار غزيرة فكانوا يضحكوا.. وطلبنا منهم عدم الاستفزاز.. بعد الرش الثانى جالنا واحد من اللجنة الشعبية ( الجنوب) وحاول التفاوض مع الجانبين لكنه فشل. حتى هذه اللحظة ماكانش عندنا اى تصور انه ح يكون فيه عنف لدرجة إننا قعدنا ووزعوا علينا العشا.

    بدأ العساكر يصيحوا (صيحات الانتشار) نساءنا زغردوا (بمعنى: مش خايفين) كان عندنا أمل انه نور النهار قرب وحنكون فى أمان. الساعة 5 كان فيه رشة مياه ثالثة.. مع كل رشة كان كل واحد يغطى نفسه بمشمع أو بطانية.. المرة دى خلصت المياه.. نزلت الغطا من على راسى.. ماشفتش إلا الضرب جاى من كل جهة منين ما تتحرك تلاقى ضرب.. ماعرفش امتى وازاى بقوا العساكر فى وسطنا وفى كل مكان.. منين ماتهرب تنضرب كان معانا واحده معوقة اسمها نجلاء. قالت سيبونى وروحوا انتم. غطيناها بمشمع وهى قاعدة فى الأرض. انهالوا عليها ضرب لغاية لما ضابط قال: دى واحدة ست! فحملوها للخارج

    بعضنا كان يهرب بالقفز للشجر. الأغصان تنكسر ويقع على غيره يمكن ده يكون موت عيال.. الضرب كان على الرأس.. شفت زول بيقع على الارض ورمى طفل لفوق.. العيل وقع على الارض ماتلقاه حد وداست عليه الاقدام معظمنا كان دايخ.. يمكن المياه يكون كان فيها مخدر ويمكن رشوا حاجة.. ويمكن من الضرب. الصراخ كان فى كل مكان ماكانش مسموح بالخروج الا محمولا ...اللى بيقع بيشلوه 3 او 4 عساكر يسلموه للعسكر بره ويرجعوا يشيلوا غيره.. العساكر بره كانوا بيكملوا ضرب لغاية الوصول للاتوبيس. فى الاتوبيس كان فيه عساكر.. طول الوقت كنا بنسمع سب.. فى الاتوبيس كان فيه ناس بتكورك ونسوان بتنادى على اولادها وكان فيه جرحى.. سيارات الاسعاف كانت قريبة لكن ماحد سأل فينا. ليه؟ ماكناش عارفين اللى معانا جرحى ولا جثث

    اخدونا على معسكر الامن المركزى بطره. استلقينا على التراب وهدومنا مبلولة. كنا خارج العنابر. ساعتها عرفنا اى معسكر مجهز كان فى انتظارنا. بدأوا يقسمونا ويسجلوا اسامينا وبعدها ظهرت سيارات الاسعاف.. اللى حالتهم صعبة اتشالوا مانعرفش لفين والباقى اطهرت جروحهم بسرعة. مياة الشرب كانت قليلة. والمعاملة كانت قاسية وكلنا متخبط كان نور منهكا والدموع فى عينيه طوال الحديث وصوته واطى من الإعياء والحزن والحيرة. طلبت منه التوقف وتناول مشروب رفض وبدأ يتحدث عن زملاء فى احتياج له ولمساعدة طبية وانصرف على وعد انه يوصل الزملاء للعياده.

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نعلن عن الأسماء
    شهادة 4: ماكناش عارفين اللى معانا جرحى ولا جثث
    1/2006

    نور الإدريسي.. يحمل بطاقة زرقاء.. حصل على التوطين المحلي.. انهى دراسته الجامعية ولم يحصل على شهادة التخرج بسبب عدم قيامه بالخدمة العسكرية.
    يقول:
    كنت متضامن مع المعتصمين.. يومها كنت فى المعسكر..كان فيه امن كثير بالمنطقة.. قلقنا لكن النسوان المصريات فى الجنينة المجاوره (كانوا يبيعوا لنا الشاى والأكل طول فتره الاعتصام) قالوا لنا انه فيه مظاهره للإخوان المسلمين ونصحونا ندخل المعسكر نتحامى فيه.. الكلام تكرر من اكثر من مصدر.. أصحابنا خارج المعسكر بلغونا بالمكالمات التليفونية انه الشوارع حوالين الحديقة بتتقفل بالأمن..

    حوالى الساعة 11 مساء شفنا 30 أو 40 راجل.. جلاليب بيضاء قصيرة وملتحين.. وقفوا فى صفين وشهم للجامع.. زادت العربيات المصفحة وبدأوا العساكر يحوطوا المعسكر.. فى البداية كان ضهرهم لنا وفصلوا بينا وبين " الأخوان" .. بعد شوية وشهم بقى ناحيتنا. طول الوقت كان مسموح للسودانيين بدخول المعسكر بعد تفتيشهم و سحب الأوراق منهم. بدأ ضابط يتحدث لنا بالميكرفون: انتم عارفين إن احنا جايين نشيل المعسكر وإحنا محضرين لكم معسكرات بيها كل وسائل الراحة.

    وفد مننا كان بيتفاوض مع الضباط ووافق على الانتقال للمعسكر المجهز بشرط انه 5 او 6 مننا يروحوا الأول يشوفوا بعنيهم.. الضباط رفضوا.. كنا طول الوقت نحاول نتصل بموظفى المفوضية لكن ما كنش فيه تليفون ببرد.. قلنا ح نقعد لغاية ما يشيلونا

    الساعة 2 او 3 فتحوا الطريق لعربية مطافى.. واحدة من اليسار وواحدة من اليمين.. بدأ رش المياه.. المياه بالنسبة لنا عادى وخصوصا الجنوبيين عندهم أمطار غزيرة فكانوا يضحكوا.. وطلبنا منهم عدم الاستفزاز.. بعد الرش الثانى جالنا واحد من اللجنة الشعبية ( الجنوب) وحاول التفاوض مع الجانبين لكنه فشل. حتى هذه اللحظة ماكانش عندنا اى تصور انه ح يكون فيه عنف لدرجة إننا قعدنا ووزعوا علينا العشا.

    بدأ العساكر يصيحوا (صيحات الانتشار) نساءنا زغردوا (بمعنى: مش خايفين) كان عندنا أمل انه نور النهار قرب وحنكون فى أمان. الساعة 5 كان فيه رشة مياه ثالثة.. مع كل رشة كان كل واحد يغطى نفسه بمشمع أو بطانية.. المرة دى خلصت المياه.. نزلت الغطا من على راسى.. ماشفتش إلا الضرب جاى من كل جهة منين ما تتحرك تلاقى ضرب.. ماعرفش امتى وازاى بقوا العساكر فى وسطنا وفى كل مكان.. منين ماتهرب تنضرب كان معانا واحده معوقة اسمها نجلاء. قالت سيبونى وروحوا انتم. غطيناها بمشمع وهى قاعدة فى الأرض. انهالوا عليها ضرب لغاية لما ضابط قال: دى واحدة ست! فحملوها للخارج

    بعضنا كان يهرب بالقفز للشجر. الأغصان تنكسر ويقع على غيره يمكن ده يكون موت عيال.. الضرب كان على الرأس.. شفت زول بيقع على الارض ورمى طفل لفوق.. العيل وقع على الارض ماتلقاه حد وداست عليه الاقدام معظمنا كان دايخ.. يمكن المياه يكون كان فيها مخدر ويمكن رشوا حاجة.. ويمكن من الضرب. الصراخ كان فى كل مكان ماكانش مسموح بالخروج الا محمولا ...اللى بيقع بيشلوه 3 او 4 عساكر يسلموه للعسكر بره ويرجعوا يشيلوا غيره.. العساكر بره كانوا بيكملوا ضرب لغاية الوصول للاتوبيس. فى الاتوبيس كان فيه عساكر.. طول الوقت كنا بنسمع سب.. فى الاتوبيس كان فيه ناس بتكورك ونسوان بتنادى على اولادها وكان فيه جرحى.. سيارات الاسعاف كانت قريبة لكن ماحد سأل فينا. ليه؟ ماكناش عارفين اللى معانا جرحى ولا جثث

    اخدونا على معسكر الامن المركزى بطره. استلقينا على التراب وهدومنا مبلولة. كنا خارج العنابر. ساعتها عرفنا اى معسكر مجهز كان فى انتظارنا. بدأوا يقسمونا ويسجلوا اسامينا وبعدها ظهرت سيارات الاسعاف.. اللى حالتهم صعبة اتشالوا مانعرفش لفين والباقى اطهرت جروحهم بسرعة. مياة الشرب كانت قليلة. والمعاملة كانت قاسية وكلنا متخبط كان نور منهكا والدموع فى عينيه طوال الحديث وصوته واطى من الإعياء والحزن والحيرة. طلبت منه التوقف وتناول مشروب رفض وبدأ يتحدث عن زملاء فى احتياج له ولمساعدة طبية وانصرف على وعد انه يوصل الزملاء للعياده.

    ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نعلن عن الأسماء

    مركز النديم
                  

06-20-2006, 09:27 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: hanadi yousif)



    لازلت......

    وابكي.....

    وابكي......

    وابكي......

    كلما قرأت عن هذا اليوم.

    30/ديسمبر/2005

    يوما حزينا في تاريخ الامة السودانيه.

    شكرا
    اميره جابر (ومرحب بك في المنبر)

    شكرا وضاح تابر(واخيرا علمت انك وضاح الذي اعنيه)

    شكرا هنادي يوسف,لازلنا في انتظار الوصف عن تجربتك الخاصه.

    شكرا ابو القاسم ابراهيم الحاج وانت دوما معهم.

    شكرا آمنه مختار وانت تفتحين هذا الجرح.

    اليوم 20/6/يوم اللاجئ العالمي,دعونا نجعله ملحمه بهذا البورد.

    تراجي.
                  

06-20-2006, 09:48 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    لاخوات العزيزات امنة مختار وتراجى مصطفى
    كل الود وكل الاحترام
    بخصوص موضوع افادة وسرد ما حدث اثناء الاعتصام اقول كما ذكر الاخ وضاح تابر بان كل شى مسجل ومدون ومحفوظ وتبقى تجارب المعتصمين الشخصية فى ان يحكوا ويقولوا ما حدث وحتى هذة تجربة مريرة جدا جدا فكرة ان تستعيد مرة اخرى شريط الذكريات والمرارة والالم ان ما حدث مع المعتصمين امر جلل وكبير وانتهاك صريح لكل الحريات بكل المقايس من مجرد اعتصام وتجمع سلمى يرفع شعار العدالة التى طال تطبيقها على ضعفاء كل املهم فى ان يجدوا لهم وطن بديل بعد ان فقدوا الامل بالعودة والعيش فى وطن بفعل الحرب والقتل والاعتقال والتنكيل وهم فى هذا الاتجاة لم يذهبوا بعيدا عن القوانين واحترام سيادة الدولة المستطيفة لهم. ولم يخرجوا حتى على قوانين عصبة الامم. كل ما فعلوة المطالبة بالحقوق واولوية النظر الى قضيتهم العادلة والحصيلة هى
    موت بوحشية على ايدى البوليس المصرى...
    فض الاعتصام بقوة البوليس والضرب دون تميز اطفال . نساء . رجال
    تشريد اكثر من الف اسرة وجعلها بدون سكن او ماوى لفترة طويلة ولم يسال عنهم احد
    المهم بما انو انا كنت واحد من ضمن الذين طالهم ذلك العذاب اقول بان فض الاعتصام كان مدبرا لة ان يتم بتلك الصورة البشعة لان المعتصمين كان يمكن التفاهم معهم عبر القنوات التى اعترفت بها الدولة المصرية ومفوضية الامم المتحدة الاان النية كانت مبيتة اصلا لفض الاعتصام بتلك الصورة الوحشية ....
    لقد شاهدت ورايت كيف فعل البوليس بارواح المعتصمين ضرب لحد القتل رش بالمياة لحد الاغماء ترهيب من العساكر لحد الرعب والفزع وعلى الرغم من ذلك كان اللاجئين فى غاية الشجاعة متسلحين بقضيتهم وليس كما ادعاة البعض بان اللاجئين كانو متسلحين بالسلاح الابيض وهذا امر مرفوض لان كل الاعلام وحتى الدولة المصرية اعترفت بان النظام الداخلى لحديقة مصطفى محمود اثناء فترة الاعتصام كان فى غاية النظام وكان ممنوع لاى شخص حمل اى سلاح او ممارسة اى نوع من الفعل الذى يودى الى زعزعة النظام
    على الرغم من ذلك كانت النية مبيتة لفعل ما فعل اصلا لاننا عند بداية تطويق الحديقة بجحافل الامن كانا نسال الى اين نحن سوف نذهب على حسب قول المسولين الذين قالوا بان وهناك معسكرات اعدت جيدا لاستقبال اللاجئين ولكن عندما سالنا اين مكانها او دعونا نشاهد المكان اولا ثم بعد ذلك نذهب الية قبول الطلب بالرفض وحتى ان كان تسنى للبعض الخروج على حسب تعهد الامن انذاك من الحديقة كان هذا امرا لايمكن حدوثة اطلاقا لان الحديقة كانت مطوقة تماما والاوامر اعدت سلفا للعساكر مما جعل معظم اللاجئين تفضيل الجلوس فى المكان حتى لايتم ما لايحمد عقباة ولكن ما كا ن يخشاة الجميع بلفعل قد حدث فقد حدث الاسواء الموت الجماعى الضرب دون تميز فض المكان باسرع وقت واصلاح الحديقة فى اليوم الثانى
    فى المعسكرات كانت المساة الحقيقة حيث تم الترحيل للجميع بواسطة اتوبيسات النقل العام تحت ظرف بالغ فى السوء هناك من ينزف وهناك من فقد ابنائة ولا يدرى هل هم احياء ام اموات والاخطر من ذلك هو اعتقال الكثيرين لفترة تجاوزت الشهرين
    عند وصولنا الى المعسكرات عرفنا ان الامر كان مبيت الى ترحيلنا الى جهة اخرى غيرى المعسكرات لاننا وجدنا حراسات وليس معسكرات كما كانو يدعون ولكن هول المجزرة والصدى الاعلامى الكبير الذى لاقتة لفت نظرهم الى ان يسارعوا فى البت الفورى لمعظم اللاجئين واطلاق سراحهم فى نفس اليوم ولكن بعد ان عانى الجميع من هول تلك ساعات الحبس
    فى المعسكرات كان من ينزف مصيرة ان يستمر النزيف ومن فقد اهلة مصيرة ان يطوق فمة دون الكلام او السوال وكانت ساعات تهديد وابراز لقوة العضلات اكثر منها اجراءات امنية عادية فقد بالغت اجهزة الامن فى تطويق اللاجئين وكانو محروسين من قبل عساكر مسلحين طيلة فترات اليوم فى معسكرات الدهشور طرة وغيرهم من السجون التى اعدت للمعتصمين
    مفوضية الامم المتحدة لم تدخل اثناء فض الاعتصام سلبا ام ايجابا ولم نسمع صوت اى موظف منهم اثناء فترة النقاش التى دارت قبل الفض الكل عومل معاملة السجين والمجرم بل وصل التهديد بان وجد لاجى واحد فى منطقة المهندسين سوف يتم فعل ما هو اكثر لة مما حدث وفى هذا اعتراف ببربرية ما حدث وهذا الكلام قالوة جميع الضباط والمسؤلين بعداطلاق سراح اللاجئين من المعتقلات
    تم اطلاق سراح اللجئين فى وقت متاخر من الليل وتم توزيعهم على نفس الاتوبيسات التى اقلتهم من داخل المعتقلات الى شوارع وضواحى مدينة القاهرة وهم فى حالة يرثى لها
    اولا من غير ان يكون لاى لاجئى مبالغ توصلة الى بيتة هذا ان كان لهم ولنا بيوت فى تلك اللحظة
    اطلاق سراحهم حفاة ومن غير اى علاج بالنسبة للمصابين
    اطلاق سراح الجميع من غير ان يتم فرز الاسر واطلاق سراح كل اسرة لوحدها
    وهذا امر مقصود لان عدد الموتى اكبر بكثير مما كانو يتوقعون
    جميع اللاجئين الذين تم فضهم من الاعتصام واطلاق سراحهم من بعد ذلك لم يكن لهم منازل تاويهم لطول الفترة التى مكثوها فى الحديقة وما كان لدى الجميع الا خيار واحد هو الذهاب الكانئس للمبيت وايجاد معونة عاجلة
    حتى حين التمسوا الاعانة والحماية من الكنيسة بادرت الدولة بطردهم من الكنائس تخوفا من تجمع ثانى
    اننا وفى يوم اللاجى ندين ما تم ومورس ضد اللاجئين السودانين من قتل وتعذيب وتشريد ونقول بان المعاناة مازالت مستمرة حتى هذا اليوم حيث يعيش الجميع تحت خط الفقر والجوع والتهميش والعنصرية التى تمارس ضدهم بشكل يومى ونناشد الجميع للوقوف بجوار الاخوة اللاجئين بمصر لان محنتهم لاتقل من محنة اللاجئين بدارفور او بقية مناطق العالم الاكثر كوارث
    واشكرك ياستاذة امنة لعمل هذا البوست المهم حتى يكون منبر لكل اللاجئين للبوح والسردلمعاناة مستمرة وبشكل يومى ومتزايدة حتى الان
    واشير الى ان مركز النديم لة افادات مهمة فى هذا الشان

    http://www.hrinfo.net/egypt/nadeem/2006/pr0100-5.shtml
                  

06-21-2006, 04:15 AM

wadah taber

تاريخ التسجيل: 08-10-2005
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)



                  

06-21-2006, 06:09 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: wadah taber)

    تشكر وضاح على الكاركتير المعبر فعلا عن المحنة بالفعل هذا ما تم حتى الان ؟؟؟؟؟
                  

06-21-2006, 06:28 AM

عمار بيلي

تاريخ التسجيل: 08-13-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: النسر)

    اول شئ
    فوووووووووق
    تاني شئ .. ( يا وضاح )
    إنت من الناس الكانوا في المشتشفيات وكنت من الناس
    اللي ربنا شافهم من الموت .. احكي للناس الماعارفة
    ما كل الناس عارفين الحصل شنو في الميدان وما تنسي
    في ناس تانية بتقرأ .. وبتقرأ شديد كمان ..
    خليك وضاح .. ياوضاح
    .... تحت تحت كدة ( مشتاقين ) ... وتحياتي لي ود ابكر
    تالت شئ الزول ده إسمو عامر جابر يا تراجي ما اميرة
    ولك تحياتي ..
    رابع شئ
    فووووووووووووووق
                  

06-21-2006, 08:04 AM

wadah taber

تاريخ التسجيل: 08-10-2005
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    الأوضاع القانونية للاجئين السودانيين في مصر
    الوضع القانوني للاجئين وفكرة حقوق الإنسان :

    ترتبط مسألة حقوق الإنسان بشكل لا يمكن الخلاص منه بمسألة تشريد السكان حيث إن ارتباط فكرة الحقوق كالحياة والحرية والأمن لا يمكن النظر اليهما دون الأخري .
    وفقاً لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والصادر عام 1948 م فإن لكل فرد الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية فمن حق الناس الا يتعرضوا للتعذيب أو الاسترقاق أو النفي التعسفي فضلاً عن حقهم في التملك وحرية التنقل وحمايتهم ضد أي تدخل تعسفي في حياتهم الخاصة والأسرية.
    فلا يتوقف انتهاك حقوق الإنسان للأشخاص فقط علي أساس صفاتهم أو أنشطتهم الفردية بل أيضا بسبب الجماعة الاجتماعية التي ينتمون إليها أو الديانات أو الأفكار السياسية والمعتقدات وللتصدي لهذه المشكلة تم وضع مجموعة من القوانين الدولية تعترف بأهمية هذه الحقوق ومبداء السلامة المنصوص عليه في حقوق الإنسان والمواثيق الدولية كما تعترف بأن أية جماعة من الأشخاص ترغب في الاحتفاظ بهوية متميزة يجب ألا تتعرض لعملية استيعاب تتم قسراً أو للفصل أو التمييز.
    كما ينص العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية علي انه لا يجوز أن تحرم مثل هذه الأقليات من حقها في التمتع بثقافتها الخاصة والمجاهرة بدينها وإقامة شعائرها أو استخدام لغتها وهو عكس ما يواجه اللاجئين المشردين والفارين من دولهم لأسباب اضطهاد وقعت عليهم والتي شهدت في الآونة الأخيرة بعض التغيرات في حجم ونطاق وتعقد مسألة اللاجئين ففي غضون فترة قصيرة اجبر ملايين من الأشخاص علي هجر ديارهم نتيجة للإرهاب السياسي والصراع المسلح والعنف الاجتماعي والتي نتج عنها تشريد السكان الأمر الذي يتطلب حاجة ماسة للبحث عن الحتميات الإنسانية والاستراتيجية لإيجاد حلول لازمة تشريد السكان كحاجة إنسانية ناشئة من المعاناة التي يقاسى منها اللاجئون في العالم وحاجة استراتيجية منبثقة من مشكلات الآمن التي تنشأ نتيجة للتحركات السكانية الجماعية والقوي التي تستثيرها .
    فعندما يقرر الأفراد والعائلات والمجتمعات المحلية أن يغادرو بلدهم وان يلتمسوا اللجوء في مكان أخر فإن ذلك يرجع عادة إلي أنهم يشعرون انه ليس لديهم خيار أخر وبالنسبة للبعض منهم يعتبر التحول إلي لاجئ هو العمل الأخير في مرحلة طويلة من الحيرة وهو من احد أهم القرارات الموجعة التي يتخذها الإنسان والمبنية علي الخفق في جميع استراتجيات البقاء والذي يكون أيضا استجابة غريزية لظروف مباشرة تهدد الحياة .
    وأن التحول إلي لاجئ يعني معاناة وإحساس كبير بالضياع فعندما يعيش الناس مغتربين يفقدون العديد من مقتنياتهم ويشعرون بالضالة في المكانة الاجتماعية والاقتصادية حتى في البلدان السخية والتي تمنح حق اللجوء فهم يضطرون إلي الإقامة في الأماكن الهامشية والعشوائية أحيانا والي قبول الوظائف التي تقل الرغبة في الحصول عليها لأدني حد وأسواها أجرا ويجد الكثير منهم أنهم يعيشون كمواطنون من الدرجة الثانية في بلد اللجوء أو التوطين ومحرومين من الحقوق والحريات والمنافع التي يتمتع بها المواطنون العاديون في تلك الدولة.
    وفي حالات كثيرة جداً وفي بلدان عديدة جداً يواجه هؤلاء الأشخاص الذين نجحو في الهروب من انتهاكات حقوق الإنسان في وطنهم إلي تهديدات أخري لأمنهم في البلد الذى التمسو اللجوء فيه، وفي حين أن اللاجئين هم المستفيدين من الحماية الدولية فإنهم قد يكونو عمليا عرضة لخطر الترويع والاعتداء عليهم بشكل دائم وفي اقل الأحداث أو ما يعتبرونه حق سواء من أعضاء المجتمع المضيف أو من أقرانهم المواطنيين.

    وضع اللاجئ في الدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان :
    ورد مبدأ حق اللجوء السياسي للاجئين الأجانب والمضطهدين بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب وحقوق الإنسان أو السلام أو العدالة وحظر تسـليم اللاجئ السياسي في المادة 53 من الدستور والتي تنص على أنه" تمنح الدولة حق اللجوء السياسي لكل أجنبي اضطهد بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب أو حقوق الإنسان أو السلام أو العدالة وتسليم اللاجئين السياسيين محظور".
    وتقابل هذه المادة بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان المواد التالية:
    أ - المادة 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص علي:
    1. لكل فرد الحق أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هربا من الاضطهاد.
    2. لا ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو لأعمال تناقض أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
    ب - المادة 12 فقرة 3 من الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والتي تنص علي:
    لكل شخص الحق عند اضطهاده في أن يسعى ويحصل على ملجأ في أي دولة أجنبية طبقا لقانون كل بلد وللاتفاقيات الدولية.

    ج ـ المادة 23 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان والتي تنص علي:
    لكل مواطن الحق في طلب اللجوء السياسي إلى بلاد أخرى هربا من الاضطهاد ولا ينتفع بهذا الحق من سبق تتبعه من أجل جريمة عادية تهم الحق العام ولا يجوز تسليم اللاجئين السياسيين.
    ومن ناحية ثانية فإن الحكومة المصرية ملزمة بتوفير الحماية المقررة للاجئين وفقا لاتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين -التي شاركت مصر في إعداد مسودتها وصدقت عليها عام 1980- كما أنها تعتبر جزء من التشريع المصري الداخلي وفقاً للمادة 151 من الدستور.
    وقد تحفظت الحكومة المصرية على خمسة بنود من الاتفاقية والتي تضمن للاجئين الحقوق التالية: الحق في الحصول على الجنسية المصرية، الحق في العمل، الحق في التعليم المجاني، الضمان الاجتماعي والحق في الحصول على وجبات غذائية. وبالتالي فإن اللاجئين السودانيين في مصر يعانون من مشاكل عديدة في السكن والإعاشة والعلاج والتعليم والعمل ومن يعمل منهم يعمل في أعمال غير مدرة للدخل .
    ومن ناحية أخرى فإن الحكومة المصرية قد تعهدت بتوفير التسهيلات اللازمة للمفوضية لمباشرة أعمالها وتمنح اللاجئين الذين يدخلون في اختصاص المفوضية الإقامة طبقا للنظم الجاري العمل بها، وذلك وفقاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة المصرية وبين مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين في فبراير 1954.





    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * جزء من التقرير التوثيقي " درب الآلام والمحن للاجئين السودانيين الفارين من الموت إلي الموت " الذي قمنا بإعداده
                  

06-22-2006, 06:38 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    شكرا للاعزاء :

    تراجى .. دوما سباقة( بالمناسبة الأخ وضاح والأخت هنادى أصدقاء أعزاء ))

    ابو القاسم الحاج ..شكرا على الموقع

    عامر جابر ..شكرا على المرور وفى انتظارك

    وضاح تابر..شكرا على التوثيق والكاراكاتير

    هنادى يوسف ألف شكرا على التوثيق

    النسر ..شكرا على السرد الحى

    عمار بيلى شكرا على المرور وفى انتظارك




    حتى لا ننسى

    ورحم الله شهداءنا

    (عدل بواسطة AMNA MUKHTAR on 06-23-2006, 04:49 PM)

                  

06-23-2006, 04:46 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

06-24-2006, 02:44 PM

wadah taber

تاريخ التسجيل: 08-10-2005
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    ألاجئين وفقاً للاتفاقيات الدولية :
    اتفاقية الأمم المتحدة عــام ( 1951) " ألاجئون هم الأشخاص الذين يعيشون بسبب خوف له ما يبرره من الاضطهاد بسبب العنصر أو الدين أو الجنسية أو بسبب عضويته لجماعة اجتماعية معينة أو إيمانه برأي سياسي معين خارج البلد الذي ينتمي إلي جنسيته ولا يستطيع أو لا يريد نتيجة لهذا الخوف الاستفادة من حماية هذا البلد .
    ووفقاً لما تقدم فان اللاجئون يتركون بلدهم ويلتمسون بلد أخري وهذا ليس بمحض أرادتهم أو اختيارهم ولكن نتيجة للحاجة المطلقة وهو ما يدعو هؤلاء إلى الاعتماد علي الحماية الدولية بدلاً من الحماية الوطنية .
    وهذا ما أتضح جالياً في الاونة الأخيرة من تكريس الدول الجهود من اجل تزويد اللاجئين بالحماية الدولية وقد كان هذا الهدف مزدوج
    اولاً : حماية أرواح وحرية الناس الذين تعرضت حقوقهم الأساسية للتهديد في بلادهم الأصلية.
    ثانياً : لحماية مصالحهم الخاصة من خلال ضمان تنظيم الحركات السكانية الواسعة النطاق بصورة يمكن التنبوء بها ووفقاً لمبادي متفق عليها ومما يؤكد الأهمية التي تعلقها الحكومات علي هذه القضية.
    وقد صدق أكثر من 134 دولة علي كل من اتفاقية 1951 أو بروتوكول 1967 والتي أصبح من خلالهما من الصكوك القانونية الدولية والتي لاقت اقراراً واسع النطاق ، والتي أصبح يطلق عليها النظام الدولي للاجئين أو نظام الحماية الدولية.

    مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين :
    أنشئت المفوضية عام 1951 للمساعدة في تقديم الحماية الدولية للاجئين. والهدف الرئيسي للمنظمة هو ضمان أن كل الأفراد يمكنهم طلب اللجوء وإيجاد مكان آمن للجوئهم في دولة أخرى ، والعودة الاختيارية لبلدانهم.
    وأهم واجب ملح هو حث الحكومات لتبني أساليب عادلة ومرنه للوصول إلى قوانين هجرة عادلة وفعالة . وعندما قامت المنظمة في البداية ، كانت واجبات تقديم الإغاثة (السكن والطعام) من مسؤولية الدول التي تمنح اللجوء . وبما أن معظم حالات اللجوء الجماعية تحدث في الدول النامية ، فقد بدأت المنظمة (UNHCR) بالقيام بمسؤوليات إضافية للتنسيق في تقديم المساعدات للاجئين والعائدين ، فضلاً عن ضمان الحماية للاجئين والبحث عن حلول دائمة لهم .

    وضع اللاجئين السودانيين في مصر :
    يبلغ عدد اللاجئين السودانيين في مصر (وفقا لإحصاء مكتب القاهرة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين عام 2004 والذي توقف بتوقف إجراء مقابلات اللاجئين السودانيين اعتبارا من يونيو 2004) 15365 لاجئا من إجمالي 20374 لاجئا في مصر أي حوالي 75% من إجمالي عدد اللاجئين تحت حماية المفوضية. يذكر أيضا أن هناك عدد من طالبي اللجوء السودانيين الذين لم تتم بعد مقابلاتهم بالمفوضية وهو عدد لم ترد أية إحصائيات به. والحكومة المصرية ملزمة بتوفير الحماية المقررة لهم وفقا لاتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين والتي شاركت مصر في إعداد مسودتها وتم التصديق عليها عام 1980. ووفقا للمادة 151 من الدستور المصري، فإن الاتفاقية الدولية هي جزء من التشريع المصري. و الحكومة المصرية قد تحفظت على خمسة بنود من الاتفاقية والتي تضمن للاجئين التالي: الحق في الحصول على الجنسية المصرية، الحق في العمل، الحق في التعليم المجاني، الضمان الاجتماعي والحق في الحصول على وجبات غذائية. والحكومة المصرية وفقا لمذكرة تفاهم بينها وبين مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين تم توقيعها في فبراير 1954 قد تعهدت بتوفير التسهيلات اللازمة للمفوضية لمباشرة أعمالها وتمنح اللاجئين الذين يدخلون في اختصاص المفوضية الإقامة طبقا للنظم الجاري العمل بها.
    لاجئو السودان هم من مختلف القبائل والأقاليم السودانية وقد تزايد عددهم في أعقاب انقلاب الثلاثين من يونيو 1989. وكان هناك العديد من المعارضين الشماليين و أبناء الجنوب (قبائل الدينكا والشلك والزاندى إضافة إلى جبال النوبة) الذين نزحوا إلى مصر في أعقاب الحرب الأهلية 1983كذلك أبناء شرق السودان من قبيلة البجا (أعضاء في حزب سيأسى باسم مؤتمر البجا). وبدءا من مارس عام 2003، نزح إلى مصر الآلاف من أبناء إقليم دارفور فرارا من عمليات القتل الجماعي والنهب المنظم الذي قامت به القوات الحكومية بمساعدة ميليشيات الجنجويد. ويذكر أنه حتى عام 1995كانت عملية نزوح السودانيين إلى مصر تتم بشكل لا يستلزم دائما التقدم إلى مفوضية اللاجئين حيث إن تواجد المواطن السوداني على أرض مصر لا يستلزم الحصول على الإقامة نظرا لإعفائهم منها. و لكن في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا 1995، تم إلغاء هذا الإعفاء ووضع القيود على إقامة السودانيين بمصر مما استلزمهم التقدم للحصول على حق اللجوء خوفا من الترحيل القسرى الذي كانت تقوم به السلطات المصرية للسودانيين الذين لا يحملون إقامة في مصر وكان هذا يحدث من وقت لآخر.
    واللاجىء عموما عندما يتم قبوله في مصر فإن أمامه ثلاثة خيارات بعد ذلك وفقا لاتفاقية 1951 (الاندماج فى دولة اللجوء/ العودة الطوعية/ إعادة التوطين في دولة ثالثة). وفى ظل استمرار التوتر وعدم الاستقرار فى السودان حتى بعد توقيع اتفاقية السلام في يناير 2005 بالإضافة إلى عدم وجود الخدمات الأساسية (من تعليم وصحة في الجنوب) و عدم وجود عفو عام من قبل الحكومة السودانية وتوفير حياة كريمة (وهذا ما تتطلبه اتفاقية 1951) فإن العودة الطوعية غير مطروحة وأن كانت المفوضية قد بدأت في التشجيع على العودة الطوعية إلا أن الاستجابة من قبل اللاجئين لبرنامج العودة الطوعية كانت ضئيلة للغاية. أما فيما يتعلق بخيار الاندماج فى بلد اللجوء فإنه قد أصبح خيارا صعبا أيضا خاصة في ظل وقف معظم المساعدات المالية التي كانت المفوضية تمنحها للاجئين عن طريق شريكها التنفيذى (منظمة كاريتاس) والتى كانت تتراوح بين 150 إلى 500 جنيها مصريا حسب حجم الأسرة بالإضافة إلى ضعف المساعدة الطبية التي تقدم لهم بالإضافة إلى عدم وجود تصريح بالعمل حيث تحفظت مصر على البند الخاص بمنح الوظائف للاجئين (وان كانت السلطات المصرية قد أعفت السودانيين من دفع مبلغ 1000 جنيه لتصريح العمل خاصة أن الحصول على فرصة عمل لأجنبى فى مصر نادرة جدا بسبب العراقيل التى يضعها القانون المصري أمام توظيف الأجانب). لذلك، فمن الطبيعى أن يكون التوطين في إحدى الدول التى تستقبل حالات اللاجئين (مثل أستراليا وكندا و الولايات المتحدة الأمريكية) هو الخيار الذى ينشده اللاجىء في مصر. ولكن، منذ أن بدأت مفوضية اللاجئين فى تطبيق اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية بشكل موسع بدءأ من مارس من عام 2003 والتى توسعت في تعريف اللاجىء حيث تنص على وجود حالات للجوء أكثر مما ورد فى اتفاقية 1951 (كوجود كوارث طبيعية أو حرب أهلية أو غزو خارجى في جزء من البلاد أو كلها) قد ازداد عدد المقبولين من أبناء السودان ولكن المقبولين وفقا لهذه الاتفاقية لا يحق لهم التوطين في بلد آخر مما زاد من عدد المقبولين وقلل عدد الذين يتم توطينهم بالإضافة إلى قيام دول التوطين بتخفيض عدد اللاجئين المقبولين للهجرة إليها مما جعل السوادنيين على وجه الخصوص بما أنهم يشكلون 75% من إجمالي عدد اللاجئين وأيضا بسبب توقف إجراءات المقابلة معهم منذ يونيو 2004 بسبب محاولة تنفيذ برنامج العودة الطوعية إلى التذمر من قبل معظمهم. يذكر أيضا أن هناك العديد من حالات التحرش من قبل الأمن السودانى ضد نشطاء سياسيين خاصة من أبناء دارفور ووصلت هذه التحرشات إلى حد الإيذاء البدنى أو التهديد بالقتل مما زاد من خوف اللاجئين السودانيين على امنهم الشخصى الذى عبر بعضهم عنه بأنه لا يوجد فارق كبير بين تخوفهم من الأمن المصرى والسودانى ففي الحالتين لا يضمن اللاجىء أمنه.
                  

06-25-2006, 05:57 AM

wadah taber

تاريخ التسجيل: 08-10-2005
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)




                  

06-25-2006, 08:56 AM

wadah taber

تاريخ التسجيل: 08-10-2005
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    الرعاية الصحية للاجئين :
    أن مفهموم الصحة لم يعد قاصرا علي مسألة التطبيق فقط، بل تعداه ليشمل كل عناصر الصحة الأولية من رعاية الأمومة والطفولة، التطعيمات الأساسية، التغذية السليمة، الصحة المهنية، الصحة النفسية ثم التثقيف الصحي.
    يهدف ذلك تحقيق التكامل الجسدي والنفسي من خلال منظومة متكاملة للغاية هي الإنسان الصحي والذي يسعي بدوره للاندماج داخل المجتمعات المختلفة وبالتالي الإسهام في نموها وتطويرها من خلال تنمية مستدامة لتحقيق رفاهية الإنسان.
    إذا فالرعاية الصحية حق أصيل لكل طالب حماية في مكتب الأمم المتحدة للمفوضية السامية لشئون اللاجئين في شتي أنحاء العالم وفي سبيل ذلك انتهجت المفوضية السامية للاجئين أسلوب الشراكة مع وكالات ومنظمات الأمم المتحدة الاخري للتنسيق معها في تحقيق الغاية الصحٍية مثل:
    • منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف ) حيث تهتم بصحة الأطفال وتغذيتهم وتعليمهم وتدريبهم.
    • منظمة الصحة العالمية وذلك من خلال القيام بدور فعال في المشاكل الصحية .
    وفق هذا وذلك اهتمت بالشراكة بتوفير واكتشاف ومعالجة حالات نقص المناعة ( فيروس الإيدز).
    يشمل ذلك كل أساليب المعالجة الدوائية أو النفسية لما يعتري صحة اللاجئ من اعتلال جسدي أو نفسي، ويفصل ذلك علي الأتي:
    • الاجهاضات النناتجة من المشاكل الواردة وعدم اتخاذ إجراءات لازمة فورية للحد من ظاهرة عدم استمرار الحمل بالاجهاضات المتكررة.
    وهذه بعض الحالات التي حدثت بالفعل دون وجود ادني عناية:
    الحالة رقم (1)
    مذيعة سودانية تبلغ من العمر 35 عاما، تعاني من الاجهاضات المتكررة
    (Recurrent Abortion) ، حيث حدثت لها هذه الظاهرة لعدد 4 مرات في الشهور الثانية أو الثالثة للحمل، بدلا من البحث الطبي للأسباب الفعلية للإجهاض المتكرر، تنشغل المنظمة الطبية التابعة لشئون اللاجئين بتكرار إجراء فحوصات غير ذي بال مثل السونار وتحليل البول رغما عن توصيات من جهات طبية متخصصة باجراء تحاليل:
    1 – الدم ( Toxoplasmosis )
    2 – مستوي هرمونات الغدة الدرقية
    3 – العامل الريصي ( RH. Factor)
    رغما عن ذلك تضرب الجهة الصحية المسئولة عرض الحائط بكل التوصيات.
    الحالة رقم (2 )
    سيدة سودانية تعاني من Entopic Pregnant الحمل في غير موضعه.
    أما بالنسبة للاطفال الفئات الاكثر ضعفا في المجتمع بجانب المرأة فيعانون من انتشار كثير من الامراض المعدية بينهم خصوصا في فصل الشتاء . مرد ذلك الي عدم اتخاذ إجراءات ووسائل علاجية ووقاية فورية للحد من ذلك.
    وللدلالة علي القصور نورد الاتي:
    • طفلة سودانية عمرها 6 شهور تعاني من ثقب في الصمام ، أوصي لها بإجراء جراحة ومتابعة فورية من قبل طبيب تابع للمنظمة الصحية إلا أن تقريرها أهمل وسرعان ما غير رأيه في التوصية الطبية.
    • طفل سوداني عمره 7 سنوات يعاني من مشاكل بالخصيتين حيث تارة تحدد له عملية جراحية وتارة يوصف له علاج مما جعل أسرته تعيش في توتر لما ال إليه الأمر.
    تتبع كل ذلك مسألة هامة ألا وهي مسالة الولادة والتي حدث ولا حرج بالإضافة ألي الأم المخاض التي تعاني منها المرأة الحامل ينضم لها الأم الانتظار والمجهول في أي الأماكن ستضع مولودها لعدم تحديد جهة معينة للوضع رغما عن أنه إذا كانت هنالك متابعة كما ذكرنا كان يمكن أن يتم تحديد الزمان والمكان المحددين للوضع منذ نهاية المرحلة الثانية من الحمل ولا يفوتنا ذكر أن انتشار كثير من الأمراض خصوصا امراض الجهاز التنفسي في فصل الشتاء والتي سرعان ما تجد طريقها كعدوي بين أطفال الأسرة الواحده وغيرها لأمور عدة من سوء التهوية لأماكن السكن، ضعف التثقيف الصحي وسوء التغذية وبيئة معيشية متدنية ما يهمنا هوالدور الذي تقوم به هذه المنظمات في سبيل القضاء علي هذه الظاهرة السنوية ، فالعمل المكتبي وحده لا يكفي فلا بد من زيارات لأماكن تجمع الاجئين حتي وإن كانت فقط للتثقيف الصحي بالنسبة للاجئ ولا يكفل معالجة شططا لإدارة اللاجئين إذا ما اهتمت بالمسح العشوائي بأماكن تجمع اللاجئين ( سكن – كنائس – عمل وغيرها ) بأخذ عينات من الدم وإعطائهم الفيتامينات اللازمة لذلك للقضاء علي الظاهرة.
    الفئة الثانية: العاملين في مهن المخاطر الصحية والاعمار السنية المختلفة:
    نسبة لعدم وجود فرص عمل حقيقية فالعديد من اللاجئين يمتهنون مهن هامشية لتوفير لقمة العيش، وهنا لابد من التركيز علي طبيعة اللاجئ السوداني النفسية والتي ترفض التسول حتي لو اضطرت للموت جوعا، هذه المهن تمتد فيها ساعات العمل لأوقات متأخرة يكون العائد المادي ضعيفا يكاد يكفي بالكاد رغيفات لا تسد الرمق يتعرض اللاجئ فيها لبرودة الطقس أو سخونتة وغالبا الوقوف بالاماكن المكشوفة. أما العاملين في مهن المخاطر خصوصا المصانع تكون نسبة التعرض فيها لملوثات بيئية تصل إلي نسب عالية مما يؤدي إلي إصابتهم بامراض الرئة.
    وقد سجلت العديد من حالات الاصابة بالسل الرئوي حيث لا تهتم المنظمة اصلا بطبيعة اجراءاتها الروتينية عن الكشف المبكر عن الحالات واعطائها المعالجات اللازمة مما يؤدي الي استفحال المرض وانتقاله لافراد اخرين، بجانب عامل اخر يتمثل في الازدحام السكني وتدهوره مما يساعد علي ايجاد بيئة خصبة للمرض بجانب انتشاره.
    اما الفئات العمرية الأخري وخصوصا فئة الشباب فنتيجة للضغوط النفسية وعدم اتضاح الرؤية بالنسبة لهم مع ضبابية المصير كناتج لتويف الامور وعدم الاهتمام بالدور المضوي الايجابي يولد ذلك مجموعة من الاحباطات النفسية والتشوهات النفسية والعصبية مما يؤدي لخلق جيل من اللاجئين المصابين بأزمات نفسية يدارونها عن طريق تعاطي الخمور بكميات خرافية والأقراص المهدئة.
    أمراض مشتركة بين الفئات:
    تشكل الأمراض الجلدية قاسما مشتركا للإصابة مثل أمراض ( القوباء ، البهاق ، والحصبة ) حيث نجد أن ضعف البيئة المعيشية وتدهورها عاملا اساسيا لذلك. التهابات الجهاز البولي والتناسلي تؤدي عدة ممارسات جنسية خاطئة للاصابة بذلك ( السيلان – الزهري )، ارتفاع ضغط الدم – سجلت حولي 20 حالة في فئات عمرية بين 20 – 40 عاما من الجنسين وهؤلاء يتعاطون علاجات بصورة منتظمة توفرت لهم إمكانيات ضئيلة للكشف الخاص أما إذا قمنا بإجراء الكشف السريري والمعملي علي اكبر عدد لارتفعت النسبة بالتأكيد.
    هل تلعب المفوضية السامية لشئون اللاجئين دورا لامتهان الدعارة ؟
    لنكن واقعيين وصريحين في ذلك فكيف لفتاة أو أم دون عائل ضاقت بهم السبل المادية وهي في حوجة لما يسد الجوع أو لدفع فاتورة علاج عاجلة لشخص مريض أو يحتضر ؟! اذا السبيل بيع نفسها لأنها لو اتبعت الوسائل والإجراءات من خلال المنظمة الصحية التابعة للاجئين لكان المصير الموت لذلك الشخص.
    واليكم بعض المعلومات المتعلقة بالمساعدات التي كانت تقدم للاجئين بكاريتاس والتي تم توقيفها أو تخفيضها:
    فيما يخص المساعدات التي تقدم للاجئين :
    يستلم اللاجئ المفرد أو الأسرة المكونة من زوج وزوجة فقط (أي ليس لديهم أطفال) مساعدة مالية مرة واحدة.
    تستلم الأسرة المكونة من زوج وزوجة وطفل مساعدة مالية تستمر لمدة ثلاثة اشهر (وهذا غالبا ما يعتمد علي ظروف الزوج أو الزوجة الصحية).
    تستلم الاسرة المكونة من أكثر من ثلاثة أفراد علي مساعدة مالية شهرية وعملية الصرف كل شهر من مكتب كاريتاس أو من البنك المعني.
    يصرف المعاقين إعانة شهرية تستلم من مكتب كاريتاس لكل الحالات الطارئية حيث يقوم الشخص بتقديم طلب شارحا حصحصت ميزانية فيه سواء اكانت مرضية أو مديونية أو حوجته لمبلغ الحالة التي يمر بها لتكملة تذكرة سفر (استراليا) مثلا، تقوم اللجنة بدراسة الطلب ووضع توصياتها ورفععها للمدير حيث يقوم بالتصديق بالمبلغ كيفما يراه مناسبا.
    خلال الاشهر الماضية قامت كاريتاس بالإجراءات التالية فيما بخص المساعدات المالية التي تقدم للاجئين:
    • وقف المساعدات التي تصرف لمرة واحدة للافراد والاسرة المكونة من شخصين
    • وقف المساعدات التي كانت تصرف للاسر المكونة من ثلاثة أفراد
    • وقف المساعدات التي تقدم في الحالات الطارئة
    • اتخاذ قرار بصرف مساعدات للاسر المكونة من سبع أفراد أو أكثر ( زوج ، زوجة ، خمسة أبناء )، والمعاقين فقط.
    والجدير بالذكر ان هذه المساعدات تم توقيفها دون وضع ملصقات تشير الي ان هذه القرارات صادرة من مكتب المفوضية وعليها يقال انه قد تم تحويل المساعدات المالية للناذحين باقليم دارفور علما بان وقف المساعدات قد بدأ قبل تفاقم الازمة .
    النقطة الثانية فيما يتعلق بالخدمات الطبية التي تقدم بواسطة كاريتاس :
    اولا : كانت كاريتاس تقوم بتحمل كل تكاليف الأدوية والعلاجات بالنسبة للاجئين حاملي البطاقة الزرقاء .
    ثانيا : قامت كاريتاس بتخفيض تكلفتها علي ان يتحمل المريض عشرة بالمائة ( 10% ) من تكلفة العلاج وعلي كاريتاس 90% .
    وحاليانا يتحمل ألاجئ 50% من قيمة العلاج الكلية وتدفع كاريتاس النصف الباقي عن طريق التسوية للصيدليات ، والتي قد تفوق تكلفة علاجاتهم بالنسبة لأصحاب الأمراض المختلفة الأربعمائة جنيها شهريا وضعت كاريتاس قرارا بعدم دفعها أكثر من 150 جنيها شهريا فقط دون اكتراس لحاجة المريض لهذه العلاجات .
                  

06-25-2006, 11:12 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: wadah taber)

    بين المفوضية و كاريتاس.. غضب اللاجئين السودانيين بمصر يتصاعد


    مازالت تداعيات أحداث مجزرة الأمن المصري ضد اللاجئين السودانيين تسفر كل يوم عن مآسٍ جديدة، فبالرغم من رحلة العذاب في المعسكرات و السجون و ما لاقاه اللاجئون من سطوة الأمن لحد دفع بعضهم إلى محاولة الانتحار، و بعضهم انتحر بالفعل، تتحمل مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين مع شريكها التنفيذي كاريتاس تواصل معاناة اللاجئين حتى الآن، بالمماطلة في رعاية اللاجئين بما في ذلك عشرات الحالات الحرجة و المرضى و الأطفال، و مع التعامل اللا إنساني في قضية القتلى لحد منع إحدى اللاجئات ممن خرجن من سجن القناطر مؤخراً من معاينة جثة ابنتها يوم 24 يناير2006 بمشرحة زينهم و الإصرار على دفن الجثة دون إعلان، و مع تعثر جهود إغاثة 3202 آلاف لاجيء كانوا معتصمين بحديقة ميدان مصطفى محمود، و رغم إعلان بعض الجهات الإقليمية و الدولية عن مساعدات غذائية و مالية إلا أنها لم تُصرف للمتضررين حتى الآن، وفقا لذلك يعتقد اللاجئون أن كل هذه التصرفات هو نوع من الانتقام منهم و رغم ذلك يواصلون ضبطاً للنفس، لكن استمرار هذه الحالة من الإهمال و الترهيب ليست من صالح أحد، فهم يشعرون بمزيد من الغضب المتنامي و الذي قد يقترب من غضبهم يوم فرقتهم قوى الأمن باستخدام العنف المفرط و غير المبرر و قتلت بعضهم دون أي وازع من ضمير.

    أولا : مفوضية الأمم المتحدة :
    1- لازالت معاناة اللاجيء السوداني الذي خرج من معسكرات الاعتقال أو السجون أو المستشفيات مستمرة مع مفوضية اللاجئين:
    أ- تمتنع مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين حتى تاريخه عن إعطاء البطاقة الصفراء ( حماية مؤقتة) لأصحاب الملفات المغلقة - المتقدمين الجدد- منتظري النتائج ( 595لاجيء).
    ب- تماطل في استخراج بطاقات بديلة لمن فقدت أوراقهم أثناء فض الاعتصام بالقوة. جـ - يوجد 962 من الأطفال لم تقم المفوضية بواجبها تجاههم، فلم يتسلم منهم إعانة سوى من خرجوا برفقة أمهاتهم من سجن القناطر الأسبوع الماضي فقط، كما أن أدوية و حليب الأطفال التي وعدت المفوضية بتاريخ 4 يناير بتسليمه للأطفال، لم يصرف للاجئين المشتتين في أنحاء العاصمة المصرية حتى الآن.

    د- لم يصرف بدل السكن لمعظم اللاجئين سوى أيام 4،5 يناير، راجع الجزء الخاص (حول منحة السكن و الرعاية الصحية)

    2- دفع اللاجئين نحو مواقف و تجمعات مفتعلة
    - يتردد اللاجئون على مقر المفوضية دون استجابة لمطالبهم، يزداد عدد المنتظرين مع مرور الوقت و بطء التعامل، مع رفض البنوك صرف منح السكن يعاود اللاجئون سؤال كاريتاس، يقولون لهم اذهبوا للمفوضية، و هكذا... ومنذ الرابع من يناير يستمر هذا ال" تدويخ" و أيضا بسبب اضطرار اللاجئين لمراجعة مكتب المفوضية لاستخراج وثائق أو إنهاء معاملات أو البحث عن أسمائهم في كشوف منحة السكن التي لم تصرف سوى ليومين و لعدد قليل فقط، بسبب كل هذا يحدث أن يتجمع اللاجئون أمام المفوضية بشارع الأعناب وأمام الحديقة التي شهدت اعتصامهم، حيث يمرون جوارها وصولا للطريق العام ليستقلوا المواصلات العامة، فيتعرض لهم الأمن من جديد، مثلما حدث يوم الاثنين 9 يناير،و يوم الخميس 19يناير حيث حدثت مشاداة كلامية مع اللاجئين و طردوا من أمام مقر المفوضية على يد جنود الأمن و ضُرب أحد اللاجئين ( مسن) بقسوة، تجددت المشادات الكلامية بين اللاجئين و موظفي المفوضية و ذلك بوجود العقيد محمد صلاح أمام مقر المفوضية، يزداد انتظار اللاجئين أمام المقر فيحدث تلقائيا تجمعهم مثلما يوم الأحد 22 يناير2006 نحو الواحدة ظهرا بسبب عدم إنهاء إجراءاتهم و عدم صرف بدل سكن أو التكفل بالرعاية الصحية لكثير منهم.

    مجرد تساؤل: اندهشنا من قبل لتسريح الأمن لبعض اللاجئين في أوقات متأخرة من ليل 30-12-05 ( حيث قتل أقاربهم و أصدقاؤهم فجر هذا اليوم) دون علاج أو نقود، دون مراعاة لظروفهم الصحية و النفسية و دون تدبر لأي رد فعل منهم و هم على هذه الحالة، و رغم ذلك كان موقف اللاجئين منضبطا، ثم فوجئنا بما كتبته يوم 2يناير 2006 جريدة حكومية عن "حادثة تحطيم سيارات قام بها سودانيون مخمورون عائدون من سهرة رأس السنة" !!! ثم بعد أيام و في 7 يناير كتبت الجرائد عن حالة مشابهة قام بها سودانيون و هذه المرة أضافوا كلمة ( لاجئون!) هل كان الأمر معدا لإطلاق سراح اللاجئين بهذه الطريقة اللا إنسانية و انتظار أن يقوموا برد فعل عنيف ليسهل ترحيلهم كمجرمين و مخالفين للقانون و ليس كلاجئين ؟؟؟ الآن أيضا نسأل عن السبب في زيادة معاناة اللاجئين في الأيام التالية لخروجهم من المعسكرات و السجون، و "بهدلتهم" من مكتب لآخر، و تسويفات و إهمال، هل هي طريقة جديدة لاستدراج اللاجئين لمشادات مفتعلة تمهيدا لعقابهم بالترحيل لأسباب مختلقة ؟؟

    - لقد خصصت المفوضية هذا الأسبوع يومي الأحد و الثلاثاء لإجراءات استخراج مستندات بديلة، رغم أنه إجراء يتطلب تخصيص وقتا أكبر لأنه يتعلق بغالبية من اللاجئين الذين كانوا في الحديقة و فقدوا هوياتهم أو تعرضت للتلف، و إنهاء هذه الخطوة سريعا لعدم تعرض هؤلاء لمزيد من المشاكل بشوارع العاصمة و لتمكن العوائل منهم من الإيفاء بالأوراق المطلوبة للمعاملات المختلفة و منها تأجير مساكن، حددت المفوضية يومين كاملين( الاثنين و الأربعاء) لإجراء إضافات،بينما خصصت يوم الخميس فقط لإجراء مقابلات، رغم أن هذا البند يشمل هم نسبة ليست بالقليلة من المعتصمين بالحديقة.

    - حسب اتفاق 17-12 و التي أعلنت المفوضية يوم 4 يناير استمرار التزامها به، يقضي الاتفاق في بند 1.2 بنقاطه التفصيلية الأربعة بمراجعة الوضع القانوني لكل اللاجئين / و ملتمسي اللجؤ بالحديقة، و حدد لفظا كلا من ( حاملي البطاقات الزرقاء - حاملي البطاقات الصفراء - القادمين الجدد- المسجلين الجدد من حملة البطاقة الصفراء- أصحاب الملفات المغلقة) و لكن للآن لم يتم شيء.

    هامش : على المفوضية الإسراع فورا في هذه الإجراءات، إن تردد اللاجئين غير مرة على مكتب المفوضية بحي المهندسين على بعد أمتار قليلة من حديقة مصطفى محمود - حيث مات أقاربهم و أصدقاؤهم، و ملاقاتهم للمعاناة في إجراءات تفصيلة تتعلق بأمور بسيطة كاستخراج بدل لما فقدوه من أوراق أثناء الضرب و القتل يوم 30-12، رغم أن أصول كل هذه الأوراق و أرقامها موجود لدى المفوضية، قطعا يثير غضب اللاجئين أكثر.

    3- ملاحظات حول إجراءات المفوضية مؤخرا مع اللاجئين :
    اللاجئون ممن استخرجوا بطاقات بديلة لما فقدوه أثناء المجزرة، لاحظوا أنه تم تغيير موعد التسجيل في البطاقات الجديدة - لتاريخ سابق لتاريخ تسجيلهم - مع بقاء البطاقة بنفس رقم الملف، أحد اللاجئين كانت بطاقته الأصلية بتاريخ 2002 ثم أعطوه بطاقة بديلة بتاريخ 2000، بما يعني أن هناك عامان قد أضيفا لالتزامات المفوضية تجاه هذا اللاجيء، و هذه الفترة تتخللها بالطبع التزامات مالية.. ( يحتفظ اللاجئون بصور من البطاقات القديمة و بالطبع الجديدة)

    بعض اللاجئين استلموا بطاقات بدون تاريخ تسجيل!
    بعض اللاجئين من حملة البطاقة الصفراء و ليس من أصحاب الملفات المغلقة عند مراجعتهم للمفوضية لاستخراج بدل فاقد لوثيقة اللجؤ فإنه يطلب منهم تقديم التماس لإعادة فتح ملفاتهم !!

    ثانيا حول منحة السكن و الرعاية الصحية للحالات الحرجة:
    لقد طالبنا و العديد من منظمات المجتمع الأهلي في 3 يناير 2006 من المفوضية بالإيعاز الفوري لمنظمة كاريتاس شريكها التنفيذي بالقاهرة بتوفير الرعاية الصحية و الإنسانية لهؤلاء اللاجئين،حيث أن كل من يتم تسريحه من معسكرات الاعتقال لا يجد مأوى له و قد خرج معظمهم دون تلقي رعاية صحية تذكر و يتساقطون صرعى جراء ذلك، و لم يحول للمستشفيات سوى الحالات الأخطر سواء من الحديقة أثناء المجزرة أو من المعسكرات التي وصلوا لها، و قد قال لاجئون الاثنين 8 يناير أن مسئولين بمكتب كاريتاس رفضوا إعطاءهم أي معونات و طالبوهم بمراجعة المكتب بعد انتهاء عيد الأضحى أي بعد 13 يناير الجاري، لكن أحداً لم يصرف منحة السكن.

    1- بالنسبة للسكن
    المفترض أن اتفاق المفوضية 17-12-05 و إعلانها السابق في 12-12-05 يقضي بصرف إعانة سكن لمرة واحدة فقط، للفرد 300 جنيه من كاريتاس الشريك التنفيذي للمفوضية، عبر شيكات مصروفة على البنوك،لكن عمليا لم يصرف اللاجئون بالحديقة 2800 فرد هذا المبلغ، سوى قليل منهم،بل إن أشخاصا ممن لم يكونوا معتصمين بالحديقة أو مسجلين قد وجدوا أسماءهم و صرفوا إعانات سكن! أما لاجئو الحديقة و بعد خروجهم من المعسكرات و السجون و المستشفيات أجبروا على ترك كنيسة السكاكيني يوم الثلاثاء 3 يناير2006، و قيل لهم أنهم سيجدون بدلا للسكن في بنوك القاهرة المختلفة حسب ترتيبهم الأبجدي، و ليومي 4 و 5 يناير صرف المنحة لقليل منهم، ثم قيل لهم أن عليهم العودة بعد العيد، ثم في يوم الاثنين 16 يناير 2006 قيل لهم مرة أخرى أن عليهم المجيء يوم 19 يناير الخميس ( كاريتاس أجازة الجمعة و السبت). الخميس 19-1-06 قيل للاجئين أنه لا يوجد صرف لبدل سكن و أن على كل لاجيء تقديم التماس و شرح حالته و سوف يرد عليهم بدء من يوم 15فبراير2006 !!!

    راجع اللاجئون المفوضية فقيل لهم " اللي صرف صرف و خلاص... مافيش بدل سكن تاني لحد "

    هامش:
    كان يجب حل هذه المشكلة سريعاً، اللاجئون ليس لديهم مأوى منذ بدء خروجهم من المعسكرات و حتى هؤلاء الذين خرجوا من السجون، منذ الأربعاء 18 يناير فقط صرف للنساء اللاتي خرجن من سجن القناطر منحة سكن.

    ملاحظة :
    ماذا نفهم من إبداء المفوضية يوم 12-12 استعدادها لصرف بدل سكن للاجئي الحديقة لغرض خروجهم منها؟؟ ثم بقاء هذه الأموال من تاريخه و لمدة شهرين دون أن يستفيد منها أحد ؟؟ من يستفيد من عدم إنفاق هذه الأموال لشهرين؟؟ هل هناك فوائد ما تعود على أحد من وراء إبقاء هذه الأموال في المصارف ؟؟ التزمت المفوضية في إعلان 12-12- و اتفاق 17-12( الذي كررت التزامها به يوم 4 يناير ) بصرف بدل سكن مرة واحدة" لأي شخص يرغب قي ترك الحديقة و ليس لديهم سكن سيتم منحهم مساعدة طارئة لمرة واحدة لمساعدتهم على إيجاد مسكن و يجب عليهم التسجيل مع المفوضية للحصول على هذه المساعدة" قيمة المساعدة التي كان يتم التفاوض على تقديمها للاجئي الحديقة يفترض حسب مفاوضات اللاجئين مع المفوضية أن تكون 600 جنيه على 3 دفعات، لكن تراجع إلى 300 جنيه فقط و دفعة واحدة.

    تعلم مفوضية الأمم المتحدة جيداً أن لاجئي الحديقة هم من الأشخاص الذين لم يكن لديهم أي مصدر للدخل و لم يتلقوا مساعدات مالية من المفوضية منذ يونيو 2004، و من بين أسباب اعتصامهم بالحديقة و تجشمهم عناء الإقامة في العراء و البرد هو عدم وجود بديل لديهم، بمعنى أن البند ينسحب عل معظم إن لم يكن كل اللاجئين بالحديقة... المفترض أن المبلغ المخصص لسكن لهؤلاء اللاجئين كان للعدد المبدئي(3000 لاجيء) ثم سلم العدد النهائي مدققا 3202 فرد للمفوضية بتاريخ 19-12 من قبل ممثلي اللاجئين عنهم (محمد حسين و عامر جابر) إلى موظف المفوضية السيد هشام سراج بحضور رائد الشرطة هيثم عثمان و القائمة كانت مكتوبة في 81 صفحة تحوي عدد اللاجئين بالحديقة (3202 شخصا بينهم 962 طفلاً)

    2- بالنسبة للرعاية الصحية
    يفترض أن كاريتاس حسب العقد مع المفوضية تقوم بعلاج المرضى من اللاجئين وفقا لضوابط محددة، حسب إعلان 12-12 و حسب اتفاق 17-12 تكفلت المفوضية بعلاج الحالات المرضية و الإنسانية، لكن لم يحدث ذلك سوى مع حالات قليلة ومن حملة البطاقة الزرقاء فقط :

    من مقابلات اللاجئين نورد الآتي من الحالات الموثقة : أ- اللاجيء -................ كان يعاني من انسداد صمام في القلب، في يوم 30-12 تم ضربه حتى أغمى عليه، لم يتلق أي علاج، أو معاملة خاصة بالمعسكرات نظرا لحالته الصحية، أصيب بشلل في ساقه اليمنى، بخلاف مضاعفات مرض القلب.

    ب- لاجيء آخر...... جرح في ذراعه اليسرى يوم 30-12 أثناء المجزرة، مما أثر على أعصاب اليد، في المستشفى تم خياطة الجرح ظاهرياً لحد أن خيوط الجراحة فكت، كان يجب أن يجرى له جراحة سريعة و لم يحدث، الآن بدأت كف يده و أصابعه في التيبس و قد يضطر لبترها!

    ج- لاجيء آخر............ كان مرضه تسوس في عظام المخ،فكتب الطبيب المعالج بعد التشخيص الدقيق و أخبره أن علاجه يجب أن يكون فوريا و في مستشفي متخصص و هذا العلاج موجود بالخارج، أخبر اللاجيء كاريتاس قاموا بإحالته لطبيب آخر يتعاملون معه، فكتب تقريرا أن اللاجيء لا يعاني من شيء !! و رغم تراجع الطبيب بعد مواجهته بتقرير زملائه إلا أن كاريتاس رفضت أن تكتب تقريرا بحالة المريض الحقيقية و ضرورة علاجه فورا، اللاجيء هب للمفوضية و اشتكى و طلب علاجا فوريا فقررت المفوضية أن مرضه يمكن علاجه بمصر و مع ذلك لم يقوموا بعلاجه !! و اكتفوا فقط بهذا الكلام. د- لاجيء رابع....... كان يعاني من ألم طفيف بالعين اليسرى،و كل ما يريده هو أن يكشف عليه طبيب عيون متخصص و لم يكن لديه مليما واحدا لهذا الغرض،ذهب لمفوضية اللاجئين فأحالوه لكاريتاس و هناك بدأوا في المماطلة معه، و أخروا الرد عليه، و يوما وراء يوم زاد المرض ففقد اللاجيء نور عينه اليسرى تماما، و بدأ رحلة جديدة من الألم النفسي بسبب هذا.

    هامش: يجب إقناع المسئولين بعلاج اللاجئين فوراً خاصة هؤلاء الذين إصاباتهم حرجة و تتدهور يوما بعد يوم و منهم من أصيبوا بكسور في العظام و مهددين بعاهات مستديمة، و كذلك مرضى الالتهاب الرئوي و أمراض التنفس و الحساسية و بالأخص منهم الأطفال، توجد حالات عدة موثقة للاجئين على وشك الإصابة بعاهة بسبب عدم علاج كسورهم، يوجد حالات لأطفال كثيرين مصابين بأمراض حساسية قابلة للانتقال للمحيطين بهم و تتفاعل للأسوأ و تهددهم بالموت. حول مساعدات الأطفال في سن التعليم :

    - الأسبوع الماضي اشتكي أولياء أمور من مطالبتهم في كاريتاس بالعديد من الأوراق لإثبات انتساب أبنائهم للمدارس، و عندما تحصلوا عليها قيل لهم أن موعد تقديمها قد انتهى الأربعاء 25 يناير2006 و لن يصرف لهم مساعدة تعليم للأطفال!!!.

    هامش: و الحال هكذا ، نعاود تذكير المفوضية بهذه النقاط في البند الأول من اتفاق 17-12 و التي كررت التزامها به في 4 يناير 2006 !

    4,1 أن اولية المقابلات ستعطى للاشخاص الذين يستوفون معايير المفوضية الخاصة بالمساعدات ( مثال المسنيين, المرضى , الاشخاص ذو الاحتياجات الخاصة , المرأة بدون عائل , العائلة ذات العائلة الواحد , اطفال بدون عائل ) اى سودانى من اصل دارفورى قادم الى مصر مباشرة من دارفور سيتم اضافته الى القائمة المدرجة اعلاه.

    1,5 سيتم تقديم تقديم مساعدة مالية لمرةواحدة فقط لكل الحالات المذكورة فى القائمة من الذين ليس لديهم محل للسكن لمساعدتهم فى إيجاد سكن ملائم لهم. هذا العرض سارى على كل طالبى اللجوء , اللاجئين , الاشخاص ذوى الملفات المغلقة والوافدين الجدد الذين لم يتم تسجيلهم من قبل المفوضية.

    6,1 فور البت فى الاحتياجات الفردية كما ذكر اعلاه , هؤلاء القادرون على العوده لمنازلهم يمكنهم الذهاب من المكتب. اما الغير قادرون على الرجوع الى منازلهم ستقوم المفوضية بتوفير السبل الملائمة. !!!!!!!!!!

    - مرة أخرى حول التكتم على عدد القتلى:
    نؤكد من جديد أن الامن المصري يهدد اللاجئين ليرغمهم على استلام و دفن جثث ذويهم، دون تشريح أو تحقيق، دون إعلان عن ذلك، الجثث موضوعة في أدراج و ليس ثلاجات،و تستخدم حجة إمكانية تحلل الجثث سريعاً، لإرغام اللاجئين على إتمام عملية الدفن دون تحقيق و دون إعلان عن العدد الحقيقي للقتلى.
                  

06-29-2006, 08:45 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعاعيت حديقة مصطفى محمود ..لماذا لا تحكون وتفضفضون عن تجاربكم فى المعتقل (Re: AMNA MUKHTAR)

    الأعزاء وضاح تابر وعامر جابر ..

    شكرا على الافادات .

    وكاراكاتير الأخ مصدق معبر عن المأساة بصورة مذهلة

    التحية له .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de