فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2006, 04:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان

    في لقاء مع وزير الدولة في الخارجية السودانية علي أحمد كرتي:
    الصراع في دارفور ليس صراعا بين عرب وافارقة مسلمين ولكنه تحالف بين مجموعات نهب وسلب
    حركة العدل والمساواة هي الذراع العسكرية لحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي لمحاربة الحكومة عسكريا
    أجري الحوار : أسامة أبو ارشيد
    ما حقيقة ما يجري في دارفور في السودان؟ وما حقيقة ما يشاع عن أن الصراع هو ما بين القبائل العربية المسلمة وقبائل افريقية مسلمة ولكنها غير عربية؟ وهل فعلا أن ثمة حرب إبادة تجري في دارفور كما وصفها الرئيس الأمريكي جورج بوش؟ وما هو الدور الذي تتهم الحكومة السودانية الدكتور حسن الترابي بلعبه في دارفور؟ وهل للترابي دور في رفض حركة العدل والمساواة توقيع اتفاق أبوجا في السادس من أيار/مايو مع الحكومة السودانية بإشراف إفريقي ودولي ودعم أمريكي؟ وهل تدعم الحكومة ميليشيات الجنجويد كما تتهمها بذلك الولايات المتحدة؟ وما مدي الانسجام بين شريكي الحكم السوداني المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان؟ وهل يكون اتفاق أبوجا مقدمة لانفصال دارفور عن السودان؟
    كل هذه الأسئلة وغيرها كششانت محورا للقاء مع السيد علي أحمد كرتي، وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية، والذي كان في زيارة رسمية لواشنطن مطلع شهر أيار/مايو الماضي، بدعوة من العضو السابق في الكونغرس مارك سيلجندر. وقد تضمن برنامج كرتي العديد من اللقاءات مع مسؤولين في الخارجية الأمريكية ومسؤولين أمريكيين آخرين، وقد رافقت زيارة كرتي احتجاجات من بعض أعضاء الكونغرس ومنظمات سودانية معارضة لسماح واشنطن بمثل هذه الزيارة لمسؤول اتهمته صحيفة واشنطن بوست بأن له علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم دارفور، طبقاً لإفادات ما وصفتها بمنظمات حقوقية، وذلك خلال توليه لمنصب المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي التي تزعم هذه المنظمات أنها كانت تقاتل إلي جانب مليشيات الجنجويد .

    دارفور حقائق وأرقام

    ہ بداية لو تعطينا توصيفا عاما لدارفور وقضيتها؟
    فيما يخص دارفور كما هو معروف من قديم الزمان أنها منطقة فيها خليط من القبائل من أجناس مختلفة عربية وغير عربية وفيها تداخل كبير جدا بين هذه القبائل. وهناك تداخل كذلك عبر هذه القبائل بيننا وبين جارتينا في تشاد وافريقيا الوسطي. وبعض هذه القبائل جذورها خارج السودان وبعضها داخل السودان ولكنها تتحرك إلي خارج السودان في اتجاهات الغرب إلي تشاد وإفريقيا الوسطي وتمتد هذه العلاقات حتي تصل في بعض الأحيان إلي مناطق النيجر وخلافها.
    وعبر تاريخ هذه القبائل ولقرون خلت كانت هناك مشاكل في الموارد الطبيعية. جزء كبير من هذه القبائل يعتمد علي الزراعة وبالتالي فهي تحتاج إلي الاستقرار وإلي حراسة مزارعها. وبعض القبائل المجاورة لها تعتمد علي الرعي وتربية المواشي وتحتاج إلي المراعي وتربية المواشي، وهذه المواشي تتحرك شمالا وجنوبا حسب حالة الطقس وبحثا عن الأمطار. وفي طريقها بحثا عن الكلأ تصطدم بالمناطق الزراعية المستقرة وتحدث بسبب ذلك الكثير من النزاعات وهذا الشيء معروف تاريخيا في منطقة غرب السودان، وعلي وجه التحديد في منطقة دارفور. الجديد هذه المرة في الإشكالات أن الحركة التي تحولت أخيرا إلي مطالب سياسية اعتمدت علي مجموعة من الإشكاليات القبلية التي كانت قائمة في المنطقة وعلي مجموعة من حركات النهب والسلب العادية، والمنطقة واسعة جدا، وهي في حجم دولة كفرنسا، وفيها طرق وعرة وصعبة، جبال أحيانا وغابات أحيانا ورمال لا تساعد علي الحركة الميسورة.. والكثير من هذه الحركات المتفلتة تحولت إلي اتجاهات سياسية بدعم من بعض أبناء المنطقة المقيمين في بعض المدن السودانية الأخري أو خارج السودان بتوجيه من بعض الجهات الدولية التي لها مصلحة أن تقوم مشكلة في غرب السودان، خاصة وأن مشكلة جنوب السودان كانت علي أبواب الحل، وما أن وقع الاتفاق في بدايات عام 2005 في نيفاشا حتي ظهرت مشكلة دارفور إلي السطح وبصورة قوية جدا، وتحولت هذه الحركات التي بدأت بالنهب والسلب واعتمدت في تحريك الأمور سابقا علي الخلافات العادية في تأجيج النزاعات بين القبائل. وبشكل سريع تحولت هذه المجموعات إلي مجموعات تحمل مطالب سياسية وإلي حركات وانقسمت هذه الحركات علي نفسها، وأصبحت تقاتل بعضها البعض ناهيك عن قتالها للحكومة وهجومها علي بعض المناطق الآمنة وتحريك المجتمع الدولي بكامله لكي يتحول من دعم السودان بعد اتفاقية نيفاشا التي تمت مؤخرا بعد الحــرب الطويلة في جنوب السودان.
    وتريد هذه المنظمات وهذه الجهات الدولية والتي كانت تعمل ضد حكومة السودان وضد استقرار السودان، أن يتحول اهتمام المجتمع الدولي من دعم السودان بعد تلك الحرب الطويلة إلي إدانات ومواجهة مع الحكومة السودانية بسبب مآسٍ لم تكن الحكومة طرفا فيها وإنما أبناء المنطقة أنفسهم هم من كانوا وراءها وبنزاعات محلية. والحكومة لم يكن لها دور سوي أنها كانت تحرص علي استتباب الأمن والاستقرار. في بداية الأمر بادرت هذه المجموعات إلي توجيه ضربات قوية إلي مراكز الشرطة. أكثر من 80 مركزا للشرطة تم تدميرها وعزلها والقضاء عليها، ولذلك أصبح من الصعب الإصلاح والتأمين في هذه المنطقة الواسعة بسبب العنف الذي انتشر في شهور قليلة. وكما أسلفت هذه المنطقة وعرة، فحتي ولو كانت الحكومة تريد تحريك قوات فإن الأمر ليس ميسورا كما في حالة تحرك مجموعات قليلة هنا وهناك تضرب ثم تهرب في كل اتجاه. هذا الأمر أدي إلي انفلات أمني عام ولم يكن هناك فرصة لبعض هذه القبائل سوي أن تتسلح. وأصبح هناك تراشقات واتهامات، والحكومة لم يكن لها يد في كل هذا. وما كانت تحاول الحكومة القيام به هو محاولة تأمين القري والمدنيين وتثبيت الحالة الأمنية بوضع يمكن الناس من الاستقرار، ولكن الغرض كان واضحا جدا وهو تأجيج الصراع في المنطقة وتحويله إلي بؤرة صراع دولي تتقاتل فيه دول ويكون مثار اهتمام المجتمع الدولي ومنظمات مختلفة، والتي ليس لها مصلحة في استقرار دارفور. ولذلك نشرت أخبارا كثيرة جدا كاذبة أحيانا وصادقة أحيانا أخري، ولكن هذه الأخبار لم يكن الغرض منها إصلاح الحال في دارفور ولكن إحياء هذه المنظمات لجلب الموارد لأجل استمرار دورها. فدخلت هذه المنظمات في الساحة بصورة شائهة جدا وأصبحت تنشر مزيدا من الأخبار السيئة جدا عن السودان وعن عدم الاستقرار فيه بشكل يمكنها من جمع الأموال من الدول الغربية. ووجد بعض السياسيين وبعض المعادين لحكومة السودان ضالتهم في هذه الحالة المتفاقمة من الناحية الأمنية والإنسانية وحدث ما حدث.
    الذي جري أن الحكومة طوال هذه الفترة كانت تحاول أن تجلس مع كل من يدعي أن له قضية وطرقنا كل الأبواب ولم تتح لنا فرصة للنقاش والسلام والمفاوضات إلا وبادرنا ولكننا في كل الأحوال كنا نجد صدودا من هذه الحركات التي تقف خلفها أياد خفية تحركها ولها مصلحة في استمرار الأزمة.
    ہ علي عكس ما كان حاصلا في جنوب السودان، فإن الصراع في دارفور هو صراع بين قبائل عربية مسلمة، وقبائل مسلمة غير عربية، أيضا فإن حركة مثل العدل والمساواة ، إحدي الفصائل التي تخاصم الحكومة في دارفور مرجعيتها إسلامية، مما لا يجعلها في الأصل بعيدة عن الحكومة السودانية علي الأقل إيديولوجيا.. فما هي الأجندة الحقيقية التي تقف وراء هذا الصراع ومن هي الجهات الفعلية التي تحركها وعلي أي أرضية؟
    أريد أن أصحح بعض المفاهيم. هذه الحرب ليست بين العرب المسلمين والأفارقة المسلمين. هذه الحرب كما أسلفت هي بين مجموعات لها مصلحة بأن تقف مع بعضها البعض. ففي هذه الحرب دخلت مجموعات من قبائل غير عربية مع مجموعات من قبائل عربية يجمعها غرض وحيد هو محاربة حكومة السودان، بادعاء أن هذه الحكومة هي حكومة إسلامية وبأنها لم تنصفهم، إلي غير ذلك. وصحيح أن في طرف الحكومة بعض القبائل العربية، ولكن أيضا يوجد في طرف الحكومة قبائل غير عربية، فالصراع ليس بهذه البساطة بين قبائل عربية وغير عربية، وإنما بين قبائل تضاربت مصالحها، بعض هذه القبائل العربية تقف مع قبائل أخري غير عربية. يعني هذه القبائل تنقسم أحيانا. مثلا بعض الزغاوة مستقرون في السودان ويعملون في الجيش السوداني ويقاتلون في صف الحكومة وبعضها الآخر خارج علي الحكومة. كذلك بعض قبائل الفور والقبائل غير العربية، ولذلك ليس من الميسور القول أن هذه الحرب بين بعض القبائل العربية وغير العربية...

    الحكومة والجنجويد

    ہ ولماذا إذن تتهم الحكومة بدعم مجموعات الجنجويد؟
    تعبير الجنجويد تعبير غير دقيق. لأنه لما ظهر هذا الاسم ظهر لمجموعات كانت تعمل في النهب، وهذه المجموعات كانت عربية وغير عربية، ولا زالت هذه المجموعات يجمعها هدف واحد ألا وهو الحصول علي مصالح من خلال هذه الحرب والنهب والقضاء علي الممتلكات، سواء أكانت حكومية أم غير حكومية، عربية أم غير عربية. هذه المجموعات حتي الآن ليس هناك سيطرة عليها ولا تعمل في صف الحكومة. كلمة "جنجويد" هي تعبير للدلالة علي مجموعات بعينها تعمل بالسلب والنهب. وبعد ذلك تماهي بأذهان الغربيين أن الجنجويد هي تعبير عن قبائل عربية. هذا الفهم غير صحيح. القبائل التي تعمل في صف الحكومة هي القبائل التي رضيت بموقف الحكومة. لأنه ليست هناك مشكلة بينها وبين الحكومة. وكما أسلفت فإن بعضها غير عربي، كبعض الزغاوة وبعض الفور وكثير من قبائل الغرب غير العربية أبناؤهم قادة وجنود في الجيش السوداني وبعضهم يعمل متطوعا إذا استدعي للقتال.. فالحرب ليست بهذه البساطة بين عرب وغير عرب، أو بين قبائل عربية وقفت مع الحكومة وغير عربية وقفت ضدها، لأن مع الحكومة أيضا قبائل غير عربية.
    ہ مثلا حركة العدل والمساواة تتهم الحكومة بأنها كانت تعين ذوي الأصول العربية في المناصب العليا في حين كانت تستثني غير العرب؟
    هذا غير صحيح لأن رئيس هذه الحركة نفسه الدكتور خليل إبراهيم كان وزيرا في الحكومة السودانية ولعدة سنوات وهو لم يكن من العرب وهذا مثال وغيره كثير جدا. والآن هناك ثلاثة ولاة في دارفور اثنان منهم غير عرب، فكيف يكون هناك تمييز؟ كما أن هناك وزراء في الحكومة المركزية ووزراء ولائيين في دارفور وغير دارفور.. ولذلك هذا الادعاء غير صحيح. مجموعة العدل والمساواة هي مجموعة انشقت لما تكون حزب المؤتمر الشعبي وهذا الحزب لم تكن له ذراع عسكرية، فرأي هذا الحزب أن يقاتل الحكومة بذراع عسكرية تحت رواية أخري وتحت ذريعة أخري هي ذريعة الجهوية. هذه المجموعة هي مجموعة انضمت إلي حزب المؤتمر الشعبي..
    ہ بقيادة الترابي؟
    نعم بقيادة الترابي. حتي الآن عدم التوقيع ليس بأمرهم وليس برأيهم.. وإنما هو موقف مسيس ومسيطر عليه تماما من قيادة الحزب في الخرطوم وهناك إفادات وأدلة كثيرة جدا تدل علي أن قيادة هذا الحزب هي التي رفضت التوقيع. فالذي حارب لم يحارب من أجل دارفور والذي رفض التوقيع لم يرفض التوقيع من أجل دارفور وإنما من أجل ولاء سياسي في الخرطوم.
    ہ إذن ما نفهمه من كلامك أن المشكلة ليست فقط في الامتدادات الخارجية للقضية وإنما هناك أيضا نصيب للنكاية السياسية سودانيا..
    نعم..
    ہ سؤالي هنا ما هي مصلحة حزب المؤتمر الشعبي؟ فالذي يجري في دارفور ليس استنزافا للسودان النظام فقط، وإنما هو في المحصلة استنزاف للسودان الدولة؟
    ہ الذي يقرأ أدبيات هذا الحزب بعد أن خرج علي الحكومة يلحظ أن العداوة ليس لها حدود. فالذي يقرأ تصريحات لمسؤولين كبار واتهامات للحكومة كتلك الصادرة مؤخرا التي اتهمت الحكومة بأنها أدخلت أسلحة غير تقليدية داخل السودان.. ماذا يعني ذلك في إطار الحملة الجارية ضد إيران؟ ماذا يعني هذا ونحن نري ما حدث في العراق فقط لمجرد الحديث عن أسلحة غير تقليدية؟.. فإذا كانت قيادة ذلك الحزب وصلت إلي هذا الحد من العداء والتي يمكن أن تشكل خطرا كبيرا علي الشعب السوداني ناهيك عن السودان.. الذي جري في العراق.. صحيح أن هناك نظاماً سياسياً انتهي، ولكن الذي أصاب المواطنين في العراق مستمر حتي الآن بسبب فرية فقط. فما رأيك بقائد حزب كان يتولي الأمور في الدولة إلي وقت قريب وهو كان مطلعا علي المعلومات، ثم يقوم بنشر مثل هذه الافتراءات في إطار الحملة الجارية ضد إيران، حتي يقال ان السودان من الممكن أن يتوجه في هذا الاتجاه. وهذا يعني أنه من الممكن أن يقصف ومن الممكن أن يضرب.. الخ ويكون الشعب السوداني عرضة لما حل بالشعب العراقي. في إطار هذا العداء الذي لا تحده حدود يمكنك أن تتصور أي شيء.
    ہ الخلاف الذي وقع داخل حزب المؤتمر الوطني معروف والذي قاد إلي انشقاق الحزب وخروج الترابي بحزب المؤتمر الشعبي، ولكن يبقي السؤال قائما، ما الذي يدفع بالترابي لأخذ هذا الموقف المتشدد ضد السودان الدولة، إذا أخذنا برواية الحكومة، في قضية دارفور؟
    السبب واضح لي، وأنا لست بعيدا عما يجري في السودان، وعما جري في المؤتمر الوطني. في تقديري أن قيادة هذا الحزب كان لديها ظن بأن الشعب السوداني يقف معها، وأن رأيها هو الذي ينبغي أن يتبع، وفي النهاية فإن سلطة القرار المطلقة ينبغي أن تكون بيديه، ولما حدث هنالك تغيير في لوائح المؤتمر الوطني والتي كانت تعطي الأمين العام السلطة المطلقة وتحريك الأمور في الحزب والدولة، هذا التغيير لم يرضه ولم يرض المجموعة التي كانت معه، ولما فكروا في الخروج علي الحزب وتكوين حزب جديد، كانت لديهم قناعة أن الإسلاميين والشعب السوداني سيتحول معهم وأن المؤتمر الوطني يمكن أن يفرغ تماما من كوادره وتنصب في حزب جديد اسمه حزب المؤتمر الشعبي الوطني، وبعد ذلك سحبوا صفة الوطني فأصبح المؤتمر الشعبي، وكان هناك وهم كبير جدا بأن معظم الناس معهم وبأن الوزراء سيتحولون معهم وبأن الحكومة ستفرغ تماما من كوادرها وبأنها ستنهار ثم بعد ذلك سيقوم حكم لديهم بالسلطة المطلقة. ولكن هذا كان وهماً ولذلك لما خرجوا تحولوا إلي مجموعة صغيرة، ومن هنا تستطيع أن تفهم هذا الحقد الكبير والحديث الآن هو عن إنهاء هذا الوضع بأي صورة لأنهم خرجوا منه تماما وليس لديهم أي فرصة للعودة لتملك زمام الأمور مرة أخري. الذي تراه الآن من هذه المواقف السالبة جدا هو اليأس، اليأس من العودة إلي تقلد زمام الأمور في السودان، وهذا اليأس من الممكن أن يؤدي بالإنسان إلي أي شيء.

    دور الترابي

    ہ إذا كانت الحكومة تمتلك ـ كما تفضلت ـ الأدلة والوثائق التي تدين الترابي وحزبه في قضية دارفور فلماذا لا تكشفون عنها وتوجهون له ولحزبه تهمة الخيانة؟
    هذه الأمور لها خلفياتها في السودان، وليس الأمر بهذه البساطة للقول بأن شخصا معينا أو حزبا له علاقة بمقاتلين وخلافه، هو في العلن لا يتبني هذه المجموعة، ولكن الناس كلهم يعرفون أن هذه المجموعة خرجت من الحزب وتقاتل بأجندة الحزب، والذي جري مؤخرا من عدم التوقيع واضحة جدا، هذه الأمور إذا دخلت المحاكم لا تستطيع تقديمها، ولكنها سياسيا معروفة، ويكفي للقضاء علي حزب سياسي أن يرتبط اسمه بمجموعة تريد أن تقاتل وتخرب.
    ہ حركة تحرير السودان وافقت علي توقيع الاتفاقية المدعومة أمريكيا، في حين رفضتها حركة العدل والمساواة.. بناء علي ما تفضلتم به هل من الممكن أن نفهم الأمر علي الصورة التالية: القوي المدعومة خارجيا توافق علي تهدئة الجبهة في حين أن القوي ذات الامتدادات السودانية الداخلية لا تريد التهدئة في الجبهة؟
    هذا صحيح مع بعض الإضافات التي يمكن أن نضيفها هنا. خليل إبراهيم مسؤول العدل والمساواة له امتدادات في الخارج، وهو الآن في دولة جارة مثل تشاد فالأمر ليس محليا فقط فيما يخص هذا الحزب، لأنه تبني قضية تخص مجموعة قبلية تقيم داخل وخارج السودان، وهو ينطلق حاليا من خارج السودان وله وجود في دول أخري حول السودان معروفة. ولذلك الأمر ليس بهذه البساطة هذا في الداخل وهذا بالخارج. صحيح أن المحرك الأساسي في الداخل، ولكن هناك دولاً جارة للسودان لها مصلحة بأن تظل مثل هذه المشكلة.
    ہ لماذا لها مصلحة ببقاء المشكلة خصوصا بعد التهدئة في جنوب السودان...
    الحكومة في تشاد يغلب عليها قبيلة الزغاوة وهم من أبناء نفس القبيلة التي ينحدر منها خليل، ومعروف أن الحكم في تشاد له عداوات كثيرة داخلية ويريد أن يحمل حكومة السودان ما يجري له في تشاد، ولذلك من الميسور لمثله أن يتقبل وجود حركة مثل العدل والمساواة.
    ہ نصت اتفاقية أبوجا علي حل كل الميليشيات العسكرية واستيعابها ضمن الجيش السوداني هل في تقديرك ستكون الحكومة السودانية قادرة علي تطبيق هذا الاتفاق؟
    ليس هناك ما يمنع. الجيش الشعبي في جنوب السودان الذي دخلت معه الحكومة في اتفاق نيفاشا قواته أضعاف أضعاف هذه المجموعات.. فالتجربة واضحة والسودان دخل في تجربة سابقة عام 1972 كذلك..
    ہ ولكن هناك فارقاً ما بين تجربتكم في جنوب السودان وتجربتكم في دارفور الآن.. ففي جنوب السودان كان هناك توافق جنوبي علي الاتفاقية أما في دارفور فهناك اختلاف داخل جبهة معارضيكم..
    هذه الأعداد قليلة جدا. الأعداد التي تتبع العدل والمساواة هي أعداد قليلة وهنالك تصميم من الحكومة السودانية والمجتمع الدولي والحركات التي وقعت علي أن يواجهوا هذه الحركة، ولن يكون أمامهم فرصة..
    ہ يلاحظ هنا في الولايات المتحدة أن قضية دارفور تحتل حيزا واسعا من الاهتمام. قبل أيام وصف الرئيس بوش ما يجري في دارفور بأنه إبادة، وقضية دارفور حركت قطاعا من مشاهير هوليود والمؤسسات المسيحية ضد الحكومة السودانية، وقبل أيام أيضا قام عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بتنظيم عصيان مدني أمام السفارة السودانية في واشنطن.. في تقديركم ما هي الأسباب الحقيقية للاهتمام الأمريكي بدارفور؟
    هنالك تناقض. من يحرص علي أن يقوم سلام في السودان، لا يمكن أن يقوم بإرسال هذه الرسائل المتناقضة. هنالك عدم معرفة بما يجري علي أرض الواقع في السودان، كما أن هناك اعتمادا علي معلومات مغلوطة، وهنالك أجندة لا تريد للسودان أن يستقر لا باتفاقية سلام ولا بغيرها. هذه الأمور والتضارب في المصالح التي تختلط هنا وهناك، لا أعتقد أنها ستمنع الإدارة الأمريكية من تلمس طريق جديد بعد هذا التوقيع. صحيح أن بعض الأطراف الأمريكية كبعض المجموعات في الكونغرس وخلافه لا تريد أن تفهم حقيقة المشكلة، ولذلك هي تتحدث نفس اللغة وكأنه لم يحدث هناك شيء جديد. هنالك الآن اتفاق وهنالك الآن توافق مع مجموعة كبيرة جدا كانت تقاتل الحكومة، وهناك تراضٍ في المجتمع الدولي حول ما حصل في أبوجا، والغريب أن الإدارة الأمريكية كانت موجودة وبحرص شديد جدا كانت تريد للسلام أن يتم وللهدوء أن يستتب، وقد وافقت الحكومة السودانية مع رأي الوسطاء بعد أن أخذت وردت فيه وانتظرت الحكومة السودانية ثلاثة إلي أربعة أيام حتي توقع الحركات بضغوط من الإدارة الأمريكية نفسها. إذا كانوا يريدون الحقيقة فالحقيقة تقول ان السلام ينبغي أن يعطي فرصة. هذا الوقت غير ملائم للهجوم علي الحكومة. لما كانت هذه الحرب مشتعلة، ولم يكن هناك اتحاد افريقي ولم تكن هناك قوات لتراقب كما لم يكن هناك وقف إطلاق النار، كان يمكن لأولئك أن يتحدثوا عن قتل جماعي ومثل هذه الأمور، وإن كانت غير صحيحة، ولكن نفهم أن مثل هذه الأمور قد تحدث في تصور الآخرين في إطار لم يكن مراقبا، أما الآن في إطار قوات تحرس وتراقب وأمم متحدة موجودة واتفاق سلام مؤخرا، تعود وتقول تكرر ذات الادعاءات، فهذا لا يتماشي مع الواقع.
    ہ كيف ستتعامل الحكومة مع حركة العدل والمساواة إن أصرت علي موقفها بعدم التوقيع؟
    سنواجهها. ليس هناك ما يمنع مواجهة أي مجموعة تريد أن تخرب السلام، وهنالك اتفاق بين الحكومة و الحركات التي وقعت علي حراسة هذا السلام. كيف تحرس هذا السلام؟ بالأمنيات الطيبة! يجب أن تواجه من يريد أن يخرب هذا السلام.
    ہ الاتفاق ينص علي حكم ذاتي واسع لدارفور ألا تخشــون أن يؤدي هذا الاتفاق إلي انفصال في المستقبل؟
    لا نعتقد ذلك، لأننا نعرف أن القوي المؤثرة والكبيرة في دارفور ليست تلك التي تحمل السلاح، صحيح أن من يحمل السلاح يحدث مشكلة ولكن لا يمكن له أن يسيطر علي الأوضاع وملايين البشر الذين لا ينضمون إلي حركته.
    ہ وهل بإمكانكم كحكومة السيطرة علي دارفور أمنيا أو إرسال قوات الجيش إلي هناك؟
    ذلك ممكن، لو تركت الحكومة السودانية فذلك ممكن.
    ہ تترك من قبل من؟
    هنالك اتحاد إفريقي موجود في المنطقة لا يمكن أن تتخطاه الحكومة، وهنالك مراقبون بنص القرار الأممي، وهنالك تقييد لحركة الجيش السوداني، وهذا هو الذي يؤدي إلي هجوم مجموعات علي مجموعات أخري. أولئك الذين يتحدثون عن القتل.. القتل ليس بسبب مساعدة الجيش السوداني، فهو لا يستطيع التحرك الآن في إطار هذا الاتفاق، ولكن منع الجيش السوداني من التحرك هو الذي يؤدي إلي مثل هذه الكوارث.
    ہ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذن لم يتحرك الجيش السوداني قبل تفاقم الأمور وتدويل الأزمة؟
    الجيش السوداني تحرك وكان يؤدي دوره، وكان فعالا جدا في كثير من الأحيان، ولكن لم يكن مطلوبا أن يقوم الجيش السوداني بهذا الدور، لأنه يراد تكبيله ويراد للمشكلة أن تستفحل وأن تكون القوات الإفريقية والدولية شاهدة علي هذه المشكلة.

    دور الجماعات التبشيرية

    ہ هل يوجد مسيحيون في دارفور؟
    أبدا.
    ہ إذن علي أي أساس تهتم الحركات المسيحية والتبشيرية الأمريكية بدارفور وتسعي لاختراقها؟
    ہ هذه فرية، هي تريد أن تخترق المنطقة لأسباب سياسية ولأسباب تتعلق بدوافع ومنطلقات لا علاقة لها بالدين علي الإطلاق، لأن المشكلة في دارفور ليس مشكلة مواجهة بين مسلمين وغير مسلمين. هنالك مجموعات قبلية أحياناً لا تستطيع أن تتعايش مع بعضها البعض بسبب تضارب المصالح وقلة الموارد.
    ہ الحركة الشعبية لتحـــــرير جنوب السودان أضحت جزءا من الحكومة السودانية بعد اتفاق نيفاشا عام 2005، سؤالي: أولا هل ثمة انسجام بينكم في الحكومة؟ وثانيـــــا، هل تلعب الحركة دورا إيجابيا فيما يتعلق بقضية دارفور علي أساس أن علاقاتها الخارجية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة جيدة؟
    لقد حصل تغيير كبير في الحركة الشعبية بعد وفاة جون قرنق، صحيح أنها استعادت عافيتها بعد وقت قصير وانتخبت قيادة جديدة ولكن لأنها كانت مجموعة كبيرة من المدارس التي لم تكن تتوافق فيما بينها علي حد أدني إلا علي الانتماء لحركة شعبية مقاتلة، فإن الآن هناك مواقف سياسية تقتضي عملا إيجابيا، وهذا الأمر يحتاج إلي وقت لبناء الثقة وإلي بناء مواقف مع حزب المؤتمر الشريك الثاني في الحكم. ولقد شهدنا فترات من التنازع والأفكار المتضاربة، والآن هذه النزعات بدأت تخف وهناك ترتيب يجري لتنظيم الحياة السياسية والتعايش بين الحزبين داخل الحكومة الواحدة، وما جري الأسبوع الماضي وما يجري الآن هو تنسيق جديد يقوم علي القضاء علي أي بؤر نزاع تظهر من هنا وهناك في الأداء اليومي للحكومة، ولذلك نحتاج إلي وقت لنستفيد من طاقات الحركة الشعبية. الحركة الشعبية دخلت الآن وللمرة الأولي في عمل إيجابي مع المؤتمر الوطني بعد تكوين الحكومة ألا هو وجودها المستمر في أبوجا للمساعدة في الوصول إلي اتفاق سلام. أعتقد أنهم بعد الآن يمكن أن يتحركوا في الاتجاهات التي كانت الحركة تعمل فيها وبصورة سالبة ضد الحكومة السودانية في فترة سابقة. هذا الأمر أعتقد أنه أصبح ممكنا وهذا الشيء يمكن ترتيبه وهنالك الآن تنسيق عالٍ يجري ترتيبه في هذا المجال.
    ہ في تقديرك هل يمكنوا أن يلعبوا دورا إيجابيا في قضية دارفور بناء علي علاقاتهم الجيدة مع بعض دول الجوار وبعض القوي الدولية؟
    يمكنهم ذلك وأنا اعتقد أن هذا هو الوقت المناسب الذي يمكن أن يتحركوا فيه. الحركة الشعبية كطرف آخر في الحكم لم تدخل في عمل مشترك مع المؤتمر الوطني كما كان عليه الحال في أبوجا، وأعتقد أن تجربة أبوجا يمكن أن تحرك الحركة في اتجاهات إيجابية.
    ہ لا شك أن لتوجهات الحكومة السودانية الإسلامية دوراً كبيراً في كل الضغوط التي تمارس عليكم، هل ستعيدون النظر في هذه التوجهات بعد كل ما جري؟
    أبدا، لأن اتفاقية نيفاشا لم تقل هذا. اتفاقية نيفاشا تركت الشمال وشأنه، والقرار فيه ما زال نفس القرار، وحتي قبل الاتفاقية لم تكن الشريعة الإسلامية مطبقة في جنوب السودان، والحال الذي كان عليه الأمر قبل الاتفاقية هو نفس الأمر الذي عليه الحال بعد الاتفاقية، بل بالعكس القوي التي كانت تحارب السودان من أجل الإسلام شهدت بتوقيعها علي اتفاق السلام أن الإسلام مقر في نيفاشا، ولذلك لم نقدم قربانا، والذي عليه الحال قبل الاتفاق هو الذي عليه الحال بعد الاتفاق.
    ہ الحكومة السودانية كانت قد أصرت علي عدم السماح بتواجد قوات دولية في دارفور، ولكن يبدو أنها بدأت تلين من موقفها؟
    لا يوجد قرار جديد بهذا الصدد (موعد اجراء المقابلة الشهر الماضي).
    ہ الرئيس عمر البشير أقسم بأنه لن يسلم أي مسؤول سوداني متهم بجرائم حرب في دارفور إلي محكمة دولية كما تريد الولايات المتحدة.. هل هذا موقف ثابت؟
    لا أعتقد أن الرئيس سيغير رأيه في مثل هذا الأمر لأن هذا موقف مبدئي.
    ہ نقل عن الترابي أنه يعيد النظر في تجربة جبهة الإنقاذ في السودان، وبأنه كان يريد قيادة المركب في السودان نحو بر الديمقراطية ولكن الأمور خرجت من بين يديه؟
    هذا موقف يخصه وحده، وأنا أعتقد أن دافعه عندما خرج علي الحزب والدولة لم يكن الديمقراطية، ولا يستطيع أحد مثل الترابي أن يتحدث عن الديمقراطية، وهو الذي لا يريد للرأي داخل الحزب أن يكون مغايرا لرأيه، كيف يتحدث عن الديمقراطية، وهو الذي أسقط أسماء شرحتها مجموعات داخل الحزب في وقت سابق... فلا يستطيع الحديث عن الديمقراطية، وإنما حديثه هذا هو عبارة عن ندم ومحاولة للاستلطاف وتقديم نفسه بصورة جديدة، وهو ليس إلا نفاقا سياسيا في تقديري لا أكثر.

    القدس العربي 7/6/2006
    7
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-10-06, 04:51 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-11-06, 02:14 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان Dia06-11-06, 02:41 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-12-06, 00:19 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-12-06, 05:48 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك07-02-06, 03:57 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان أبو ساندرا06-19-06, 05:33 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان Deng06-19-06, 05:51 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان Mustafa Muckhtar06-19-06, 08:23 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-25-06, 00:03 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-25-06, 00:33 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان Mustafa Muckhtar06-25-06, 09:01 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-26-06, 05:37 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-26-06, 10:29 PM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-27-06, 02:16 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك07-02-06, 01:11 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك07-03-06, 02:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de