الصادق المهدي... وتنظير غير قابل للتطبيق!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 03:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2006, 00:48 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي... وتنظير غير قابل للتطبيق!!

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الصادق المهدي وتنظير غير قابل للتطبيق ..." الطريق الثالث" وهذا الرجل الفذ علينا إستثمار مواهبه!!

    د.ابوبكر يوسف إبراهيم

    هذا الرجل فذ وعبقري بحق وحقيق ؛ و تنطوي عبقريته في أنه" يبتدع" مصطلحات ليستعملها في كتاباته ليزيل بها غموضا وحتى يصبح المعنى الذي يريده واضحٌ للقاريء ؛ فإذا بالأمر يزداد غموضا ويستعصى على أمثالي من البسطاء فلا يجدون مناصا من أن يتمسكوا بالمصطلح ويتداولونه كما هو دون تكلف العناء بالبحث في أي مبحث للوصول للمقصود ويكتفون فقط بنسبته إلي مبتدعه وذلك من باب (عجميٌ فألعب به). ومعظم تلك الإبتداعات حقيقة لم تجد طريقها للتنفيذ ربما لأنها سابقة للعصر الذي تتواضع فيه قدرة تفكير الأغلبية من البسطاء أمثالي ؛ لستُ أدري هل مكمن العيب فيّ أم في المُنظر ونظرياته!!؟؛ على كل حال دعنا نرجح أن القصور فينا نحن لأننا لم نصل للنضج الكافي الذي به نتمكن من سبر غور تلك النظريات أو ما تتضمنه من مصطلحات (مُبتدَعة و مُستحدثة) ودخيلة على معجم الحياة الحزبية التي تقودها بعض البيوتات ورموزها وأبنائهم وأحفادهم لأن الأمر كما نعلم آل ويوؤل بالميراث!!.
    هذا الرجل العبقري يذكرني ( بباخ) و(فان كوخ) وهما من عباقرة الموسيقى والرسم الذين لم يفهمهما مواطنيهم ولا غير مواطنيهم في ذاك العصر الذين نبغا فيه، مع الفارق بأنهما عاشا عيشة بائسة تافهة؛ ولربما لم يجدا ما يسدان به رمقهما حيذاك؛ وقد كانا فريسة للجوع والتشرد والمرض، أما الرجل الفذ الذي نتعرض له اليوم ونتحدث عنه في هذا المقام، هو سليل أكبر بيتين طائفيين في بلادنا؛ ولد وفي فمه معلقة من ذهب؛ فقد تعلم في كلية فكتوريا بالإسكندرية التى ما كان يُلحق بها إلا أبناء علية القوم في العالم العربي، وبعدها أُلحق بجامعة أكسفورد البريطانية!! وعاد بعد أن أكمل دراسته في العلوم السياسية ليأتي ويطالب بعرش مسلوب آل بغير الميراث ؛ وبعد أن أحدث الصدع والشرخ في كيان الأنصار صار أصغر رئيس وزراء في المنطقة العربية والإفريقية قاطبة؛ ذاك الطالب حديث التخرج يحتل منصب رئيس الوزارة !! فنحن في المنطقة الأفروعربية لا نقيم وزناً للخبرة والممارسة السياسية بل نعتمد أسلوب من أي البيتين أنت لتحكم!؟ ؛ ولتحقيق ذلك الهدف كان لا بد من دفع الثمن الباهظ وهو صدعٌ تاريخي أحدثه في أكبر كيان طائفي ظل قائماً حتى يومنا هذا، ذاك هو كيان الأنصار حيث توالت التصدعات في أساسه وجدرانه وكامل بنيانه بعد ذلك وحتى يومنا هذا، والمتسبب مازال بيننا أمد الله في عمره ليتحفنا بمزيد من هذه التصدعات والانشقاقات التي هي من إبداعات فكره البحتة والصرفة وهو الآن شيخٌ في العقد السابع من عمره... و قد قاد معركة من أجل احتلال منصب (إمام الأنصار)... فالملفت للنظر أن الرجل وهو في العقد الثالث حدد هدفه بأن يكون رئيساً للوزراء، والآن وهو في العقد السابع اغتصب الإمامة من عمه السيد/ أحمد المهدي وفي سبيل ذلك لا يهمه الوسيلة، فهو سليل ثقافةً إنجليزية أسس لها مكيافيللي بنظريته الشهيرة ( الغاية تبرر الوسيلة)!!. من الطرائف التي تروى عن الرجل أنه في يومٍ من الأيام اجتمع لديه بعض أعضاء حزبه في منزله على مائدة الإفطار وقد جاءوه مطالبين بتطبيق الديمقراطية داخل مؤسسات الحزب الذي كيثراً ما تكون القرارات مفروضة فيه من قبله فأابهم على مطلبهم قائلاً :ـ الآ يكفيكم من الديمقراطية تواجدكم معي الآن!!؟
    (باخ) و(فان كوخ) مجّدتهم الأجيال التي تلتهم لأن عقل الإنسان ومداركه يتطور بتطور الزمان والمكان والأدوات وما إستعصى عليهم أنذاك ربما أصبح ميسور الفهم الآن لتعاقب الأجيال وتطور المعرفة، وربما هذا جزء من نظرية التطور والترقي التي لم تسعفنا في فهم بعض المصطلحات التي أدخلها الرجل على معجمنا كمصطلح"كالسندكالية" في عام 1968... هذا الرجل أراد أن يتميز على الرموز العتيدة الطاهرة اليد واللسان ممن أطلق عليهم"الحرس القديم" ؛ و الرجل ما زال حاملاً لمعول الهدم حتى انقسم إلى أربعة كيانات مرشحة للازدياد وذلك لإتيانه بفرية وحجة التحديث ، ولقد ظهرت مؤخراُ في صفوف هذا الحزب دعوة يقودها جيل جديد يطالبون " بالإصلاح والتجديد" وقد طرحوا الأمر على (السيد) الذي أرغي وأزبد رافضاً ومحرماً لمطلب كان هو أول من (شَرْعَنه وأحلّه) لنفسه عام 1968 وبه أمتطى ظهر جواد رئاسة الوزارة وهو في سنٍ مبكرة يفتقد فيها للدراية والحنكة والتجارب المتراكمة !! لا أدري هل هذا نوعٌ من الفصام أم أن الرجل لا يؤمن بنظرية تعاقب الأجيال ؛ أو أنه يؤمن بنظرية (الخلود)!! وفي ذات الوقت لم يراعِ هذا الرجل الفذ قدر عمه الإمام الشهيد – عليه رحمة الله- والذي لو غضِب لغضِب لغضبه كل الأتباع دون أن يعرفوا لماذا غضب!!.. إنها الطاعة والمحبة والولاء للرمز نالها العم من الجميع إلا من ابن الأخ.
    وفي الماضي القريب ومنذ سنوات خلت تحديداً أُعيب على هذا الرجل الفذ بأنه لم يبدع في مصطلح جديد غيرما سمى بمبادرة " الطريق الثالث"... وأحسب أن "الإبتداع" هذه المرة يشوبه شيء من "الإقتباس"؛ لأننا إذا ما سلمنا بأن (السندكالية) و(التنمية المستدامة) و(إستدامة الديمقراطية) و(إزالة آثار) نميري أو مايو هي مصطلحات من إبتداعه الشخصي والتي أثرى بها معجم المصطلحات الحزبية الطائفية السودانية فإنه من الصعب علينا التسليم بأن ( الطريق الثالث) هي من إبتداعاته الِصرفة.. فهناك في تركيا حزب يسمى حزب "الطريق القويم" وأيضا هناك ما عرف " خارطة الطريق" والآن " مبادرة الطريق الثالث" ... لقد تكاثرت علينا الطرق حتى تُهنا وضعنا تماما... فلا قبلت أمريكا بأربكان في تركيا والذي وصل حزبه " الطريق القويم" للحكم عن طريق صناديق الإقتراع؛ و" خارطة الطريق " التي لم تنفذ منها إسرائيل حتى ولو جزء من بند من البنود بل ساءت حالة أخوتنا في فلسطين المحتلة أكثر من ذي قبل ؛ ولستُ أدري ماذا سيكون مصير مبادرة "الطريق الثالث" بعد عدة سنوات من إطلاقها ؟! كنت أعتقد أنه من المفروض أولا أن تقبل بهاالأطراف ذات العلاقة حتى يكتب لها الحياة وهذا ما لم يحدث !! لذا كانت كمولود ولد ميتا وليس من حقه شرعاً إصدار شهادة ميلاد له!! لا أدري هل هذه الأيام علينا أن نسير خلف آثار أقدام قوى التجبر حتى ولو قادنا ذلك لجحيم التهلكة!!؟ ... العجيب في الأمر أننا لا نتدبر ولا نتعلم ولا نأخذ العبر من نتائج الأحداث الماثلة أمامنا... ماذا عن أفغانستان والعراق!!؟ وبماذا تفسر عملية إجهاض وصول الأحزاب الإسلامية بعد الفوز ديمقراطيا في إنتخابات فلسطين ؛ الجزائر وتركيا!!؟ ما تبقى لنا هو أن نقتبس من (خارطة الطريق) طريقا لمبادرة أو أي عمل أشبه بالمسرحيات العبثية أو الكوميديا العبثية السوداء ، وهو ما بشّرنا به ( السندكالي) وما أطلق عليه ( الطريق الثالث)!!
    مشكلتنا في السودان أنه ليس لدينا جمعيات مجتمع مدني فاعل لرعاية الموهوبين!! فإحتضان موهبة فذة متخصصة في التنظير أمرٌ جد هام حتى وأن لم يكتب لنظرياتها أن تتحقق في أرض الواقع العملي على الإطلاق. إذ أنها تفوق قدرات ومقدرات و إمكانات الإنسان السوداني البسيط الذي ظلّ يستمع لها منذ عقد الستينيات من القرن الماضي وحتى بدايات الألفية الثالثة دون أن يجد في مصطلحات الرجل الذي رأس الوزارة ثلاث مرات ما يقيم أوده ؛ بل وصل السودان في عهود حكمه إلى حد التسول من الآخرين ؛ فليس بالنظريات وحدها يحيا الإنسان !!؛ ربما لأن فهم مثل هذه النظريات والمصطلحات يحتاج لعدة قرون أخرى من تطور ورقي الإنسان السوداني الفكري بالرغم أنه مشهود له بالذكاء وسرعة الفهم والاستيعاب ولا يتمتع بأمية سياسية ؛ وهذه الصفة بالذات موضع شك عندي شخصياً والمبرر لشكوكي هو سؤال حائر لم أجد الإجابة الشافية عليه وهو:_ كيف تقبّل الشعب رجل لم يحقق له شيئاً كرئيس وزراء ثلاث مرات في حقب مختلفة؟!!... هل هي التبعية الطائفية العمياء!؟ لست أدري... ولكن أدعو معي أن يعتق السودان ولبنان والعراق من وباء الطائفية التي تحولت من القيادة الدينية إلى السياسة تبتغي كرسي الحكم ونسيت وجه الله.!! المهم ما المانع من أن ندخل بهذه النظريات مجموعة ( جنيس) للأرقام القياسية والتي تدرج فيها الغرائب لننافس ونحتل بها مركزا مرموقا ومميزا بين عجائب وغرائب هذا الزمان.!!... أم أننا لا نحب التميز ولا نحسن إستثمار ما بأيادينا!!؟
    يكفينا فخرا هذا الرجل أنه يعمل للمستقبل حيث ستفهم الأجيال القادمة نظرياته، فهو لا يسعى للتكريم الآني حيث ينظر بنظره الثاقب للمستقبل البعيد حيث تخلد الأسماء!! ربما تُفهم نظرياته بعد أربعة أو خمس قرون من الآن... وأما ما جري في نيفاشا الآن من مفاوضات من أجل السلام ما هو إلا عمل تجاوزه فكر هذا المبتدع!! . إن " نيفاشا" حسب مبادرة " الطريق الثالث " عمل لن يكتب له (الإستدامة) ولأنه نتاج مبادرة " الإيقاد " وهذه دول ليس في بعضها (ديمقراطية مستدامة) بالرغم من أنه يتعامل معها وأول خروج له من السودان كان عن طريقها في حيث أطلق على (عملية) خروجه هذه ( يهتدون)!!... علماً أنه يعقد مؤتمراته فيها ويحظي بالترحاب والترحيب الغامر في حله وترحاله فيها؛ وهو يعلم تماماً أن نظام حكمها شمولي بحت نظام الحزب الواحد ؛ وكذلك كانت تنعقد مؤتمرات التجمع المعارض فيها؛ والكل يعلم أنه عضو مؤسس له !! لست أدري كيف لداعية ديمقراطي – كما يدعي- أن يحتمي و يلجأ الي نظام شمولي!!؟ لستُ أفهم!! ... عجبي!! ربما الغاية تبرر الوسيلة!!
    علينا أن نعترف بأن الواقع والوقائع تدل على أن الكثر قادة أحزابنا لم يتعلموا من أخطاء و تجارب الماضي . في كثير من الأحايين ينسب السيد الصادق ما وصل إليه رجال مباديء للتفاوض لحل مشكلة الجنوب الى فكره وآرائه وكأن المتفاوضون جلسوا للتفاوض دون أجندة أو بلا مباديء وبرامج وأن كلهم جهلة وغوغاء!! ومثل إدعاء (السيد) بحد ذاته يقودنا الى التساؤل:ـ ما دام ما وصل اليه المتفاوضون هو نفس الفكر والمباديء التي نادى بها السيد الصادق المهدي عند توليه مقاليد الحكم فلماذا لم يجلس ويتفاوض معالحركات الجنوبية السابقة حتى وصلت لحركة قرنق ويصل لما وصلت إليه الآن وفود التفاوض !؟ أما كان إتفاقه يومئذٍ سيوفر على الوطن عشرون عاما من الحرب والخراب والدمار وإهدار للمقدرات التي كانت ستوجه للتنمية!!؟أم أن هذا العجز هو دليل على ما سقناه سلفا بأن نظرياته غير قابلة للتطبيق مع تحفظي الكبير والشديد على ما ساقه السيد الصادق بأن الإنقاذ - كما يستنبض من حديثه يومذاك- (إستولت) على فكره ومبادئه لحل مشكلة جنوب الوطن!!؟ إذن لماذا ظهرتم "بمبادرة الطريق الثالث" مادامت في مبادئكم الأولى حلول للمشكلة أم أن هذا من باب التحسين المستمر!!؟
    كلنا يرحب بالأفكار العملية الواقعية التي يمكن تنفيذها على أرض الواقع على أن لا تكون من النوع الذي يطلق عليه بالإنجليزية ((ambiguous .... وعليه أنني أتمنى أن يظهر بيننا رجل أعمال جريء " قلبه قوي " يستثمر في الموهوبين ومنهم هذا الرجل الفذ ذو العبقرية المعضلة , وإنشاء الله إستثماره "مجبور " !!.

    حاشية:-
    هناك فرق كبير بين (الُمبدع) و(الٌمبتَدِع)!! ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de