|
باقان آموم .. و عقوق الوالدين!
|
رندا عطية
(قال: ثم من قال: امك, قال: ثم من, قال: امك, قال: ثم من, قال: امك قال: ثم من قال: ابوك), هكذا رد نبينا محمد (صلى) على ذاك الصحابي الذي ساله عن من احق بصحابته و تكراره لاسم (الام) يوضح بجلاء مكانتها في الاسلام, فما بالكم (بام) سيدنا المسيح(عليه السلام) و التي صور سبحانه و تعالى حال اهلها في صورة (مريم) حينما قالوا لها و هم يشيرون الى من حملته بين يديهايا اخت هارون ما كان ابوك امرا سوءٍ و ما كانت امك بغيا), و حينما اشارت اليه قالوا كيف نكلم من لا زال في المهد صبيا) و لكن من لا زال في المهد صبيا تكلم برا (بامه) و انصافا لمكانتها لذا كان من الطبيعي ان يسعى الراحل د. جون قرنق لان يضع تلك(الام) الرمز في جملته المصورة في مدخل شارع المطار و تحتها ذاك التعليق الذي يقول (شكرا امي), و انا اصدقكم القول انني احسست بان ثمة شيء غريب و غير مريح في هذه الصورة التي تحتلها( امراة ذات ملامح افريقية قحة و شعر غير مغطى يؤكد هذه القحة, و ترتدي فستانا ليس فوقه ثوبا!) حتى انني حينما قربت وجهي لوجهها لم تبال بي بل واصلت غزل قبعة القش التي بين يديها!, الشيء الذي حرمني من الاستمتاع بقراءة الخطاب المصور لمن هو بمثابة (الوالد) للحركة الشعبية, فصوره هذه والتي خاطب بها الشعب السوداني و قدماه لم تطأ تراب الوطن بعد, و التي هو في إحداها يحمل طفلا على كتفيه بطريقة والد سيسعى بكل الطرق لتأمين مستقبل أبنائه, و عبر صورته ذات القميص الاحمر قام بتحية الرفاق, اما تلك التي يتوسطها ذاك الشيخ بملامح جزيرة العرب واحفاده و اولاده ملتفين حوله لهي بمثابة رسالة تطمينية لكل من بنفسه ذرة خوف من ان هناك مد زنجي يسعى لطمس او إزالة الهوية العربية في السودان, و لكن مهلا (الهوية العربية) فهاتان الكلمتان هما اللتان جعلتاني اكتشف سر استغرابي و عدم ارتياحي لصورة ( شكرا امي),و الذي هو نابع من ان (سيدة) هذه الصورة لا تتوافق مع معايير مخيلتي لكلمة (امي), فوجه و هيئة (امي) التي اعرف ذو (شلوخ) مطارق كانت او غيرها او حتى بدونها, صفراء,سوداء,خضراء سمراء,بيضاء لونها, مرتدية لثوبها الذي يغطي شعرها, و الذي يمكن ان يكون (طرحة) و فستان كما كانت ترتدي (زهية) النقادية الدلالية الام درمانية, ووجه و هيئة(ام) الحركة الشعبية حاسر الراس مرتدية لفستانها. و لان يد الاقدار حرمت (و الد) الحركة الشعبية من ان يستكمل تعريفنا على من اكتشفنا و لو بمرارة انها لنا ايضا (اما), و لانه بمثابة الابن للراحل د.قرنق فنحن نوجه سؤالنا التالي للقيادي الشاب باقان آموملماذا اختفت صورة من قلتم لها شكرا امي من مكانها؟) تلك الصورة التي اعادت تشكيل معايير مخيلتنا (للام) السودانية , فمن لا ينتبه لغياب (امه) مكاناو مكانة, و يستكمل طريق (ابيه) سياسة لا يغضبن ان وجد اسمه مقرونا (بعقوق الوالدين) يوما.
(عدل بواسطة randa suliman on 06-07-2006, 06:05 AM) (عدل بواسطة randa suliman on 06-07-2006, 06:10 AM) (عدل بواسطة randa suliman on 06-07-2006, 06:26 AM) (عدل بواسطة randa suliman on 06-07-2006, 01:11 PM)
|
|
|
|
|
|