جمحت المُهرة السوداء، سقط الفارس فأقفرَبعده المضمار(محمد الازهري: كان بدري عليك!!)

Quote: جلاء إسماعيل الأزهري: رواق العز فوقك مسبطر بابكر فيصل بابكر دنفر- كلورادو [email protected] جاء في الأخبار أن الحزب الأتحادي الديمقراطي – المؤتمر الأستثنائي يتجه لأعلان الأستاذة جلاء اسماعيل الأزهري رئيسا له. وهو أمر كنّا قد تداولناه في أوساط القيادات الشبابية مطلع تسعينيات القرن الفائت حين ورثنا حزبا رجاليا لا يكاد يأبه بدور المرأة القيادي أو يري فيه نفعا. وهذا باب في العجز موروث من تقاليد الحركة الوطنية التي لم تستشعر دورأ للمرأة حتي بعد أن تبدت لها الفائدة الكبيرة التي عادت علي قوي اليسار ومن بعد ذلك الحركة الأسلامية جرّاء السعي لأيقاظ النصف النائم من المجتمع. وتطلعنا في ذلك الأوان لأحداث قطع كبير بين الأرث الحزبي البائس في هذا الخصوص وبين رؤية جديدة تدرك خطورة دور المرأة في العمل العام وذلك عبر أختراق عمدي يهدف الي أبراز وجه نسائي في القيادة الحزبية العليا وقد كان العزم أن تقوم بهذا الدور أحدي كريمات "لابس بدلة الدمور" الأزهري أسماعيل. ولم يكن ذلك التطلع حلما أجوفا منبتا عن الواقع , فقد لمسنا خطورة دور المرأة في دور الجامعات ومعاهد العلم حيث أصبح للحزب وجود فاعل وحيث لعبت المرأة أدوارا في غاية الأهمية حتي أنها أضحت تتصدر قوائم المرشحين في الأنتخابات, ولما كان لا بد من العمل علي تعميم ذلك الدور ليشمل مواقع أخري في الجسد الحزبي وأحداث نقلة نوعية في هذا الشأن فقد أنصب التفكير في الدفع بوجه نسائي للقيادة العليا. ويدرك كل من يقدم علي مثل هكذا خطوة مدي العقبات والصعاب التي ستعترض طريقه, فهذا واقع تسيطر عليه ذهنية تشكلت ضمن أرث أجتماعي يقول أن ّ " المرة كان بقت فأس ما بتقطع راس" وبعض مأثوره الديني يقول " ما فلح قوم ولوّا أمرهم أمرأة" , وهذا مجتمع أبوي " بطريكي" يشكله الرجال وقيم الّرجال, وهو فوق ذلك نسيج سياسي خيّمت عليه طبائع أستبداد سلبت الجميع- رجالا ونساء- حقوقهم فتأمل و التركيز علي بيت الأزهري خيار مقصود يبني علي موروث ثقافي يلعب "الرمز" فيه دورا محوريا في خيارات القيادة وحيث يكون رباط العاطفة التي تشد الجماهير الي القائد وتخلق منه تجسيدا وتواصلا لأدوار لم تكتمل وهو واقع لا يقتصر علي المجتمعات التقليدية بل يتعداها الي العالم الأول. والمثال الذي يتبادر الي الأذهان بالضرورة هو مثال حزب المؤتمر الهندي, والهند بلد ذات بنية أجتماعية أكثر تعقيدا من السودان ومع ذلك فقد صعد الي قمة هرمها السياسي أمرأة هي "أنديرا غاندي" أبنة جواهرلال نهرو, ومؤخرا فازت في أنتخاباتها مرشحة حزب المؤتمر وأرملة رئيس وزرائها القتيل راجيف غاندي وقد تنازلت عن السلطة لأسباب ترتبط بأصولها الايطالية, وفي باكستان-جارة الهند- صعدت الي قيادة حزب الشعب"بي نظير" أبنة الرئيس القتيل ذو الفقار علي بوتو. لم تثمر محاولتنا أنذاك وأكتفينا بالعمل علي تثبيت مكانة المرأة في العديد من الأجهزة الحزبية والان تلوح فرصة أخري أكثر ملائمة , فغياب الأزهري الأبن يستوجب أحلال بديل من هذه الأسرة التي لها " في خدمة الشعب عرق" وعطاء وطني لا يحد. ومن حسن الطالع أنّ المناقص التي تؤخذ علي المرأة( بوصفها الحلقة الأضعف) ستكون هي المزايا التي ستعين كريمة "لابس بدلة الدّمور" في شأن المعاونة علي أنتشال الحزب من وهدته, فهي بالقطع ستكون عاملا للتوحيد أكثر منه للفرقه , وهي بلا شك ستخلق مناخا جديدا حافزا للحوار والتعاون بديلا للصراع والخلاف, وربما تسفر تجربتها عن قيادة تقلب كل الموازين وتخلق منها "فأسا يقطع الرأس " في حزب أضاعه رجاله أو كادوا.