|
|
 عروة الزمان الباهى
|
عروة الزمان الباهى
عروة صعلوك العرب جمع الصعاليك وقام بأمرهم وأذهل الصحراء بشعره والملوك بكرمه حتى قال عبدالملك بن مروان: من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد. وعروة هذا الزمان "الباهى" يتنقل فى الأرض يجمع الأصدقاء ويخلب ألباب القراء ولايمتد ارتباطه بالماديات إلا بقدر ما يكفيه ليبقى حياً. والباهى عروة بمعنى آخر إذ هو يجمع بين الشرق والغرب بحب جامح غريب.
أما عروة الزمان فقد جاء من أقصى مغارب أفريقيا يسعى، ولد بدوياً فى خيام عرفت السياسة والأدب وأغرقته فيها منذ نعومة أظفاره. جاب المغرب من السنغال إلى .... ومن يدرى أى حدود قطع، فهو "موريتانى مغربى سنغالى". إسم عروتنا "الباهى" هكذا عرف وهكذا أحبه قراؤه وزملاؤه حتى لم تعد الأسماء والأنساب تعنى شيئا.
وإن كان قد اختار حياته بين الكتب وأصدقاء المقهى فقد فرض عليه التجوال بسبب سياسات الدول العربية. نقلته تقلبات الدكتاتورية والديمقراطية أو بالأصح تقلبات أنواع الدكتاتورية فى العالم العربى. تستقبل العراق الطلاب ثم تطردهم ويبحثون عن الملاذ فى سوريا ومصر حتى الجولة التاليه من الطرد و الإستقبال.
الباهى صحافى وكاتب مغربى غيبه الموت على عجل وحزن عليه كل من عرفه. وآثر الراحل عبد الرحمن منيف أن يكتب سيرته أو قل ما عرفه عنه. فالروايات عن الباهى ملأى بكل مايطرب الرواة عنه "الحقائق الكبيرة والأكاذيب الصغيرة" التى لم يعبأ الباهى بتأكيدها أو نفيها بل كان يجيب عليها بضحكته الصاخبة.
الباهى مدفون بين الكتب إن أراد أن يكتب عن مكان جمع المعرفة عنه من كل المصادر. يغشى المكتبات المنزوية حيث الكتب القديمة والنادرة وإذا أوصى أحد أن يأتيه بكتاب من بلد آخر وصف المكتبه وكأنه رص الكتب بنفسه وعندما أوصى عبد الرحمن منيف أن يأتيه بكتاب من المغرب أوصاه بإحضار نسختين واحدة له والثانية لمنيف يحتفظ بها لنفسه.
ورحلات حياته الحسية والمعنوية تنبع وتصب فى معين حبه للمعرفة. ترتسم الأمكنة فى ذاكرته ومخيلته بسبل المعرفة فيها فكان من الطبيعى أن يتوفر فى بيروت حيث تتعدد المعارف بتعدد المقاهى. ساقته الأقدار إليها فاندمج فيها وغطس فى صحفها وكتبها كأنه واحد من أهاليها. وهيأته هذه المعرفة لأن يكون "عروة" بين المغرب والمشرق.
وفى باريس يتفرد الباهى بسمرته الداكنة وأسنانه البيضاء كما يتفرد بشعر كث طليق وإهمال فى الملبس وإهمال لكل ما هو عرف وممارسة بين أقرانه. يحمل كتبه وأوراقه فى أكياس بلاستيك صارت إحدى علاماته المميزة ولا يعبأ بتلك الحقائب التى يحملها الآخرون. هوايته الكلام والإصغاء والمشى والأكل، يفعل كل شئ بشهية واشتهاء. وحبه الأبدى هو الصحراء.
بدوى نمت قدراته فى باريس ونما شخصه بين أقرانه حتى لكأن باريس ليست باريس بدونه ورغم ذلك عاد إلى وطنه وكأنما قابض الأرواح قد جعل ذلك الوطن ملاذاً وحباً لا يصدأ حتى يستطيع تنفيذ الأمر بقبض روحه هناك.
أما لماذا كتب عبد الرحمن منيف كتاباَ عن الباهى الذى عاش ومات يعطى الكثير وياخذ القليل؟ يجيب منيف:
| Quote: إن الموت الذى أخذ يعصف قوياً مستبداَ باعداد كبيرة من جيل الباهى، لا بد أن يقدم درساً نموذجيا لما يجب أن يعمل الآن... وقبل فوات الأوان! فالفسحة تضيق، والأرض تميد تحت الأرجل، أما انتظار الوقت المثالى، الأكثر أمناً، للإدلاء بالشهادات وتدوين التجارب فإنه تعويل على السراب. كما أن العزوف عن قول الحقيقة كالمساهمة فى إخفائها أو التواطؤ عليها. ومن هنا يترتب على كثيرين مسؤوليات لا بد أن ينهضوا بها، وإلا أصبحوا من النادمين. |
ولأن عبدالرحمن منيف قام بواجبه سمعت انا بالباهى وسكن وجدانى دون أن أقرأ له حرفاً فهو كالاسطورة تستمتع بها رغم الخيال ورغم عدم المعرفة السابقة بأبطالها.
ويتفوق صدقى كبلو على منيف بكتابته عن عروة السودان الوثقى التى تربط كل التيارات الثقافية والسياسية فى السودان -محجوت شريف- حال حياته.
فليكتب كل من عرف عروة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عروة الزمان الباهى (Re: Asma Abdel Halim)
|
المحترمة اسماء عبد الحليم
عروة الزمان الباهي كتاب جميل أشبه ما يكون بالبايوغرافي تطرق فيه منيف إلى أشكال الإصطراع الذي شمل ما يعرف الآن بمنطقة الساحل و الصحراء مع التركيز على الشق العربي منها من خلال تعرضه لسيرة ذلك الرجل النادر. الكتاب نفسه يختلف كثيرا عمَا قرأت لمنيف من حيث زاوية التناول. فيه عذوبة و فيه سلاسة و ينضح أيضا بالمرارات. و أظنه من ضمن آخر الأعمال التي كتبها الراحل عبد الرحمن منيف. إضافة إلى أهمية أعمال منيف الإبداعية و الفكرية يكفيه أنه أول من كتب رواية عن التعذيب في ما يعرف بالشرق الأوسط و العالم العربي. و قد ظلت و ما تزال روايته تلك المسماة "شرق المتوسط" ممنوعة في كثير من البلاد في المنطقة المذكورة.
تحسر منيف مرارا على ضياع حلم الباهي بكتابة عمل روائي كبير و مميز قبل أن يغيبه الموت. ثم ها هو الموت نفسه يغيب منيف بعد أن خلد الباهي من خلال "عروة الزمان الباهي".
شكرا على القراءة الجميلة لمنيف
و دمت
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عروة الزمان الباهى (Re: Asma Abdel Halim)
|
كتب عبد الرحمن منيف عن الباهى المغربى. ويكتب الان صدقى كبلو عن الباهى السودانى محجوب شريف. هل لاحظتى ان كليهما، منيف وكبلو، يدخنان الغليون؟
شكرآ يا اسماء عبد الحليم على دعوتك للناس بالكتابة عن بواهيهم وباهياتهم.
قال له اكتب. عماذا اكتب؟ عن كل شئ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عروة الزمان الباهى (Re: Adil Osman)
|
سادتى ابو عسل وعادل:
يقول منيف عن الأسلوب المختلف فى عروة الزمان:
| Quote: أما عن الطريقة التى اعتمدتها فى كتابة هذا النص فقد آثرت تجنب اسلوب الرواية -رغم اغرائه- واستبعدت حشد الوقائع والاستشهادات واكتفيت برسم الملامح العامة لمسيرة هذا الإنسان، من خلال التوقف فى عدد من محطات حياته. |
عندما قرأت روايته "الآن .. هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى" أصابنى الغثيان لأيام عديدة
عادل! لا
صدقى عنده غليون؟
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Asma Abdel Halim
ابوعسل السيد احمد
Adil Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست