___________ الأخ السنجك لك التحية والاحترام الأخت نور تور والأستاذ خضر عطا المنان
كلاهما أقدر مني على النقاش .. ولكن فقط أردت أن أشارك في هذا البوست باعتبار أنني أحد الذي يقفون موقف نقدي من الشكل الموشه للشخصية السودانية (الفرق إيه بين الوقفة مع الذات و جلد الذات) في البدء فهذا سؤال اتهام أو فلنسمه سؤال تقرير .. وليس سؤال استفهام، وعليه فلست(أنا) أو الأستاذ خضر ولا حتى الأستاذة نور مطالبون بالإجابة عليه. بقدر ما نحن مطالبون بإيضاح الفكرة. أليس كذلك؟
عندما يسرق الجائع. فما هو حكم الشرع؟ ربما يبدو السؤال بعيداً عن الموضوع ولكن في الحقيقي فهو يصب في خدمة الموضوع مباشرة. عندما نعرف أن الشرع لا يفرق بين السارق لحاجة والسارق بغير حاجة ويكون الوصف الشرعي لكليهما (سارق) عندها نعرف تماماً لماذا نرى ما نفعله بأنه (نقد للذات) في حين تراه أنت (جلداً للذات)
لماذا ؟ ربما لاختلاف المعايير. وهذا في حد ذاته أمر وارد في الطبيعة البشرية .. ألا يتفق اثنان على فكرة محددة. الاختلاف على التفاصيل لا يجوز أن يؤدي إلى الاختلاف على الشكل العام أو النتيجة العامة وهذه النتيجة العام يجب أن تكون محترمة من قبل الطرف الآخر ، لأن الحرية تشترط ذلك (حرية الرأي والرأي الآخر)
النقطة الثانية: هل الشعب السوداني معصوم عن النقد والخطأ؟ بحيث لا يقبل أحدنا الطعن فيه وفي سلوكياته؟
الشعب السوداني (معروف) بالأمانة هذه جملة يقولها الجميع في حين أنه في الماضي القريب جداً شهدنا في السودان وفي خارجه أمثله لسودانيين سرقوا ونهبوا واختلسوا بعضهم هرب بفعلته والبعض الآخر لقي جزائه
السودانييون (معرفون) بالطيبة.. في حين أنه في الماضي القريب سمعنا وقرأنا عن جرائم قتل وسرقة بالإكراه وعصابات سودانية
السودانييون (معرفون) بالتسامحفي حين أن ما يحدث هنا تحديداً يدحض هذه المقولة.
عندما يقابل الاعتذار بالسخرية وعندما تختفي من قواميسنا كلمات مثل (آسف) (بعد إذنك) (لو سمحت) (لو تكرّمت) (على إذنك) .....إلخ هل هذا في نظرك أمر لا يستحق الدراسة أو على الأقل التساؤل والوقفة مع الذات بكل تجرّد؟
في المطلق ليس هناك من يرى نفسه قبيحاً ولكن قلّة فقط من الناس يستطيعون استشعار ذلك ... عندما يؤدي الاختلاف في فكرةٍ ما إلى شخصنة الخلاف وبالتالي النزول به إلى الدرك الأسفل أو الحضيض في المستوى ماذا نسمي ذلك؟ أمر طبيعي؟ بيحصل في أرقى العائلات؟ عندما يؤدي اختلافك معي إلا إطلاق أفكار شمولية تجعلني في قالب تصنعه لي أعجز فيه عن الحراك الحر لكي أمارس حرية التعبير. ماذا تسمي ذلك؟ أمر طبيعي؟ عندما نحكم على فتاةٍ ما بأنها مموس لمجرد أن تركيبتها الجسمية (توحي) بذلك ، ماذا تسمي هذا؟ ولا تقل لي أن ذلك غير موجود. فللأسف هو موجود وبكثرة أيضاً.
عندما لا نجد تفسيراً منطقياً للعلاقة بين الذكور والإناث إلا في حدودها الشهوانية ولا نستطيع أن نتفهم غير ذلك ماذا تسمي ذلك؟ أمر طبيعي؟ وعندما أختلاف مع شخص لأن صديقي يختلف معه. ماذا تسمي ذلك؟ وعندما أقف عاجزاً عن قول الحق ضد صديقٍ ما .. ماذا تسمي ذلك؟ أمر طبيعي جداً؟ عندما تعجز الشخصية السودانية عن الارتقاء بنفسها حتى في مناخات ديمقراطية وحريات مكفولة للجميع ، وفي مجتمعات منفتحة ماذا تسمي ذلك؟ شاهدي في كل ما أورده هنا هي قصص نسمعها ونقرأها ونراها ونعايشها كل يوم يا عزيزي .. فهو ليس مجرد كلام في الهواء
متى نتلخص من إحساسنا بأننا شعب الله المختار؟!!! وبأننا خير شعب أنزل على وجه الأرض .. وبأننا نتفوق ونتميز على الجميع بأخلاقياتنا وسلوكياتنا وتعاملنا؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة