|
Re: بيت المقدس ... واحة للأرواح (Re: قرشـــو)
|
بلاد السور العالي رأينا مهد سيدنا عيسى عليه السلام كذلك في الحرم، وهو في الأرض يَنزل إليه من أراد زيارته، وفي جانب من الحرم على طوله مدارس ومواضع للمجاورين، وفيه صهاريج ماء. وأخبرونا أنه كان فيه عين ماء تجري والآن انقطعت، وفي وسطه مواضع صغار للمتعلمين، وفيه جملة شجر زيتون وغيره. الحاصل أنه مسجد مبارك وحرم كبير غير أنه مهدم ومهجور كله ومترب من روث الحمام، إلا ما شاء الله، تجد به محلا نظيفاً تصلي فيه. ورأينا شيئاً من البناء القديم من زمن النبي سليمان بن داود عليهما السلام، وهذا البناء عبرة لمن اعتبر. ورأينا مربط البراق لما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء، هكذا أخبرونا. وكلُّ موضع وأثر قديم فهو نازل في الأرض، لابد من النزول له، أغلب الآثار التي رأيناها هكذا. والقبَّة التي فيها الصخرة فهي في وسط مسجد مثمن وفيه أربعة أبواب مصفحة، وهو كبير، وفي وسطه القبة وفيها الصخرة، وعليها الشبابيك، كما تقدم أولاً، تدخل من واحد وتنزل والثاني هو داير على الصخرة. وهذا المسجد لا يتوصَّف مما فيه من الزخاريف والنقوشات واتقان البناء القديم، وذلك من بناء بني أمية. بلغني ممن رأى تاريخ البناء من الزوار مكتوبا على القبة سنة ثلاث وثمانين ومايتين، فيكون لذلك البناء إلى الآن ألف وست سنين. ورأيت مصابيح في هذا المسجد ما رأيت مثلها في باقي المساجد، إذا أشرقت عليها الشمس ترى العجب من الألوان والأشكال. وسور البلاد عال مبني بالحجر المسحول العظام ويذكرون فيه شيئاً من بناء نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام. وأغلب البيوت مبنية بالحجر المسحول، والطرق كلّها مفروشة بالحجر، وفيها جملة أسواق وعليها زجٌّ، وكذلك البيوت عليها زجٌّ. وخارج السور في جانب البلد وادي النار فيه مقابر اليهود، ما رأيت مقبرة أكبر منها. وفي الوادي بناء قديم وآثار قديمة ما وجدنا من يخبرنا عنها. ومن جملة ذلك قبَّةٌ عالية متطاولة وفيها باب أعلى من الأرض بمقدار قامتين، يأتيها النصارى ويرمون في جوفها أحجاراً صغيرة، من غير تشبيه، كرمي الجمار وإذا امتلأت فرغوها دايما. هكذا يذكرون أنه طرطور فرعون بأخبارهم. ومن جملة هذه الآثار مواضع منحوتة في الجبل، بعض منها كالمساكن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|