|
|
 Re: بيت المقدس ... واحة للأرواح (Re: قرشـــو)
|
من القدس إلى الخليل: ثم سافرنا من بيت المقدس في ثماني ساعات إلا ربعاً إلى الخليل، فمررنا في الطريق على قبر نبي الله راجيل عليه السلام بن يعقوب وهو بيد اليهود. ومررنا على قرية تسمى بيت لحم فيها موضع مولد عيسى عليه السلام وحيثما وضعته أمه بعد الولادة، وموضع النخلة، وهو محل نازل في الأرض، وهو بيد النصارى، جاعلين عليه كنيسة كبيرة وبها من الزينة والزخاريف والتماثيل غاية في الكثرة. وهذه البلدة يذكرون أن كلها نصارى ما بها أحد من المسلمين أبداً. ومررنا على النبي متى والنبي يونس عليه السلام، ووصلنا بلد الخليل بعد ساعة إلا ربعاً من اليوم الثاني من مسيرنا، وكان جملة المسير خمس ساعات، زايد قليل قاصر قليل، ورأينا به مسجداً كبيراً ما شاء الله، وفيه قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، منهم إبراهيم خليل الله عليه السلام وزوجته سارة والنبي اسحق، وزوجته رفقة والنبي يعقوب وزوجته لايقة. هؤلاء في محل واحد في مغارة من الجبل باطن المسجد، وفي أعلى المغارة التوابيت من خارجٍ، فوق كلِّ قبرٍ تابوتٌ. وفي ناحية أخرى من المسجد المذكور مغارة أخرى من الجبل، باطنها قبر نبي الله يوسف عليه السلام، وكذلك من خارجه تابوت في أعلاه. والغار الأول الذي فيه إبراهيم الخليل عليه السلام بابه مسدود بالرصاص، بل له فرجة قَدْرَ الكوَّة الصغيرة، يزورهم الناس منها، والأنوار تتلألأ في ذلك الغار. وأما الغار الثاني فله طريق من جانب المسجد.
وأما نبي الله لوط عليه السلام، فقبره بعيد عن البلد بمقدار ساعة وربع، ونبي الله العيص عليه السلام مسير ساعة ونصف عن البلد، ونبي الله نوح عليه السلام مسير ساعتين، وغار الأنبياء عليهم السلام مسير أربعين دقيقة عن البلد، وهو السرداب الشريف المشهور. وهذا المسجد يذكرون أن أول من بناه النبي سليمان عليه السلام، وما رأيت خدمة أقوى منه، بناؤه بالحجر المنحوت، ذرعنا حجراً منه طوله ست عشرة ذراعاً بذراعنا، وعرضه ذراعان ونصف، وذلك باق من بناء النبي سليمان عليه السلام. وفيه بركة ماء كبيرة والفلج من أعلاها، وهي على طريق المسجد في وسط الدرج. وهذه البلدة كل سكانها مسلمون أخيار، وما رأيت مثلهم في تلك الأرض، ونساؤهم مستورات، لا تسمع لهن حساً ولا ترى منهن أحداً على الطِّيَق، وهي الدَّرايش، وإذا خرجت، النسوة في غاية الستور والتحفُّظ، لا يبين منهن شيء أبداً. الحاصل أن الرجال والنساء في تلك البلدة كلهم أخيار، والقليلُ كما هم. وأما الفلاحون فهم مثل البهايم، وجميع أشغالهم على نسائهم من بيع وشراء وغير ذلك، تراهم في الأسواق تتزاحم الرجال والنساء، وبلادهم نيِّرة لم يكن بها أحد من المشركين سوى كم نفرٍ من اليهود خاصة، وهم في أتمِّ الذل.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست