المرأة التي أمسكت بتلابيبي !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 08:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2006, 05:15 PM

منى أحمد

تاريخ التسجيل: 01-27-2006
مجموع المشاركات: 362

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة التي أمسكت بتلابيبي !!




    نشرت بعض الصحف مؤخراً نبأً طريفاً مفادُه أن السلطات الصينية قد حذَّرت مواطنيها الذين يذهبون للسياحة في الخارج من البَصْق أثناء سيرهم في الشوارع في محاولة صارمة لتحسين صورة المواطن الصيني في الخارج !!

    و الحقيقة أنني قد - توقفت منذ عهد ليس بقريب - عن الشعور بالدهشة إزاء كل ما يقوله أو يفعله أي مواطن صيني إبتداءاً من .. ( هو جنتــاو ) .. مروراً بـ ..
    ( يونغ تشانغ ) التي ألهبت روحي روايتها الهائلة ( بجعات بريَّة ) بذات القدر الذي صفعت به رصانَتي فبتُّ أثرثر عنها لكل من حولي .. و انتهاءاً بالسائح الذي تتوعده الحكومة بالويل و الثبور إن هو عاد إلى اقتراف البَصْق في شوارع ( الناس ) مجدداً !!

    ليس لأنهم قد فقدوا بريقهم و توهجهم في هذا الصدد - لا سمح الله - أعنى مقدرتهم الفذة على إدهاش الآخر المغاير أينما و كيفما كان - فهم لا يفقدونها أبداً تحت أي ظرف , إنما العيب في شهيتي و قابليتي للإندهاش التي أفقدتني إياها رواية (يونغ تشانغ ) التوثيقيّة الملحميّة الضخمة التي أمسكت بتلابيبي على نحو لافت فظللت أتأرجح في قراءتها بين الشراهة في التهام بعض فصولها على طريقة أفراس النهر حيناً , و بين تذوق البعض الآخر و مضغه بهدوء و تكلُّف كونتيسات القرن التاسع عشر ً أحياناً أخرى !!

    أما بعد فراغي من التدرج في كيفيَّة التهامها - أي في مرحلة التلمظ تحديداً - فقد داهمتني دفقة العذاب الشهيرة إياها التي تعقب قراءة النصوص الفذَّة .. عُشـَّاق القراءة يعرفونها جيداً !!
    و لمن لم يصل إليها بعد , هي ذلك المزيج المتناغم بين الخدر اللذيذ و التحديق ببلاهة في الفراغ أمامك لفترة قد تطول أو تقصر , الأمر مرهون بتفاعلاتك الداخلية !!

    دفقة العذاب الشهيرة تلك يتلاشى تأجُّجهَا تدريجيا و يَخفُتْ يوما بعد يوم إلى أن تُصبح مجرد ( قطعة مطرزة ) صغيرة و جميلة في قماش الذاكرة الناعم , نعود إلي استنهاضها كلما سنحت لذلك سانحة .. كسانحة السُيَّاح الآنفة الذكر !!

    المرحلة التالية هي مرحلة الإلتفات أو (التَلفُّتْ ) على طريقة ( الشريف الرضي ) , حيث يتلفَّت قلبك صوب الكتاب بعد أن يأخذ مكانه بين الكتب الأخرى في مكتبتك كلما مررت من عنده (مُتلَكِّكَاً ) على طريقة مرور ( الشريف الرضي ) ذاتها , و قد تفعل ما فعلت أنا مع بجعات يونغ تشانغ بأن تدعو الله متظارفاً أن يمنحنك ذاكرة أخرى أو أن يُقرِضَك أحدُهم ذاكرته لا لشئ إلا لتعاود الإلتهام و .. التذوق و .. التلمظ و .. الإندهاش و من ثم الوصول إلى دفقة العذاب التى أسهبنا في وصف روعتها !!

    أما لماذا أفقدتني تلك الرواية دهشتي إزاء كل فعل أو قول صيني فلأن يونغ تشانغ تلك الصينية ( الجريشية ) اللون – كما يحلو لي أن أتظارف بتلقيبها – و ( الجريش ) لمن لا يعرفه عصيدة سعودية لذيذة تصنع من حب القمح المجروش و الحليب أو اللبن , أستطيع أن أزعم أنه لا يوجد وصف يحاكي لون بشرة الصينين أكثر توفيقا من الجريش ( أنا في كل مرة أحاول و أعود للجريش ) !! - إن تلك الصينية الباسلة قد أبدعت في توثيق دراما واقعية لحياة نساء ثلاث - هُنَّ جدّتها و أمُّها و هيَ نفسُها - منذ عصر أسياد الحرب مروراً بعصر الإحتلالين الياباني و الروسي إلى حين إندلاع الحرب الأهلية بين الكومنتانغ و الشيوعيين و مجئ الثورة الثقافية و الحكم الشيوعي في ظل عهد ( ماو تسي ) بتمرحله و انعطافاته السياسية النَّزقة التي كان من أبرزها إدارة ظهره للروس و مولد الشيوعية الصفراء و من ثم انتهاءاً بموته !!

    يونغ تشانغ - التي تعرض أبواها للقهر و النفي إلى معسكرات العمل البعيدة فجنَّ والدها و انطفأ تدريجيا إلى أن مات , أما هي و لما تبلغ العشرين فنفيت إلى أطراف جبال الهملايا - سطرت هذه الملحمة و نشرتها بعد خروجها من الصين في عام 1978م في كتاب ملئ بالغرائب و العجائب و الفظائع التي أرهقتني محاولات ابتلاعها .. كيف يمكن للمآسي الإنسانية أن تمتد عبر جيلين فأكثر في عائلة واحدة بكل هذا الزخم المؤثر ؟! و كيف يمكن لشعب واحد بل لجيل واحد أن يحتمل كل هذه التقلبات العنيفة والهزات الساحقة دون أن يفقد جلده ؟! .. و كيف يمكن لشعب أن يكون بهذه القوة و أن يملك تلك الإرادة الفولاذية التي جعلته يصهر الفولاذ نفسه يدوياً و بطريقة بدائية و مميتة ليصنع دولة قوية ؟! ..

    الشعب الذي يستطيع أن يحتمل كل هذه المآسي و الفظائع يستطيع ببساطة - و بكل سرور - أن يكف عن البَصْق في شوارع الآخرين من أجل تمثيل بلاده بشكل لائق !! .

    ـــــــــــــــــــــــــــــ

    قيلولة - أوراق جديدة - 2006


                  

العنوان الكاتب Date
المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! منى أحمد06-14-06, 05:15 PM
  Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! Tumadir06-14-06, 05:29 PM
    Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! Tumadir06-14-06, 05:33 PM
    Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! منى أحمد06-14-06, 06:55 PM
  Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! Adil Osman06-14-06, 07:29 PM
    Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! منى أحمد06-14-06, 08:40 PM
  Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! AMNA MUKHTAR06-14-06, 08:07 PM
    Re: المرأة التي أمسكت بتلابيبي !! منى أحمد06-14-06, 09:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de