مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 10:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2006, 05:38 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي

    عندما يتم التعامل مع مصطلح أو شعار الدولة الإسلامية؛ فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو تعلق هذه الدولة بالإسلامية من حيث موقعها في الجغرافيا الدينية لثقافة المجتمع الذي يتسم أغلبية أفراده باعتناق الدين الإسلامي، فتصبح الدولة المصرية أو السعودية مثلاً دولةً إسلامية بما أنها داخل الجغرافيا الدينية الإسلامية، وتصبح إندونيسيا دولة إسلامية مع أنها خارج الجغرافيا الإسلامية من حيث المكان؛ لكنها تبقى ضمن الدائرة الإسلامية بما أن غالبية جغرافيتها البشرية تعتنق الإسلام كدين شعبي ورسمي على حد سواء، وذلك بصرف النظر عن طبيعة الحكم الذي تستند عليه الدولة وطبيعة القوانين المنظمة لشؤونها الإدارية والاقتصادية، ولو أن المسألة متعلقة بنوعية الحكم المقام على أرضها لخرج عن وصف الإسلامية كثير من الدول التي يدين شعبها بالإسلام كأيام المد القومي والحكم الاشتراكي في مصر والعراق وسوريا مثلاً، ولكانت الدولة التركية غير إسلامية بحكم أنها انتهجت العلمانية في طبيعة حكمها وممارساتها الحياتية؛ لكن لا أعتقد أن أحداً يمكن له أن ينفي صفة الإسلامية عن تركيا بسبب طبيعة حكمها العلماني؛ وهذا التصنيف بالطبع يأخذ على عاتقه الطابع الديني العام للدولة كأن نقول إن فرنسا مثلاً دولة مسيحية في حين أن نظام الحكم فيها فوق ديني.. أو بالأصح؛ علماني.

    لكن تبقى الدولة الدينية تطرح نفسها وبقوة في الصراع السياسي على مجريات الحكم، على أنه مخالفة لما تقتضيه بقية الدول الإسلامية الأخرى، وهي دولة تطرح مفهومية خاصة بالدولة المراد تدشينها كبديل لمجموعة الدول الإسلامية الأخرى، إذ إنها لا تنطلق من مفهومية الدولة التي تدين بالإسلام بقدر ما أنها تطرح نفسها عن طريق نظام الحكم ضمن دائرة مفهومية واحدة للشأن السياسي ككل، وتستمد برنامجها السياسي من خلال الفكر الديني، وتجعل من مفهوم الدين المحدد لديها، ولديها فقط، قاعدةً تتكئ عليها في أكثر برامجها الاجتماعية إن لم تكن كلها، أي إنها تنطلق من أيديولوجيا محددة، ومؤطرةً بأطرها الفكرية والسياسية والحيايتة.

    ويرتبط مفهوم الدولة الإسلامية، غير الدينية إذا صح التعبير، بتحديد هوية قومية عامة تربط كافة أفراد المجتمع برابط تاريخي واحد دون أن يكون هذا الرابط هو المحدد الأخير لصلاحية ما يستجد من أمور الدولة ومن أمور المجتمع والواقع المفروض؛ أي إنها دولة مدنية في الأساس تنطلق من الواقع وتعود إليه، دون الإخلال بالطابع العام، ودون الإخلال بالخيمة الكبرى التي تغطي وتربط بين كافة أعضاء المجتمع وكافة مذاهبهم السياسية والدينية والطائفية، في حين أن الدولة الدينية ترتبط أكثر ما تربط بالصراع السياسي على السلطة، ويرتبط نجاح أي منافس على السلطة بقدرته على توليد طاقة تعبوية جماهيرياً وثابتة سلطوياً وشرعية في نظر الجميع، ولأن الإسلام ذو خاصية دينية فريدة في نفوس الجماهير المسلمة، وذو طابع رمزي روحاني متعالٍ، فإن مصطلح الإسلامية يبرز كأقوى الشعارات دينياً واجتماعياً، ولذلك يحاول بعض ممارسي السلطة الاتكاء على "الإسلامية" لتضرب منافسيها في عمق شرعية السلطة لديهم، ولذلك نحن نرى الحركات الإسلامية بلا استثناء ترفع هذا الشعار المحترم جماهيرياً لتشكك في شرعية الدول الإسلامية كافة، ومن هنا نفهم أيضا لماذا يحاول كثير من الخلفاء والحكام في العصور الإسلامية كافة على الظهور بمظهر الصوّام القوام، والغيور على الإسلام وأهله، بدءاً من رأس الدولة الأموية مروراً بالخلفاء على مر العصور وليس انتهاءً بالملا عمر؛ المتسمي بأمير المؤمنين في الدولة الطالبانية والحليف التنظيمي له:" تنظيم القاعدة"، وكل ذلك بالطبع اتكاء على ما للإسلام من شعور عميق في نفوس معتنقيه؛ حتى ليُقال إن كمال أتاتورك ذاته كان يحاول أن يتصف بصفات القائد المسلم الغيور على الدين وأهله، في حين أنه من أنهى دولة الخلافة وأسقطها دون رجعة.

    وحين يحاول المنظرون للدولة الدينية أن يطرحوا دولتهم على أرض الواقع داخل اللعبة السياسية على أنها الدولة التي تجسد فكرة دولة الإسلام من خلال تفسيرات أحادية النظرة للدين والتشريع الإسلامي، لأنهم، بالطبع، يبنون هذه الدولة "على شفا جرف هارٍ"، بالتعبير القرآني، لأنهم باعتقادهم ممثلو الله على أرضه، ومن هنا يقعون في المأزق الكنسي حين مارست الكنيسة مثل هذا الدور فيما مضى من عصور الظلام الأوروبي.
    من جهة أخرى، تطرح الدولة الدينية نفسها من خلال الثورة والعمل التنظيمي المسلح عن طريق فكرة الجهاد في الإسلام وتستثمر ذلك لصالح برنامجها السياسي العنفي كما كان الحال في الحكومة الخمينية في إيران، وكما كان الحال كذلك في الجزائر، دون برنامج سياسي معقول يأخذ بأبعاد الواقع وتنظيم المجتمع المدني ويطرح بديلاً حضارياً بالنسبة للمجتمع المنخرط دون وعي في سياقات هذا التوجه، ولذلك نحن نرى أن مثل هذه الدول لم تستطع تجاوز فكرة الثورة، حتى بعد تسلقها مراتب الدولة كما فعلت إيران في فكرة تصدير الثورة، وكما فعلت طالبان في تقسيم العالم إلى فسطاطي الكفر والإيمان وأحداث العنف هنا وهناك، وكما هو مأزق حكومة حماس في فلسطين حين تُبقي على الخيار العسكري، في حين لم تستطع حتى الآن تجاوز أزمة توفير الدواء لمواطنيها.

    ويأتي مأزق الدولة الدينية أيضا في قفزها على الواقع الفعلي، والحراك الدولي، والتغير البشري والحضاري في أي بلد تحاول هذه الدولة التعامل معه وفق أيديولوجيتها المحددة برؤاها السياسية والدينية، وشعار الدولة الدينية في استخدامها للدين يقتضي بالطبع استخدام الشريعة الإسلامية على أنها الحكم الأخير، وهنا ندخل في مسألة الرأي الأحادي في التفسيرات الدينية للشريعة والآراء الفقهية تجاه أي قضية من القضايا التي لم تكن تحتمل كل هذا الجدل حولها لطبيعتها المدنية، ولأنها متجددة تجدد العصر مما يخلق انفراجاً كبيراً في زوايا القضايا الدينية والمدنية لدى مثل هذه الدولة بما أن الشريعة لا يمكن لها أن تجير برأي واحد، أو حتى مذهب محدد من المذاهب الإسلامية، وهي مذاهب متعارضة حد التناقض أحيانا، وحد الخلاف والاختلاف، وهذا ما يزخر به التاريخ لمن يريد أن يراجعه مراجعة المنصف، ولعل هذه النظرة تجعل الدولة الدينية في مأزق المذهبية التي كان من المفترض استيعابها، وهذا ما لا تستطيعه دولة أطرت نفسها بإطار مذهب معين أو رأي فقهي محدد، وفي حال تجاوزها هذا المأزق فإنها لن تصبح دولة دينية بقدر ما أنها دولة مدنية، وهذا ما حاولت أن تقوم على نقضه، ومن هنا تصبح الدولة الدينية واقعة في مأزق ما كانت تنتقده في أدبياتها ومشروعها السياسي، وحين تحاول من جهة أخرى القفز على الواقع وتجييره لرؤاها فإنها تقع في مأزق التقوقع ومحدودية عملها السياسي، لأن الواقع متغير بشكل سريع في حين أنها ثابتة ثبوت الجماد وسكونه، وهذا السكون يخلق موتها وانتهاءها، فتصبح كمن (حفر عن مذبحه) كما يقول المثل العامي.

    إن الواقع ليس واقع الدولة الدينية، ولابد أن يفهم المنظرون لها ذلك، بل هو واقع الدولة المدنية ولا يضيرها أنها دولة عصرية تأخذ شكلها من المنهج الغربي في بناء الدولة، بل في هذا على ما يبدو هو مكمن بقائها حتى هذه اللحظة، بما أنها واقعية الإطار والتوجه.
                  

العنوان الكاتب Date
مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-16-06, 05:38 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-16-06, 05:42 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-16-06, 07:13 PM
    Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي سعدية عبد الرحيم الخليفة06-21-06, 02:38 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-17-06, 07:07 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-19-06, 06:56 AM
    Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي doma06-21-06, 02:16 AM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-21-06, 07:29 AM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-23-06, 01:44 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-24-06, 07:55 AM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-25-06, 08:55 AM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-25-06, 10:29 AM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-27-06, 07:28 AM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-28-06, 09:47 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef06-30-06, 08:50 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef07-13-06, 07:00 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef07-15-06, 07:43 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef07-15-06, 07:45 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef07-15-06, 07:47 PM
  Re: مازق الدولة الدينية///الكاتب شتيوي الغيثي Sabri Elshareef07-15-06, 08:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de